ياحبيب الله صلت عليك ملائك الرحمن
وسرى الضياء بسائر الأكوانِ
لما طلعت على الوجود مزوداً
بحمى الإله وراية القرآنِ
أعطى كفار قريش حسان بن ثابت مبلغاً من المال وذلك قبل إسلامه ليهجو به النبي صلى الله عليه وسلم
ووقف حسان على ربوةٍ ينتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي لينظر إلى صفةٍ من صفاته ليهجوه بها
ومر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مر جميل الشيم
مر مصباح الظلم
فلما رأى حسانُ النبيَ صلى الله عليه وسلم
وقد أشرق بطلعته البهية
وأنواره السنية
قذف الله عز وجل النور في قلب حسان
فانشرح صدره
واستنار وجهه
فرجع إلى القوم ورد لهم المال،
وقال: هذه أموالكم ليس لي فيها حاجة ... أما هذا الذي أردتم أن أهجوه ... اللهم إني أشهدك أني أشهد أنه رسول الله
قالوا: ماذا دهاك؟
مالي هذا أرسلناك؟
فأجابهم بقوله:
لما رأيت أنواره سطعت
وضعت من خيفةِ كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته
فلست أنظره إلا على قدري
روحٌ من النور في جسمِ من القمرِ كحليةٍ
نُسجت من الأنجم الزهري
هكذا النبي صلى الله عليه وسلم نور يأخذ بالألباب والقلوب