نظم طريقة غذائك تتجنب السمنة
الشعور بالشبع أفضل طريقة للتخسيس
قد ينظر الكثير إليها على أنها أمر بسيط، وقد ينظر البعض على أنها مجرد منظر غير مقبول أو تشويه لجمال أجسادنا، وقد يفطن القليل إلى خطورتها ومع ذلك يقفوا مكتوفي الأيدي غير قادرين على إيقافها....
ولكل هؤلاء ولك عزيزي نقول احترس من مرض خطير اسمه السمنة، ومن الواجب أن نتذكر دائما أنها مرض، وليست بالمرض البسيط فحسب بل تعد مرضاً من الأمراض الخطيرة، إنها مرض من أمراض عصرنا الحديث ..
ولأن الحديث قد يطول عن هذا المرض، فالأبحاث أيضاً تطول ولا تتوقف، ومن الأبحاث الجديدة التي أجريت في هذا الشأن أن هدف التخلص من الوزن الزائد والاحساس بالرشاقة لا يتحقق إلا باستعداد الأشخاص أنفسهم لاتباع حمية غذائية معتدلة وعدم الإسراف في تناول الطعام، وإذا لم يطبق ذلك فلن تفيد الأدوية والعلاجات.
وفي خطوة هامة قد تفيد الجادين في التخلص من أوزانهم الزائدة، كشفت أحدث الدراسات العلمية عن أن الأطعمة التي يحتاج الجسم وقتاً أطول لهضمها تمنح شعوراً بالشبع, وبالتالي فهي الأنسب لتفادي السمنة بدون الحاجة إلي نظم التخسيس القاسية.
وأشار الدكتور ريتشارد ماتس اخصائي التغذية في جامعة بوردو بولاية انديانا الأمريكية، إلى أن البروتينات تأتي في مقدمة هذه الاطعمة, ومن أهم مميزاتها أنها مع طول فترة هضمها تؤدي إلى شعور بالشبع, فمثلاً المكسرات بها نسبة أكبر من الوحدات الحرارية، ولذا فإن تناولها باعتدال وبكميات معقولة يساعد علي الاحساس بعدم الحاجة لتناول وجبات غذائية بعدها بكمية كبيرة.
ويضيف أن هناك مفهوماً خاطئاً لدي الكثيرات اللاتي يعتقدن أن تناول الماء بكميات كبيرة يغني عن الحاجة الي الطعام والسوائل, ويصحح هذا المفهوم, مشيراً إلى أن اللبن الحليب أفضل من الماء فهو من السوائل التي تتحول في المعدة إلى مادة شبه صلبة ويحتاج هضمه إلى مجهود ووقت أطول فيحقق الاشباع لفترة أطول.
ومن وسائل التخسيس التي ينصح بها الخبراء ممارسة الرياضة التي تؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من العرق والتخلص من السعرات الحرارية, كما ينصحون بضرورة التحكم في كمية الطعام وتنويعه, وخداع البصر باختيار الأطعمة ذات الحجم الكبير والفقيرة سعرات حرارية, خاصة الخالية نسبياً من الدهون, لأنها مفيدة للجسم وتحقق الشعور بالامتلاء والشبع ولا تزيد الوزن.
حبة سحرية تشعرك بالشبع
أعلن علماء بريطانيون عن تطوير حبة جديدة تجعل الذين يتناولونها يشعرون بالشبع فور البدء بتناول الطعام، مشيرين إلي أنها قد تساعدهم علي خفض أوزانهم.
وأبدي العلماء دهشتهم بعد التجارب الناجحة التي أجريت علي حبة "tesofensine"، لكنهم قالوا إنها لن تطرح في الاسواق قبل مضي ثلاث سنوات.
وأشار العلماء إلى أن الحبة تؤثر علي الجزء الخاص في الدماغ المسئول عن الشهية وتجعل المرء يشعر بالامتلاء فور ابتلاعها.
وأضاف العلماء أن تناول هذه الحبة لستة أشهر يمكن أن يساعد علي خفض الوزن بحوالي 15 كيلوجراماً، أي ضعف ما يمكن للأدوية الاخري أن تفعله، محذرين من أنه قد تكون لهذه الحبة عوارض جانبية مثل الغثيان الخفيف والإسهال والإمساك وقلة النوم وتغير المزاج وزيادة دقات القلب.
وتعليقا على هذه النتائج، قال البروفوسور أستروب من جامعة كوبنهاجن في الدنمارك إنه من الافضل للراغبين بخفض أوزانهم تناول هذه الحبة مع التقيد بحمية غذائية متوازنة، و زيادة نشاطاتهم الرياضية من أجل خفض أوزانهم بشكل أسرع.
وقد صنع هذا العلاج في الأساس لمعالجة أمراض مثل الزهايمر وباركنسون وهي تبدل ثلاثة مستويات في كيمياء الدماغ المسئولة عن الشهية وهي "سيروتونين" و "دوباماين" و " نورادرينالين".
تعددت الطرق.. والهدف واحد
وعن أحدث الطرق للتخلص من البدانة، أكدت دراسة كندية حديثة أن التنفس العميق يساعد علي حرق الدهون الموجودة ويتخلص من كل الزوائد الموجودة في الجسم من خلال تكنيك معين يمكن المريض بالسمنة أن يحرق الدهون حتي لو كان جالساً, وهي عملية بسيطة تقوم علي أساس منع كل الأكسجين عن الجسم بإخراج كل ثاني أكسيد الكربون مع الزفير, ثم شد عضلات البطن بقوة ثم عدم التنفس لثوان.
وأشارت منال الديب المدربة المعتمدة بالمركز الكندي للتنمية البشرية والمتخصصة في البرمجة اللغوية العصبية، إلى أن عملية شد البطن تعمل علي دفع الدم بقوة أكبر في العضلات وتحويلها إلي سائل يسهل التخلص منه علاوة علي أن منع الاكسجين لمدة ثوان يجعل المخ يعطي أمراً للجسم بحرق الدهون الموجودة وهذا يعطي نتائج هائلة.
ومن جهة أخرى، اكتشف علماء استراليون طريقة جديدة لمساعدة الناس على خفض أوزانهم من دون الحاجة إلى التقليل من تناول الطعام، حيث وجدوا أن التلاعب بالخلايا الدهنية لمجموعة فئران في المختبر مكنّهم من تسريع عملية الاستقلاب لدى هذه القوارض.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الطريقة جعلت الفئران تأكل كمية الطعام نفسها كما في السابق ولكن من دون أن يزيد وزنها، وباتت تحرق سعرات حرارية أكثر من الفئران الأخرى العادية، وقد يفتح هذا البحث الطريق أمام إنتاج أدوية تساعد على حرق السعرات الحرارية وعلاج مرض السكري.
ومن جانبها، أوضحت جمعية "وايت كونسيرن" التي تهدف إلى مساعدة البدناء على خفض أوزانهم أن تغيير أسلوب الحياة يظل أفضل الطرق للسيطرة على البدانة، مؤكدة أن كل الدلائل التي لدينا تشير إلى أن لا شيء يعطي نتيجة أفضل من الحمية الصحية وزيادة النشاط البدني.
السمنة.. أخطار وأضرار
أما عن بعض الأخطار المتعلقة بالسمنة، فقد أكدت دراسة طبية أن سمنة البطن تؤدي إلى إصابة الفرد بأمراض القلب، حيث أن الخلايا الدهنية الموجودة بالنسيج الدهني المبطن لجدار البطن تفرز الكثير من المواد التي تسبب تصلب الشرايين والضغط وحدوث الجلطة، كما أنها تتسبب في خلل في نسبة الدهون الموجودة ببلازما الدم وأيضاً مرض البول السكري.
وأوضحت الدكتورة عزة احمد على بقسم الباثولوجيا الكيميائية والاكلينكية بالمركز القومي للبحوث، أن قياس نسبة الدهن المبطن لاحشاء البطن أهم بكثير من قياس الوزن الكلي لمرضى السمنة، مشيرة إلى أن الخلايا الدهنية الموجودة بالنسيج الدهني المبطن لجدار البطن والموجودة حول الاحشاء البطنية أكثر نشاطً من خلايا الدهن الموجودة في أماكن أخرى من الجسم البشري.
وأضافت عزة أن المواد التي تفرزها تلك الخلايا الدهنية تودي إلى ارتفاع الكولسترول المنخفض الكثافة وانخفاض مستوى الكولسترول عالي الكثافة وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية وعدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الانسولين الذي يعمل على انخفاض مستوى السكر بالدم.
ونصحت الدكتورة عزة مرضى السمنة بضرورة تقليل الوزن عن طريق اتباع نظام غذائي معين أو باستخدام العقاقير الطبية تحت إشراف طبي حسب حالة المريض ومتابعته عن طريق قياس محيط الوسط وقياس نسبة الدهون الثلاثية حتى يمكن التحكم في الأمراض التي تسبب اضرار القلب والأوعية الدموية.
ومن جهة أخرى، كشف علماء من جامعة Adelaide باستراليا عن السبب العلمي الذي يفسر تسبب السمنة في إحداث العقم عند النساء، فعلى الرغم من اعتبار السمنة عاملاً أساسياً لحدوث العقم منذ فترة طويلة، إلا أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها من حيث تركيزها على العلاقة المباشرة بين البدانة وبين البويضات داخل المبيض.
وأشار الباحثون إلى أن تناول النساء للغذاء الغني بالدسم من شأنه أن يسبب إيذاءًا للبويضات الموجودة داخل المبيض، وبالتالي عندما يتم تلقيح هذه البويضات فإنها لن تتطور بشكل طبيعي ولن تتحول إلى أجنة بشكل سليم.