وسائل للحب الدائم
إن من صفات الأزواج والزوجات المثاليين أنهما يحافظان على حبهما الزوجي ويحرصان على تطويره ليكون متوقدا دائمًا، لكن هناك كثيرا من الزيجات تفاجأ "بموت الحب" بين الطرفين، فتصبح علاقتهما الزوجية مجرد علاقة، ولولا الأبناء بينهما لما استمرا في زواجهما، ولكن هناك صنف آخر يشع الحب من نفسيهما من خلال العبارات والنظرات والإرشادات، وهنا ننصح كل من أراد حبا دائما أن يتبع التعليمات التالية:
* رددا معًا: «عسى الله أن يجمع بيننا في الدنيا والآخرة»، إن مثل هذه العبارة وغيرها تزيد من بنيان العلاقة الزوجية، وتقوي حب الزوجين حتى يدوم ولا يموت ومن أمثلتها: (لو عادت الأيام لما قبلت بزوج غيرك).
* الإكثار من تصرفات التودد والمحبة: وهي تصرفات صغيرة وبسيطة، ولكنها ذات قيمة كبيرة وثمن غالٍ ومنها: أن يضع أحدهما اللحاف على الآخر إن رآه نائما من غير لحاف، أو يناوله المسند إذا أراد الجلوس، أو أن يضع اللقمة في فمه، أو أن يربت على كتفه عند رؤيته لفعل حسن، ولهذه التصرفات إذا صدرت عن زوجة لزوجها أو عن الزوج لزوجته، فإنها تؤكد معاني الحب بين فترة وأخرى.
* إيجاد وقت للحوار بين الزوجين بين فترة وأخرى، فلا يشغلهما شاغل ويشاهد كل واحد بريق عيون الثاني ويلمسها بدفء، ويتحدثان عن ماضيهما وحاضرهما ومستقبلهما، فيكونان صديقين أكثر من كونهما زوجين، وهذا يجدد الحب بينهما ويعطيهما عمرًا أطول.
* التعبير عن رغبة كل واحد منهما في الآخر بالذهاب إلى غرفة النوم وتناول الأحاديث الخاصة، فإن ذلك له أثره في التقارب الجسدي والنفسي على الزوجين، كما أن له أثرا كبيرا على زيادة الحب بينهما.
* التعبير المادي بين حين وآخر، فيهدي الزوج زوجته هدية سواء أكانت في مناسبة أو غير مناسبة، ودائمًا للمفاجآت أثر غير متوقع؛ لأن الهدايا تطبع في الذاكرة معنًى جميلا خصوصا إذا كانت مشاهدة دائما كساعة، قلم، شيء يكثر استخدامه، وهنا أشير إلى أن الهدية لها أثر أكبر إذا كانت من اهتمام الطرف الآخر، فالنساء بطبيعتهن عاطفيات يملن إلى الهدايا التي تدغدغ مشاعرهن، أما الرجال فعقلانيون ولا يميلون للهدايا كثيرا.
* الإكثار من الدعاء دبر كل صلاة وفي أوقات الإجابة: كالثلث الأخير من الليل أو بعد الانتهاء من الوضوء أو بين الأذانين أو في أثناء السفر، بأن يديم الله الحب بينهما ولا يميته، ويكون حيا دائما وما ذلك على الله بعزيز.
* أن يتعامل كل واحد منهما مع الآخر بروح التسامح وحسن العشرة، والتغافل عن السلبيات والتركيز على الإيجابيات، وأن يتم بينهما الحب كما يحبان لا كما يريدان، فإن ذلك يعزز الحب بينهما ويجعله دائما.
* أن يُعلما أبناءهما كيف يحترمان والديهما: بالتقبيل، والمساعدة، والتضحية، والتقدير، فعندما يقف الزوج مع أبنائه وقفة تقديرية للزوجة، فإنها تشعر بالفرح والسرور ولا تنسى تلك المواقف، فيتجدد بها حبهما من جديد وكذلك الزوجة مع أبنائها تجاه أبيهم.
* تأمين المساندة العاطفية عند الحاجة إليها.
وإذا تمنيت غاليتي مزيدا من الحلاوة في حياتك الزوجية، فعليك بالنصائح التالية:
* اجتهدي أن تنمي فيك السجايا التي حببتك إلى زوجك، وجعلتك عزيزة في عينه يوم أن كنت فتاة، ولا تظني أنك - وقد صرت زوجة - يجوز لك أن تغيرين مظاهرك السابقة، واذكري دائمًا أن وظيفة الزوجة لا تبتدئ وتنتهي في مخدعها.
* تيقني أنك لا تقدرين على محاربة الرجل بسلاحه (قوته في لفظه وكفه وعناده)؛ لأنه ثقيل في يدك النضيرة، وإنك لتتعبين من حمله، وسيريك الزمان أن أسلحة المرأة الماضية (الحادة) هي الجمال والاستسلام والحلم واللطف والسكينة والاتكال، والخجل والبكاء، ولعلك تظنينها أسلحة ضعيفة، ولكن أؤكد لك أنها إذا شحذتها الحمية والأمانة كانت ماضية جدا، كافية لأن تدمث الطباع الخشنة، وتخفض من غلواء الرجل وتحط من كبريائه.
* لا تسلمي لأحد في دعواه أنه يفهم زوجك أكثر منك، ولا تصغي للذين ينتقدون زوجك بحجة النصح له.
* لا تعظمي المصائب في بيتك، ولا تستسلمي للحزن والأسى بعد وقوع النازلة، يكفي زوجك جهاده خارج المنزل، فعليك أن تخلقي التعزية والسرور داخل البيت، أظهري له البشاشة والسرور على أي حال، واستقبليه بكل ابتسامة تنبئ عن متسع الأمل، وتحيي الرجاء في النفس وتوقظ الحمية في أعماق القلب.
* تحاشي أن تستطلعي أسرار ماضي زوجك فقد انقضى، وفي وقوفك عليه ما ينغص عيشك، ويجعل هناءك شقاء، ولا تنسي أن زوجك إنسان لا ملاك، ارفقي بجيب زوجك، فلا تستنفدي نقوده لاقتناء الحلي والحلل، وعليك أن تكتفي بما تمس الحاجة إليه من ذلك، أما ما زاد عنه فيعد إسرافًا لا مسوغ له، والكساء البسيط بهندام حسن يدل على ذوق المرأة ونبلها.
* احترمي عواطف بعلك، وتسلمي موضع حاجته، وبادري إلى قضائها قبل أن يطالبك بها، حببي إلى نفسك حرفته، فإن كان من أهل الأدب فرتبي أوراقه ومكتبه، ونظفي أقلامه وأدواته، وإن كان طبيبا فافعلي ما يرضيه من ذلك، وتولي هذا العمل بنفسك.
* اعتني باختيار صديقاتك فبالنظر إليهن يحكم العالم على مكانتك، ولا تطلعي صديقة لك على كل شيء من دخائل منزلك، مهما بلغت منزلتها عندك، ولا سيما ما يتعلق منها بعيب أو نكبة.
* حينما تجلسين إلى المائدة اجتهدي أن تكوني في أوضح مظاهر البهجة والسرور؛ لأن الوجه العابس يعوق الهضم ويفسده، وفساده داع إلى اعتلال الصحة.
* كوني للزوجات نموذجا صالحا: فأحبي، وشجعي، وعزي، واحتملي وسامحي واحترمي... تري نفسك في السبيل الذي يفضي بالزوجة إلى السعادة والهناء.
وأخيرًا: ارسمي لنفسك طريق السعادة لحياتك الزوجية التي تتمنينها وعلى قدر ما تعطين تنالين ما إليه تطمحين مستعينة بالله متوكلة عليه.