الجنس : العمر : 42 المدينة المنورة التسجيل : 13/10/2011عدد المساهمات : 61
موضوع: O?°' أكل لحوم البشر: بين عصور وثقافات '°?O الخميس 13 أكتوبر 2011, 9:45 am
قدم آرمين مايفيس، الألماني يحاكم بتهمة أكل رجل آخر يعرفه، نصيحة بألا يحذو أحد حذوه، غير أنه من غير المرجح أن يكون ألماني القرن الحادي والعشرين هو آخر من يتذوق لحم البشر من بين أبناء جلدته.
قال المستعمرون الأوربيون أن العالم الجديد يعج بأكلة لحوم البشر
فبعد سنوات طويلة من الجدال حول ما إذا كان هذا الأمر الغريب موجودا، صار علماء الأجناس البشرية على اتفاق بأن أكل لحوم البشر تقليد تواتر ظهوره على اختلاف ثقافات وعصور، وإن كان مدى شيوع هذه الممارسة مازال محل جدل بحثي مزدحم.
لقد أثارت قضية مايفيس التي تنظرها المحكمة شعورا عاما بالاشمئزاز، فقد اعترف فني الكمبيوتر بقتل وأكل رجل التقى به بعد أن أعلن طالبا شخص يريد أن يُقتل ويُلتهم.
وحتى وإذا فهم البعض اضطرار الإنسان إلى أكل أخيه الإنسان في ظروف حتمية من أجل البقاء، فمن الصعب القبول بفكرة أكل لحم البشر كشكل طقسي غريب مهما قيل عن قبول مشترك بالفعل.
حقيقة أم وسيلة تشنيع؟ إن تعبير أكل لحوم البشر باللغات الغربية cannibalism مشتق من اسم قبيلة من القبائل البدائية بجزر الهند الغربية والتي عرفت باسم قبيلة الكاريب، والتي تحدث عنها المستكشف كريستوفر كولومبوس لأول مرة، حيث زُعم أن تلك القبيلة تأكل لحوم الآخرين - ومازال لم يثبت بعد ما إذا كانت تلك القبيلة فعلت ذلك من عدمه.
وقد قوبلت القصص الأولى عن أكلة لحوم البشر والتي رواها المستعمرون الأوروبيون بكثير من التشكك على أساس أن ادعاءات من هذا النوع يرجح التذرع بها كوسيلة لإثبات ضرورة استعمار تلك الشعوب الغريبة ومن ثم الارتقاء بها.
ففكرة أكل لحوم البشر استخدمت كثيرا كوسيلة للتشنيع على الآخرين، فقد انتشرت فكرة بين المسيحيين في العصور الوسطى تصور اليهودي الذي يتذوق دم الأطفال الرضع من المسيحيين.
ولكن مع الحرص الذي يتناول به باحثو علم الأجناس مسألة أكل لحوم البشر، يبدو أن هناك أمثلة موثقة على حدوث ممارسات من هذا النوع خلال عصور مختلفة سواء في شكل طقسي أو للبقاء على قيد الحياة.
حب القتل وحب البقاء فمن المعتقد أن شعب الأزتيك، الذي كان الشعب الأصلي الرئيسي في المكسيك قبل الغزو الأسباني في القرن السادس عشر، مارس أكل لحوم البشر على نطاق واسع كجزء من الطقس الديني لتقديم القرابين البشرية من أسرى الحرب وغيرهم من الضحايا، وهي الممارسة التي عرفت باسم أكل الغرباء أو الأعداء exocannibalism.
وفي وقت سابق من العام الحالي اتهمت الأمم المتحدة المتمردين في جمهورية الكونغو الديمقراطية بأكل لحوم أعدائهم، وإجبار أسر الضحايا على أكل أعضاء ذويهم.
يصر مايفيس على أن الفعلة تمت "بالتراضي"
كما يعتقد أن سكان أستراليا الأصليين مارسوا صورة أخف من أكل لحوم البشر من الأصدقاء والأقارب، من الموتى عادة، والتي عرفت باسم endocannibalism.
وفي هذه الممارسة كان يتم التهام جثة المتوفى كصورة من صور الشعائر التي يقوم بها أقاربه كوسيلة للسماح لروحه بالاستمرار في البقاء.
ويشير التاريخ إلى أمثلة على حالات أكل لحوم البشر خلال المجاعات وفترات القحط الشديد.
وقد ذاع أمر أكل لحم البشر من أجل البقاء بعد عرض فيلم Alive أو (حي) والمأخوذ عن قصة تحطم طائرة عام 1972 بين جبال الأنديز، حيث أكل أفراد فريق أورجواي للرجبي لحم المتوفين للبقاء على قيد الحياة.
وبين أكل لحم البشر طقسا، وأكله إضطرارا، تقع حالة قبيلة الفور ببابوا غينيا الجديدة، التي مارست أكل لحوم البشر من نهاية القرن التاسع عشر وحتى خمسينات القرن العشرين.
فبينما كان رجال قبيلة الفور يأكلون لحوم الحيوانات الصغيرة إلى جانب الطعام الرئيسي للقبيلة من البقول والذرة، كانت النساء والأطفال يأكلون أمخاخ أعضاء القبيلة ممن توفوا حديثا لتعويض النقص في البروتين في أغذيتهم.
ويشير بعض العلماء إلى العلاقة بين تلك الممارسة وحالات الإصابة بمرض مخي قاتل، وهو مرض يشبه مرض جنون البقر الذي يصيب البشر، وإن شكك خبراء آخرون في هذه الصلة.
هل يختفي أكل لحوم البشر من قائمة المحظورات؟ وفي بلدان كثيرة لا يعتبر أكل لحوم البشر في حد ذاته جريمة، في حين يدان مرتكبو تلك الأفعال بناء على ارتكاب أفعال مصاحبة، ففي حالة مايفيس مثلا التهمة الموجهة له ليست "أكل لحوم البشر"، بل تهمة "القتل للإشباع الجنسي".
وهناك عدد من حالات أكل لحوم البشر الشهيرة التي أتت في إطار جنسي.
خزن مايفيس بقايا جثة برانديس في منزله
فقد اغتصب ألبرت فيش، والذي أطلق عليه اسم "وحش أمريكا"، وقتل وأكل عددا من الأطفال خلال العشرينات. وقد قال إنه كان يشعر بلذة جنسية هائلة نتيجة ذلك.
كما ارتكب السفاح الروسي أندريه تشيكاتيلو، الذي قتل 53 شخصا على الأقل بين عامي 1978 و1990، فعلة أكل لحوم البشر، وكانت جرائمه تتعلق بمشكلات جنسية.
غير أن ما يميز الفعلة الجنسية لأكل لحوم البشر التي أقر بها مايفيس من تلقاء نفسه، عن جرائم فيش وتشيكاتيلو وآخرين، أو ما يميزها عن ممارسات الأزتيك ومتمردي الكونغو، هي ما زعم عن أن تلك الفعلة تمت بالتراضي.
فقد التقى مايفيس بالرجل الذي كان اللقاء سينتهي بأكله، وهو بيرند-يورجن برانديس البالغ من العمر 43 عاما، في أوائل عام 2001، بعد أن أعلن على مواقع الإنترنت يطلب "شابا قوي البنية ما بين الثامنة عشر والثلاثين، للذبح".
وقال مايفيس للمحققين إنه اصطحب برانديس لمنزله، حيث وافق برانديس على قطع قضيبه، والذي قلاه ثم تناوله الرجلان معا.
ثم قال مايفيس بعد ذلك إنه قتل برانديس برضا الأخير.
غير أن ما يزعم من هذا "التراضي في الفعل" لم يهدئ من حالة الاشمئزاز التي أصابت الشعب الألماني.
وسواء كان ضحية مايفيس راضيا أم لا فإن أكل إنسان لأي سبب غير ""الضرورة"" مازال محظورا في عالم حديث أزال الكثير من محظوراته السابقة.