[•❀•] فضح أهل الباطل وتعرية أهدافهم ووسائلهم [•❀•]
الفضح لغة:
الفضح مصدر فضحه يفضحه فضحا إذا كشفه ولم يستره. يقول ابن فارس: الفاء والضّاد والحاء كلمتان متقاربتان: تدلّ إحداهما على انكشاف شيء ولا يكاد يقال إلّا في قبيح، والأخرى على لون غير حسن أيضا. فالأوّل قولهم أفضح الصّبح وفضّح إذا بدا، ثمّ يقولون في التّهتّك: الفضوح [المقاييس (4/ 509) ] .
والفضيحة: العيب والجمع فضائح، وفضحته فضحا من باب نفع: كشفته، وفي الدّعاء: «لا تفضحنا بين خلقك» أي استر عيوبنا ولا تكشفها [المصباح المنير (475) ] .
قال ابن منظور: ويقال للمفتضح: يا فضوح، قال الرّاجز:
قوم إذا ما رهبوا الفضائحا *** على النّساء لبسوا الصّفائحا
ويقال: افتضح الرّجل يفتضح افتضاحا إذا ركب أمرا سيّئا فاشتهر به. وفضح الشّيء يفضحه فضحا فافتضح إذا انكشفت مساويه، والاسم الفضاحة والفضوح والفضوحة والفضيحة، ورجل فضّاح وفضوح: يفضح النّاس. وسئل بعض الفقهاء عن فضيح البسر فقال: ليس بالفضيح ولكنّه الفضوح. أراد أنّه يسكر فيفضح شاربه إذا سكر منه.
والفضيحة: اسم من هذا لكلّ أمر سيّىء يشهر صاحبه بما يسوء [لسان العرب (2/ 545) ] .
الفضح اصطلاحا:
قال المناويّ: الفضيحة: انكشاف مساوىء الإنسان [التوقيف على مهمات التعاريف (262) ] . ومن ثمّ يكون الفضح: أن يكشف المرء عن مساوىء أخيه (ليعرف بها)، وهذا المعنى قريب من التّشهير وكشف العورات.
1- قوله تعالى: (فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ * قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ * وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ * فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ * وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ * وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ * قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ * قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ * قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ * لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) [الحجر: 61- 75] .
2- قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ * يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ ) [التوبة: 63- 64] .
3- قوله تعالى: (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ) [التوبة: 127] .
4- قوله تعالى: (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِي ءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ * وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ * قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ * قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ * قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) [هود: 77- 81] .
1- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ هلال بن أميّة قذف امرأته عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بشريك ابن سحماء فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «البيّنة أو حدّ في ظهرك».فقال: يا رسول اللّه. إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البيّنة؟ فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «البيّنة وإلّا حدّ في ظهرك». فقال هلال: والّذي بعثك بالحقّ إنّي لصادق، فلينزلنّ اللّه ما يبرّىء ظهري من الحدّ.فنزل جبريل وأنزل عليه (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ) [النور: 6] فقرأ حتّى بلغ: (إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [النور: 9]، فانصرف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأرسل إليها فجاء هلال فشهد، و النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللّه يعلم أنّ أحدكما كاذب. فهل منكما تائب؟» ثمّ قامت فشهدت فلمّا كانت عند الخامسة وقّفوها وقالوا: إنّها موجبة. قال ابن عبّاس: فتلكّأت ونكصت حتّى ظننّا أنّها ترجع، ثمّ قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلّج السّاقين فهو لشريك بن سحماء. فجاءت به كذلك، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لولا ما مضى من كتاب اللّه لكان لي ولها شأن» [البخاري- الفتح 8 (4747) ] .
2- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: جاءت أمّ سليم (وهي جدّة إسحاق) إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت له- وعائشة عنده-: يا رسول اللّه المرأة ترى ما يرى الرّجل في المنام فترى من نفسها ما يرى الرّجل من نفسه. فقالت عائشة: يا أمّ سليم فضحت النّساء. تربت يمينك. فقال لعائشة: «بل أنت. فتربت يمينك. نعم. فلتغتسل يا أمّ سليم إذا رأت ذاك» [مسلم (310) ] .
3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطبة حتّى أسمع العواتق في خدورهنّ فقال: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه. لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبّعوا عوراتهم؛ فإنّه من تتبّع عورة أخيه المسلم هتك اللّه ستره، ومن يتّبع عورته يفضحه ولو في جوف بيته» [أبو داود في سننه رقم (4880)،وقال الألباني حسن صحيح] .
4- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من انتفى من ولده ليفضحه في الدّنيا فضحه اللّه تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، قصاص بقصاص» [أحمد (2/ 26) وقال الشيخ أحمد شاكر (7/ 16) إسناده صحيح. وعند الهيثمي (5/ 15) بلفظه وقال:: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا عبد اللّه بن أحمد وهو ثقة إمام] .
5- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّ رجلا اطّلع من بعض حجر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. فقام إليه بمشقص أو مشاقص. فكأنّي أنظر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يختله ليطعنه» [البخاري الفتح 11 (6242) ومسلم (2157) واللفظ له] .
6- عن سهل بن سعد الأنصاريّ رضي اللّه عنه- أنّ رجلا اطّلع من جحر في باب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ومع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مدرى يرجّل به رأسه. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لو أعلم أنّك تنظر طعنت به في عينك. إنّما جعل اللّه الإذن من أجل البصر» [البخاري- الفتح 11 (6241) ومسلم (2156) واللفظ له] .
7- عن معاوية- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّك إن اتّبعت عورات النّاس أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم» فقال أبو الدّرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نفعه اللّه تعالى بها. [أبو داود (4888) واللفظ له وقال الألباني (3/ 923): صحيح. وقال محقق جامع الأصول (6/ 654): إسناده حسن ورواه ابن حبان في صحيحه] .
8- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كنّ أزواج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عنده. لم يغادر منهنّ واحدة .فأقبلت فاطمة تمشي. ما تخطىء مشيتها من مشية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا. فلمّا رآها رحّب بها. فقال: «مرحبا بابنتي» ثمّ أجلسها عن يمينه- أو عن شماله-. ثمّ سارّها فبكت بكاء شديدا. فلمّا رأى جزعها سارّها الثّانية، فضحكت. فقلت لها: خصّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من بين نسائه بالسّرار، ثمّ أنت تبكين؟ فلمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سألتها ما قال لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سرّه. قالت: فلمّا توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحقّ لما حدّثتني. ما قال لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقالت: أمّا الآن، فنعم. أمّا حين سارّني في المرّة الأولى فأخبرني أنّ جبريل كان يعارضه القرآن في كلّ سنة مرّة أو مرّتين ، وإنّه عارضه الآن مرّتين، وإنّي لا أرى الأجل إلّا قد اقترب. فاتّقي اللّه واصبري. فإنّه نعم السّلف أنا لك». قالت: فبكيت بكائي الّذي رأيت. فلمّا رأى جزعي سارّني الثّانية فقال: «يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين، أو سيّدة نساء هذه الأمّة؟» قالت: فضحكت ضحكي الّذي رأيت.[البخاري الفتح 6 (3623). ومسلم (0245) واللفظ له] .
9- عن معاوية بن حيدة- رضي اللّه عنه- قال: قلت: يا رسول اللّه عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظ عورتك إلّا من زوجتك أو ما ملكت يمينك» قال: قلت: يا رسول اللّه إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إن استطعت أن لا يرينّها أحد فلا يرينّها». قال: قلت: يا رسول اللّه إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: «اللّه أحقّ أن يستحيا منه من النّاس» [أبو داود (4017). وقال الألباني (2/ 759): حسن] .
1- كان عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- يقول: ما أفشيت سرّي إلى أحد قطّ فأفشاه فلمته، إذ كان صدري به أضيق.[المستطرف (1/ 297) ] .
2- قال عليّ- رضي اللّه عنه-: سرّك أسيرك، فإذا تكلّمت به صرت أسيره.[المستطرف (1/ 296) ] .
3- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج حين زاغت الشّمس فصلّى لهم صلاة الظّهر. فلمّا سلّم قام على المنبر فذكر السّاعة، وذكر أنّ قبلها أمورا عظاما ثمّ قال: «من أحبّ أن يسألني عن شيء فليسألني عنه. فو اللّه لا تسألونني عن شيء إلّا أخبرتكم به مادمت في مقامي هذا». قال أنس بن مالك: فأكثر النّاس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأكثر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول: «سلوني» فقام عبد اللّه بن حذافة فقال: من أبي؟ يا رسول اللّه قال: «أبوك حذافة» فلمّا أكثر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أن يقول: «سلوني» برك عمر فقال: رضينا باللّه ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد رسولا. قال فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين قال عمر ذلك. ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أولى. والّذي نفس محمّد بيده لقد عرضت عليّ الجنّة والنّار آنفا في عرض هذا الحائط. فلم أر كاليوم في الخير والشّرّ». قال ابن شهاب: أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال: قالت أمّ عبد اللّه بن حذافة لعبد اللّه بن حذافة: ما سمعت بابن قطّ أعقّ منك؟ أأمنت أن تكون أمّك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهليّة فتفضحها على أعين النّاس؟ قال عبد اللّه بن حذافة: واللّه لو ألحقني بعبد أسود للحقته. [مسلم (2359) واللفظ له. وأورده البخاري مقطعا الفتح 7 (4621- 4622) ] .
4- يروى أنّ معاوية- رضي اللّه عنه- أسرّ إلى الوليد بن عتبة حديثه فقال لأبيه: يا أبت إنّ أمير المؤمنين أسرّ إليّ حديثا وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك. فقال: فلا تحدّثني به؛ فإنّ من كتم سرّه كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه.قال: فقلت يا أبت وإنّ هذا ليدخل بين الرّجل وبين ابنه؟ فقال: لا. واللّه يا بنيّ ولكن أحبّ أن لا تذلّل لسانك بأحاديث السّرّ. قال: فأتيت معاوية فأخبرته فقال: يا وليد أعتقك أبوك من رقّ الخطأ. فإفشاء السّرّ خيانة.[الإحياء (3/ 132) ] .
5- قال عمر بن عبد العزيز- رحمه اللّه-: القلوب أوعية والشّفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كلّ إنسان مفتاح سرّه. ومن عجائب الأمور أنّ الأمور كلّما كثرت خزانها كان أوثق لها، وأمّا الأسرار فإنّها كلّما كثرت خزانها كان أضيع لها، وكم من إظهار سرّ أراق دم صاحبه ومنعه من بلوغ مآربه، ولو كتمه أمن من سطوته. [المستطرف (1/ 296) ] .
6- قال الحسن: إنّ من الخيانة أن تحدّث بسرّ أخيك.[إحياء علوم الدين (3/ 132) ] .
1- أنشد ثعلب:
ثلاث خصال للصّديق جعلتها *** مضارعة للصّوم والصّلوات
مواساته، والصّفح عن عثراته *** وترك ابتذال السّرّ في الخلوات
[آداب العشرة (38) ] .
2- ولبعضهم:
ليس الكريم الّذي إن زلّ صاحبه *** بثّ الّذي كان من أسراره علما
إنّ الكريم الّذي تبقى مودّته *** ويحفظ السّرّ إن صافى وإن صرما
[آداب العشرة (23) ] .
3- قال الشّاعر:
إذا المرء أفشى سرّه بلسانه *** ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه *** فصدر الّذي يستودع السّرّ أضيق
[المستطرف (1/ 298) ] .
4- وقال آخر:
إذا ما ضاق صدرك عن حديث *** وأفشته الرّجال فمن تلوم؟
وإن عاتبت من أفشى حديثي*** وسرّي عنده فأنا الملوم
[المستطرف (1/ 298) ] .
5- وقال آخر:
ولا أكتم الأسرار لكن أذيعها *** ولا أدع الأسرار تعلو على قلبي
وإنّ قليل العقل من بات ليلة *** تقلّبه الأسرار جنبا إلى جنب
[المستطرف (1/ 298) ] .
متفرقات
1- قال الإمام الغزاليّ- رحمه اللّه-: إفشاء السّرّ منهيّ عنه لما فيه من الإيذاء، والتّهاون بحقّ المعارف والأصدقاء. وهو حرام إذا كان فيه إضرار، ولؤم وإن لم يكن فيه إضرار.[إحياء علوم الدين (3/ 132) ] .
2- قال الأبشيهيّ: اعلم أنّ أمناء الأسرار أقلّ وجودا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار؛ لأنّ أحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال، وأحراز الأسرار بارزة، يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق، وحمل الأسرار أثقل من حمل الأموال. [المستطرف (1/ 296) ] .
3- وكان يقال: أحزم النّاس من لا يفشي سرّه إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما شرّ فيفشيه عليه. [المستطرف (1/ 298) ] .