~*¤ô§ô¤*~ إحمل هويتك داخل جسمك ~*¤ô§ô¤*~
هنالك أفلام تمتعك، وأخرى تخيفك، كما ان هنالك أفلام تلهمك وتلفت إنتباهك الى إختراع قد يتبلور في المستقبل. قد تكون ممن شاهدوا بعض تلك الأفلام التي أظهرت إمكانية زرع أداة ما داخل جسم الإنسان لتتبع نشاطاته اليومية. إذا كانت هذه الفكرة قد أوحت لك بأن إختراع ما على الطريق لكنك إستبعدت إمكانيتها حصولها، فكر مرة أخرى! فقد تكون في طريقك الى إثبات هويتك عن طريق زراعة شريحة بحجم حبة الأرز داخل جسمك جراحيا. الفضل يعود الى شريحة "VeriChip".
ما هي هذه الشريحة؟
إبتكرت شركة "Applied Digital Solution"، وهي شركة متخصصة بالإتصالات والحماية، حلا فريدا من نوعه وهو شريحة قامت بتسميتها بالإسم "VeriChip". وهذه الشريحة هي عبارة عن شريحة مخصصة للزراعة داخل أجسام الكائنات الحية تقوم بتعريف الجسم الحامل لها عن طريق الموجات الراديوية، ويمكن إستخدام هذه الشريحة للأغراض الأمنية والمالية ولتحديد الهوية وغيرها من الإمكانيات. وعلى الرغم من حجمها الذي لا يتجاوز حجم حبة الأرز، تستطيع هذه الشريحة ان تخزن رقم فريد لتحديد هوية حاملها. فعندما تلتقط هذه الشريحة الموجات اللاسلكية لأحد أجهزة الماسح (Scanner) الخاصة، تقوم بتفعيل نفسها وترسل الرقم الذي تخزنة الى الماسح. وفي حال طابق الرقم الذي أرسلته الشريحة أحد الأرقام الموجودة في قاعدة بيانات ما، يسمح للشخص الذي يحتضن هذه الشريحة داخل جسمه بالدخول الى غرفة مؤمنة لإكمال صفقة مالية أو لتعريف سجلاته الطبية ... الخ. وتقول الشركة الصانعة بأن هذه التقنية موجودة منذ فترة. حيث تقوم الشركة ببيع هذه الشرائح منذ حوالي 15 عاما. لكن أغلب هذه الشرائح تستخدم لغايات تحديد هوية الحيوانات التي تحملها مثل الحيوانات المنزلية والمواشي. ويمكن لهذه الشرائح ان تدوم لمدة 20 سنة.
ما الداعي لإستخدمها في الإنسان؟
تقول الشركة الصانعة بأن فكرة إستخدام هذه الشرائح لتحديد هوية البشر جاءت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول على مركز التجارة العالمي والبنتاغون. فبينما كان "ريتشارد سيلينغ"، نائب مدير اللوازم طبية في شركة "Applied Digital"، يتابع تبعات الكارثة على التلفزيون، شاهد كيف كان رجال الإطفاء يكتبون أرقام شاراتهم على أذرعهم بقلم حتى يتم التعرف عليهم في حال حدوث كارثة. وكتجربة للتقنية، قام "سيلينغ" بإدخال أحد هذه الشرائح تحت جلده وقام بفحص صلاحيتها، وقد أدهشته كفاءة واداء الشريحة. والآن، تم بيع أكثر من 9000 شريحة من هذه الشرائح، وقد تم حقن 1500 شريحة منها في البشر. ويتوقع ان يزداد هذا الرقم قريبا حيث قامت دائرة الأدوية الأمريكية بالموافقة على إستخدام هذه الشرائح في التطبيقات الطبية في الولايات المتحدة، لكنها لم توافق بعد على إستخدام الشرائح في الجوانب الأمنية والمالية وفي جوانب تحديد الهوية الشخصية. لكن على الأغلب لن يمر وقت طويل حتى تتم الموافقة على تلك الجوانب وحتى تسلك هذه التقنية طريقها الى دول أخرى في العالم، فقد قامت مديرية الشرطة المكسيكية بحقن هذه الشريحة في جميع العاملين لديها، بينما بدأت وزارة الصحة الإيطالية بتجربة هذه التقنية للإستخدام في المستشفيات. كما قام أحد الأندية في إسبانيا بإستخدام الشرائح تلك كمحفظة إلكترونية لشراء المشروبات والدفع لإستخدام المنشآت. وبالنسبة للمبيعات فقد تصدرت كل من روسيا وسويسرا وفنزويلا وكلومبيا قائمة الدول التي تستورد هذه الشرائح.
كيف يتم حقنها تحت الجلد؟
يستطيع أي طبيب او جراح زرع هذه الشريحة التي يبلغ طولها 11 ملميتر في الأنسجة الدهنية الموجودة تحت عضلة الذراع الأيمن. وتستغرق عملية الزرع بضع دقائق حيث يستخدم التخدير الموضعي يتبعه إدخال الشريحة بسرعة ودون ألم، ولن يشعر الشخص الذي يحمل الشريحة بها بعد العملية. وهنا يكمن السؤال، من أين تحصل الشريحة على الطاقة؟ لا داعي للقلق بهذا الخصوص، فهذه الشريحة تكون في حالة سبات معظم الأوقات ويتم تفعيلها فقط عندما تمرر ذراعك تحت الماسح المخصص لقراءة الشريحة. وعندما تقوم بذلك، تمر كمية قليلة من الأمواج الراديوية من خلال جلدك وتفعل الشريحة التي تبث إشارات راديوية تحتوي على رقم التعريف الخاص بك، ومن ثم يقوم الماسح بفك رموز الشيفرة الخاصة بالرقم ويرسلها الى مكان خاص وآمن لتخزين البيانات يتم الوصول اليه عبر التليفون والإنترنت. ويكلف زرع هذه الشريحة ما يقارب 150 دولار.
هل من فوائد أخرى لهذه الشريحة؟
يمكن إستخدام هذه الشريحة في تطبيقات أخرى غير التحقق من السجلات الطبية. فمثلا، يمكن إسخدامها في عمليات التحقق من الهوية اذ من الممكن تضمين معلوماتك الحيوية في هذه الشريحة بحيث يتم التحقق منها عن طريق الماسح ومن ثم التخويل بالدخول الى المناطق الخاصة التي من المفترض ان لا يدخلها أحد غيرك. كما أن هنالك تطبيقات أخرى تتضمن حماية الملكية الفكرية عن طريق التحقق من هوية المستخدم، كما يمكن زرع هذه الشريحة التي يتم تعزيزها بقدرات نظام تحديد الموقع العالمي (GPS) في الأطفال بحيث يسهل على دوائر الشرطة تعقبهم في حال تم إختطافهم. بالإضافة الى ما سبق، يمكن إستخدام الشريحة للعثور على الحيوانات المدللة الضائعة او لمراقبة الحيوانات البرية بالإضافة الى إمكانية العثور على الممتلكات المسروقة، كما يمكن إستخدامها كإجراء أمني في المنشآت المهمة مثل المطارات والمباني الحكومية والمختبرات وغيرها، كما يمكن تعقب المجرمين بإستخدام هذه التقنية لدرء مخاطر هجماتهم في الوقت المناسب.
هل من مخاطر من إستخدام هذه الشريحة؟
على الرغم من ان شريحة "VeriChip" لا تسبب أي أعراض جانبية لحاملها، إلا ان هنالك بعض السلبيات من إستخدامها. أحد أهم سلبيات هذا الإختراع هو إنتهاك خصوصية المستخدم، فالناس لا يحبون الأجهزة الماسحة التي تقوم بمسحهم بحثا عن معلوماتهم الشخصية أينما ذهبوا أو الأقمار الصناعية التي تتعقبهم عبر الكرة الأرضية. سلبية أخرى هي إمكانية الحصول على المعلومات الشخصية من قبل شركات او أشخاص يقومون بالإختراق للحصول على هذه المعلومات وبيعها لأشخاص مجهولين. وعلى الرغم من أنك تستطيع إستخدام هذه الشرائح لحماية أطفالك من الخاطفين، إلا ان هنالك إمكانية ان يتم نزع هذه الشرائح جراحيا ومن ثم تعطيلها من قبل الخاطفين. كما ان هنالك إمكانية ان ينزع المجرمون المتهمون هذه الشرائح كي لا تستطيع السلطات القضائية تتبعهم.
يخشى معظم الناس من إنتهاك خصوصيتهم عن طريق تقنيات مثل شريحة "VeriChip"، فقد أظهر إستطلاع رأي قامت به شبكة "CNN" الإخبارية أن 76% من الأمريكيين لا يريدون زرع جهاز مثل "VeriChip" في أجساد أطفالهم، بينما قال 24% منهم بأنهم يرغبون بذلك. وعلى الرغم من أن الإمكانيات الأمنية التي تحققها هذه الشريحة عظيمة، إلا انه يبدو ان هذا الجهاز مثقل بعدد كبير من المخاوف بما فيها مخاوف إنتهاك الخصوصية. الوقت وحده سيظهر ما إذا كان هذا الإبتكار سيدوم أو سيختفي كما إختفت العديد من الإبتكارات التي تمس خصوصية الفرد