»؛° الشباب بين المعصية والتوبة .. هل من علاج ؟ °؛«
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه القرآن، وهداه البيان، وفقهه فيما يحبه ويرضاه من بنى الإنسان في تعمير الأكوان والعمل الصالح الذي به الرفعة في الدنيا، والسعادة في الجنان.
والصلاة والسلام على نبي الهدى والبيان، ورسول الحكمة والموعظة الحسنة لكل بنى الإنسان، وهادى الدعاة إلى الطريقة السديدة لهداية بنى الإنسان، سيدنا محمد وآله النصحاء وأصحابه الفقهاء الذين كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، وعلينا معهم أجمعين .. آمين يا رب العالمين.
وبعد ….
فإن الشباب هم عصب الأمة، ومعقد آمالها، وسر نجاحها، ولذلك فإن النبي r حمّل أمانة الدعوة ... ورسالة التبليغ ... لطائفة من الشباب الذين التفوا حوله، من المهاجرين والأنصار.
فمن المهاجرين نذكر على سبيل المثال على بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، ومصعب بن عمير، وأسامة بن زيد، وعبدالله بن عباس، وغيرهم من المهاجرين ..
والأنصار كان منهم سعد بن معاذ، ومعاذ بن جبل، وأبى بن كعب، وزيد بن حارثة، وغيرهم وأرضاهم.
ولم يقتصر هؤلاء اللذين حملهم e أمانة الدعوة على الشباب الذكور وفقط، بل كانت من من الشابات المسلمان من تحملن الكثير، بل وكان للكثيرات منهن المشاركات العظيمة والمشهودة، ودور أسماء ذات النطاقين فى الهجرة دور خالد لاينسى، وغيرها الكثيرات من فتيات المهاجرين والأنصار.
وكان النبي r يربيهم أولاً على النقاء والصفاء، ويطهرهم من كل ما يستوجب الجفاء، حتى كان الوصف الألصق بهم والأقوى فى بيان أحوالهم فى جميع أوقاتهم ... أنهم كانوا رحماء ... إن كان بأنفسهم أو بأولادهم وزوجاتهم أو بإخوانهم، أو حتى بدوابهم وحيواناتهم !! ، لقد فاضت الرحمة منهم حتى إلى أعدائهم، فكانوا بحق الحاملين لرسالة الله في تكليفه لرسول الله عليه أفضل الصلاو السلام: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [107 الأنبياء]
ثم بعد ذلك يعلمهم النبى الأسلوب الأمثل فى الدعوة إلى الله لأنهم نواة امتداد هذه الأمة ورسل حمل مصابيح الهداية إلى البشرية جمعاء ..
قضايا الشباب المعاصر
سعيد مثله كمثل اي شاب .. يسهر الليالي .. يشاهد الافلام ..
يقلب المجلات .. يتابع القنوات .. يجري وراء النسوان ..
كان يصلي في البيت وربما كان لا يصلي .. بدون سبب ..
كثير هم الذين في مثل حالة سعيد ..
وقضية المعصية تحتاج الى تفصيل ومزيد شرح ..
ولابد ان نعرف المرض قبل ان نصف الدواء ..
لو طرحنا سؤالا وقلنا :
* لماذا نعصي الله ؟
اجابة الشباب ستكون كالتالي :
احمد : الفراغ ..
سعيد : ليس هناك بديل ..
تامر : الشلة الفاسدة ..
صالح : القنوات الفضائية والمجلات الخليعة ..
عبدالله : اصحاب السؤ والوحدة وعدم الاختلاط في المجتمع ..
اسعد : المراهقة وغياب الوعي والتربية ..
تميم : غياب مراقبة الأهل ..
اجابات كثيرة ومتنوعة تتنوع على حسب البيئة والمستوى التعليمي ودرجة الايمان والتربية والمستوى الثقافي والتوعوي ..
لو اتينا الى اي شاب وسئلناه سؤالا وقلنا له :
لماذا لا تستقيم وتطيع الله وتتوب اليه ؟
الاجابات ستكون كالتالي :
احمد : ربي ما هداني ..
سعيد : الله يهدي من يشاء ..
تامر : الهداية ما نزلت ..
صالح : الله يهدي الجميع ..
عبدالله : ان شاء الله لما اتزوج ..
اسعد : اهم شيء الايمان ..
تميم : المغريات كثيرة ..
لو حاولنا ان نحلل الاجابات السبعة فستكون كالتالي :
احمد >> كيف الله ما هداك والله تعالى يقول :
" انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا "
" وهديناه النجدين "
سعيد >> صحيح الله يهدي من يشاء ولكن ..
لماذا لا تسلك طريق الهداية ؟ اشئل الله ادعوا الله وستاتيك الهداية ..
تامر >> طيب انتظرها تنزل عليك يوم ان تنزع روحك ويحل الاجل ..
الهداية نزلت منذ ان خلقك الله .. بين لك طريق الخير وطريق الشر ..
واعطاك عقلا تميز به بين الطريقين .. ابعد هذا تنتظر الهداية ؟ ..
صالح >> كلام جميل .. ولكن تذكر قانون الجاذبية الذي يقول :
" لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه "
طالما نحن في اقبال الى الله فالله تعالى مقبل الينا بالهداية ..
وطالما نحن في بعد عن الله فنحن بعيدين عن الهداية ..
عبدالله >> وهل عندك عقد مع الله بانك ستعيش حتى تتزوج ؟
اسعد >> نعم .. ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ..
الايمان ليس بالتمني .. لابد من تصديق الجوارح ..
الاسلام دين عمل وجهد وصبر واقدام وليس احلام وتمنيات وشعارات ..
تميم >> نعم كثيرة .. ولكن الله تعالى يقول :
" ان كيد الشطان كان ضعيفا "
" ان عبادي ليس لك عليهم سلطان "
المغريات ابتلاء للمؤمنين وللصابرين وللخاشعة قلوبهم لله ..
المغريات ليس دليلا على جواز معصية الله وانما دليل الامتحان ..
كيف تريد دخول الجنة دون ابتلاء والله تعالى يقول :
" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا "
اذا ..
* ما هو جوهر القضية ؟
شيئين اثنين :
1 - الجهل
2 - اتباع رغبات النفس
اما الجهل فهو الجهل بحقيقة الدنيا والاخرة والجنة والنار ..
فلو عرف الشباب ما هي الدنيا وما هي الاخرة وما هي الجنة وما هي النار ..
لا ستقامت احوالهم ولسمت نفوسهم ولخشعت قلوبهم لذكر الله ..
واما اتباع رغبات النفس فهو لانهم يجدون المتعة في " الممنوع " ..
ويحسون ان نفوسهم اذا اعطيت ما تريد فستكون في سعادة وارتياح ..
ولو على حساب الاخلاق والعقيدة والقيم والضمير والعفة والكرامة ..
* لو كان هناك علاج للقضية واردنا تقديم علاج شافي للشباب ..
وتقديم البديل لهم عن المعصية لقتل الفراغ فيهم وتوجيههم الى الله ..
فما هو العلاج في رأيكم ؟