بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري ويسر لي امري
يقول الله تبارك وتعالى في مستهل سورة النجم
وما ينطقُ عنِ الهوى * انْ هوَ الاَّ وحْيٌ يُوحى
الأولى: أخبر النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم عن إتِّبَاع أُمَّته اليَهُود والنَّصَارَى
ففي صحيح البُخَارِيّ من حديث أبي سَعِيد رَضِيَ الله عَنْه , أنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم قال
لتَتَّبِعُنَّ سُنَن مَن كان قَبْلكم شِبْرَاً بشِبْرَاً وذِرَاعَاً بذِرَاع، حتى لو سَلَكوا جُحْر ضَبّ لسَلَكْتُمُوه، قُلْنَا: يا رسول الله؛ اليَهُود والنَّصَارَى؟ قال: فمَنْ؟!
أي ومَنْ غَيْرهم؟.
وها نحن جميعنا يُعاصرُ اتباع الأمة لأهل الكتاب تماما كما تَنَبَّأ به النَّبِيّ الصَّادِق صَلَّى الله عليه وسَلَّم، حيث تَتَبَّعَت أمة الاسلام سُنَن الأُمَم السَّابِقَة واقْتَفَت آثَارها، وتَطَبَّعَت بها في عاداتها وتَقَالِيدها عِشْرَةً وسُلُوكاً، فِكْرَاً وتَطْبِيقَاً، ولا تَزَال الحال عَلَى هذا المِنْوَال إلى يَوْمنا هذا، حَيْثُ أعْرَضَت الأُمَّة المُحَمَّدِيَّة عن حَضَارَتها الغَنِيَّة الثَّمِينَة وعاداتها ورَوَاسِبها الرَّفِيعَة المُمْتَازَة؛ وأقْبَلَت بنَهمْ وإعْجَاب عَلَى حَضَارَة غَيْرها مِنَ الأُمَم السَّابِقَة، الحَضَارَة المُنْهَارَة المُسْتَوْرَدَة التي سَئمَ أهلها منها , وأثْبَتَت عَدَم جَدَارتها ومُسَايَرَتها للحَيَاة، أقْبَلَت الأُمَّة المُحَمَّدِيَّة عَلَيْها وطَبَّقَتْها في جَمِيع مَرَافِق حياتها، في سُلُوكها ومَلْبَسها ومأكلها ومَسْكَنها وعِشْرَتها، وكُلّ مَجَالات حياتها، وصَدَقَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم حين قال : لو سَلَكوا جُحْر ضَبّ لسَلَكْتُمُوه
واليكم بعض الأمثلة من واقع الحال الذي تعيشة أمة الاسلام اليوم
أولا: اطلاق أسماء أبناء وبنات وحيوانات أهل الكتاب كتسمية لأبناءنا وبناتنا
ثانياً: اطلاق أسماء محلاتهم وشركاتهم التجارية على تسمية محلاتنا التجارية
ثالثا: تشبهنا بملابسهم ومأكلهم ومشربهم وبفكرهم وبتطبيقهم وشعاراتهم
رابعا: تشبهنا بعاداتهم واعيادهم ومناسباتهم وحتى طرق احتفالاتهم
خامساً: أخذنا الكثير الكثير من مبادءهم وأفكارهم الاجتماعية والسياسية ةالفكرية والفلسفية, فقط ليقال عنا أننا متقدمون أو لسنا متخلفون, وقد سمعت هذا التعبير من رئيس اتحاد علماء المسلمين ومن على اليوتيوب, والذي أباح للطالبة المسلمة أن تخلعْ حجابها على باب المدرسة وتدخل بدونه, بل وتشارك في دروس الرياضة والسباحة وهو يعلمُ أنّ المدارس الغربية مختلطة, وهذا رابط الفتوى لمن يريد التأكدَ من ذلك
والحبل على الجرّارِ كما يقولون
الثانية: وأخبر النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم عن تَبَاهِي النَّاس في المَسَاجِد
ففي سنن ابو داوود رحمه الله من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه , أنّ
النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم قَالَ
لا تَقُوم السَّاعَة حتى يَتَبَاهَى النَّاس في المَسَاجِد
وهذه النبوءة يَشْهَد لها وُجُود مَسَاجِد عَظِيمَة بجوار بَعْضها البَعْض , والجميع في سباق مع من يكون المسجد الذي بناه فيه زخرفة أبلغ تكلفة وجمالا , ويا ليتنا تنافسنا على ملء المساجد بالمصلين خاصة صلوات العتمات التي تكاد تخلو من روادها, نَسْأل الله سُبْحَانَه وتَعَالَى حُسْن النِّيَّة والإخْلاص في العَمَل.
ونورد بعض الأمثلة من زخرفة والتنافس في بناء المساجد حتى غدت جميعها قريبة بعضها من بعض
كَثْرَة وتَقَارُب المَسَاجِد في المَنْطِقَة الوَاحِدَة، بَلْ وفي الشَّارِع الوَاحِد أيْضَاً، بلا ضَرُورَة لذَلِك، فَضْلاً عَنْ وُجُود مَنَاطِق بأكْمَلها خَالِيَة مِنَ أي مسجدٍ, ناهيك عن كثرة الزخرفة داخل وخارج المَسْجِد، سَوَاء كَانَت زَخَارِف مِعْمَارِيَّة أو ألْوَان ورُسُومَات عَلَى الجُدْرَان والزُّجَاج والأسْقُف والأبْوَاب.
هذا الأمْر مِنْ عَادَات النَّصَارَى في كَنَائِسهم، وهُوَ أمْر مُنْكَر عَلَى المُسْلِمِين، سَوَاء في التَّشَبُّه عُمُومَاً، أو في إتِّبَاع النَّصَارَى كَمَا بَيَّنَّا في النُّبُوءَة السَّابِقَة، أو في تَزْيِين المَسَاجِد كَمَا في هذه النُّبُوءَة.
ومِنْ إتِّبَاع النَّصَارَى أيْضَاً تَسْمِيَة المَسَاجِد بأسْمَاء أشْخَاص، سَوَاء مَنْ أنْفَقوا لبِنَائها أو أشْخَاص صَالِحِين مَاتُوا قَدِيمَاً.
الأفْظَع مِنْ ذَلِك أنَّ المَسَاجِد صَارَت وَسِيلَة للكَسْب غَيْر المَشْرُوع، وصَارَت وَسِيلَة للتَّحَايُل والتَّدْلِيس، فَالقَانُون في بعض الدول الاسلامية يَسْمَح بإعْفَاءَات ضَرِيبِيَّة للمَبْنَى المُلْحَق بِهِ مَسْجِد، وبنَاءً عَلَى ذَلِك نَجِد كُلّ مَنْ يُرِيد تَخْفِيض ضَرَائِبه أو الإعْفَاء مِنْهَا يَقُوم ببِنَاء مَسْجِد بالدُّور الأوَّل أو الأرْضِي مِنَ البِنَاء الَّذِي يَبْنِيه، ويُلَقِّبُونَهَا (زَاوِيَة) لكَوْنهَا بغَيْر مئْذَنَة، حتى أنَّ بَعْض العُلَمَاء حَرَّم الصَّلاة في مِثْل هذه المَسَاجِد أو الزَّوَايَا، لأنَّ المَسْجِد كالمُصْحَف، لا يَجِب أنْ يَعْلُوه شَيْء
الثالثة: وأخبر النبي صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عَنْ سَنَوَات خَدَّاعَات
ففي سنن ابن ماجه رحمه الله من حديث ايي هريرة رضي الله عنه , النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم قَالَ
سَيَأتِي عَلَى النَّاس سَنَوَات خَدَّاعَات، يُصَدَّق فِيهَا الكَاذِب ويُكَذَّب فِيهَا الصَّادِق، ويُؤْتَمَن فِيهَا الخَائِن ويُخَوَّن فِيهَا الأَمِين، ويَنْطِق فِيهَا الرُّوَيْبِضَة، قِيْلَ: ومَا الرُّوَيْبِضَة؟ قَالَ: الرَّجُل التَّافِه في أمْر العَامَّة
والسنوات الخداعات هي التي تكثر فيها الامطار ويقلُّ الرّيْعُ, وذلكَ خداعها, لأنها تطعمهم في الخصب أي بالمَطَر ثُمَّ تخْلِف، وقِيلَ الخَدَّاعَة قَلِيلَة المَطَر، وظَاهِر المَعْنَى هُوَ أنَّهَا سَنَوَات تَنْقَلِب فِيهَا الأُمُور وتَخْتَلِط.
اما الرُّوَيْبِضَة: أي الرَّجُل التَّافِة الَّذِي لَيْسَ لَدَيْه مِنَ العِلْم شَيْء ويَتَحَدَّث في أمْر العَامَّة ويُفْتِيهم ويُسْنَد إلَيْهِ أمْرهم
التَّافِه: الخَسِيس الحَقِير
وها نحن اليوم نشهد هذه السنوات الخداعات خاصة بعدما تبدلت القيم واختلفت, فصار اللبق الكاذب زعيماً صادقاً ويًسمَعُ الى كلامه ويُؤخذ به, والصادق الصريح الواضح صدقه نجد الناس تكذبه وتتهمه بالافتراء ولا أحد يلتفت اليه, كما أصبح الأمناء خونة والخونة لأأمناء, والى المشتكى
الرابعة: أخبر النبي صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عن طرح الناس السلام على من يعرفون
ففي مسند الامام احمد رحمه الله من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم قال [ إنَّ مِنْ أشْرَاطِ السَّاعَة أنْ يُسَلِّم الرَّجُل عَلَى الرَّجُل لا يُسَلِّم عَلَيْه إلاَّ للمَعْرِفَة ]
حَيْثُ أصْبَح المُسْلِمون في هذه الأيَّام وقَدْ نَسوا أو تَنَاسوا السَّلام، تَحِيَّة الإسْلام الغَالِيَة، التي كَانَت تُورِث المَحَبَّة والمَوَدَّة في القُلُوب، وعَادُوا لا يُسَلِّم أحَدهم عَلَى الآخَر, إلاَّ إذا كان بَيْنَهم سَابِق مَعْرِفَة، فكَثِيرَاً مَا يَمُرّ أحَدنَا بأخِيهِ المُسْلِم فَلا يُلْقِي عَلَيْه السَّلام , لأنَّه لا يَعْرِفه أو لا يَمُتّ لَهُ بصِلَة، وليس هذا فحسب, حتى أنّ الذي يكون يجاورك في الصلاة لا يتكلم معك, لنصيحة أسديتها اليها وتكبّر عنها, أو لدسيسة من أخر يكون له صاحباً فقاطعك لأجله, وهذا أمرٌ شائع بين المسلمين مع أنه يُخَالِف سنة رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم , ويخالف امره عليه الصلاة بإفْشَاء السَّلام على من تعرف ومن لا تعرف، وجَعَلَ في مُجَرَّدِ نُطْقه ثَوَابَاً عَظِيمَاً، فَقَدْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم
مَنْ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكُم كُتِبَت لَهُ عَشْر حَسَنَات، ومَنْ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَه الله كُتِبَت لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَة، ومَنْ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَة الله وبَرَكَاته كُتِبَت لَهُ ثَلاثُونَ حَسَنَة
خامسا: وأخبر صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم بأنَّه لا يَأتِي زَمَان إلاَّ والَّذِي بَعْده شَرّ مِنْه
ففي صحيح الامام البخاري رحمه الله من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتَيْنَا أنَس بْن مَالِك فَشَكَوْنَا إلَيْهِ مَا يَلْقَوْن مِنَ الحَجَّاج فَقَالَ: اصْبِرُوا، فَإنَّه لا يَأتِي عَلَيْكُم زَمَان إلاَّ والَّذِي بَعْده أشَرّ مِنْه حتى تَلْقوا رَبّكُم سَمِعْته مِنْ نَبِيّكم صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم
قَالَ ابْن حَجَررحمه الله: الحَجَّاج هُوَ ابْن يُوسُف السَّقَفِي، الأَمِير المَشْهُور، والمُرَاد شَكْوَاهُم مَا يَلْقَوْن مِنْ ظُلْمه لَهُم وتَعَدِّيه
وها نحن نَجِد الأُمُور تصير إلى فَسَاد، والأحْوَال إلى انْحِطَاط , فَلا يَأتِي يَوْم أو عَام أو قَرْن جَدِيد إلاَّ وهُوَ أكْثَر فَسَادَاً وشَرَّاً مِنْ سَابِقه.
قَالَ ابْن بَطَّال رحمه الله: هذا الخَبَر مِنْ أعْلام النُّبُوَّة؛ لإخْبَاره صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم بفَسَاد الأحْوَال، وذَلِكَ مِنَ الغَيْب الَّذِي لا يُعْلَم بالرَّأي , وإنَّمَا يُعْلَم بالوَحْي
وقَدْ حَملَه الحَسَن البَصْرِي رحمه الله عَلَى الأكْثَر الأغْلَب، فَسُئِلَ عَنْ وُجُود عُمَر بْن عَبْد العَزِيز رحمه الله بَعْدَ الحَجَّاج فَقَالَ :لابُدَّ للنَّاس مِنْ تَنْفِيس ، وأجَابَ بَعْضهم بأنَّ المُرَاد بالتَّفْضِيل تَفْضِيل مَجْمُوع العَصْر عَلَى مَجْمُوع العَصْر، فَإنَّ عَصْر الحَجَّاج كَانَ فِيهِ كَثِير مِنَ الصَّحَابَة في الأحْيَاء، وفي عَصْر عُمَر بْن عَبْد العَزِيز رحمه الله انْقَرَضُوا، والزَّمَان الَّذِي فِيهِ الصَّحَابَة خَيْرٌ مِنَ الزَّمَان الَّذِي بَعْده لقَوْله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم
خَيْر النَّاس قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِين يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ يَجِيء مِنْ بَعْدهم قَوْم تَسْبِق شَهَادَتهم أيْمَانهم وأيْمَانهم شَهَادَتهم
والوَاقِع المؤلم الذي تعيشه الأمة يَشْرَح نَفْسه دُونَ حَاجَة إلى أمْثِلَه، وما أخبرنا به رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم تنجده يتَحَقَّق لحظة بلحظة, ويَعِي ذَلِك جَيِّدَاً ذُو البَصِيرَة الفَطِن، ولكن يَجِب التَّنْبِيه عَلَى أنَّ هذه الاخبار النبوية لَيْسَت مَدْعَاة للتَّوَاكُل ونَبْذ العَمَل والدَّعْوَة إلى الله تَحْت حُجَّة أنَّ الزَّمَان يَزْدَاد سُوءَاً، بَلْ عَلَى العَكْس، هذه الأخبار النبوية من شأنها أن تُحَفِّز عَلَى العَمَل والدَّعْوَة أكْثَر، حَيْثُ
أنَّهُ بازْدِيَاد الزَّمَان سُوءَاً يَزْدَاد احْتِيَاج النَّاس لهذه الدَّعْوَة
سادساً: وأخبرنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عَنْ القدّريّةِ
ففي مسند الامام احمد رحمه الله من حديث نافع رضي الله عنه قال: كَانَ لابْن عُمَر رضي الله عنهما صَدِيق مِنْ أهْل الشَّام يُكَاتِبه، فكَتَبَ إلَيْه مَرَّة عَبْد الله بْن عُمَر رضي الله عنهما : أنَّه بَلَغَنِي أنَّكَ تَكَلَّمْت في شَيْءٍ مِنَ القَدَر، فإيَّاكَ أنْ تَكْتُب إلَيّ، فإنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم يَقُول [ سَيَكُون مِنْ أُمَّتِي أقْوَام يُكَذِّبون بالقَدَر]
والقَدَر .. هُوَ مَا قَضَاه الله وحَكَمَ بِهِ مِنَ الأُمُور
والقَضَاء .. هُوَ نَفَاذ وتَحَقُّق ذَلِكَ القَدَر
لقَدْ وَقَعَ مَا أخْبَرَ بِهِ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم، حَيْثُ ظَهَرَت في حُدُود سَنَة سَبْعِين مِنَ الهِجْرَة فِرْقَة أنْكَرَت القَدَر، وزَعَمَت أنَّ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى لَمْ يُقَدِّر الأشْيَاء، ولَمْ يَتَقَدَّم عِلْمه سُبْحَانَه بِهَا، وإنَّمَا يَعْلَمهَا سُبْحَانَه بَعْدَ وُقُوعهَا، وسُمِّيَت هذه الفِرْقَة بالقَدَرِيَّة، لإنْكَارهم القَدَر، وكَانَ أوَّل مَنْ تَكَلَّم في القَدَر هُوَ مُعَبَّد بْن خَالِد الجُهَنِيّ
وإنَّ مَذْهَب أهْل الحَقّ اهل السنة والجماعة نسأله تعالى أن يجعلنا وايكم منهم, مذهب اهل السنة هُوَ إثْبَات القَدَر، ومَعْنَاه أنَّ الله تَبَارَك وتَعَالَى قَدَّر الأشْيَاء في القِدَم، وعَلِمَ سُبْحَانَه أنَّهَا سَتَقَع في أوْقَات مَعْلُومَة عِنْده سُبْحَانَه وتَعَالَى، وعَلَى صِفَات مَخْصُوصَة، فَهِيَ تَقَع حسب مَا قَدَّرَهَا الله سُبْحَانَه وتَعَالَى، وهُوَ عَزَّ وجَلّ يُعْبَد بأمْره ويُعْصَى بعِلْمه ولا يَخْفَى عَلَيْه في مُلْكه شَيْء.
قَالَ تَعَالَى في سورة القمر 49 { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
وقَالَ تَبارك وتعَالَى في سورة يونس 61 { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ , وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }
- ورحم الله أهْل العِلْم حيث قالوا: انّ الله سُبْحَانَه وتعالى عَلِمَ مَا كَانَ، ومَا سَوْفَ يَكُون، ومَا لا يَكُون؛ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُون
وها نحن اليوم نعاصرُ القَدَرِيَّة الجُدُد، والذين أضَافُوا على اقوال سلفهم بأنَّ أفْعَال النَّاس ومَقَادِيرهم تَتَحَدَّد وِفْق تَفَاعُلهم مَعَ بَعْضهم البَعْض ولَيْسَ وِفْق قَدَر مَكْتُوب مُسْبَقَاً، مِثْل تَفَاعُل قُوَى العَرْض والطَّلَب التي تُحَدِّد الأسْعَار في السُّوق، بلا تَدَخُّل مِنَ الله أو تَقْدِير مُسْبَق مِنْه.
ورَفْض القَدَر بالأفْعَال والأقْوَال عِنْدَ نزول الابْتِلاءات والمَصَائِب، بفِعْل أفْعَال تُخَالِف الشَّرِيعَة وقَوْل أقْوَال تَصْطَدِم بالعَقِيدَة.
ورَفْض القَدَر بالاعْتِرَاض عَلَيْه، وعَدَم الرِّضَا والقَنَاعَة بِهِ، والشُّكْر والحَمْد والصَّبْر عَلَيْه، وأوْضَح مَا في ذَلِك قَضِيَّة العُقْم؛ الوَأد قَدِيمَاً والإجْهَاض حَدِيثَاً- الوَأد الخَفِيّ عَمَلِيَّات التَّجْمِيل .... الخ
ورفْض القَدَر بعَدَم التَّوَكُّل عَلَى الله حَقَّ تَوَكُّله، وعَدَم اليَقِين الجَازِم في تَحَقُّق القَدَر المَكْتُوب لكُلّ إنْسَان، وأكْبَر ما في ذَلِك قَضِيَّة الرِّزْق ومَا يَسْتَبِيحه النَّاس مِنَ المُحَرَّمَات بحُجَّة ضِيق الرِّزْق
اللهم انا نبرأ الى الله من اقوالهم وأفكارهم واعمالهم وافعالهم وشبهاتهم, وسبحان الله العظيم وتعالى الله عما يشركون ويصفون علواً كبيراً
سابعاً: اخبار رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم بالطَائِفَة مِنْ أُمَّته ستبقى ظاهرة , وهذه الأمة هي والعلم عند الله: أهل الحديث
ففي صحيح الامام البخاري رحمه الله, من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال, عنْ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم قَالَ لا تَزَال طَائِفَة مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِين حتى يَأتِيهم أمْر الله وهُمْ ظَاهِرُون
قَالَ ابْن حَجَر رحمه الله: المُرَاد بأمْر الله هُنَا: الرِّيح التي تَقْبِض رَوْح كُلَّ مَنْ في قَلْبه شَيْء مِنَ الإيِمَان، ويَبْقَى شِرَار النَّاس، فعَلَيْهم تَقُوم السَّاعَة
وفي صحيح الإمام مُسْلِم رحمه الله لا تَزَال طَائِفَة مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِين عَلَى الحَقّ، لا يَضُرّهم مَنْ خَالَفَهم
والجَمَاعَة مِنْ أُمَّته صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم هي عند أهل العلم رحمهم الله أهل الحديث والتي لا تزال غَالِبَة , والتي تمتد مِنْ عَصْر الصَّحَابَة رَضِيَ الله عَنْهم إلى يوم القيامة مروراً بيَوْمنَا وبيوم من سبقنا وبيوم من سيأتي بعدنا الى قيام الساعة ان شاء الله, وهذه الطائفة التي تتمحص الفرق الضالة والمضلة , وهي التي تحافظ على مناهج النبوة الصحيحة والثابتة, وكما قال الامام النووي رحمه الله: يُحْتَمَل أنَّ هذه الطَّائِفَة مُفَرَّقَة بَيْنَ أنْوَاع المُؤْمِنِين، مِنْهُم شُجْعَان مُقَاتِلُون، ومِنْهُم فُقَهَاء زُهَّاد وآمِرُون بالمَعْرُوف ونَاهُون عَنْ المُنْكَر، ومِنْهُم أهْل أنْوَاع أُخْرَى مِنَ الخَيْر، ولا يَلْزَم أنْ يَكُونُوا مُجْتَمِعِين، بَلْ قَدْ يَكُونُون مُتَفَرِّقين في أقْطَار الأرْض، وفي هذا الحَدِيث مُعْجِزَة ظَاهِرَة، انها جَمَاعَة تشتغل وتجاهد في أنْوَاع الخَيْر المُخْتَلِفَة، ويُقِيمُونَ شَعَائِر الإسْلام، ويُصْلِحُونَ أمْر الدِّين؛ مِنْ مُحَدِّثٍ وفَقِيهٍ ومُفَسِّرٍ ومُجَاهِدٍ وزَاهِدٍ وآمِرٍ بالمَعْرُوف ونَاهٍ عَنْ المُنْكَر ومَا إلى ذَلِك.
وقال ابْن عَدِيّ رحمه الله: هذه الطَّائِفَة هُمْ أصْحَاب الحَدِيث الَّذِين يَتَعَاهَدون مَذَاهِب الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ويَذُبُّون عَنْ العِلْم، لَوْلاهُم لَمْ نَجِد عَنْ المُعْتَزِلَة والرَّافِضَة والجَهْمِيَّة وأهْل الرَّأي شَيْئَاً مِنْ سُنَن المُرْسَلِين
وقال الحَافِظ ابْن حَجَر رحمه الله: جَزَمَ البُخَارِيّ بأنَّ المُرَاد بِهِم أهْل العِلْم بالآثَار
وقَالَ الامام أحْمَد بْن حَنْبَل رحمه الله: إنْ لَمْ يكونوا أهْل الحَدِيث فلا أدْرِي مَنْ هُمْ وقَالَ القَاضِي عياض رحمه الله : أرَادَ أحْمَد أهْل السُّنَّة ومَنْ يَعْتَقِد مَذْهَب أهْل الحَدِيث.
وقَالَ الإمَام النَّوَوِي رحمه الله: يُحْتَمَل أنَّ هذه الطَّائِفَة مُفَرَّقَة بَيْنَ أنْوَاع المُؤْمِنِين، مِنْهُم شُجْعَان مُقَاتِلُون، ومِنْهُم فُقَهَاء زُهَّاد وآمِرُون بالمَعْرُوف ونَاهُون عَنْ المُنْكَر، ومِنْهُم أهْل أنْوَاع أُخْرَى مِنَ الخَيْر، ولا يَلْزَم أنْ يَكُونُوا مُجْتَمِعِين، بَلْ قَدْ يَكُونُون مُتَفَرِّقين في أقْطَار الأرْض، وفي هذا الحَدِيث مُعْجِزَة ظَاهِرَة، فَإنَّ هذا الوَصْف مَازَالَ بحَمْد الله تَعَالَى مِنْ زَمَن النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم إلى الآن، ولا يَزَال حتى يَأتِي أمْر الله المَذْكُور في الحَدِيث
وما سبق من أقوال أهل العلم رحمهم الله في هذه الفئة الظاهرة على الحق الى قيام الساعة يَصْعُب حَصْرهَا، فَمِنْهُم المُجَاهِد بمَاله والمُجَاهِد بنَفْسه والمُجَاهِد بفِكْره (مُخْلِصَاً لله دُونَ رِيَاء أو حُبّ سُمْعَة)، ومِنْهُم الفَقِيه العَالِم (الَّذِي لا يَنْطِق إلاَّ بالحَقّ)، ومِنْهُم طَالِب العِلْم ونَاشِره (بالشَّكْل الصَّحِيح)، ومِنْهُم الآمِر بالمَعْرُوف والنَّاهي عَنْ المُنْكَر (الَّذي لا يَخْشَى في الله لَوْمَة لائِم)، ومِنْهُم المُتَتَبِّع لسِيرَة رَسُول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم بالدِّرَاسَة والتَّطْبِيق والنَّشْر والدِّفَاع عَنْهَا، والكَثِير الكَثِير في مُخْتَلَف المَجَالات، نَدْعُو الله أنْ يُزِيد مِنْ هَذِهِ الطَّائِفَة ويُكْثِر مِنْهَا، وأنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أهْلِهَا برحمته التي وسعت كل شيء
ثامناً: وأخبر النبي صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عَنْ الكَذَّابِين في الحديث
ففي صحيح الإمَام مُسْلِم رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه, أنّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم أنَّهُ قَالَ سَيَكُون في آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثونَكُم مَا لَمْ تَسْمَعوا أنْتُم ولا آبَاؤكُم، فَإيَّاكُم وإيَّاهُم
ومما لاشكّ فيه أنّ هناك أُنَاس كُثُر رَغِبوا لسَبَبٍ أو لآخَر في اخْتِلاق الأحَادِيث والقِصَص ووَضْعوهَا ونِسبَوها إلى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم زُورَاً وبُهْتَانَاً، فَجَاءوا بأحَادِيث لَمْ يَسْمَعهَا الرَّعِيل الأوَّل مِنَ الصَّحَابَة والتَّابِعِين رضوان الله تعالى عنهم ، بَلْ لا يَقْبَلها العَقْل السَّلِيم ولا يَسُوغها الفِكْر المُسْتَقِيم، وأيَّ قاريءٍ لبيب له دراية وخبرة ولو بسيطة باللغ العربية يستطيعُ بسهولة أنّ يرتابُ بالحديث الموضوع والذي لا يمكن نسبه للنبي صلى الله عليه بحال, اما من ناحية الحكم الوارد فيه أو من خلال ركاكة المعاني , والنبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الله جوامع الكلم, على أنّ الحديث الضعيف يختلف عن الحديث الموضوع أو المنكر, اذ بعض أهل العلم قالوا في امكانية اعتماد الحديث الصحيح ان لم يأمر ببدعة منكرة , أما الأحَادِيث المَوْضُوعَة هي التي افْتَرَاهَا أُولَئِكَ الكَذَّابون والوَضَّاعون، وسَوْفَ يَفْتَرِيهَا أتْبَاعهم الَّذِين يَحْذون حَذْوهم ويَنْقِلُون عَنْهُم، الَّذِين قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم عَنْهُم إنَّ كَذِبَاً عَلَيَّ لَيْسَ ككَذِب عَلَى أحَد، فمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً فليَتَبَوَّأ مقْعَدَه مِنَ النَّار
وقَالَ عليه الصلاة والسلام مَنْ تَقَوَّل عَلَيَّ ما لَمْ أقُل فليَتَبَوَّأ مقْعَدَه مِنَ النَّار
وقَالَ عليه الصلاة والسلام إيَّاكُم وكَثْرَة الحَدِيث عَنِّي، فمَنْ قَالَ عَلَيَّ فَليَقُل حَقَّاً أو صِدْقَاً، ومَنْ تَقَوَّل عَلَيَّ مَا لَمْ أقُل فليَتَبَوَّأ مقْعَدَه مِنَ النَّار
ومَعْنَى إيَّاكُم وكَثْرَة الحَدِيث عَنِّي : أي دُونَ تَثَبُّت مِنْ صِحَّة مَا يُقَال، ويُؤَكِّد هذا المَعْنَى قَوْله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم فمَنْ قال عَلَيَّ فليَقُل حَقَّاً أو صِدْقَاً
وقَوْله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثَاً يَظُنّ أنَّه كَذِب فهُوَ أحَد الكَذَّابين
نَرَى اليَوْم كَثِيراً بَعْض مُحِبِّي الخَيْر يَقُومُونَ بطَبْع وَرَق وتَوْزِيعه عَلَى النَّاس في المَسَاجِد والشَّوَارِع؛ أو يَنْشُرُونَه عَنْ طَرِيق الإنْتَرْنِتّ عَبْرَ البَرِيد الإلِكْتِرُونِي والمَوَاقع والمُنْتَدَيَات؛ بِهِ أحَادِيث تَحُثّ عَلَى الخَيْر وفَضَائِل الأعْمَال، دُونَ أنْ يَتَحَرّوا صِحَّة هذه الأحَادِيث، وهي في مُعْظَمها أحَادِيث مَوْضُوعَة، والبَقِيَّة البَاقِيَة ضَعِيفَة، وقَلَّ مَا نَجِد بَيْنهَا حَدِيث صَحِيح, لدرجة أن وصل الأمر بكَثِير مِنْ الوضاعين إلى صِيَاغَة أدْعِيَة مِنْ عِنْد أنْفُسهم ونَسْبها إلى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم، ثُمَّ يُحَدِّدون عَدَد مُعَيَّن لقِرَاءَة هذا الدُّعَاء أو عَدَد مُعَيَّن لنَشْره، ويَخْتَلِقون قِصَص مَا أنْزَلَ الله بِهَا مِنْ سُلْطَان عَلَى أنَّ مَنْ يَفْعَل سَيُجْزَى بجَزَاء كَبِير، وأنَّ مَنْ لا يَفْعَل سيُبْتَلَى بضَرَر عَظِيم، وهذا يُشَابِه بِدَع الصُّوفِيَّة في العَقِيدَة إنْ لَمْ يَكُن أصْله مِنْ عِنْدهم.
وما نَرَاه ونَسْمَعه عَلَى ألْسِنَة بَعْض الدُّعَاة وأئِمَّة المَسَاجِد والمُتَكَلِّمِين في الدِّين بغَيْر عِلْم وتَحْقِيق مِنْ الاسْتِشْهَاد بالأحَادِيث الضَّعِيفَة والمَوْضُوعَة والإسْرَائِيلِيَّات مِنْ أجْل تَرْقِيق قُلُوب النَّاس واجْتِذَابهم، وكَأنَّ الدِّين قَدْ خَلا مِنْ كُلّ صَحِيح يَصْلُح لتَأكِيد المَعْنَى الَّذِي يُرِيدُونه حتى يَلْجَئوا إلى الضَّعِيف والمَوْضُوع، ولا نَعْرِف هَلْ هُوَ جَهْلاً مِنْهُم وعَدَم إتْقَان في تَحَرِّي صِحَّة مَا يَقُولُون؛ أمْ أنَّه عَمْد لتَحْقِيق هَدَفٍ مَا؟
والأفْظَع مِنْ ذَلِك أنَّهُم رَوَّجُوا لسِلْعَتهم هذه بنَاءً عَلَى ظَاهِر لَفْظ قَالَ بِهِ بَعْض العُلَمَاء وهُوَ: الأحَادِيث الضَّعِيفَة يُؤْخَذ بِهَا في فَضَائِل الأعْمَال
والسُّؤَال: هَلْ عَجَزَت أحَادِيث رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم الصَّحِيحَة عَنْ بَيَان فَضَائِل الأعْمَال والإرْشَاد إلَيْهَا حتى نَلْجَأ إلى الأحَادِيث الضَّعِيفَة والمَوْضُوعَة , فنَسْتَقِي مِنْهَا فَضَائِل الأعْمَال؟
ومَا مَعْنَى فَضَائِل الأعْمَال أصْلاً؟ هَلْ هي صِلَة الرَّحِم، الصَّدَقَة، التَّقْوَى، حُسْن الخُلُق، بِرّ الوَالِدَيْن، أمْ أنَّهَا أُمُورٌ أُخْرَى لَمْ تَتَحَدَّث عَنْهَا الأحَادِيث الصَّحِيحَة؟ وحتى إنْ كَانَ الحَدِيث الضَّعِيف لَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث آخَر صَحِيح، فَإمَّا أنْ يَرْتَقِي الحَدِيث الضَّعِيف بهذا الشَّاهِد الصَّحِيح لدَرَجَة الحَسَن ولا يُعَدّ ضَعِيفَاً، وإمَّا أنْ يُسْتَشْهَد بالشَّاهِد نَفْسه وهُوَ الحَدِيث الصَّحِيح ولا دَاعِ وَقْتَئِذٍ للضَّعِيف، وإمَّا أنْ يَكُون ضَعِيفَاً ولَيْسَ لَهُ شَوَاهِد يُتَقَوَّى بِهَا فَلا يُؤْخَذ بِهِ ولا يُنْسَب لرَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم، وكُلّ هذا في الحَدِيث الضَّعِيف، حَتَّى العُلَمَاء الَّذِينَ أبَاحُوا اسْتِخْدَامه وَضَعُوا لَهُ شُرُوطَاً وضَوَابِط، ولَمْ يَقُولُوا نَفْس القَوْل في الحَدِيث المَوْضُوع، فَأيْنَ هَؤُلاء المُقَلِّدِين عَنْ جَهْل مِنْ قَوْله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم إنَّهُ لَمْ يَكُن نَبِيّ قَبْلِي إلاَّ كَانَ حَقَّاً عَلَيْه أنْ يَدُلّ أُمَّتهُ عَلَى مَا يَعْلَمهُ خَيْرَاً لَهُم
ويُنْذِرهُم مَا يَعْلَمهُ شَرَّاً لَهُم، وإنَّ أُمَّتكُم هذه جُعِلَ عَافِيَتهَا في أوَّلهَا، وسَيُصِيب آخِرهَا بَلاء شَدِيد، وأُمُور تُنْكِرُونَهَا، وتَجِيءُ فِتَن، فيرقق بَعْضهَا بَعْضَا، وتَجِيء الفِتْنَة فَيَقُول المُؤْمِن: هذه مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِف، وتَجِيء الفِتْنَة فَيَقُول المُؤْمِن: هذه هذه، فَمَنْ أحَبَّ مِنْكُم أنْ يُزَحْزَح عَنْ النَّار ويَدْخُل الجَنَّة فَلتَأتِهِ مَنِيَّته وهُوَ يُؤْمِن بالله واليَوْم الآخِر، وليَأتِ إلى النَّاس الَّذِي يُحِبّ أنْ يُؤْتَى إلَيْه، ومَنْ بَايَعَ إمَامَاً فأعْطَاهُ صَفْقَة يَده وثَمَرَة قَلْبه، فَليُطِعْهُ مَا اسْتَطَاع، فإنْ جَاءَ آخَر يُنَازِعه فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَر
وقَوْله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم لَيْسَ شَيْء يُقَرِّبكُم إلى الجَنَّة إلاَّ قَدْ أمَرْتكُم بِهِ، ولَيْسَ شَيْء يُقَرِّبكُم إلى النَّار إلاَّ قد نَهَيْتكُم عَنْه, إنَّ روح القُدُس نَفَثَ في رَوْعي إنَّ نَفْسَاً لا تَمُوت حتى تَسْتَكْمِل رِزْقها، فاتَّقوا الله وأجْمِلوا في الطَّلَب, ولا يَحْمِلَنَّكُم اسْتِبْطَاء الرِّزْق أنْ تَطْلُبُوه بمَعَاصِي الله, فإنَّ الله لا يُدْرَك ما عِنْدَه إلاَّ بطَاعَته
تاسعاً: واخبر النبي صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عَنْ دِعَّة العَيْش ففي سنن الامام التِّرْمِذِي رحمه الله, من الحديث المرفوع الى عَلِيّ بْن أبِي طَالِب رضي الله عنه , قال: إنَّا لَجُلُوس مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم في المَسْجِد إذْ طَلَع مُصْعَب بْن عُمَيْر؛ مَا عَلَيْه إلاَّ بُرْدَة مَرْقُوعَة بفَرْو، فلَمَّا رَآه رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم بَكَى للَّذِي كَانَ فِيهِ مِنَ النِّعْمَة والَّذِي هُوَ اليَوْم فِيهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم: كَيْفَ بِكُم إذَا غَدَا أحَدكُم في حُلّة ورَاحَ في حُلّة، ووُضِعَت بَيْنَ يَدَيْه صَفْحَة ورُفِعَت أُخْرَى، وسَتَرْتُم بُيُوتكُم كَمَا تُسْتَر الكَعْبَة؟ قَالُوا: يَا رَسُول الله؛ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا اليَوْم، نَتَفَرَّغ للعِبَادَة ونُكْفَى المُؤْنَة، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم: لأَنْتُم اليَوْم خَيْرٌ مِنْكُم يَوْمَئِذٍ المَقْصُود بالصَّفْحَة أيْ مَا يُقَدَّم فِيهِ الطَّعَام
وكما كلٍّ منا يشهد على نفسه في الرفاهية التي يعيشها, فوقَد بَسَطَت الدُّنْيَا بَعْد النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمَّته، وتَكَاثَرَت الغَنَائِم والأمْوَال، وفُتِحَت المُدُن والبِلاد، وشَاهَدَ المُسْلِمون سِعَةً ورَخَاءً في المَلْبَس والمَأكَل والمَسْكَن، وأصْبَحوا يَتَغَدّون عَلَى نَوْع ويَتَعَشّون عَلَى آخَر، ناهيك عن الطعام الذي يُلقى بالأطنان في سلال المهملات والحاويات من البطر الذي غدت عليه الأمة تحت دعوى أننا لا نأكل الطعام البايت, هذه حقيقة معظم بيوت المسلمين واقعون فيها مع التفاوت في الكميات حسب طاقة كل منهم, بَعْدَ أنْ كَانُوا لا يَجِدون مَا يُسَدّ بِهِ الرَّمَق إلاَّ بشِقّ الأنْفُس، وباتوا يَلْبسُون نَهَارَاً مَا لا يَلْبسُونَه عَصْرَاً، ويَلْبسُون عَصْرَاً مَا لا يَلْبسُونَه لَيْلاً، ويَلْبسُون يَوْمَاً ما لا يَلْبسُونَه في اليَوْم التَّالِي ولا السَّابِق، ويَسْترون جُدْرَانهم بالسَّتَائِر، وأرْضهم بالسِّجَّاد، وكُلّ ذَلِك من فَضْلُ الله و يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء، والله ذُو فَضْلٍ عَظِيم
ومما لا شَكَّ فيه بأنّ الأمْوَال لَدَى المُسْلِمِين اليَوْم أكْثَر مِمَّا كَانَت لَدَى الصَّحَابَة رُضْوَان الله عَلَيْهم بمئات المرات ، فعَلَى سَبِيل المِثَال فَقَط ولَيْسَ الحَصْر؛ نَرَى اليَوْم التِّلِيفُون المَحْمُول لَدَى كُلّ النَّاس، باخْتِلاف أعْمَارهم ومُسْتَوَيَاتهم، فلَمْ يَعُد هُنَاك فَرْق بَيْنَ عَامِل البِنَاء وبَيْنَ الوَزِير، فَكِلاهُمَا مَعَهُ مُوبَايِل (مَعَ اخْتِلاف المُودِيل طَبْعَاً، فَالنَّاس طَبَقَات)، ولا فَرْق بَيْنَ الطِّفْل في الابْتِدَائِيَّة والإعْدَادِيَّة وبَيْنَ مُدِير الشَّرِكَة، فَكِلاهُمَا يَحْمِل المَحْمُول، وإذا نَظَرْت لكَثِير مِنْ فِئَات المُجْتَمَع التي تَحْمِل هذا المَحْمُول تَجِدهَا بالكاد تَسْتَطِيع العَيْش وتَوْفِير نَفَقَاتها، هذا ان لم تحرم نفسها وأطفالها من بعض متع الحياة في سبيل اقتناء الأسرة برمتها للموبايل, والعَجَب أنَّهَا تَقْطَع مِنْ قُوتها لتُنْفِق عَلَى المَحْمُول، الَّذِي يُصْرَف عَلَيْه مِلْيَارَات لشِرَائه، ومِلْيَارَات أُخْرَى لشِرَاء الخَطّ، وأُخْرَى تُدْفَع كُلّ يَوْم للشَّحْن، فَضْلاً عَمَّا يُدْفَع في الإكْسِسْوَارَات وخِلافُه، وهُوَ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ سَفَه الإنْفَاق، فِيهِ أيْضَاً تَضْيِيع للوَقْت فِيمَا لا طَائِل مِنْ وَرَاءه، وإهْدَار للصِّحَّة التي تَتَأثَّر بذَبْذَبَاته، وتَبْذِيرا للمَال، والكَثِير مِنَ المَفَاسِد والشُّرُور التي لا مَجَال لتَفْنِيدها هُنَا بالأدِلَّة، وهذه صُورَة وَاحِدَة فَقَط مِنْ صُوَر التَّرَف الَّذِي أصْبَح مُجْتَمَعنا عَلَيْه الآن، ويُمْكِن لذُو البَصِيرَة الفَطِن أنْ يَسْتَخْرِج صُوَرَاً أُخْرَى كَثِيرَة بنَفْسه، وفي المُقَابِل لا تَجِد العِبَادَات والطَّاعَات والمُسْتَوَى الإيِمَانِي العَام يُؤَدَّى كَمَا كَانَ يُؤَدَّى عَلَى عَهْد رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم وصَحَابَته رُضْوَان الله عَلَيْهم، وسبحان الله العظيم الذي أيّدَ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على اخبار واعلام امته بما سَتيصِير عَلَيْها من بعده عليه الصلاة والسلامولا يَقُول قَائِل أنَّ عِبَادَتهم كَانَت قَوِيَّة بسَبَب وُجُود الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بَيْنهم ! فهَذِهِ شُبْهَةٌ جَوْفَاء لا تَخْرُج إلاَّ مِنْ عَقْل بَلِيد وقَلْب سَقِيم، لأنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم تَرَكَ لَنَا نَفْس السُّنَّة التي كَانُوا يَتَّبِعُونَهَا، والحمد لله الذي لَمْ يَخْلُق الكَوْن ويُشَرِّع العِبَادَات لفَتْرَة وُجُود الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فَخسب، بَلْ جَعَلَ هذه العبادات صَالِحَة ومُوَافِقَة مِنْ عَهْده صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم إلى يَوْم القِيَامَة، وهذا القَوْل الفَاسِد يَصْطَدِم مَعَ الاعْتِقَاد والإيِمَان بأنَّ الدِّين صَالِح لكُلّ زَمَان ومَكَان : كِتَاب وسُنَّة وتشريع, فالقرآن الكريم ما نزل الا ليكون دستور المة من نزوله الى أن يرث الله الأرض ومن عليها والى ماشاء الله من بعد, وأيضا السنة النبوية اتت الا شارحة مبينةً مفسرةً مأوّلةً للقرآن الكريم وليعلم المؤمن بأنّ المَال فِتْنَة، ورَغَد العَيْش فِتْنَة، ورَاحَة البَال فِتْنَة، وكُلّ هذه الفِتَن مِنْ شَأنهَا إضْعَاف الإيِمَان في القَلْب، وزِيَادَة الشَّغَف بالدُّنْيَا عَلَى حِسَاب العَمَل للآخِرَة، فكَثْرَة المَال مَثَلاً تُؤَدِّي إلى الانْشِغَال بِهِ، والانْشِغَال بِهِ يَجْلِب الخَوْف عَلَيْه، والخَوْف عَلَيْه يمنع بالإنْفَاق في سَبِيل الله, وهذا ما أخْبَرَنَا بِهِ الحَقّ تَبَارَك وتَعَالى بقَوْله في سورة الحديد 20- 21 اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ , كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا , وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ , وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ, أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء , وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ لذَلِك كانوا هُمْ خَيْر قَرْن، وما بَعْدهم في سُوء مُسْتَمِرّ إلى يَوْم القِيَامَة، وذَلِك تَحْقِيقَاً لقوله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم، لكن لَيْسَ مَعْنَى ذَلِك أنْ نُقَصِّر ونُهْمِل ونَتْرُك العَمَل بالدِّين طَالَمَا أنَّ الخبر يقُول بفَسَاد النَّاس، فالخبر تناول مَجْمُوع النَّاس، ولكن في الوَسَط يَكُون هُنَاك الصَّالِحِين الَّذِينَ يَقْتَدُون بسُنَّة رَسُولهم صلى الله عليه وسلم ويَتَّبِعون أمْر رَبّهم، كما في قوله تعالى في سورة الحشر 9 وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فاللَّهُمَّ نسألك أن ترْحَمْنَا وتتقْبَل دُعَاءَنا رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وشُكْر النِّعْمَة دائما يكون في اسْتِخْدَام هذه النعمة فيِمَا سُخرت لأجْلها، وتوخي عَدَم الإسْرَاف فِيهَا , حتى وان كَانَ اسْتَخْدَامها فِيمَا أحَلَّ الله عزوجل، واياك وان تستخدم النعمة في مَعْصِيَة الله عزوجل
عاشراً : وأخبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عَنْ زَمَان لا يتحرى فيه المسلم الحلال
كما في سنن النسائي , وصحيح البخاري رحمهما الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه , انّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم قال
يَأتِي عَلَى النَّاس زَمَان مَا يُبَالِي الرَّجُل مِنْ أيْنَ أصَابَ المَال، مِنْ حَلال أَمْ حَرَام
وهذا القول الكريم قَدْ تَحَقَّق فينا, حَيْثُ كَثُرَت الأمْوَال وأصْبَح النَّاس يُقْبِلون عَلَى كَسْبهَا بنَهمٍ وإعْجَاب، مِنْ غَيْر تَرَدُّد ولا تَفْكِير في مَصْدَرهَا سَوَاء كَانَ حَلالاً أَمْ حَرَامَاً
يَقُول الحَافِظ ابْن حَجَر رحمه الله: قَالَ ابْن التين رحمه الله : أخْبَرَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بهذا تَحْذِيرَاً مِنْ فِتْنَة المال، وهُوَ مِنْ بَعْض دَلائِل نُبُوَّته لإخْبَاره بالأُمُور التي لَمْ تَكُن في زَمَنه، ووَجْه الذَّمّ مِنْ جِهَة التَّسْوِيَة بَيْنَ الأمْرَيْن، وإلاَّ فأَخْذ المَال مِنَ الحَلال لَيْسَ مَذْمُومَاً مِنْ حَيْثُ هُوَ
والأمْثِلَة كَثِيرَة ومُتَنَوِّعَة؛ تَعُجّ بِهَا كُلّ فِئَات المُجْتَمَع وكُلّ طَبَقَات الأعْمَال، ويَعْلَمهَا ذُو البَصِيرَة الفَطِن الَّذِي مَنَّ الله عَلَيْه بالهِدَايَة والبَصِيرَة، فَالوَاقِع يَشْرَح نَفْسه مِنْ حَيْث انْتِشَار الكَثِير مِنَ الأَعْمَال المُحَرَّمَة والمُمْتَلِئَة بالشُّبُهَات ورَغْم ذَلِك إقْبَال النَّاس عَلَيْهَا , ومُجَاهَرَتهم بِهَا وجِدَالهم فِيهَا بغَيْر عِلْم ولا حَيَاء, ابتداءً مِنَ اللهوالحَدِيث, إنْ كَانَ في لَفْظِه يَتَحَدَّث عَنْ عَدَم الاهْتِمَام بأصْل المَال مِنْ حَيْث حِلِّه أو حُرْمَته، فَإنَّه في عُمُومه يُشِير إلى اسْتِخْفَاف النَّاس بأمْر دينهم وتَعَالِيمه، وعَدَم إتِّبَاعهم لضَوَابِطه وأحْكَامه، وتَكَالُبهم عَلَى الدُّنْيَا عَلَى حِسَاب الآخِرَة، وإعْلاء أهْوَاءهم وشَهَوَاتهم فَوْقَ شَرْع الله عزوجل ، وكَأنَّهُم مَا سَمعُوا قَوْل الحَقّ تَبَارَك وتَعَالَى في سورة البقرة 168- 169
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
وبقول الله الكريم نأتي على مسك الختام
سبحان ربك ربّ العزةِ عمّا يصفونّ * وسلامٌ على المرسلينَ * والحمدُ للهِ ربّ العالمين