[[]]◄ ( بر الوالدين ) من اسباب دخول الجنه ►[[]]
الوالدان .. وما أدراك ما الوالدان ، الوالدان .. اللذان هما سبب وجود الإنسان ، ولهما عليه غاية الإحسان .. الوالد بالإنفاق .. والوالدة بالولادة والإشفاق .. فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد .. ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه " رواه مسلم .
اهتم الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما ، وهو بذلك يسبق النظم المستحدثة في الغرب مثل : ( رعاية الشيخوخة ، ورعاية الأمومة والمسنين ) حيث جاء بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما قال تعالى موصيا عباده : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً } [الأحقاف:15] ، وقرن برهما بالأمر بعبادته في كثير من الآيات؛ برهان ذلك قوله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } [الإسراء:23] ، وقوله تعالى:{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } [النساء:36] ، وجاء ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده عز وجل لبيان قدرهما وعظم حقهما ووجوب برهما. قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى : { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151] ، أي : ( برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أوامرهما ) ، وأوجب عليك سبحانه وتعالى أن تدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما .
فقد أمرك الله تعالى ببر والديك ، وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره
قال الله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } ( الإسراء : 23 )
نلاحظ أن الله قد قرن توحيده .. وهو أهم شيء في الوجود .. بالإحسان للوالدين ..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى : { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } [لقمان:14]
¤!||!¤ بر الوالدين طريقك إلى الجنة ¤!||!¤قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : " رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم أنفه ، قيل من يا رسول الله ؟ قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة " .
أى ذل وهان وتعرض للخيبة و الخذلان من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يكونا سبباً فى دخوله الجنة.
فيا من انعم الله عليك بوجود الوالدين لا تفوت الفرصه .
¤!||!¤ بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله وتعالى ¤!||!¤ ففـى الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال " سألت النـبى صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أى العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال صلى الله عليه وسلم ((الصـلاة على وقتهـا)) قال: ثم أى ؟ قال صلى الله عليه وسلم ((ثم بــر الوالدين)) قال: ثم أى ؟ قال صلى الله عليه وسلم ((الجهاد فى سبيل الله))
وفى الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر قال رجل للنبى صلى الله عليه وسلم : أُجاهد ؟ قال صلى الله عليه وسلم ((لك أبوان؟))
قال : نعم. قال صلى الله عليه وسلم : ((ففيهما فجاهد))
وفى رواية مسلم أن رجـلاً جاء للنبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله جئت أبيايعك على الهجرة والجهاد فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((هل من والديك أحدٌ حى؟)) قال: نعم، بل كلاهما. قال صلى الله عليه وسلم : ((فتبتغى الأجـر من الله ؟)) قال: نعم.
قال صلى الله عليه وسلم : ((فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما))
¤!||!¤ بر الوالدين سبب تفريج الكربات ¤!||!¤ففى الصحيحين من حديث ابن عمر أن النـبى صلى الله عليه وسلم قال : ((بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر، فمـالوا إلى غارٍ فى الجبل، فانحـطت على فم غارهم صخرة من الجبـل، فأطبقت عليهم فقـال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها: فقال أحدهم: اللهم إنه كان لى والدان شيخان كبيران، ولى صبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رُحتُ عليهم فحلبت، بدأت بوالـداي أسقيهما قبـل ولدي ،وإنه نأى بي الشـجر فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهمـا قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤسهما، أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغـون عند قدمى، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغـاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ،ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء..)) إلى آخر الحديث.
فعليك ببر الوالدين بإخـلاص تكن مستجاب الدعوة.
¤!||!¤ بر الأم مقدم على بر الأب ¤!||!¤ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مَنْ أحق الناس بحسن صحابتى؟
قال: ((أمك))
قال: ثم من؟
قال: ((أمك))
قال: ثم من؟
قال: ((أمك))
. قال: ثم من؟
قال: ((أبوك ))
فى حديث معاوية بن جاهمة أن جاهمة عندما جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو أى فى سبيل الله وقد جئت أستشيرك ، فقال صلى الله عليه وسلم : هل لك أم ؟ قال: نعم . قال صلى الله عليه وسلم : فالزمها، فإن الجنة عند رجلها
¤!||!¤ ماذا يفعل من حرم الوالدين ؟ ¤!||!¤عن أبى أسيد مالك بن ربيعة الساعدى قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال
يا رسول الله هل بقى علىَّ من بر أبوي شىء أبرهما بعد موتهما ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " نعم الصلاة عليهما أى الدعاء لهما والترحم عليهما ، والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التى لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما "
فيجب علينا أن ندعو لأبائنـا ونستغفر لهما ونتضرع إلى الله بالدعـاء لهما فنقول : ربى ارحمهما كما ربيانى صغـيرا.
فلقد كان السلف رضـوان الله عليهم إذا ماتت أم أحدهم بكى وقال ولم لا أبكي وقد أغلق اليوم علىَّ باب من أبواب الجنة.
¤!||!¤ أنواع البر ¤!||!¤أنواع بر الوالدين كثيرة بحسب الحال وحسب الحاجة ومنها:
1 - فعل الخير وإتمام الصلة وحسن الصحبة، وهو في حق الوالدين من أوجب الواجبات. وقد جاء الإحسان في الآيات السابقة بصيغة التنكير مما يدل على أنه عام يشمل الإحسان في القول والعمل والأخذ والعطاء والأمر والنهي، وهو عام مطلق يدخل تحته ما يرضي الإبن وما لا يرضيه إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
2 - لا ينبغي للإبن أن يتضجر منهما ولو بكلمة أف بل يجب الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملتها باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما.
3 - عدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما في الكلام، وعدم مجادلتهما والكذب عليهما، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وإشعارهما بالذل لهما، وتقديمهما في الكلام والمشي إحتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما.
4 - شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24]. وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.
5 - اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة لقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، ولحديث: { إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات } [متفق عليه] الحديث.
6 - الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما، ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15].
7 - رعايتهما وخاصة عند الكبر وملاطفتهما وإدخال السرور عليهما وحفظهما من كل سوء. وأن يقدم لهما كل ما يرغبان فيه ويحتاجان إليه.
8 - الإنفاق عليهما عند الحاجة، قال تعالى: قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ [البقرة:215]، وتعتبر الخالة بمنزلة الأم لحديث: { الخالة بمنزلة الأم } [رواه الترمذي وقال حديث صحيح].
9 - استئذانهما قبل السفر وأخذ موافقتهما إلا في حج فرض قال القرطبي رحمه الله: ( من الإحسان إليهما والبر بهما إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما).
10 - الدعاء لهما بعد موتهما وبر صديقهما وإنفاذ وصيتهما.
¤!||!¤ فضل بر الوالدين ¤!||!¤دلت نصوص شرعية على فضل بر الوالدين وكونه مفتاح الخير منها:
1 - أنه سبب لدخول الجنة: فعن أبي هريرة عن النبي قال: { رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم والترمذي].
2 - كونه من أحب الأعمال إلى الله: عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله؟ قال: { الصلاة على وقتها }. قلت: ثم أي؟ قال: { بر الوالدين }. قلت: ثم أي؟ قال: { الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه].
3 - إن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله عز وجل: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ( أقبل رجل إلى النبي فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال : { هل من والديك أحد حي؟ } قال: نعم بل كلاهما. قال: { فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ } قال: نعم. قال: { فارجع فأحسن صحبتهما } ) [متفق عليه] وهذا لفظ مسلم وفي رواية لهما: { جاء رجل فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد }.
4 - رضا الرب في رضا الوالدين: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال: { رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين } [رواه الترمذي وصححه إبن حبان والحاكم].
5 - في البر منجاة من مصائب الدنيا بل هو سبب تفريج الكروب وذهاب الهم والحزن كما ورد في شأن نجاة أصحاب الغار، وكان أحدهم باراً بوالديه يقدمهما على زوجته وأولاده.
¤!||!¤ التحذير من العقوق ¤!||!¤وعكس البر العقوق ، ونتيجته وخيمة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله قال : { لا يدخل الجنة قاطع }. قال سفيان في روايته : ( يعني قاطع رحم ) [رواه البخاري ومسلم] والعقوق : هو العق والقطع ، وهو من الكبائر بل كما وصفه الرسول من أكبر الكبائر وفي الحديث المتفق عليه : { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين. وكان متكئاً وجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت }. والعق لغة : هو المخالفة، وضابطه عند العلماء أن يفعل مع والديه ما يتأذيان منه تأذياً ليس بالهيّن عُرفاً. وفي المحلى لابن حزم وشرح مسلم للنووي : ( اتفق أهل العلم على أن بر الوالدين فرض، وعلى أن عقوقهما من الكبائر، وذلك بالإجماع ) وعن أبي بكرة عن النبي قال: { كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت } رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححاه].
¤!||!¤ البر بعد الموت ¤!||!¤وبر الوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين ؛ { جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بعد موتهما ؟ قال : نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما } [رواه أبو داود والبيهقي].
ويمكن الحصول على البر بعد الموت بالدعاء لهما. قال الإمام أحمد : ( من دعا لهما في التحيات في الصلوات الخمس فقد برهما. ومن الأفضل: أن يتصدق الصدقة ويحتسب نصف أجرها لوالديه ).
¤!||!¤ أحكام شرعية خاصة بالوالدين ¤!||!¤لا حد على الوالدين في قصاص أو قطع أو قذف. وللأب أن يأخذ من مال ولده إذا احتاج بشرط أن لا يجحف به ، ولا يأخذ شيئاً تعلقت به حاجته. ولا يأخذ من مال ولده فيعطيه الولد الآخر [المغني:6/522] ، وإذا تعارض حق الأب وحق الأم فحق الأم مقدم لحديث : { أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك } [رواه الشيخان]، والمرأة إذا تزوجت فحق زوجها مقدم على حق والديها.
وقال في المقنع : ( وليس للإبن مطالبة أبيه بدين، ولا قيمة متلف، ولا أرش جناية ) قلت : وعلى الوالدين أن لا ينسيا دورهما في إعانة الولد على برهما، وذلك بالرفق به ، والإحسان إليه ، والتسوية بين الأولاد في المعاملة والعطاء. والله أعلم.
[/color]