¤¦¦¤ البدانة سببها فيروسي وليس العادات الغذائية ¤¦¦¤

مفاجأة علمية مثيرة للجدل حتى بين العلماء
البدانة سببها فيروسي وليس العادات الغذائية

من بين مجموعة الأسباب المسؤولة عن ازدياد بدانة الأمريكيين، خرج علينا الباحثون بمزيد من الأدلة التي تعزو السمنة إلى سبب ما زال مثيراً للجدل: وهو أن سببها فيروسي.فقد وجدت دراسة كشف عنها أخيرا أنه عندما تم تعريض الخلايا الجذعية، إلى أحد الفيروسات الشائعة تحولت إلى خلايا دهنية. ولم تتغير الخلايا فحسب، بل خزنت الدهن كذلك.وبينما يمكن اعتبار هذا تفسيراً غير جرمي لزيادة الوزن، إلا أنه لا يفسر جميع أو حتى معظم نواحي مشكلة البدانة المتنامية في أمريكا، ولكنها تضيف إلى دليل حديث آخر يضع اللوم في زيادة محيط الخصر على أكثر من مجرد إفراط الشهية إلى الطعام وقلة استخدام العضلات. ينظر الباحثون منذ سنوات في إمكانية وجود صلة بين البدانة وبين هذا الفيروس الشائع الذي يعرف باسم الفيروس الغدي 36، وهو من عائلة الفيروس الذي يسبب الرشح والزكام واحمرار العيون لدى الناس، وقد وجدوا من قبل أن نسبة البدناء الذين أصيبوا بذلك الفيروس تفوق غير البدناء. وقد عرضوا حيوانات لهذا الفيروس وسمنوها فوجدوا جيناً في الفيروس يجعل الحيوانات تسمن.

ولكن القيود الأخلاقية حالت دون قيام الباحثين بتعريض الناس إلى هذا الفيروس لكي يشاهدوا ما يمكن أن يحدث. لذلك قاموا بما يعد ثاني أفضل شيء، وفقاً لما ذكره نيخيل دوراندار الذي ترأس البحث في مركز بينينجتون لأبحاث الطب الحيوي التابع لجامعة ولاية لويزيانا.لقد أخذوا نسيجاً دهنياً من أشخاص مصابين بداء امتصاص الدهون، وأزالوا الخلايا الجذعية من النسيج وعرضوها للفيروس في المختبر. ومن المعروف أن الخلايا الجذعية يمكنها أن تتجدد وتتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا المتخصصة لمساعدة الجسم على أن يداوي نفسه.تحول أكثر من نصف الخلايا التي تم تعريضها للفيروس إلى خلايا دهنية وتراكمت دهوناً، في حين لم يحدث هذا الشيء إلا مع نسبة صغيرة من الخلايا الجذعية التي لم يتم تعريضها للفيروس، وفقاً لما ذكرته د. ماجدالينا باساريكا التي عرضت نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الكيماوية الأمريكية الذي عقد في مدينة بوسطن. وقالت د. باسكاريكا في مقابلة هاتفية :" هذه أول مرة نشاهد مثل هذا الأثر في الخلايا البشرية".

وإذا تأكد أن هناك سبباً فيروسياً للسمنة، فإنه يمكن عندها تطوير مصل ربما خلال خمس إلى عشر سنوات لمنع الفيروس من إصابة بعض الناس بالسمنة، كما ذكر دوراندار. مضيفاً أن ذلك لن يساعد الذين هم بدناء من قبل. يشعر الخبراء الخارجيون بالإثارة ولكنهم قلقون من إرجاع البدانة إلى سبب واحد هو الفيروسات لأنها قد تكون سبباً واحداً من أسباب عديدة. وهذا لا يعني أنه لا ضير إذا أسرف المرء في تناول الطعام وألقى باللوم على حشرة أو انتظر اختراع دواء مضاد للفيروسات، كما قال أولئك الخبراء.يقول د. صمويل كلين، مدير مركز التغذية البشرية بكلية الطب في جامعة واشنطن بمدينة سان لويس:" إن هناك سبباً واحداً للبدانة عند جميع الناس، إنك تتناول سعرات أكثر مما تحرق ولا يمكنك أن تفلت من قانون الطبيعة هذا الذي يعد قانوناً أساسياً".

ولكن هناك الكثير من الأسباب، ومنها الفيروس، التي تجعل المرء يسرف في الأكل ويخزن مزيداً من الدهنيات في جسمه، كما يقول كلين. على أنه يرى أن الفيروس مجرد عامل صغير، إذ يزيد وزن المرء بسهولة لأسباب جينية ولعادات الأكل في سن الطفولة. وقال دوراندار إن بعض أبحاثه السابقة وجدت أن 30 في المائة من الأمريكيين البدناء قد طوروا أجساماً مضادة للفيروس، دالاً على أنه سبق تعريضهم له في وقت من الأوقات. ولكن بالنسبة لغير البدناء، فقط 11 في المائة كانت لديهم أجسام مضادة لهذا الفيروس.وأضاف دوراندار أنه بالنسبة لبعض الناس، فالخطأ ليس خطأهم كونهم بدناء.ولكن كلين قال إن هذا ليس صحيحاً تماماً."لا نريد أن يشعر البدناء أن الخطأ كله يقع عليهم لأن الحال ليست كذلك... ولكن من الواضح أن الشخص في النهاية هو المسؤول عن ذلك".