۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ۩۞۩ وسائل الغزو الفكري في تشويه التاريخ ۩۞۩

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صقر طيبة

عضو مبدع  عضو مبدع
صقر طيبة


الجنس : ذكر
العمر : 46
الموقع طيبة الطيبة
التسجيل : 08/09/2011
عدد المساهمات : 242

۩۞۩ وسائل الغزو الفكري في تشويه التاريخ ۩۞۩ Empty
مُساهمةموضوع: ۩۞۩ وسائل الغزو الفكري في تشويه التاريخ ۩۞۩   ۩۞۩ وسائل الغزو الفكري في تشويه التاريخ ۩۞۩ Icon_minitimeالإثنين 12 سبتمبر 2011, 6:38 pm



۩۞۩ وسائل الغزو الفكري في تشويه التاريخ ۩۞۩ 14-72_67


وسائل الغزو الفكري في تشويه التاريخ

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

لقد تعرض التاريخ الإسلامي لأكبر قدر من الغزو الفكري،وركز الأعداء على تشويه تاريخ الأمة الإسلامية،ذلك أن التاريخ بالنسبة لأية أمة هو مجال اعتزازها وموطن القدوة فيها . فإذا كان تاريخ الأمة حافلاً بالأمجاد،كما هو واقع تاريخ المسلمين، فإنه بلا شك سيكون باعثاً لهم على النهوض والتمسك بالمبادئ والآداب والقيم التي جعلت الأجداد يحوزون هذا المجد والفخار، ويصلون إلى هذا المستوى الراقي في بناء الأمة والحضارة، ويبحثون عن السر الذي رفعهم إلى هذا المستوى، وأنه إيمانهم بالله وتمسكهم بدينهم وجهادهم في سبيل الله ومن ثم يسعون لانتشال أنفسهم من الوضع المتردي الذي وصلوا إليه،وأمامهم الصورة الجلية
والقدوة الممتازة في شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أخرج الله به الأمة من الظلمات إلى النور ، ومن الشرك والأهواء وتحكم الطواغيت إلى التوحيد والعدل والأمن والطمأنينة ، ومن الفقر وضيق الحال والشتات إلى الغنى وسعة الدنيا والآخرة والاعتصام بحبل الله .

وكذا أصحابه رضي الله عنهم الذين حملوا الراية وآزروه ونصروه ، وأيضاً بقية الأجيال من السلف الصالح من العلماء والزعماء والقادة والمصلحين والدعاة إلى الحق .

والنماذج الممتازة في التاريخ الصالحة للقدوة ليسوا أفراداً يمكن حصرهم،ولكنهم أجيال وأجيال ، في كافة مجالات الحياة ، العسكرية والسياسية والتربوية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وهذا لا يوجد في تاريخ أية أمة أخرى لما لهذه الأمة من خاصية الاستمساك بالمنهج الرباني .

والتاريخ الإسلامي هو الذي يسجل هذه الصور السامقة ويوضح دور الأمة وأثرها وفضلها على البشرية، ولذلك لا نستغرب إذا ركز الأعداء في غزوهم الفكري على التاريخ الإسلامي حتى ناله كثير من التشويه والتحريف والتجهيل والتزييف والتفسير الخاطئ لأحداثه ومزاحمته بتواريخ الأمم الجاهلية حتى يبدو حلقة صغيرة أو كما مهملاً في تاريخ البشرية .

ولقد قام على تشويه التاريخ الإسلامي في العصر الحديث جيش بل جيوش من الاستشراق والتنصير ودوائر البحث ومكاتب المخابرات في الدول الغربية ، واستطاعوا أن يجندوا مجموعة من ضعاف النفوس والمغررين والجهلة وضحايا الغزو الفكري في العالم الإسلامي لمساعدتهم ونشر أفكارهم بين المسلمين .


۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

فيما يلي بعض الوسائل التي استخدموها :

1ـ اختلاق الأخبار وإبراز المثالب

وهذه أولى الوسائل التي استخدمها المستشرقون والمنصرون لتشويه صورة الحياة الإسلامية وعقيدة المسلمين وسيرة رسولهم صلى الله عليه وسلم حتى ينفروا أبناء جلدتهم من الدين الإسلامي ، ويصورون المسلمين بأنهم وحوش وسفاكو دماء وأنهم يعيشون حياة تخلف وهمجية ، ويضعون قصصاً وحكايات تؤيد ما يقولون ، كما أنهم يسعون إلى تسقط الأخطاء وجمع المثالب وإبرازها على أنها الصورة المعبرة عن تاريخ المسلمين ، وهذه الوسيلة كانت غالبة على الكتابات الأولى للمستشرقين الذين كتبوا عن الدين الإسلامي وعلومه وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ المسلمين ، سواء كانت مؤلفات أو مقالات في المجلات التي أنشأها
المستشرقون في مختلف الدول الأوربية ( هولندا ـ روسيا ــ ألمانيا ــ بريطانيا ـ فرنسا ـ أمريكا ـ إيطاليا ) أو في دوائر
المعارف العامة .

وقد قل استخدام هذه الوسيلة في الكتابات المتأخرة لا إنصافاً للحقيقة وإنما تغييراً في الخطة لأن الوسيلة الأولى لم تعد صالحة ولا مقبولة حتى في المجتمعات الغربية .

ومن اطلع على كتب القوم وما تكتبه المجلات الصادرة عنهم ودوائر المعارف يجد ذلك واضحاً .

وهذا مثال واحد من أخف الأمثلة ( كارل بروكلمان ) المستشرق الألماني الذي يعتبر حجة عندهم بل عند بعض الباحثين المسلمين ، ويعتبرونه من المعتدلين وقد يبالغ البعض فيعتبره من المنصفين في كتابه ( تاريخ الشعوب الإسلامية ) ولكن إذا قرأت في هذا الكتاب رأيت العجب العجاب ورأيت التشويه ، بل رأيت الجهل الثقيل ورأيت الكذب الصريح .

يقول في ( ص 31 ) : (( الكعبة بناء ذو أربعة زوايا يحتضن في إحداها الحجر الأسود ولعله أقدم وثن عبد في تلك
الديار ، وكانت الكعبة تضم تمثال الإله القمري هبل ، بالإضافة إلى الآلهة الثلاث المعبودة اللات والعزى ومناة )).

وقوله هذا إما جهل حقيقي وإما كذب وتزوير ولا أظنه يجهل موقع العزى واللات ومناة وهو يبحث في كتب الجغرافية
والبلاد الإسلامية التي تحدد مواقع تلك الأصنام .

وفي ( ص 85 ) وهو يتحدث عن مسيلمة وسجاح يقول : (( ففيما كان محمد لا يزال على قيد الحياة ظهر في تلك البلاد رجل اسمه ( مسلمة ) وقد دعاه المسلمون مسيلمة من باب التصغير الذي يقصد به التحقير ، وادعى النبوة )) .

وهذه فرية ما سبقه إليها أحد ولا ضير أن ينتصر للكذاب المتنبئ لأن الكفر ملة واحدة .

ومعلوم عناية العرب بعلم الأنساب وبالأسماء وكل ما لدينا من كتب النسب والتراجم لا تذكره إلا باسم مسيلمة فمن أين
جاء هذا الأفاك بهذا الاسم ؟
وقد جاء خبره واسمه في صحيح البخاري من قول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بينما أنا نائم رأيت في يديَّ سوارين من ذهب فأهمني
شأنهما فأوحي إلي في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا ، فأولتها كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي والآخر مسيلمة )) .
كما أن مسيلمة قد كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً يقول فيه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله
فهو أعلم باسمه من هذا المستشرق ، ثم إن الاسم سواء كان مكبراً أو مصغراً لا يحكي الحقيقة ولا يحكم على الشخص
من خلاله ، وإنما الحقائق والأحكام من المواقف والإيمان أو الكفر .

والحقيقة أن ما كتبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتشريعات الإسلام وتاريخ الخلفاء الراشدين يمثل قمة السوء والحقد ، فقد رمى النبي صلى الله عليه وسلم بكل نقيصة ، وقال عن الوحي أنه حالة من الصرع والهلوسة ، وقال عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أنه بسبب الحياة الزوجية الواسعة .

وكل الشعائر الإسلامية مقتبسة في نظره من اليهود أو النصارى أو الهنود أو الفرس ، ويدافع عن اليهود وينتصر لهم ويرى أن النبي ظلمهم ، بل ينكر أصل النبوة فيقول : نضجت في نفسه الفكرة أنه مدعو إلى أداء هذه الرسالة .

ويقول في نفس الصفحة : أعلن ما ظن أنه قد سمعه كوحي من عند الله ، ويقول عن عائشة رضي الله عنها :
( أرملة النبي الشابة المحبة للفتنة )، ويتبنى آراء الشيعة في القرآن وأنه محرف ... إلى غير ذلك من الترهات
المبنية على الكذب والافتراء .

وإن من وسائلهم أن ينقل بعضهم عن بعض ويرددون الفكرة الواحدة في مجموعة من الكتب والمقالات حتى إذا كثر القول بها ظن أنها حقيقة لا تقبل النقاش .

بعد أن ذكرنا الوسيلة الأولى وهي اختلاق الأخبار ،وإبراز المثالب،نكمل بقية الوسائل .

ـ 2ـ استخدام المنهج العلماني ( اللاديني ) في البحث والنقد

وهذا من أخطر الوسائل وأعظم المنجزات التي حققها دعاة الغزو الفكري،وتمكنوا من تقريرها في كثير من جامعات العالم الإسلامي
ومراكز البحث العلمي،ولهذا المنهج آثار سيئة على تراث المسلمين ودينهم لأنه قائم على أسس من الفلسفة الوضعية التي تنكر الوحي
والنبوات،ولا تقيم وزناً للمنهج الرباني.ومن عجب أن يدعي أصحابه الموضوعية والحياد العلمي،مع كونه غير شرعي وغير علمي،أما كونه غير شرعي فأمر لا يحتاج إلى دليل،أما كونه غير علمي فقد ثبت بالاستقراء والتتبع لما يكتبونه عن التاريخ والثقافة الإسلامية أنه يقوم على الأسس التالية :
ـ أ ـ العمل على إخضاع النصوص للفكرة التي يفرضونها مسبقاً حسب أهوائهم،ثم التحكم فيما يرفضون من النصوص المضادة لها
بمجرد الهوى بل قد يصل الأمر ببعضهم إلى تحريف النصوص عندما يعجز عن تفسير النص على ما يريد وانظر أمثلة لهذا عند
ولهاوزن ، وكيتاني ، ولامانس ، وجولد تسيهر ، وفليب حتى ، وكارل بروكلمان .
ـ ب ـ الضعف العلمي وقلة الإحاطة بمصادر الثقافة والتراث الإسلامي الأساسية،لذلك تأتي آراؤهم وأحكامهم ناقصة الأدلة الصحيحة من النص أو الاستقراء .
ـ ج ـ الجهل بمراتب المصادر العلمية أو تجاهل ذلك،ومن هنا يتحكمون في المصادر التي يختارونها،فنجدهم ينقلون من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث النبوي، وينقلون من كتب التاريخ ما يحكمون به في الفقه، ويصححون ما ينقله الدميري(مثلاً)في كتاب حياة الحيوان، ويكذبون ما يرويه الإمام مالك في الموطأ، ويهاجمون صحيح البخاري ، ويمجدون كتاب الأغاني ...
ـ د ـ فقدان الأمانة العلمية تجاه المباحث الإسلامية وذلك لخاصتين متأصلتين في النفسية الأوربية شهد بهما كاتب مطلع من بني جلدتهم هو محمد أسد وواقع الحال يثبت ذلك :
الخاصية الأولى : هي كراهية الأوربيين للمباحث الدينية نتيجة الصراع بين العلم والكنيسة الذي عاشته فترة طويلة من تاريخها.
والخاصية الثانية : الكراهية المتأصلة بينهم وبين المسلمين نتيجة للعداء التاريخي في الأندلس وفي الحروب الصليبية إضافة
إلى ما في النفس الكافرة من الجحود وكره الحق والإيمان وأهله،وقد لاحظ هذا محمد أسد في كتابه : الإسلام على مفترق الطرق، وقال : إن المستشرقين لا يحتفظون تجاه البحث في الإسلام بموقف علمي متزن ... وذكر مجموعة من الطرق التي يلجأون إليها في تشويه الإسلام .

ـ 3 ـ التفسير الخاطئ والفهم العجيب للنصوص

وهذا راجع إما للجهل حقيقة ـ وهو أمر غير مستبعد ـ وخاصة أن جُلَّ المستشرقين لا يكادون يدركون معاني الألفاظ العربية ودلالتها ولا يحيطون بكتب العلم والثقافة الإسلامية،فيقعون نتيجة لذلك في أخطاء فاضحة،وإما تعمداً،وهذا نابع من الحنق على المسلمين والعداء لهم، وإننا نلحظ هذا التفسير الخاطئ في كتابات المستشرقين عن كثير من القضايا الإسلامية مثل الجهاد والرق،ومكانة المرأة في الإسلام، والنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفرق الإسلامية ...الخ ، لأن مثل هذه القضايا لا تفسر بناء على الوقائع التاريخية وحدها بل لا بد للكتابة فيها من معرفة الأحكام الشرعية وأصول التفسير والفقه وقواعد الشريعة،
لأن معرفة هذه الأصول أمر لازم لمن يحلل النصوص التاريخية عن هذه القضايا ويفسرها،وهذا الجانب من المعرفة مفتقد ـ مع الأسف ـ عند عامة من كتبوا في التاريخ الإسلامي من المعاصرين سواء من المستشرقين أو المتخصصين في التاريخ من أبناء المسلمين وهذا راجع إلى الفصل القائم في كثير من دور العلم بين الدراسات الشرعية والدراسات التاريخية .

ـ4 ـ الاعتماد على مجرد الهوى في النقد والتحليل للحوادث التاريخية

إن نقد الأخبار يخضع لمقاييس وضوابط علمية قررها العلماء الذين كتبوا في هذه المجالات مثل علماء الأصول وعلماء الجرح والتعديل وغيرهم ، ولا بد من الالتزام بهذه الأصول في نقد الأخبار، إذ لا يجوز رد الأخبار لمجرد عدم قبول الإنسان لها وانشراح نفسه لما تدل عليه أو عدم تذوقه لمثل هذه الأخبار،لأن الحكم بالذوق والهوى وعدم الموافقة الشخصية لا يجوز أن يدخل في ميدان العلم .
انظر مثالاً على ذلك ( طه حسين ) في كتابه : على هامش السيرة ،الذي قيل إنه أحسن كتاب له في الإسلاميات، فكثيراً ما يستخدم مثل هذه العبارات المثيرة للشكوك: ( قيل ويقال ويروى ، وأكاد أقطع ، وأكبر الظن !! ... ) وقد قال عن حديث متفق عليه : ( وأكاد أقطع أن هذا الحديث مهما كان سنده غير صحيح ) .
فمثل هذا القول يرد حديثاً في الصحيحين ويَدَّعي مع ذلك إتباع المنهج العلمي بل ينتقد علماء المسلمين ويشكك في معلوماتهم ومنهجهم العلمي!!.

ـ 5 ـ عرض جانب من الحقيقة ووضع الخبر في غير سياقه الصحيح

وذلك أن التاريخ إذا عرض جانب منه وأخفي الجانب الآخر فإنه لا يعطي الصورة كاملة بل يشوهها وخاصة إذا أخذت الصورة الضعيفة وجمعت النقاط السود،فمثلاً إذا ركزنا في دراسة التاريخ الإسلامي على عرض جانب الأحداث الداخلية،والحياة السياسية،وقيام الحكام،وسقوطهم ،وثورات بعضهم على بعض وقلنا بأن هذا هو التاريخ الإسلامي فإن الصورة تكون قاتمة ومشوهة،لأننا أخذنا أضعف الصور وأشدها قتامة وقلنا هذه هي الحقيقة كاملة .

ولو أننا عرضنا مثلاً الجانب الذي ركز عليه صاحب كتاب الأغاني وأبرزناه على أنه التاريخ الاجتماعي والخلقي لأعطانا صورة مشوهة لمجتمع الحجاز وأنه عاش فترة من الخمول والانشغال بالملذات الحسية والغناء والطرب وما شابه ذلك .

وهذه النتيجة ـ مع الآسف ـ صرح بها وكررها كثير من الباحثين المعاصرين من أمثال أحمد أمين ، وطه حسين ، وشوقي ضيف ..
وغيرهم من مؤرخي الأدب وألمح إليها الدكتور حسن إبراهيم حسن في كتابه ( التاريخ الإسلامي ) وغيره من المؤرخين الذين كتبوا في تاريخ هذه الفترة ....

ـ 6 ـ إضعاف دراسة التاريخ الإسلامي ومزاحمته بغيره

إن من وسائل دعاة الغزو الفكري إضعاف دراسة تاريخ الأمة الإسلامية في المدارس والجامعات ومراكز العلم في العالم الإسلامي،ومزاحمته من تواريخ الأمم الكافرة سواء القديم منها والحديث مما يضعف شأنه في نفوس الدارسين،حيث يعطي لهم بصورة مختصرة ومشوهة،بينما يفسح المجال لدراسات واسعة في التاريخ القديم،ويربط سكان كل منطقة بتواريخ الأمم الجاهلية التي عاشت فيها،ففي مصر الفرعونية، وفي العراق البابلية والسومرية،وفي بلاد الشام الفينيقية،وفي اليمن السبائية والحميرية، مما يوجد الوطنيات العرقية الضيقة ويفتت الوحدة الإسلامية، ويشتت أوصال التاريخ الإسلامي،بحيث يبدو وكأنه نقطة في بحر أو جدول صغير في نهر .

ـ 7 ـ جعل واقع المسلمين في العصور المتأخرة الصورة الحقيقية لتعاليم الإسلام

في عرض التاريخ الإسلامي في مثل تلك المراكز يجعل واقع المسلمين المتخلف هو الصورة الحقيقية لتعاليم الإسلام، وهذا تشويه متعمد ومغالطة للحقائق العلمية والواقع . والغرض من ذلك تزهيد المسلمين في دينهم والفصل بينهم وبينه حيث يصورون لهم الدين من خلال درس التاريخ بالصورة المتخلفة التي أنتجها واقع المسلمين المنحرف عن تعاليم الإسلام ،ثم يجعلون المسلم بين خيارين إما أن يصبر على التخلف إذ أراد التمسك بدينه،وإما أن يأخذ سبيل التقدم لكن عليه أن ينبذ دينه كما نبذت أوربة دينها،ويخفون في دهاء ومكر الخيار الثالث الذي هو البديل الصحيح عن الخيارين السابقين،وهو النهوض بالأمة والرجوع بها إلى مستوى دينها الحق،وبيان أن ما وقعت فيه الأمة من التخلف والانحطاط هو نتيجة طبيعيه لتخلفها في عقيدتها وإسلامها،لا نتيجة تمسكها به كما
يصور ذلك أعداؤها... ثم إن هناك فرقاً بين الدين الحق دين الإسلام ؛وبين الخرافة التي كانت عليها أوربة وتسميها ديناً،حقاً إن أوربة لم تتقدم مادياً وعسكرياً وعلمياً إلا بعد أن نبذت الخرافة وتخلت عنها وحررت عقلها من آثارها فإنها لم تكن على دين بل كانت على خرافة.

ولا شك أن هذا الأسلوب في عرض المسألة وتصويرها هو من التلبيس المتعمد والتشويه المقصود الذي حاول المستشرقون زرعه في قلوب الناشئة من أبناء العالم الإسلامي .

ـ 8 ـ إبراز دور الفرق الضالة وتضخيمه

لقد وجد دعاة الفتنة من المستشرقين ومن لف لفهم وسلك طريقهم غايتهم المنشودة في الفرق المنحرفة والخارجة على سبيل السنة مثل الخوارج ،والرافضة ، والقرامطة ، وإخوان الصفا ، والمعتزلة ، والجهمية وأيضاً من الشخصيات الضالة مثل ابن سبأ ، وعبيد الله بن ميمون القداح ، والحاكم العبيدي ، وصاحب الزنج ، والحلاج ، وابن عربي ، وغيرهم فنشروا تراثهم واعتنوا بتاريخهم وضخموا أدوارهم وأقاموا المراكز والجمعيات لخدمة ذلك،مع تصويرهم لحركاتهم وإبرازها على أنها حركات إصلاحية ومعارضة للفساد،وهذا كله تزوير للحقائق وإخفاء للأهداف الحقيقية التي تسعى تلك الفرق وأولئك الأشخاص إلى تحقيقها وهي تحطيم الخلافة الإسلامية، ولا نستغرب ذلك منهم ،ولكن المستغرب أن يناصرهم ويشايعهم من ينتسب للإسلام فيقوم بنشر سمومهم بين بني
جلدتهم من المسلمين ليصرفوا الأغرار عن الصراط المستقيم .

ـ 9 ـ تجاهل الترتيب الصحيح لمصادر التاريخ الإسلامي

التاريخ الإسلامي له مصادر أصلية دونها أهل العلم وفق منهجية علمية أصلية مستقلة ولها مراتب في التوثيق وفق شروط معلومة في المؤرخ وفي ما يكتب،ولكن دعاة الغزو الفكري من المستشرقين والمنصرين وأعوانهم من داخل العالم الإسلامي لا يعرفون هذا الترتيب،وإذا عرف بعضهم تجاهل ولم يلتزم حتى يحقق رغبته في تشويه التاريخ الإسلامي وأهله، ولذلك نجدهم يرجعون إلى كتب الحكايات والسمر وكتب الأدب مثل المستطرف،والأغاني،والحيوان،وغيرها من كتب الطرائف والنوادر التي لم يقصد مؤلفوها تدوين الحقائق التاريخية بقدر ما قصدوا إلى جمع الأخبار والحكايات التي فيها تسلية وتغذية للمجالس بينما يغفلون كتباً من أوثق الكتب بما تضمنت من الحقائق التاريخية مثل كتب الحديث النبوي من المصنفات والسنن والمسانيد والجوامع التي تذكر
أخبار السلف بالأسانيد،ومثل كتب الفقه التي تذكر السوابق التاريخية والقضايا التي وقعت من القضاة والفقهاء والحكام،مثل كتب السير والتراجم .

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

ختاماً :
ـــــــــــ

هذه بعض الوسائل التي استخدمها دعاة الغزو الفكري في تشويه تاريخ الأمة الإسلامية ودينها،وهي ليست كل الوسائل ففي حصرها صعوبة بل لا تنحصر لأنها تتجدد حسب الظروف والمقتضيات وحسب الأهواء والرغبات،ولأن كيدهم مستمر كما أخبر الله جل ذكره في كتابه : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }[ البقرة/120].

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
۩۞۩ وسائل الغزو الفكري في تشويه التاريخ ۩۞۩
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ¤؛°`° رأس المال الفكري °`°؛¤
» ©{« الغزو النووي للفضاء »}©
»  ►◙[★]◙◄ وسائل الإعلام والطفل ►◙[★]◙◄
» ۩۞۩ وسائل للحب الدائم ۩۞۩
» ►▒[◙]▒◄ مقياس وسائل الإعلام ►▒[◙]▒◄

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات العامة ۞ ::  ❀ الملتقى العام المفتوح ❀-
انتقل الى: