الجنس : العمر : 36 كوكب الأشباح التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 512
موضوع: *¤ô§ô¤* قصة علم الجودة النوعية *¤ô§ô¤* الأربعاء 14 سبتمبر 2011, 4:29 am
الجودة النوعية يقصد بها معايير ونظم ضبط الجودة وتوكيدها .
أثناء الحرب العالمية الثانية تم تحويل عدد كبير جدا من المصانع الأمريكية من الانتاج المدني الى الإنتاج الحربي وذلك لتزويد الة الحرب بقطع الغيار والمعدات والذخيرة مما أثر على مستوى الإنتاج المحلي من المنتجات المستخدمة مدنيا و أدى الى زيادة لوائح الإنتظار لكثير من السلع الإستهلاكية مثل الثلاجات و الغسالات و الأفران ...الخ.
مما جعل مدراء المصانع ورجال الأعمال يركزون ويطالبون العمال والمهندسين بزيادة الإنتاج مهما كلف الأمر حتى لو أدى ذلك الى تدني جودة المنتج و تدني نوعية السلعة .
وبعد سنوات الحرب طالب كل من الدكتور ادوارد ديمنج و المهندس جوزيف جوران الجميع بالتركيز على جودة المنتج بدلا من التركيز على الكمية و أقاموا بذلك حملة للتقيف ولكن لا حياة لمن تنادي!
وقد كانت اليابان في ذلك الوقت في بداية إعادة الإعمار والبناء الصناعي و الإقتصادي مرة أخرى بعد سنوات الحرب المدمرة ، فتم دعوة الدكتور ادوارد ديمنج و المهندس جوزيف جوران لإلقاء عدة محاضرات في اليابان أمام رجال الأعمال والصناعيين والمهندسين و العمال و في الجامعات اليابانية.
وقد لاقت نظرية الجودة و مبدأ النوعية صدى واسع جدا باليابان و تبنتها جميع المصانع و المعامل حتى أصبحت مطبقة في جميع انحاء اليابان بشكل جدي جدا و تم اخضاع كل السلع والمنتجات اليابانية لإختبارات قاسية جدا للكشف عن العيوب التصنيعية و الخلل أثناء الإنتاج.
وقد أدت هذه الخطوة الهامة الى تحسن سمعة السلع والمنتجات اليابانية على مستوى العالم لأن أي سلعة أو منتج لا تخرج من المصنع الا وقد تم اجتيازها لإختبارات الجودة والنوعية مما جعل المستهلك يقبل عليها سواء بالولايات المتحدة أو خارجها نظرا لجودتها وخلوها من العيوب التصنيعية.
وقد أدى هذا التطبيق الى كسب ثقة المستهلك عالميا و الى قفز حصة المنتجات اليابانية بالسوق الأمريكية من 4 % الى 20 % خلال سنوات قليلة والى نسبة أكبر خلال السنوات التالية مما أدى تكدس المنتجات والسلع الأمريكية المنشأ بالمخازن وعزوف المستهلكين عنها.
ولقد أساءت الشركات والمصانع الأمريكية في ذلك الوقت فهم الحقيقة الجديدة و الحادثة بالسوق و أعادت ظاهرة اتجاه الزبائن لتلك المنتجات اليابانية الى عامل السعر الأقل فعمدت الى ضرب الأسعار و تخفيضها!
و الحقيقة أن سوء فهم الموضوع كبد الشركات و المصانع الأمريكية الكثير مما أدى الى خروج الكثير منها من السوق و بالتالي الى زيادة حصة المنتجات اليابانية و هيمنتها بالسوق الأمريكية والعالمية.
وبعد سنوات من الحيرة تمكن الأمريكان من الوصول الى السر و بدؤا بتطبيق نظرية الجودة والنوعية ولكن بعد ماذا؟
عموما تم تطبيق نظرية الجودة والنوعية في المصانع الأمريكية و اخضاع كل سلعة و منتج لنفس الإختبارات اليابانية ولكن كان التطبيق مكلف لأن العمال والمهندسين الأمريكيين قد تعودوا على الإهمال وعدم التركيز أثناء عملية الإنتاج مما زاد من نسبة الرجيع من البضائع والمنتجات وبالتالي زيادة الحمل المادي وارتفاع سعر التكلفة على عاتق الشركات والمصانع مما أدى الى خروج المزيد منهم من السوق.
وبعد ذلك تم اخضاع العملية الإنتاجية الأمريكية برمتها للدراسة واعادة التقييم من جديد لأن الوضع أصبح لايطاق وتم التوصل الى فكرة التدخل المبكر قبل انتاج السلعة أي تحسين الأداء في خطوط الإنتاج و نجحت الفكرة في تخفيض الكلفة اللازمة لتطبيق فكرة الجودة و النوعية و تخفيض مستوى الرجيع ولكن لم تنجح في الوصول الى منتج جيد يضاهي المنتج الياباني!
ثم توصل الأمريكان لاحقا الى السر الياباني و هو مبدأ جديد و متطور اسمه (الجودة الشاملة) التي طورها اليابانيون بعد تطبيقهم لمبدأ الجودة والنوعية (التي كانت امريكية بالأصل) و هي تتلخص في التركيز على تطوير جودة كل خطوة من خطوات الإنتاج و الوقاية من الخطأ قبل حدوثه و بالتالي عدم تأثر المنتج النهائي بأي خطأ.