الجنس : العمر : 37 المدينة المنورة التسجيل : 14/09/2011عدد المساهمات : 56
موضوع: [®][ الغول بين الحقيقة والخيال ][®] الجمعة 14 أكتوبر 2011, 5:59 am
الغول بين الحقيقة والخيال
الغول هو كائن خرافي يرد ذكره في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية يتصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشية وغالبا ما يتم إخافة الناس بقصصه.
وهو إحذى المستحيلات الثلاثة عند العرب.
في الجاهلية العرب لم تسافر بسبب الغول.
ولكن عندما جاء الإسلام ، تم نفي تلك الأفكار.
الغول عند العرب
غول كلمة رائجة في المجتمع العربي وموجودة أيضًا في اللغة الإنجليزية عن العربية لوصف وحش خيالي أو فوبيا أسطورية للشيء مفترس.
عادة ما يستخدم هذا المصطلح في قصص الجهال الشعبية أو لوصف كائن مجهول مخيف في العادة.
اعتادت الأمهات والجدات أن يخفن بها الأطفال ليخلدوا للنوم مبكرا قائلين...الآن سيظهر الغول إذا لم تنام....
الغول في الثقافة الشعبية العربية، هو الغولة التي كانت الأمهات يرهبن بها أبناءهن ، وعادة ما يسكن الغول في مغارة القرية أو بستانها عند ذكره أو حتى الغرفة المظلمة من المنزل
من أشهر ما قيل في الغول: (المستحيلات عند العرب ثلاث الغول والعنقاء والخل الوفي).
الغول في اللغة
و الغُول، بالضم: السِّعْلاة، والجمع أَغوال وغِيلان.
قال جرير: قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ويروى: فيوماً يُجارِيني الهَوى، ويروى: يوافيني الهوى دون ماضي.
وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول. وتَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا.
وفي حديث النبي: عليكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوى بالليل، وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان فبادروا بالأَذان، ولا تنزلوا على جوادِّ الطريق، ولا تصلّوا عليها، فإِنها مأْوى الحيات والسباع، أَي ادفعوا شرّها بذكر الله، وهذا يدل على أَنه لم يرد بنفيها عدمَها،
وفي تحفة الأحوذي، للمباركفوري باب ما جَاءَ في سُورَة الْبقَرَةِ وَآيَةِ الكُرْسِي. عن أَبي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ: "أَنّهُ كَانَتْ لَهُ سَهْوَةٌ فِيهَا تَمْرٌ، فَكَانَتْ تَجِيءُ الغُولُ، فَتَأْخُذَ مِنْهُ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "إذْهَبْ فإِذَا رَأَيْتَهَا" فَقلْ: بِسْمِ الله أَجِيبِي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ"؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ قالَ: كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَأوِدَةٌ لِلكَذِبِ، قَالَ: فَأَخَذَهَا مَرّةً أُخْرَى، فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ، فَأَرْسَلَهَا فَجَاءَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ، فَقَالَ: "كَذَبَتْ، وَهِيَ مُعَأوِدَةٌ لِلْكَذِبِ". فَأَخَذَهَا فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَاركِكِ، حَتّى أَذْهَبَ بِكَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ إِنّي ذَاكِرَةٌ لَكَ شَيْئَاً. آيَةَ الكُرْسِيّ اقْرَأْهَا فِي بَيْتِكَ، فَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ، وَلاَ غَيْرُهُ، قال فَجَاءَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟" قالَ: فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ. قالَ: صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ". قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ وفي الباب عن أُبّي بن كعبٍ.
عن بريدة قال : (كان لي طعام فتبينت فيه النقصان. فكمنت في الليل، فإذا غول قد سقطت عليها، فقبضت عليها، فقلت : لا أفارقك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت : إني امرأة كثيرة العيال، لا أعود. فجاءت الثانية والثالثة، فأخذتها. فقالت : ذرني – أي دعني - حتى أعلمك شيئاً إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا ، إذا أويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك ومالك آية الكرسي. فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " صدقت وهي كذوب ") (أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " – باب ما جاء في الشيطان الذي أخذ من الزكاة – 7 / 111)
عن أبي أسيد الساعدي - رضي الله عنه - : (أنه لما قطع تمر حائطه، فجعله في غرفة له، فكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسد عليه، فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " تكل فاستمع عليها، فإذا سمعت اقتحامها فقل : بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ". فقالت : يا أبا أسيد اعفني أن تكفلني أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطيك موثقا من الله لا أخالفك إلى بيتك، ولا أسرق تمرك، وأدلك على آية تقرأها على بيتك فلا خالف إلا أهلك، وتقرأها على إنائك فلا يكشف غطاؤه. فأعطته الموثق الذي رضي به منها. وقال : الآية التي قلت أدلك عليها ؟ قالت : آية الكرسي، ثم حلت استها تضرط. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه حين ولت ولها ضراط فقال : " صدقت وهي كذوب ") (فتح الباري – 4 / 489)
قوله: (أنه كانت له سهوة) قال المنذري في الترغيب: السهوة بفتح السين المهملة هي الطاق في الحائط يوضع فيها الشيء، وقيل هي الصفة، وقيل المخدع بين البيتين، وقيل هو شيء شبيه بالرف، وقيل بيت صغير كالخزانة الصغيرة، قال: كل أحد من هؤلاء يسمى السهوة، ولفظ الحديث يحتمل الكل، ولكن ورد في بعض طرق هذا الحديث ما يرجح الأول.
أما قوله: (فكانت تجيء الغول) قال المنذري: بضم الغين المعجمة هو شيطان يأكل الناس، وقيل هو من يتلون من الجن. قال المناوي في الغيلان : (أي ظهرت وتلونت بصور مختلفة - قال في الأذكار: الغيلان جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم ومعنى تغولت تلونت وتراءت في صور.
قال القزويني : وقد رأى جمع من الصحابة منهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه– حين سافر إلى الشام قبل الإسلام فضربه بالسيف، ويقال : إنه كخلقة الإنسان لكن رجلاه رجلا حمار) (فيض القدير - 1 / 318).
وقال الجزري: الغول أحد الغيلان وهي من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولاً، أي تتولن تلوناً في صور شتى، وتغولهم، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله، يعني بقوله: لا غول ولا صفر، وقيل قوله لا غول ليس نفياً لعين الغول ووجوده، وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله. فيكون المعنى بقوله لا غول أنها لا تستطيع أن تضل أحداً، ثم ذكر الجزري حديث: إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان. وقال: أي ادفعوا شرها بذكر الله، وهذا يدل على أنها لم يرد بنفيها عدمها، ثم ذكر حديث أبي أيوب: كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذ.
يقول تأبط شرا: وفي الحديث: وكانت العرب تقول إِن الغِيلان في الفَلَوات تَراءَى للناس، فتَغَوَّل تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً، فتضلّهم عن الطريق وتُهلكهم، وقيل: هي من مردَة الجن والشياطين، وذكروها في أَشعارهم، فأَبطل النبي، ما قالوا؛ قال الأَزهري: والعرب تسمي الحيّات أَغوالاً؛ قال ابن الأَثير: قوله لا غُولَ ولا صفَرَ، قال: الغُول أَحد الغِيلان وهي جنس من الشياطين والجن، كانت العرب تزعم أَن الغُول في الفَلاة تتراءَى للناس فتَتَغَوّل تَغوّلاً أَي تَتلوَّن تلوّناً في صُوَر شتَّى وتَغُولهم، أَي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي، وأَبطله؛ وقيل: قوله لا غُولَ ليس نفياً لعين الغُول ووُجوده، وإِنما فيه إِبطال زعم العرب في تلوّنه بالصُّوَر المختلفة واغْتياله، فيكون المعنيّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطيع أَن تُضل أَحداً، ويشهد له الحديث الآخر: لا غُولَ ولكن السَّعالي؛ السَّعالي: سحرة الجن، أَي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل.
وفي حديث أَبي أَيوب: كان لي تمرٌ في سَهْوَةٍ فكانت الغُول تجيء فتأْخذ. والغُول: الحيّة، والجمع أَغْوال.
من منا لم ترتعد مفاصله عند غروب الشمس في وسط الخلاء وصوت أمه أو جدته يرن في أذنيه : عد إلى البيت قبل الغروب وإلا أكلتك الغولة ؟؟؟ !!!،،،
أجل الغولة الطويلة ذات اليدين القصيرتين والعيون الحمراء المشقوقة ( ظاويات البيت) والفم الطويل المليء بالأسنان الحادة كالخناجر والسكاكين الطويلة وجسدعا المغطى بالشعر الكثيف ، وشوشتها التي تنقط زيتاً ،،،
فهل الغولة هذه حقيقة أم خرافة ؟؟!!
ولماذا سماها العرب بهذا الاسم والذي انتقل منهم إلى الغرب بنفس اللفظة (goul) إن كان خرافة فما سر انتشارها هذا الانتشار الواسع حد التواتر ؟؟؟!!!
إن كانت حقيقة فأين تعيش ؟؟
وكيف تتكاثر ؟؟؟
وكم ولداً تضع ؟؟؟
ماذا تأكل ؟؟!!!
هل هي إنسان ؟؟
أم حيوان ؟؟
أم جان ؟؟؟!!!
أم مزيج من هذه المخلوقات كلها ؟؟؟
لها جسد إنسان وفم وحش كاسر وأقدام حمار !!! ،،،
لماذا ما زال الفلسطينيون والمصريون وكثير من العرب يقولون : ((أمنا الغوله)) ؟؟؟
وتحدثت العرب عن مخلوق خبيت غريب بالأوصاف المذكورة أعلاه فكان كأنه حيوان ثم أصبح نصف حيوان ونصف إنسان ، ومرة أصبح شيطان ؛ نظراً لكون ماهر في التغول ؛ الاختفاء والتماهي ، وتطورت الأسطورة واختلفت من لسان إلى لسان ؛ وزعمت حكايات ألف ليلة وليلة أن الغول عملاق الجسد ضخم يأكل الناس والأغنام والأطفال ؛ وأنه إذا ضرب بالسيف ضربة واحدة ، قام يستجدي قاتله ويرجوه أن يثني عليه بالسيف ليريحه من العذاب وهذا قمة الغدر والخداع وذلك أن الغول إذا ضرب مرة واحدة بالسيف مات ، ولكن إذا ضربناه تارة أخرى عادت له الحياة من جديد وانتفض حياً ليأكل قاتله ؛ فلذلك كانت الأميرة توصي فارس أحلامها بأن يضرب الغول ضربة واحدة فقط وتؤكد عليه بأن لا يكرر ضربته مهما استجداه الغول ورجاه ، وهذه هي الحكاية والصورة التي انتقلت إلى الأدب البريطاني خاصة والغربي عامة حول الغول ،،،
أما العرب في الجاهلية فقد ظنوا أن الغول هو سحرة الجن ، وأن الغولة تخرج للمسافر وقد تماهت وتحولت وتشكلت على شكل حيوان أليف أو امرأة فاتنة بارعة الجمال حتى إذا ما وثق بها المسافر أو أفضى إليها ليأخذ منها مرادة امتصت دمه وأكلت لحمه وافترسته ،،، وقد انتقلت هذه الصور إلى العديد من أفلام الرعب الغربية الحديثة ،،،
وكثيراً ما عمّم العرب على الشياطين والجان لفظة غول ؛ وربما أطلقوا الغول على كل كائن يغوي ويغتال المسافر ، سواء إنسان أو حيوان أو ثعبان أو شيطان ،،،
أما في الأدب الشعبي وكذلك أحياناً في الأدب الجاهلي فالغولة أو الغول تحكي الحكايا وتقرض الشعر والقصيد ، وقد تقدم الخدمات الخارقة ، كأن تقول للمسافر الذي أنقذها أو أنقذ أولادها أعطني أصبك أمصه لك ، فإن فعل ذلك كانت تلك الأصبع بإذن الله شفاء لكل داء ، وكرامة وسراً وبركة ،،،
وكذلك كانت تطلق ألفاظ الغولة على زوجة الأدب التي تتقن فن التزين والتزلّف للأب الغافل المسكين وهي تخطط للفتك بابناءة من زوجته المرحومة ؛ بل وتضع لهم الدبابيس في الشوربة للتخلص منهم على غفلة من الأب المسكين ، تمهيداً للفتك به هو أيضاً والسيطرة على البيت ،،،