الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ومن والاه واتبع هداه.
₪₪₪₪₪₪₪
۞ الهرم المقلوب؟!!! ۞
₪₪₪₪₪₪₪
يفتي البعض بأن سنّة الحياة هي التغيير، وان التطور بكل ملامحه، لا يبتعد عن ذلك. ولا يُلزم تحديد ملامح هذا التغيير، بل يكتفى بالدخول إليه، أو استقباله بحرارة مهما كانت ماهيته!!!.
نحن في زمن التغير... في زمن ثورة المعلومات بل انفجار المعلومات... في زمنٍ كثير من القضايا تظل معلقة بالرغم من أنها في الأصل محسومة... في زمن تتهدم فيه الأخلاقيات بعنف، زمن يحكمه كثير من الجموح دون إمكانات تحلل هذه الرغبة في الصعود.
زمن لا يحتكم كثير من أفراده في بعض المجتمعات الإسلامية إلى مفردة الأخلاقيات التعيسة التي تبدو كالمسمار الذي يحول دون الانطلاق!!!.
ما معنى أن تكون ملتزماً أخلاقياً أو مهنياً ومن حولك يصعدون كالصواريخ دون وجه حق؟!!!
ما معنى أن يستيقظ أي مجتمع بعد شهور أو سنوات معدودة على آلاف الفاشلين وهم يتربعون على قمة الهرم!!!، وغيرهم من الناجحين الحقيقيين لايزالون أسفل الهرم يتجرعون المرارة الاختيارية؟!!!
ما معنى أن يتعود أحد ما على التعايش مع النور، والضوء، ولكن يبدو لغيره وكأنه يسكن في غمامة من العتمة!!!. ينظر البعض للزمن الحالي بأنه زمن الشطارة، والثلاث ورقات كما يقول الإخوة المصريون، فلا ينجح غير ( الفهلوي ) والشاطر، وعادة الشاطر ليس المتفوق أو البارع في علمه وعمله، يعبر فيه إلى عالم النجاح للهوامير مهما كانت إمكاناتهم التعليمية ضئيلة ومهما كانت قدراتهم الفكرية محدودة!!!.
فالشطارة هنا تقوم على استغفال الآخر، الذي ظل وسيظل يحمل في داخله إرثاً من المبادئ، والقيم، والثقة بالآخر، وعدم تخوينه، والاتكاء على قيم مجتمعية، وتقاليد وعادات، بدأت تغيب بملامحها.
يتفوق فيه من آمن أن التغيير لابد أن يطال كل شيء، الجذور أولاً ومن ثم قياس التجربة وتأثيرها على الآخر!!!.
زمن يكثر فيه المحتالون البسطاء، الذين يتفوقون على من هم أكثر ذكاءً أو موهبة وقدرات في علمهم وعملهم!!!.
زمن أصبح فيه النصب حرفة ومهارة وفن. من خلال التصديق المجتمعي لهؤلاء على مبدأ : اللي تغلب به ألعب به.
زمنٌ من يحاول فيه التوقف السريع والقراءة اللاهثة لكل ما يجري حوله يصاب بالصدمة ويلتهمه المرار، ويتعمق في داخله الوجع.
فمن مشاهد انتفاء الحياء في وجه كل من يرتكب العيب، أو الخطيئة أو يجاهر بالنصب، أو يدخل في عين الآخرين رغم اتضاح صورة العيب واتساعها .. إلى الاستعداد التام للوقوع في براثن كل الطرق غير الآمنة، تبدو الصورة أكثر رداءة وأنت تتحقق من تفاصيلها، وتبحث عن مبررات لهذا السقوط وهذه الملامح القائمة، والتي تفتقد روحها، تقف أمامها متسائلاّ:
هل هذه المفردات الحياتية التي استلهمتها الأمة واستوعبتها من الآخر؟!!!
هل هذه الصيغ الحياتية هي التي سترسم الخُطى مستقبلاً، وسوف تقف أمام الشدائد المرتقبة؟!!!
هل هذا الفراغ الداخلي، الذي تغيب عنه مواجهة النفس، وتشكله الفوضى هو النظام المقبول لبعض المجتمعات العربية والإسلامية؟!!!
ولماذا يغيب المجتمع بكافة فئاته وبالذات من يقفون على قمة الهرم بجدارة عن الإدانة، وطرح الأسئلة، ومن ثم البحث عن أجوبتها؟!!!
أسئلة عديدة هل يصح البحث عن إجاباتها، أو إقناع أحد بالاستماع إليها، وهل هي تتواءم وتنسجم مع التوجهات المطروحة للرقي بالوطن وأجياله في عز دائم مكين وأمن متين وتنمية شاملة مستدامة؟!!!...
₪₪₪₪₪₪₪
أسأل الله تعالى أن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن...
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم من العالمين