صقر طيبة
عضو مبدع
الجنس : العمر : 46 طيبة الطيبة التسجيل : 08/09/2011 عدد المساهمات : 242
| موضوع: *¤ô§ô¤* عقول تقود العالم؟!!! *¤ô§ô¤* الإثنين 12 سبتمبر 2011, 5:43 am | |
|
عقول تقود العالم؟!!!
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه واتبع هداه.
إن العلوم والرياضيات وتقنية المعلومات هي التي ستحدد من سيتبوأ المكانة الرفيعة في السباق العالمي نحو القمة. وفي حين يبدو العالم منشغلاِ بالحروب والصراعات السياسية والعسكرية فإن تنافساً سلمياً يدور بين عدد من الدول للاستحواذ على كل ما له علاقة بالعلوم والرياضيات لأن مستقبل العالم وتنافسيته ومجالات الريادة فيه يصنعها العلماء... وخصوصاً في مجالات العلوم الطبيعية والرياضيات وتقنية المعلومات.
وقد دخلت الصين والهند «على الخط».. وصارتا مصدر خوف للدول الصناعية الكبرى التي ظلت تحتكر الريادة في الاختراعات والاكتشافات والإنتاج المتقن. وقد أصبح من الأمور العادية أن نقرأ بشكل متكرر في التقارير الصادرة من أمريكا عن التحدي الذي أصبح كل من الصين والهند يمثله بالنسبة لأمريكا. فالأمريكيون لا يخجلون من الاعتراف بهذه الحقيقة، وهم يقولون- بكل صراحة- إن الصين والهند ستكسبان المنافسة إذا لم تكرس الولايات المتحدة كل جهودها وتركز على البحوث والتطوير وتشجيع الشباب الأمريكي على دراسة العلوم والرياضيات وتقنية المعلومات. وفي إحدى الإحصائيات المنشورة مؤخراً فإن مائة وعشرة مصانع للكيماويات في الولايات المتحدة قد أقفلت أبوابها في عام2004م. وفي الوقت ذاته ذكرت الإحصائية أنه بين كل 120 مصنعاً رئيسياً جديداً للكيماويات في العالم تستحوذ أمريكا على مصنع واحد بينما نصيب الصين هو خمسون مصنعاً من هذه المصانع الكبرى الجديدة! ولهذا جاء في تقرير حديث للأكاديمية الوطنية الأمريكية أنه ما لم تسارع الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ تدابير سريعة فإن أمريكا ستفقد ميزتها التنافسية في الرياضيات والعلوم أمام الهند والصين حيث يتميز تدريس هذه المواد في البلدين المذكورين بالجودة النوعية وتتميز عمالتهما الوطنية بانخفاض التكاليف.
هذا يعني أن مثل تلك الدول هي التي تستقطب الاستثمارات لأن البنية العلمية الأساسية موجودة، والقوى البشرية المتعلمة ذات التكلفة المنخفضة موجودة أيضاً. وقد بدأ الكثير من الشركات الأمريكية والأوروبية يتوسع في افتتاح الفروع في الهند وفي الصين... ولن يكون هذان البلدان في المستقبل القريب مجرد أماكن للإنتاج فقط بل للاستهلاك أيضاً وذلك بسبب اتساع أسواقهما والكثافة السكانية الكبيرة فيهما، وهذا ما بدأ يحدث بالفعل في السنوات الأخيرة.
من أجل ذلك أعلن الرئيس الأمريكي مؤخراً عن خطة كبرى لتعزيز ودعم تدريس الرياضيات والعلوم في المدارس الأمريكية... وقد بلغ هذا الدعم عدة مليارات في ميزانية العالم المالي 2007م... كما انه من المتوقع أن يصل الإنفاق على البحوث التطويرية وتشجيع المبادرات وتطوير التعليم في الرياضيات والعلوم إلى عشرات المليارات على مدى السنوات العشر القادمة.
ويبدو الحديث عن تطوير تدريس العلوم والرياضيات في أمريكا هذه الأيام حماسياً لدرجة الهوس... ويستنتج المتابع أن هناك شعوراً لدى الأمريكيين أن مستقبل أمتهم معلق على تجويد الرياضيات والعلوم. ولهذا نجد الرئيس الأمريكي يمازح بعض التلاميذ أثناء زيارة قام بها لإحدى المؤسسات التعليمية مؤخراً ويقول إن البعض منكم ربما يتمنى أن تزول المنافسة العالمية بين الدول في مجالات التقدم، لكن هذا لن يحدث، ونحن أمام خيارات يجب أن نحدد ما نريده منها: هل نريد أن نتراجع، أن نصبح انعزاليين، أن نهتبل الفرصة القائمة ونبني مستقبلاً مشرقاً.. وهذا لن يتحقق إلا عن طريق إيجاد قوى عاملة أمريكية متميزة في مجال الهندسة والعلوم والفيزياء.
وما يقوله القياديون في أمريكا لا يدخل في باب الخطب الحماسية وإنما أصبح خططاً ترصد لها الميزانيات.. وهم الآن يتحدثون ليل نهار عما صار يعرف ب «مبادرة التنافسية الأمريكية».. وهي الخطة التي تتمحور حول تطوير تدريس العلوم والرياضيات لتخريج أجيال قادمة من العقول الأمريكية التي تقود وتسيطر على العالم.
في خضم هذه التغيرات الكبيرة والجدل الاجتماعي الإيجابي الذي تشهده المجتمعات التي تقف في مقدمة الصفوف في المنافسة العالمية يتساءل المرء عن نصيب مجتمعاتنا العربية النامية من ذلك كله... ففي أحيان كثيرة نبدو منهمكين في صراعاتنا الصغيرة حول مسائل لا قيمة لها من منظور التقدم الفعلي... وأحياناً نبدو كما لو أننا نريد «اختراع العجلة من جديد» حين نعود لمناقشة مسائل أصبحت في حكم المنتهي والمحسوم في التجربة البشرية التاريخية بينما نضيع الوقت في النقاش البيزنطي العقيم في تفاصيلها التي اقل ما يمكن أن يقال عنها إنها ساذجة وليست ذات شأن.
نحن لدينا مؤسسات تعليمية وعملية واعدة ومبادرات جيدة لكن الزمن لا ينتظر... ومن المحبط أن نقف مترددين أحياناً في تفعيل هذه المؤسسات والمبادرات... أو أن نمشي خطوة إلى الأمام ثم ننكص ونعود خطوة أو خطوتين إلى الخلف... ففي عالم اليوم تتصارع العقول للاستحواذ على المواقع المتقدمة... ولا مكان للمترددين... فهل تعطى الرياضيات وعلوم الهندسة والفيزياء والطب وتقنية المعلومات لدينا الاهتمام الكافي؟!!!... وهل يفتح المجال أمام أكبر عدد ممكن من الطلبة والطالبات خريجي الثانوية للدخول في هذه المجالات دون اقتصارها على من يتحصل على 90% وأعلى؟!!!... لا شك بأن نسبة النجاح مهمة ولكنها ليست مقياسا لمستوى ذكاء الطالب أو الطالبة... ولا بد من وجود مرونة في قبول حتى من نسبتهم 80% فأعلى وتكون السنة التحضيرية في الجامعة هي المقياس الحقيقي لمستوى الطالب وتحدد الاستمرارية في هذه المجالات أو توجيه الطلبة للمجالات الأخرى التي تناسب قدراتهم كما يعمل به في الدول المتقدمة مثل اليابان والصين والهند وماليزيا وسنغافورة... إنه أصبح من الضروري العاجل أن يتم دعم العملية التعليمية ماديا ومعنويا وقبول أكبر عدد ممكن من خريجي الثانوية في الجامعات والكليات والمعاهد الفنية ومراكز التدريب المدنية والعسكرية لكي يكون هناك تنافس حقيقي للرقي بالمجتمع والوطن إلى مصاف الدول المتقدمة علميا وصناعيا واقتصاديا وخلق جيل مستقبلي مؤهل يواكب متطلبات التنمية المستدامه المنشودة والمخطط له من القيادة الحكيمه.
والله تعالى نعم المولى ونعم النصير وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم والحمد لله رب العالمين.
| |
|