واجب الشباب
‘’على الشاب واجبات ثلاثة: تربية عقله، وتربية نفسه وتربية بدنه، فإذا أهمل واجباً من هذه الواجبات فقد أهمل التوازن في حياته’’.
مقولة صحيحة تلخص الأركان الأساسية لبناء جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية، واعتباره عدة لوطنه.
إن العالم الآن يناقش قضية جديدة وعجيبة هي صناعة الموهبة الشابة، أي كيف تصنع الدولة شاباً موهوباً،إيماناً بالرأي الذي يقول بأن الموهبة يجب ألا ننتظرها حتى تجيء كما ننتظر السحب تجيء من بعيد لتساقط أمطارها علينا.
وبمقارنة بين الطالب الغربي والطالب العربي، فإننا نجد أن الطالب الأوروبي على وجه الخصوص أوسع أفقاً وأكثر إدراكاً للحياة في بلده وفي البلاد الأخرى، وهذه حقيقة غير متحيزة يلمسها علماء التربية ويرجع السبب فيها إلى الطريقة المنهجية التي تتبعها الجهات المعنية في تنمية وتوسيع آفاق هؤلاء الشباب.
إن الطالب العربي (طالب متعلم) ولكنه ليس مثقفاً فهو يدرس ما يعطى إليه ويذاكره ويحفظه عن ظهر قلب ولكنه لا يتجاوز ذلك إلى العلوم الأخرى غير المقررة والتي لن يمتحن فيها، ونستطيع أن نضرب مثالاً على ذلك بالمتفوقين من مدارسنا الذين تزين صورهم الجرائد كل عام ولكنهم وللأسف لا ينتمون إلى الفئة المثقفة التي تسعى وراء المعلومة.
إن تركيز الجهود ومنح الشباب الحرية له دور فعال في هذه العملية الخلاقة. فامنحوا الشباب هذه الحرية ثم راقبوهم بعد ذلك ستجدون رؤوساً صافية وآذانا صاغية وعيوناً واعية وفهماً وإنتاجاً وحب للدراسة والإنسانية وحينئذ يصبح لحياتهم معنى وهدف.