ж قصيدة الأطلال .. نهر من المحسنات البديعية ж
الأطلال قصيدة للشاعر الطبيب إبراهيم ناجي. وقد أنشدت أم كلثوم بعض أبياتها مضافا إليها أبيات اختارتها من قصيدة (الوداع) لإبراهيم ناجي أيضا. وحملت الأغنية اسم الأطلال، وكانت من ألحان الموسيقار رياض السنباطي.
تغنت بها لأول مرة عام 1966 بعد وفاة شاعرها ب13 عاما. ويعتبرها الكثيرون أجمل ما غنت أم كلثوم.
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ............... كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ............... وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً............... وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني ............... بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ ............... مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
وَبَرِيقٍ يَظْمَاُ السَّاري لَهُ ............... أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ ............... طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ ............... وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي ................ وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ................ إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي................ لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ............... فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلَكاً................ ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِّيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى.............سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ............. فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ.............وَفَرَاشٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا............. وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
هَل رَأَى الحُبُ سُكَارَى مِثلَنَا.............كم بَنَّيْنَا مِنْ خَيَالٍ حَوْلَنَا
ومَشَيْنَا في طَرِيقٍ مُقْمِّرٍ .............تَثِبُ الفَرْحَةُ فِيهِ قَبْلَنَا
وضَحِكْنَا ضِحْكَ طِفْلَيْن معاً.............وعَدَونَا فَسَبَقْنَا ظِلَّنَا
وانْتَبَهنَا بَعْدَ مَا زَالَ الرَّحِيق............. وأَفَقْنَا ليتَ أنَّا لا نُفِبقْ
يَقْظَةٌ طَاحَتْ بِأَحْلَامِ الكَرَى............. وتَوَّلى اللَّيلُ واللَّيل صَدِيق
وإذا النُورُ نَذِيرٌ طَالِعٌ.............وإذَا الفَجْرُ مَطِّل كَالحَرِيق ٌ
وإذا الدٌنْيَا كَمَا نَعْرِفُهَا.............وإذا الأَحْبَابٌ كُلٌ فِي طَرِيق
أيها السَاهِرُ تَغْفُو............. تَذْكُرُ العَهْدَ وتَصْحُو
وإذا ماالتَأمَ جُرْحٌ............. جَدَّ بالتِّذْكَارِ جُرْحٌ
فتَعَلَّم كَيفَ تَنْسَى............. وتَعَلَّم كَيفَ تَمْحُو
يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ.............. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا..................... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ....................... وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ................... لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
القصيده تتحدث عن معاناة شاعر فارق وعاش فراق محبوبته وتألم منها وقال ذلك بألفاظ عذبه وجسدها بروح متألمه وحزينه على ذالك
ويقول فيها يا فؤادي اي يقصد بذلك قلبه ويقول ان الحب شي من الله وهو رحمة للانسان وانه كان شيئا كان بالنسبة للانسان صرحا وعالما من الخيال وان الذي يعيشه ويجربه يغرق فيه ويعيش في احلام خياليه جميله
ويقول كيف هذا الحب الذي عشته اختفى وغاب عن ناظره وغابت كل اخباره وان قصته معها كانت حديث الناس وعلى كل لسان
وبعدها يقول انني لا انساك وانتي قد نطقتي باسمي من فمك العذب والمعسول ومن رقته
ويدها كانت تمدها اليه لاحتياجها له مثل ما الغريق يمد يده وهو في البحر غرقا لينقذه احد
وبعدها يتكلم ويقول ان عمره ذهب وراح خسارة وهباءا ويطلب منها ان تذهب عنه وتبتعد عن حياته وان وعدها له كان وهم وشبح ويشببه بشي من السراب
وقال انظري الى ضحكي ورقصي بعدما ذهبتي وكانه مثل المجنون وهو حاملاقلبه بيده وهو ميت ومذبوح منها والناس تراه جسدا بلا روح وبلا عقل
ويشرح ذلك بجمال الفتاة بانها جميلة جدا وانها واثقه من جمالها ويقول فها واثق الخطوة يمشي ملكا
بعدها يقول في الابيات التي تلي ذلك ان حنينه لها قويا وقاتلا من كثر شوقه لها
وانه ينتظرها بفارغ الصبر والثواني تمر عليه مثل الجمر من لهفته لها ودمه يحترق لها
ويقول انه مترقب لها وينتظرها في المكان الذي التقيا فيه وهو بانتظارها يسمع حس قدميها
ويوضح بأنه كان مقيدا لها ومتمسكا فيها ولم يحب غيرها وان قلبه بيدها
ويقول لها انك لم تحتفظي بعهدك ول تصوني ذلك وانه مأسور منها
وبعدذلك يقول ان كل شيء بقضاء الله وقدر وانه مكتوب له ان يعيش بتعاسه
وان الاقدرا ربما تجمعهم بيوم بعد ما تفرقا
ويوضح انها انكرته وتجاهلته وبالنهايه سياتي لقاء نلاقي فيه بعضنا مثل الغرباء
القصيده رائعه وفيها تشبيهات جميله واحب ان اوضح نقطه ان هذه القصيده غنتها ام كلثوم هذا يعتبر انها قصيده تجسد كلام رائع ومصور للحزن
يافؤادي لاتسل: أين الهـوى؟** كان صرحًـا من خيالٍ فهـوى
اسقني واشرب على أطلاله** واروِ عنّي طالما الدمع روى
كيف ذاك الحبُّ أمسى حلمًا** وحديثاً من أحـــاديث الورى؟
* * *
لستُ أنساك وقد أغريتني ** بفــــمٍ عذب المنــــاداة رقيـق
ويدٍ تمتـــد نحـــوي كيــدٍ ** من خلال الموج مُدَّت لغريق
هذه القصيدة من أعذب ماسمعتُ، ولو كُتِبَ لها أن تُقال قبل 1500 سنة من الآن؛ لعلقنها حسناوات يثرب على صدورهن
على الرغم من اهتمام الشاعر بالمحسنات البديعية؛ إلا أن القصيدة لم تفقد عذوبها وتدفق المشاعر فيها، ولعل أجمل مافيها نهايتها، حيث أنه بعد وصفه لحاله بعيدًا عن محبوبته وتحسره على الأيام الخوالي يختمها بـ:
ربمــا تجمعنــا أقدارنا ،، ذات يومٍ بعدما عزَّ اللقاء
فـــإذا أنكـــر خلُّ خلَّهُ ،، وتلاقينــا لقـــاءالغربــاء
ومضى كلُّ إلى غايتـه ،، لاتقل شيئًا فإن الله شـــاء
إذا ما التقيا في المستقبل، سينتظرها أن تبادر بالكلام، لخشيته من ردة فعلها إن هو بدأ، وعندما لايرى تفاعل منها، سيمثل دور الناسي لتجاوز الموقف، فحرقة كتمان الحب خيرٌ من حرقة السخرية منه وهو يظهر بمظهر العاشق الولهان ...