۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيف بن ذي يزن

عضو نشيط  عضو نشيط
سيف بن ذي يزن


الجنس : ذكر
العمر : 41
الموقع بلاد مأرب
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 132

::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::  Empty
مُساهمةموضوع: ::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::    ::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::  Icon_minitimeالإثنين 31 أكتوبر 2011, 6:50 am




::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::

القوامة مصطلح إسلامي قيِّم، شرَّف الله عزَّ وجل به المؤمنين عامةً والرجال خاصة؛ فهو يُمثِّل حظ الإنسان من اسم الله الأعظم (القيوم)؛ الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى؛ فالقيوم هو القائم على كل شيء، القائم بأمور الخلق، ومدبّر العالم في جميع الأمور.

ولاسم (الحي القيوم) تأثير خاص في إجابة الدعوات وكشف الكربات؛ ففي السنن وصحيح أبي حاتم مرفوعًا: "اسم الله الأعظمفي هاتين الآيتين ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاإِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)﴾ (البقرة)، وفاتحة آل عمران ﴿الم (1) اللهُ لا إِلَهَإِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)﴾" (قال الترمذي: حديث صحيح).

كما تُعتبر آية الكرسي أفضل آية في كتابِ الله التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لها لسانًا وشفتينتُقدِّس الملكَ عند ساقِ العرش"، والتسبيح بـ"الحي القيوم" مُكفِّرٌ للذنوب؛ فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيالقيوم وأتوب إليه ثلاث مراتٍ كفَّر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبدالبحر".

والمؤمن قوَّام لله عندما يحرص في حركاته وسكناته على تقوى الله ومراقبته في السر والعلن ولا يخشى أحدًا غيره، ولا يدفعه بُغْض الناس لعدم العدل بينهم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواكُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُقَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية Cool.

عندما يدخل الإيمان في القلب ويصدِّقه العمل، يجد المؤمن نفسه قوَّامًا لله فيما يتعلَّم من آياته؛ فيوفقه الله في العمل بها والحرص عليها وعلى سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحرص على ما ينفع الناس، وكفّ الأذى عنهم، والصدق والأمانة والإخلاص.. كلها قوامة لله، والإنسان لا يستطيع القيام بها إلا بعد أن يحسن إسلامه ويثبت إيمانه؛ فإذا كان لا إيمانَ لمَن لا أمانةَ له، فلا قوامةَ لمَن لا أمانةَ له؛ فالقوامة لا تخص غير المؤمنين.

والمؤمن قوَّام على نفسه؛ يُحاسبها ويؤدِّبها ويقوِّمها ويحارب هواه كما يحارب عدوَّه، وفي العصر الحديث ارتفع شأن الجودة في أمور الحياة العملية، وأصبح هناك معايير يضعها المتخصِّصون والعلماء والمهنيون المتميِّزون من أجل الارتقاء بالعمل والإنتاج، وأهم عنصر أو معيار لتحقيق الجودة هو قدرة الفرد على تقييم ذاته وتقويمها لإتقان العمل والوصول به إلى أعلى درجات الجودة، وهو ما يحقِّقه المؤمن بالإحسان الذي عرَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ"أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهذه المراقبة هي القوامة لله عز وجل، وهي التي تدفع المؤمن لتحقيق أعلى درجات الجودة المطلوبة وتتعداها فلا تحتاج لرقيبٍ من البشر وتتعدَّى المعايير الموضوعة للجودة؛ لأنها لا تراعي المنتج فقط، وإنما تتخطَّى ذلك بمراعاة بيئة العمل والعامل والمجتمع والناس جميعًا.

وعندما حمَّل الله المؤمنين أمانةَ القوامة كان إطارها الأساسي هو العدل والقسط، مخرجين كل المنافع الذاتية والمصالح الشخصية والأهواء عن هذا الإطار، فلا نفسَ ولا أهلَ ولا أقاربَ تعلو فوق الحق والعدل، ولا يمثِّل الغنى أو الفقر معيارًا للحكم بالقسط بين الناس؛ كل ذلك ابتغاء وجه الله، يشهد المؤمنون له دون تحريفٍ أو تبديل أو كتمان، ويتمثَّل ذلك في الآية الكريمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِشُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْيَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَىأَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَاتَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ (النساء: 135).

وتعلو القوامة عندما تتعلَّق بالناس والعدل بينهم، وهو الأمر الذي يحكمه قدرة المؤمن على خوض هذه المهمة الصعبة، وعلمه بالأمر الذي يحكم فيه، وإحاطته بجوانب القضية وأطرافها؛ الأمر الذي اختبر الله به عبده داود عيه السلام عندما أمره أن يحكم بين الناس بالعدل ولا يشطط، وجاءت قصته في القرآن الكريم ليتعلَّم منها المؤمنون القضاء والعدل بين الناس؛ فهذان خصمان اختصموا وطلبوا من داود عليه السلام أن يحكم بينهم بالعدل، فحكم بعدما سمع من أحدهما ولم يسمع من الآخر، وقضى بينهم بسرعةٍ لاعتقاده بوضوح القضية ووضوح الظلم من أحد الطرفين؛ مما دفعه إلى الاستغناء عن سماع الخصم الآخر أو المدَّعى عليه، فما كان منه إلا أن توجَّه إلى الله بالاستغفار والإنابة إليه ليغفر له ما كان

أما قوامة الرجال فقد تعرَّضت للعديد من التعدي والظلم والتشويه من أنفسنا قبل غيرنا، ومن أسبابه سوء الفهم والتطبيق؛ فالقوامة في معناها اللغوي هي القيام على الشيء رعايةً وحمايةً وإصلاحًا، ويقال قوَّام وقيِّم أي أمين عليها، يتولَّى أمرها، ويصلحها في حالها، ومن الصفات التي تتفق مع القوامة الرقابة والتفقُّد، والإحسان والإخلاص، والإنفاق والعطاء، والكرم والإيثار، والقوة والرعاية، والحماية والعدل والشورى، ومن الصفات التي تتعارض مع القوامة: البخل والجبن، والذاتية والهروب، وحب الذات والأنانية، والتفريط والظلم، والقهر والتحيُّز، والإهانة والضعف، والغلظة والجهل، والفقر والمرض، والحرية المفرطة والتبعية العمياء والتسلُّط.

ويتحقَّق الهدف من القوامة عند تحقيق النفع العام: الرعاية والحماية للمجتمع والإصلاح، الاستقرار والراحة، المتعة والسعادة، الحب والتآلف، الرحمة والعطف، والهدوء والسكينة.
>>
قد تجد بعض النساء فضلاً للرجل عليها في كل شيء، وتنسى أنَّ الله تعالى فضَّل البعض على البعض، وجعل لكلٍّ من الرجل والمرأة نصيبًا من التفضيل؛ فجعله لأحدهما في جوانب وأعطى نصيبًا للآخر في جوانب أخرى، ومما يروى أن أم سلمة رضي الله عنها قالت ونسوة معها: "ليت الله كتب علينا الجهاد كما كتبه على الرجال فيكون لنا من الأجر مثل ما لهم"، فنزلت الآية ﴿وَلاتَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌمِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللهَمِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)﴾ (النساء)؛ فليعمل الرجال والنساء كلٌّ في دوره، مستعملاً كفاءاته الطبيعية التي خُلقت لهذا الدور، وكل منهم مشكور على عمله بمقدار ما يبذل فيه من جهد وإخلاص.. ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍمِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (آل عمران: من الآية 195).

والغريب أن هذه الرؤيةَ رغم اتساعها وتنوُّعها ومرونتها بما يناسب الظروف والأزمان فإنها تعتبر بؤرة المشكلة لدى المؤسسات الدولية الخاصة بالمرأة ومؤسسات الدول التابعة لها ومؤسسات المجتمع المدني العاملة على تفعيلها في عصر حقوق الإنسان؛ حيث يُبنى عليها ما تواجهه البشرية والعالم من مشكلاتٍ وحروب وتخلف؛ وذلك من وجهةِ نظرهم، فينظر الحقوقيون للدور الاجتماعي الذي تفرضه الثقافات والدين بأنه دور ظالم لا يُعطي حقوق المرأة في العصر الحديث، وأرى أنه ربما تكون هذه النظرة محقَّة في البلاد التي لا تراعي الفطرة وتظلم مجتمعها بأسره، ولكن يجب أن نرفض وبشدة أن يوضع الإسلام في سلّة هؤلاء المتخلفين والظالمين، أو أن يُنظَر إليه على أنه السبب وراء ضعف المرأة وتخلفها.

وقد تُتَّهم القوامة بالطاعة العمياء للزوج في جميع الأمور، في حين أنه لا يجوز للزوج أن يفرض على المرأة أهواءه باسم الطاعة الواجبة، فإنما يُطاع في (المعروف) لا في غيره، وهذا أولى من تعبير (في غير معصية)، بل الأدق أن نقول: عليها الطاعة في المعروف لا في غيره؛ بدليل قوله تعالى في بيعة النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلا يَعْصِينَكَ فِيمَعْرُوفٍ﴾ (الممتحنة: من الآية 12)، وفي الحديث المتفق عليه: "إنما الطاعة في المعروف".

وتأتي الحقوق الدولية للإنسان، والتي تسوقها الأمم المتحدة وما تصدره من مواثيق خاصة بالمرأة، فتعطي حقوقًا للمرأة تتخطَّى واجباتها، وتنزع منها حقوقًا باسم الحرية والمساواة ومقاومة العنف الزوجي، وتشطّ بالتفصيل في وصف العلاقة الزوجية لتجعل بعضها اغتصابًا زوجيًّا إذا لم يكن يُرضي الزوجةَ بأية حالٍ من الأحوال، وتعتبر المهر ثمنًا للعروس، فيُعطى مهانةً للزوجةِ المسلمة، باعتبار العلاقة الزوجية علاقة استعبادٍ للمرأة وقهرٍ لها، وتعتبر إنفاق الزوج سببًا من أسباب التسلُّط الزوجي والعنف ضد المرأة، فتسعى إلى القضاء عليه من خلال تمكين المرأة اقتصاديًّا، وليس الهدف من تمكين المرأة إصلاح للمجتمع بقدر ما هو سعي وراء المساواة الزائفة.

وهو ما جعل المتحرِّرات من النساء على الطريقة الدولية والكارهات لجنس الرجال وغيرهن ممن يتقاضين أجورًا للترويج لقبول القوانين الدولية الخاصة بالمرأة والدعاية لها والعمل بها.. يطالبن بإلغاء كافة الفوارق بين الرجل والمرأة دون مراعاةٍ لطبيعة الرجل وقدراته على تحمُّل المسئولية، ومسئوليته عن الإنفاق على أهله وليس زوجته فقط

كما تنظر النساء المتطرِّفات في التحرر إلى القوامة نظرةً استعباديةً وقهريةً، وتسعى الكثيرات منهن إلى الاستقلال المادي عن الرجل من أجل تحجيم تبعيتها له؛ فمنهن مَن يعتبرن هذا الاستقلال مقدمةً للاستقلال الجسدي للمرأة؛ بدعوى أن الرجل يمتلك جسد امرأته بموجب تبعيتها الاقتصادية له، ونسَوا أن الإنفاق المادي واجبٌ تفرضه الشريعة الإسلامية على الرجل للمرأة التي يعولُها، حتى عند استطاعتها الإنفاق على نفسها، وهو ليس ثمنًا لاستعبادها.

وكثيرًا ما أنظر إلى وجوه بعض هؤلاء النساء فأجد قسوةً وتوترًا وتحفُّزًا وخوفًا، فلم ينفعها المال الذي استقلَّت به عن الرجل، ولم يطمئنها العمل الحر، ولم تهدأ بالوحدة والشقاق، ولم يستقر لها رأي ولم يرتَحْ لها بال، فما جنت هذه النساء غير الضعف والهوان؟!، وأصبح همهن هو الدفاع عن أنفسهن ضد هذا الغول الإنسان.. فهل فقدت المرأة حقًّا لها عندما مارس زوجها فريضة القوامة عليها؟! وماذا لو تركها تنفق من مالها داخل البيت وتتحمل أعباء الحياة المادية؟! كيف تكون الحياة على هذا النحو؟!

لقد حكى صحفي مصري يعمل بالأمم المتحدة أنه شاهد امرأةً أمريكيةً تصرخ في الشارع؛ لأن زوجها تركها تتحمل أعباءها بنفسها وهي مريضة وحرارتها مرتفعة؛ فكلٌّ من الزوجين يدفع فاتورته لنفسه، وما كان مشتركًا يتم تقاسمه! فهل نحن في الطريق لهذا النمطِ القاسي من الحياة؟!

ومما دعا إلى تشويه مفهوم القوامة خلط الحقوق بالواجبات؛ فعندما يكون على الرجل الحماية والرعاية والإنفاق فهل هذا حق عليه أم حق له؟! إن هذه الأمور جميعًا حقوق للنساء، على الرجال المؤمنين الوفاء بها لهن، وإن لم يفعلوا فما ينتظر المسلمون غير السفهاء والظالمين ليفرضوا عليهم قوانينهم ويملوا عليهم شروطهم.

وللأعمال الدرامية دَوْر أساسي في تدعيم ونشر سوء فَهْم المفهوم وتشويه صورته، وليس أدلَّ على ذلك من شخصية "سي السيد" التي جسَّدت دَوْر الزوج القاسي على أهل بيته، والمفرط في علاقاته مع الراقصات والنساء سيئات السمعة خارج نطاق الزواج، ودَوْر الزوجة المطيعة لزوجها طاعةً عمياءَ، رغم قسوته عليها؛ وذلك في زي المرأة المسلمة المحتشمة والشيخ الملتزم؛ مما يزيد الصورة الذهنية سوءًا وتشويهًا، وربما تحوَّل الآن في عصر الفضائيات تشويه الصورة إلى تشويه الرسالة الإسلامية؛ مما يُمثِّل تحديًا مباشرًا للدين، وهذه السياسة مفروضة ومخططة ومبرمجة بجدولٍ زمني، وهي تتعدَّى الفكر العلماني الذي يؤكد أن العلمَ خارج نطاق الدين، ويرفض الدين جزئيًّا فيما يُسمَّى الآن العلمانية الجزئية، أو الذي يرفض الدين كليًّا في جميع مظاهر الحياة ويسمى العلمانية الكاملة.

وهذا التحدي يأخذ صورًا عديدةً من خلال التنوع في البرامج التليفزيونية عبر الفضائيات العربية، ومنها الخاص بالمرأة، والذي يعرض لحالاتٍ من القهر الزوجي للزوجة ومن العنف الشديد في العلاقات الزوجية، ويربط ذلك بالقيم الأصيلة؛ كطاعةِ الزوج ورعاية الأبناء وحسن تبعُّل الزوج، ويشوِّه مفهوم القوامة فيجعل الزوج كالحيوان، وينزع منه القيم الإنسانية، فتبدو الزوجة مقهورةً ومعنَّفةً في ظل هذه القيم الدينية والتي يتمسك بها الرجال من أجل المزيد من السيطرة والقهر.

وتمتد هذه السياسة إلى البرامج الاجتماعية والتي تستضيف في برامجها بعض الفقهاء والمتخصصين لعرض قضايا اجتماعية تمثِّل حالات مرضية، كضربِ الزوجة وطردها من بيتِ الزوجية وعدم اعتراف الزوج بأبنائه وإنكار الرجل زواجه السري من امرأةٍ، وهذه جميعًا لا يمكن اعتبارها سمةً عامةً في المجتمعات العربية والإسلامية.

وعلى الرغم من وجود "رجل الدين" أو الفقيه في البرنامج نجد تحجيم دوره في الإقرار بالحقائق الشرعية من منطلق أن هذا البرنامج اجتماعي وليس دينيًّا، في الوقت الذي يتم فيه إفساح المجال أمام الحلول المستوردة والمفروضة من قِبل جهاتٍ دولية.

وشكل آخر من تشويه الرسالة الدينية ما تتبعه بعض البرامج الدينية التي تستضيف فقيهَين أو رجلَين من "رجال الدين" وما تُظهره من تضاربٍ لآرائهما في الأمور المتشابهة؛ مما يشوِّه الصورة والرسالة في آنٍ واحدٍ، ويترك المشاهد إما مهزوزًا وإما رافضًا للرسالةِ برمَّتها.

ويدعو المجتمع الدولي بحريةِ المرأة وتمكينها على طريقتهم، ويسخرون من القوامة ويشوِّهون معناها ويبحثون عن بديلٍ له، ثم يقعون في التضاربِ والزلة والمهانة وما يزيدون المرأة إلا ضعفًا وتهوينًا

فإذا تمسَّك الرجال بحقوق المرأة في المحافظة عليها وقاموا بحمل الأمانة التي وكلهم بها الله عزَّ وجل، فهل تحتاج المرأة، سواءٌ مسلمة أو غير مسلمة، لقانونٍ دولي يحميها من التحرش، وضعه مَن يحاكم بعض قادتهم بارتكابه؟! ومن شذوذ التفكير للمتحرِّرات على الطريقة الدولية الذي دعاهم إلى اعتبار الرجل أكثر أمنًا في حماية المرأة في مواقف غير لائقة، كأن تأمن المرأة على شعرها لمصففِ الشعر ولا تأمن للمصفّفات، وأن تأمن السباحة في حمامات السباحة المختلطة حتى يمكن إنقاذها وقت اللزوم، وأن تأمن على بنتها في رحلاتِ السفر الصيفية المختلطة، وأن تأمن علاقات الصداقة بين الفتى والفتاة وتعتبرها عصرية، فما أغرب من أم دكتورة جامعية تقول بعد حمل بنتها من سفاحٍ إنها تلومها على عدم تحمل المسئولية وكان عليها أن تتجنَّب الحمل في إطار الحرية التي أعطتها لها!!.

إنَّ الأمرَ ليس بسلطةٍ ولا بقهرٍ ولا قسوةٍ، إنما الأمر أمرٌ ربانيٌّ فُرِضَ على المؤمنين جميعًا وعلى الرجال خاصةً في أمور خاصة، وهم الذين فضَّلهم الله على النساء بالقدرة في المجالات المتعددة، كالبدنية والنفسية والمادية والعقلية، وبالقدرة على الإنفاق في المواقف والظروف المختلفة، تؤهلهم للقيام برعايتهن وحفظهن ومواجهة متطلباتهن واحتياجاتهن، وقد يكون من هؤلاء الرجال الزوج، والابن، والأخ، والقريب، والمدير، والقائد، والرئيس في العمل، وصاحب العمل؛ فكل رجل قبل أن يكون قوَّامًا على أهل بيته يجب أن يكون قد مارس هذه القوامة على نفسه لله؛ حتى يستطيع القيام بمهمة القوامة في أسرته ومجتمعه وبلده، وأن يكون قد مارسها بالقسط بين الناس المتعامل معهم؛ مسلمين وغير مسلمين، أغنياء أو فقراء.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفيروزي

عضو ذهبي  عضو ذهبي
الفيروزي


الجنس : ذكر
العمر : 38
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 30/09/2011
عدد المساهمات : 706

::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::    ::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::  Icon_minitimeالأربعاء 28 ديسمبر 2011, 6:06 pm


۩۞۩ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ۩۞۩

ماشاء الله تبارك الله
مشاركة جميلة ومتميزة
نبارك هذا الجهد الرائع
ونتطلع لمزيد من الإبداع


۩ حفظكم الله ورعاكم ۩


♥♥ تقبلوا محبتي وتقديري ♥♥


₪₪₪₪₪₪₪
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
::¦¦★¦¦:: مفهوم القوامة العامة في الإسلام ::¦¦★¦¦::
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  【♣】◄ مفهوم الأمن في الإسلام ►【♣】
»  █◄₪« القوامة في قيادة الأسرة »₪►█
» ۞ آيات القوامة في القرآن ۞
»  ¦[|☆|]¦ الرقية العامة الشاملة ¦[|☆|]¦
» ►█ « الخطبة وأحكامها العامة » █◄

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: