[ ثورة مورينيو في ريـال مدريد ]

[ ثورة مورينيو في ريـال مدريد ]

//

مورينيو يعيد تشكيل ريـال مدريد على أسس جديدة
مورينيو عازم على إيقاظ "الفيل النائم من سباته"
الثورة الأساسيّة التي يقوم بها مورينيو تتعلق بإعادة هيكلة النادي ليقوم بخدمة الفريق وليس العكس
الهدف الأساسي: الفوز بالمباريات كل سبت
الحلم: مورينيو يفسح المجال لكرة القدم في قلب ريـال مدريد

\\

كما هي العادة ، في صباح بارد من شهر نوفمبر الماضي في الفالديبيباز، كنّا نتناول طعام الافطار في الساعة الثامنة صباحاً.
وكان الإفطار بسيطا مؤلفاً من القهوة مع الخبز المحمص، والحليب وزيت الزيتون مع عصير البرتقال.
وكان الحديث يدور حول تدخّل وسائل الإعلام الرياضيّة في حياة لاعبي وفنيي الفريق.

خوزيه مورينيو كان جالساً يستمع باهتمام بعدما أنجز (كما هي عادته) التخطيط التفصيلي للحصّة التدريبية لهذا اليوم. فجأة،
انبرى بسؤال لأحد مساعديه: هل تم تحضير كل شيء؟ أقصد هل تم توصيل أنابيب التدفئة إلى الملعب؟
في تلك الأثناء، كانت عينيه متّجهة للنافذة تنظر إلى العشب المتجمّد كالصخر بفعل البرودة والثلج.
لم تتم الإجابة على سؤاله، بل قوبل سؤاله بالصمت المطبق.

ذهب أحدهم إلى الملعب ووجد أن جهاز التدفئة لا يعمل.
لقد كان هذا اليوم هو اليوم الأول الذي لا يتدرّب به لاعبوا الفريق على العشب بفعل الثلج المتحجّر.

هذا المثال يستدعي الأسى والحزن على فريق يصرف الملايين لتأسيس الملاعب وصيانتها ولديه ما يقارب المليون متر مكعب من الملاعب المهيأة ولكن القليل من الثلج يصيب الفريق بالشلل.

عندما أصبح بيريز رئيساً للنادي في عام 2000 كان ريـال مدريد في المرتبة 24 بالنسبة لباقي نوادي كرة القدم لناحية المدخول المالي، أيّ أن حالته المالية كانت نوعًا ما حرجة.
ولكن بالرغم من ذلك، فإن بيريز باع سيدورف واشترى كل من فيغو وزيدان وبيكام ورونالدو.
هذه المغامرة المالية تم تغطيتها بشكل ناجح من قبل حقوق البث التلفزيوني،
الرحلات إلى بلدان آسيا وعائدات التسويق الخياليّة.

بعد أربع سنوات من هذه المغامرة،
صدر التقرير المالي الذي يراقب أندية كرة القدم في العالم وفيه:
"نادي ريـال مدريد أغنى نادٍ على وجه المعمورة".

وعلّق حينها المدير التنفيذي في نادي ريـال مدريد:
إن فلورينتينو بيريز يدير النادي كما يدير أيّ رجل أعمال شركته، ولهذا نجحنا.
ولكن هذا النجاح الاقتصادي غير المسبوق صاحبه فشل غير مسبوق أيضًا:
تلاشى وتبخّر صلاحيات المدرب وهيمنة عقليّة السوق والأرباح على غرفة الملابس أيضاً.

استمر هذا التحوّل حتى عام 2004 حينما استقال المدرب خوزيه كاماشو فجأة بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه . "وجودي غير مؤثّر في الفريق، ولا أستطيع مواصلة العمل هنا"، قال كاماشو في لحظة الوداع.
ولكنه قبل ذلك بيوم، التقى بفلورنتينو بيريز وقال له بلهجة لاذعة: "أشعر بالغثيان،
الأعمال والمال سيطرت على ريـال مدريد فلم يعد المال يخدم الفريق بل العكس هو ما يحصل.
لقد تمادى المال إلى حدود أبعد من المسموح بها."

الفيل النائم

لقد تم اختيار خوزيه مورينيو ليس لجلب الألقاب فقط وإنّما لإيقاظ الفيل النائم من سباته.
مورينيو يتقاضى 10 ملايين يورو للقيام بهذه المهمة،
أي مهمة إعادة الدور الحيوي للمدرب في حياة النادي.
ومورينيو مصمم على إعادة الحيوية للنادي وإفاقة الفيل من سباته
مهما كلّف الأمر وكيفما كان الثمن (بما فيه إنهاء عدد من الوظائف، أو إقالة بعض الأشخاص).

يقول مورينيو: "ريـال مدريد هو أكبر نادٍ في الكون ولكنه نائم، ونوم الفيل يعني أن لا فعاليّة له.
أنا لست سعيدًا بخروج فالدانو ولكنني سعيد بالهيكلية الجديدة.
نحن نبحث عن نموذج مختلف، ودينامية جديدة.
ولا يغرنكم الأمر، فالهيكل الجديد لا يضمن النجاح ولكن الهيكل القديم كان ضامنا للفشل."

مورينيو ليس لديه غضاضة في كشف كافة العيوب التي يعاني منها النادي.
ففي تقريره لنهاية الموسم يقول على سبيل المثال:
هناك قصور فاضح في الهيكل التنظيمي للنادي الذي يمتلك 300 شخص من الموظفين،
عداك عن الموظفين غير الدائمين، هناك 2000 شخص يعملون أيام المباريات،
350 لاعب في شتّى الرياضات.

إن هذا الهيكل القديم وطرق عمله ستُبقي ريـال مدريد حبيس الماضي
ولا تسمح له بديناميكية الحركة اللازمة لأكبر فريق في القرن الواحد والعشرين.
الآن، ونظراً لتمتعه بالقوة والهيمنة اللازمة،
مورينيو يقود عميلة التغيير الجذري في النادي.

مورينيو مصصم على إيقاظ الفيل النائم،
وقد وجد في جوزيه آنخل سانشيز(المدير التنفيذي) حليفاً مثاليّاً ومحرّكاً حقيقياً في النادي.
سانشيز يقول:
لقد كنا بحاجة إلى محفّز، إلى منشّط، إلى من يثوّرنا ،
إلى من يعيدنا إلى كرة القدم ويعيد كرة القدم إلينا.
أفضل ما في مورينيو أن التغييرات التي سيحدثها ستكون ذا أثر استراتيجي بعيد المدى.

لقد غادر مورينيو لقضاء عطلته السنوية يوم الأربعاء الماضي،
ولكنه كان يعمل من الثامنة صباحاً حتى السابعة مساء كل يوم، يداً بيد مع آنخل سانشيز لشحذ الهمم وتوفير العناصر الارتكازية للفريق استعداداً للموسم القادم.
إن ما يقومان به الآن ستكون له الآثار الكبيرة على مستقبل الفريق.

"عندما أترك الريـال، سأكون مطمئناً بأن الهيكل الأساسي للفريق قد تم وضعه،
لذا، لا خوف عليه فيما بعد. أهم ما يميز عملي هو المهنية والتنظيم، وأريد أن أضع ذلك كأساسٍ قوي في النادي.
أنا أعلم بأن النادي قصير النفس ولا أحد هنا يمتلك فضيلة الصبر أو ترف الوقت.

العلل، التشخيص، الدواء

1- لا يوجد تحليل لإمكانيّات اللاعبين،
2- لا توجد قواعد بيانات،
3- لا يوجد أرشيف مهني،
4- لا يوجد قسم بتحليل الخصوم وفرقهم ولاعبيهم واستراتيجياتهم (الكشّافة)
5- لا يوجد من يُعنى بالعلاقة مع المؤسسات الآخرى (الاتحاد الإسباني وغيره)
هذه الأقسام والمعلومات تشكّل رأس حربة لأيّ نادٍ فما بالك بأكبر نادٍ في العالم؟

الكشّافون في الفريق (الذين يتجسّسون على الفرق الأخرى)
هم من أهم العناصر في الفرق الرياضية. فقبل 14 عام، أيّ في عام 1997-1998
لعب برشلونة مع نيوكاسل (وكان آنذاك بقيادة فان غال وبمساعدة مورينيو في سنتهم الأولى كمدربين لبرشلونة). المعلومات التي أتى بها الكشّافة كانت خاطئة، لذا خسر برشلونة 3-2 أمام نيوكاسل.

في الأعوام التالية، تمت معالجة الخلل من خلال الثورة على صعيد الكشافة ومن حينها اختلف الوضع. مورينيو كمساعد لفان غال أخذ درسًا بهذا الخصوص.
ثلاث سنوات من العمل مع فان غال كانت أكثر من كافية لتعلّم الفرق.
مورينيو يرى بأن فريق ريال مدريد فقير بمصادر المعلومات التي كانت متوفرة لفان غال قبل 14 عام.
إنه لمن المؤلم أن يعاني مثل هذا الفريق العظيم من مثل هذه النواقص.

الفريق الأول
ريـال مدريد يفتقر إلى أهم عنصر من عناصر الفريق الناجح: الفلسفة أو الأسلوب المتميز.
بالمقارنة مع برشلونة، فإن هناك عشر سنوات فرق بما يتعلّق بالتنظيم والتنمية البشرية.

خذ مثلاً موضوع الشباب في الفريق الإسباني،
فمن المعلوم بأنه منذ ست سنوات وفريق الكاستيا تتوفر له أفضل التسهيلات والأجهزة
والموظفين والعاملين والمدربين الرياضيين وغير الرياضيين.
ولكن، لم ينعكس ذلك إطلاقاً على صعيد الفريق الأول،
أيّ لم يتم تصعيد أيٍّ منهم إلى الفريق الأول.

هناك من يقارن حال الكاستيا بحال اللاماسيا،
إلا أن أحد المختصّين يرفض هذه المقارنة ويقول: منذ 20 عاماً وكرويف يعمل على تدريس فلسفة واحدة وأسلوب (ستايل) واحد للفريق.
كل فرق برشلونة ولاعبيها يلعبون بنفس الأسلوب.
لذا، يتم تخريج اللاعبين وكأنهم خرجوا من مصنع سيارات.

المدافعين عن ريـال مدريد يقولون بأن مدريد له فلسفة أخرى،
تتعلق بالمناشئ المختلفة للاعبين ووظائفهم المتعددة والتي تجعلهم أكثر قدرة على التأقلم مع أي نظام تدريبي.
وهذا له علاقة بالتاريخ.
ولكن نحن نرى بأن كل فريق من فرق الريـال يلعب بفلسفة مختلفة تختلف باختلاف المدربين واختلاف الأزمان.
لهذا، تجد بأن قفز اللاعب من الكاستيا إلى الفريق الأول بدلاً من أن يكون خطوة طبيعية كما هي الحال بالنسبة للاعبي اللاماسيا، فإنه شيء يصعب تصوّر حدوثه في الريـال .

في مدريد، كل فريق يلعب بشكل مختلف،
وكل أربع سنوات تجد هناك تغييراً بمقدار 180 درجة عن السنة السابقة.
في أحد الأعوام قام رومان مارتينيز بطرد 11 فني ومدرب من مختلف فرق الريـال،
وبهذا عدنا إلى نقطة الصفر من ناحية الأسلوب والأداء والأفكار.
في الكاستيا لدينا لاعبين رائعين وقد ذهبوا إلى فرق أخرى ونجحوا فيها لأنها فرق تتمتع بالصبر وتمنح الثقة لهم.
فريق ريـال مدريد الأول لا يمتلك مثل هذا الصبر.

صراع الآراء والأفكار

مورينيو لم يجد من يعطيه فكرة عن فلسفة النادي:
" بدلاً من أن يكون الريـال مدريد فلسفة واحدة يتم تحديثها وتحسينها مع كل مدرب يمر على النادي،
نجد هنا سلسلة من التناقضات بين الآراء التي تركها مدربي الريـال على مرّ العصور.
وهذا الخلل يجعل اللاعبين غير قادرين على الوصول إلى أفضل حالتهم وأفضل معارفهم بما هو مطلوب منهم.
أنا أريد الوصول إلى الثبات، ولكن أهم من ذلك، بناء فلسفة واحدة للنادي والإبقاء عليها لكي يتبعها كل من سيأتي بعدي في الريـال ويحسنها ويحدّثها بدلاً من إعادة البناء من الصفر كما هو الحال الآن.
هكذا تخلق الهوية" .

أريد أن أبني فريق مهني قوي للكشافة. لدينا 35 كشاف يبحثون عن المواهب الجديدة.
في السابق كان عملهم معاكساً للمنطق فقد كانوا يبدأون بالبحث عن المواهب في العالم ثم في اسبانيا ثم في مدريد،
الآن سيتم عكس ذلك تماماً.
لقد عانى فريق الكشافة كثيراً في الفترة الماضية .
البعض منهم تم فصله، الكثير منهم كانوا يعملون بدون تنسيق فيما بينهم.

لابدّ من توحيد الهدف والعمل جميعاً بمهنيّة وتعاطف وتعاون لتحقيق الهدف.
حاليًا، هناك أقسام في النادي، تعمل بشكل منفصل ولا علاقة لها بالفريق أو بأهدافه، هذا لن يستمر.
الجميع يجب أن يعمل على الهدف التالي:
ربح المباريات هذا هو الهدف من ريـال مدريد وهذا ما يجب على الجميع التخطيط له والعمل لأجله.

كلّ شيء يجب أن يكون تحت السيطرة

في كرة القدم كل تفصيل مهم، كل دقيقة داخل الملعب أو خارجه يجب أن يخطّط لاستغلالها بعناية.
النادي يجب أن يعمل كالأسرة،
الكل يجب أن يتعاون لأجل الفريق.
مورينيو لا يسمح بتسرّب المعلومات عن أسرته (فريقه وناديه) لذا فإن أي تسرّب ولو كان قليلاً،
يتم العقاب عليه بشدّة وأحياناً الطرد من الأسرة.
مورينيو مستعد للقتل من أجل أُسرته (لاعبيه) ويتوقع نفس الشيء بالمقابل.
السّـر الأكبر لنجاح مورينيو هو المهنية ، تعليم كيفيّة التفكير والتحفيز والعمل سوياً.

هذا هو خوزيه مورينيو،
أسلوب نقيّ ومتكامل، وهو يريد أن يجعل ريـال مدريد ذو أسلوب نقيّ ومتكامل.
يقول مورينيو: لا أدري كم من الألقاب سأحصل مع الريـال
ولكني متأكد من شيء واحد:
من سيأتي بعدي سيجد نادياً منظماً جاهزاً للعمل.

///

أتمنّى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم

تـحـيّـة ،،،

» ¤!||!¤*' النادى (( ريال مدريد )) الملكي '*¤!||!¤
» ¦¦�¦¦{[ ثورة وسائل الاتصال وانعكاساتها ]}¦¦�¦¦
» || البارسا و ريال مدريد .. هل هو صراع الودّ أم الحقد؟ ||
» 〖〗قصيدة ثورة الشك للأمير الراحل عبدالله الفيصل〖〗
» أزمة منتصف العمر ثورة نفسية تعرض الحياة الزوجية للخطر

￼[ ثورة مورينيو في ريـال مدريد ]￼

[ ثورة مورينيو في ريـال مدريد ]