الجزية فى الاسلام :: إرهاب أم رحمة لأهل الكتاب
إن الناظر فى القرآن وأحاديث نبي الإسلام محمد سيجد ولابد الأوامر التى تدعوا المسلمين الى جمع الجزية من غير المؤمنين ومن هذه النصوص ما جاء فى القرآن فى سورة التوبة حيث قال الله " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" التوبة 29
وقد ورد فى الحديث مَا رَوَاه سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ َقَالَ لَهُ : إِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلَاثٍ أَيَّتُهُنَّ أَجَابُوكَ إِلَيْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ : ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ، وَإِنْ أَبَوْا فَالْجِزْيَةُ ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ، وَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ"
فأمرهم بمقاتلة الذين لا يؤمنون بالله ولا يحرمون ما حرمه الله ورسوله ولا يدينون بدين الإسلام من أهل الكتاب يهوداً ونصارى - مسيحيون - حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون
من الذين تقبل منهم الجزية ؟
فلو كان الامر مجرد جمع للأموال فلماذا لم يأخذ الاسلام الجزية من عباد الأصنام ؟ !
لان أهل الكتاب عندهم من الحق فى كتبهم ما قد يدعوهم إلى الإسلام والإيمان ولأن رسول الاسلام محمد موصوف عندهم فى كتبهم , وهذا قد يجعلهم أقرب الى الإيمان من عباد الأوثان .
وأما عن تفسير كلمة " عن يدٍ " فمعناها أن يدفعوا الجزية بأيديهم ولا ينوب عنهم أحد بدفعها , وأما عن معنى " وهم صاغرون " أى متحاكمون الى شريعة الاسلام
ولكن انتشرت بين الناس ان المسلمين يعذبون أهل الكتاب عند دفع الجزية حتى يكونوا صاغرين
وقد جاء ما ينفي ذلك بل ويثبت سماحة الاسلام فقد جاء عن عُرْوَةَ , أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حزَامٍ ، مَرَّ بِعُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ ، وَهُوَ يُعَذِّبُ النَّاسَ فِي الْجِزْيَةِ فِي الشَّمْسِ ، فَقَالَ : يَا عُمَيْرُ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يعُذِّبُونَ النَّاسَ ، قَالَ : فَاذْهَبْ فَخَلِّ سَبِيلَهُمْ
ما هو مقدار الجزية فى الاسلام ؟
قال الشافعي وأبو ثور عن مقدار الجزية " دينار على الغنيّ والفقير من الأحرار البالغين لا ينقص منه شيء ، وقال الشافعي أيضاً : وإن صولحوا على أكثر من دينار جاز ، وإذا زادوا وطابت بذلك أنفسهم قبل منهم .
ولكن إلى متى يدفع الجزية أهل الكتاب ؟
عن أبي هُريرَةَ . قال رسولُ الله - : ' ليَنزلَنَّ ابنُ مريَمَ حَكَماً عادِلاً . فلْيَكْسرَنَّ الصَّليبَ . ولَيَقْتُلَنَّ الخنْزيرَ . ولَيَضَعنَّ الجِزيَةَ ' أى انهم يدفعون الجزية إلى نزول المسيح ولكن اذا نزل المسيح فإنه سيقتل الخنزير ويلغي الجزيه فلا يقبل من أهل الكتاب شئ غير الإسلام , لأن المسيح سيكون أمامهم يكلمهم ويقول لهم إني عبد الله .
وقد نظرت هل الجزية موجوده فى الكتاب المقدس أم لا ؟
فوجدت ما يلي :
سفر التثنية 20 : 10 أن الرب يأمر نبيه موسى قائلاً "حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك "
وهنا نجد الفارق بين الكتاب المقدس وبين القرآن . وهذا أمر من الرب لموسى فى العهد القديم يأمره بأن يسخر الناس ويستعبدهم !! فهل هذه هى المحبة ؟!
واما فى الاسلام فبعد فتح البلدان نجد الاسلام يأمر أهل الكتاب بدفع الجزية ليعيشوا فى أمان بل يحميه المسلمون
واما فى العهد القديم فنجد ان موسى كان يستعبد كل من فى البلدان بعد فتحها !! فهنا نعرف أين هي السماحة وأين المحبه !
ثم نجد الكارثة والإرهاب مصوفاً فى العهد القديم حيث يحكى ما فعله نبي الله داود في سفر صموئيل الثاني 8 : 1 " وقهر أيضاً الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل . فكان يقتل صفين ويستبقي صفاً . فأصبح الموآبيين عبيداً لداود يدفعون له الجزية "
وهذا لا يكون إلا ظلماً وعدواناً لانه ضرب بعضهم وقتل أكثرهم ومن تبقى منهم بعد أن ضربه أدخله فى العبيد ثم بعد كل هذا جعله يدفع الجزية !!.
ونجد أيضاً فى ملوك الأول 4 : 21 . فيقول النص كما في ترجمة كتاب الحياة عن سليمان القوم الذين كان متسلطاص عليهم (( فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل ايام حياته)) .
فليس هناك قيود فى العهد القديم لا لكيفية فتح البلدان و الدعوة الى الدين ولا ضوابط فى التعامل مع الأسرى ولا فى جمع الجزية بل نجد الأمر كما بيناه قتل وضرب وإدخال فى الرق والسبي ثم بعد ذلك دفع الجزية مع كل هذا !!.
ولو بحثنا فى العهد الجديد نجد أن المسيح أعترف واقر بأن الجزية حق فقال فى متى 17 عدد 27 " ولكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع اولا خذها ومتى فتحت فاها تجد استارا فخذه واعطهم عني وعنك " فلو كان المسيح معترضاًَ على نظام الجزية فلماذا قال "لئلا نعثرهم " ؟ولماذ أمر بطرس بأن يدفع الجزية ثم يدفع الجزية الخاصة بالمسيح ؟
ونجد أيضا اعترافاً بأن الجزية حق وأنها ليست ظلما فجاء فى رسالة رومية 13 : 7 : (( فاعطوا الجميع حقوقهم . الجزية لمن له الجزية . الجباية لمن له الجباية ))
ولكن الان المقارنة بين نظام الجزية فى القرآن وفى الكتاب المقدس أصبحت ظالمة لأننا نقارن منتهى العدل مغ قمة الظلم !
فالاسلام شرع الجزية لهدف وهو إخراج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ولم يأخذها الا من الذين عندهم مقومات الهداية كاليهود والنصارى
وذلك لانه شرط على الذين يدفعون الجزية ان يذهبوا بأنفسهم لدفعها مع إن مقدار الجزية هو دينار فى العام ولكن حتى يتفكر من يدفعها لماذ أدخل نفسه تحت هذا الذل ولماذا يدفع أموالاً لبشر مثله ولو كانت هذه الأموال رمزيه , ووقتها يتذكر انه ذلك نفسه لإنسان مثله عندما عبد إنساناً فكان هذا الذل سبباً فى أخذ الاموال منه من بشر مثله .
وأما عن الكتاب المقدس فقد شرع الجزية للأنبياء لكي يذلوا بها الناس وبلا مقدار محدد ولا نظام محدد ليصون أموال وممتلكات الناس , بل يأخذ داود الناس ويقتل صفين والبقية يجعلهم فى الرق ويأخذهم منهم الجزية ! .
والان بقى سؤال بعد أن تكلمنا عن القتال والقتل والجزية وهو لماذا استخدمت الأديان هذه الوسائل ؟ وهل هذا منافي للحرية ؟
وهذا ما سنتكلم عنه فى المقاله القادمة إن شاء الله