قصيدة : أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ
المتنبي
أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ
تَزولُ بِهِ عَنِ القَلبِ الهُمومُ
أَما في هَذِهِ الدُنيا مَكانٌ
يُسَرُّ بِأَهلِهِ الجارُ المُقيمُ
تَشابَهَتِ البَهائِمُ وَالعِبِدّى
عَلَينا وَالمَوالي وَالصَميمُ
وَما أَدري أَذا داءٌ حَديثٌ
أَصابَ الناسَ أَم داءٌ قَديمُ
حَصَلتُ بِأَرضِ مِصرَ عَلى عَبيدٍ
كَأَنَّ الحُرَّ بَينَهُمُ يَتيمُ
كَأَنَّ الأَسوَدَ اللابِيَّ فيهِم
غُرابٌ حَولَهُ رَخَمٌ وَبومُ
أُخِذتُ بِمَدحِهِ فَرَأَيتُ لَهواً
مَقالي لِلأُحيمِقِ يا حَليمُ
وَلَمّا أَن هَجَوتُ رَأَيتُ عِيّاً
مَقالي لِاِبنِ آوى يا لَئيمُ
فَهَل مِن عاذِرٍ في ذا وَفي ذا
فَمَدفوعٌ إِلى السَقَمِ السَقيمُ
إِذا أَتَتِ الإِساءَةُ مِن لَئيمٍ
وَلَم أُلُمِ المُسيءَ فَمَن أَلومُ