كيف نبني حياة أسرية تجمعها السعادة..؟
السعادة الزوجية غاية تدرك، وحقيقة يمكن الوصول إليها بسهولة إذا توافرت لها التربة الصالحة، وعوامل النمو الطبيعي، وأسس الإدراك لمفاهيمها المتعددة؛ لأن الحياة الزوجية لم تعد قاصرة على مفهومها القديم التقليدي الذي لا يرى فيها غير القشور، حيث لا يتعدى تعريفها مجرد مشاركة حياتية روتينية وحدودية المسار غير قابلة للتعديل أو التغيير إلا في حالة واحدة هي تغيير أحد قطبي هذه الحياة (الزوجة أو الزوج) كأن يتزوج من أخرى أو تجرب حظها مع سواه، وهذه ثقافة القشور الخالية من الاستيعاب والنضوج بين الزوجين.
فالسعادة الزوجية قائمة على عدة مفاهيم صحية ونفسية وفكرية واجتماعية، وليست قاصرة فقط على المفهوم الأول العتيق، لذا يجب اعتماد عدة عوامل للوصول للسعادة الزوجية منها:
* الحوار البناء الذي يجعل من المشاكل فقاعات هواء سرعان ما تتلاشى كما يكون له بالغ الأثر في احتواء الأزمات لذا يجب تعلم فن النقاش والحوار الزوجي الذي يجب أن يكون داخل حجرة النوم بعيدًا عن الجيران والأهل، ويكون الحوار قصيرًا ومثمرًا، مع معرفة تصفية العلاقات والقضاء على الأحقاد، وتلاشي رواسب العداوة.
* الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والحوار المتبادل من أسس السعادة الزوجية؛ لأن إساءة العشرة والأنانية والشكوك والغيرة والغرور والدكتاتورية من أكثر عوامل هدم السعادة الزوجية، أما الاحترام المتبادل بين الزوجين وعدم الاستهانة بقدر أحدهما يجعل من الصعب التورط بألفاظ أو أعمال مهينة تعلق في الأذهان ويصعب بعدها تقبل الاعتذار.
* على الزوجة أن تحاذر من الاعتراف لزوجها بماضيها العاطفي أو علاقاتها السابقة، حتى لو كانت مجرد علاقة رومانسية أو خيالية أو هاتفية؛ لأن هذا كفيل لزرع بذور الشك والكراهية وعدم الثقة.
* يجب على الزوجة تعويد زوجها على الادخار والإنفاق قدر الحاجة، ولا تضطره للاستدانة لكي تشتري كل يوم أحدث الأزياء، وكل شهر عشاء في فندق، وكل عام السفر لأجمل الشواطئ.
* يجب تعلم فنون الترفيه والتسلية البريئة وعدم الإفراط في الاختلاط بالغرباء، وعدم ذكر مساوئ الزوج للصديقات أو للأهل وعدم الاستماع للنصائح من الجاهلات.
* الزواج ليس منفعة أو تجارة أو متعة جنسية مستمرة ولكن مشاركة ومسئولية مشتركة، وعندما يتحول الزواج لمنفعة أو صفقة يفقد رومانسيته وأهدافه الإنسانية والمودة والرحمة والسكن النفسي.
* يجب الحذر من عداوة الأقارب فبعض الأقارب لا تخلو قلوبهم من الحسد والغيرة وكم من بيوت هدمها سوء الظن وتناقل الكذب والحسد من الأقارب.
* ضرورة مراعاة ظروف الطرفين لبعضهما البعض وعدم المغامرة بالزواج السريع، إذ يجب أن يتوفر شرط التكافؤ في المستوى الثقافي والاجتماعي، والعلاقة الزوجية علاقة ليست مثالية 100% ورومانسية 100% أو عقلانية 100 % لكنها مزيج من الواقعية والمثالية والعاطفية والعقلانية والروحانية والمتعة النفسية والجنسية.
* وعلاقة الحب بين الزوجين يحكمها القلب والمشاعر والعقل والمنطق، الحب عاطفة حسية يحلق بها المحبوبان فوق السحاب مع أحلام وردية جميلة، وليس الحب قبل الزواج شرطًا للسعادة بعد الزواج.
* قد تنطفئ شعلة الحب بالشجار أو الملل أو الخلافات المستمرة والنكد من أحد الزوجين، ولكن زواج العقل والمنطق القائم على التكافؤ العمري والثقافي والاجتماعي والصحة الجسدية هو من شروط السعادة الزوجية.
* يجب عمل الفحوص الطبية الكاملة قبل الزواج للتأكد من الخلو من الأمراض والتحقق من الخلو من العاهات الخفية والأمراض النفسية والعلل العقلية والعادات السيئة والأمراض التناسلية، وليكن كل لقاء زوجي كأول لقاء بأول ليلة مفعمًا بالأشواق واللهفة.
* أخبرها دائمًا أنك تحبها، ولا تدري كيف ستكون حياتك بدونها.
* أخبرها دائمًا عن جمالها ورقة مشاعرها وطيب قلبها حتى ولو لم تكن كذلك.
* حاول أن تهديها قصائد الحب والرومانسية فذلك يجدد الحياة ويغير روتينها ويعيد لها حلاوتها.
* فاجئها بما تحبه وترغبه وتذكر المناسبات المهمة في حياتكما وبادر بتذكيرها.
* لا تخبرها بعيوبها وإن كان ولا بد فالتلميح يكفي دون إشعارها بأنك تنتقدها، وأخبرها بمحاسنها قبل التلميح بعيوبها، وذكرها بأن تلميحاتك من باب الحرص والحب فقط.
* إذا أخطأتَ في حقها عمدًا فأخبرها أنك لم تقصد وأن هذا الخطأ لن يتكرر.
* تحدث عن عائلتها بالمدح والاحترام والتقدير دائمًا ولا تذكر حماتك بسوء وأشعرها دائمًا بأنها مثل والدتك؛ لأن هذا ينعكس على تصرف زوجتك مع والدتك بما يسرك.
* لا تخبرها بما يغضبها ودار عنها أو عن الأمور التي قد تفسد حياتكما.
* إذا كانت طموحة وتعمل وترغب في الترقي وإثبات وجودها أخبرها بأنك تتمنى رؤيتها كأهم امرأة في العالم وشجعها على ذلك.
* عندما تتذوق طعامها أخبرها أنك لم تتذوق بحلاوته طعامًا من قبل.
* علق دائمًا بالإيجاب والإعجاب عن تسريحتها وأناقتها وملابسها وذوقها العالي وإن لم يعجبك شيء عليها.