۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ╣╠ التقوي على عصيان الهوى والشيطان والنفس والشهوة ╣╠

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحسام

عضو جديد  عضو جديد
الحسام


الجنس : ذكر
العمر : 37
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 17/01/2012
عدد المساهمات : 47

╣╠ التقوي على عصيان الهوى والشيطان والنفس والشهوة ╣╠ Empty
مُساهمةموضوع: ╣╠ التقوي على عصيان الهوى والشيطان والنفس والشهوة ╣╠   ╣╠ التقوي على عصيان الهوى والشيطان والنفس والشهوة ╣╠ Icon_minitimeالسبت 24 مارس 2012, 6:21 am


╣╠ التقوي على عصيان الهوى والشيطان والنفس والشهوة ╣╠


العصيان لغة:

العصيان اسم من عصى يعصي عصيا وعصيانا ومعصية، وتدلّ مادّته على أصلين متباينين، يدلّ أحدهما على التّجمّع، ويدلّ الآخر على الفرقة.

فمن الأوّل: العصا، وسمّيت بذلك لاشتمال يد ممسكها عليها، والأصل الآخر: العصيان والمعصية، يقال عصا، وهو عاص، والجمع عصاة وعاصون [المقاييس (4/ 334، 335) ].

وجعل الرّاغب العصيان من العصا فقال: وعصا عصيانا إذا خرج عن الطّاعة، وأصله أن يمتنع بعصاه، قال تعالى: (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ )[طه: 121] وقال: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) [النساء:14] ويقال فيمن فارق الجماعة: فلان شقّ العصا [المفردات (349) ] .

وقال القرطبيّ: في قوله تعالى: (لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ ) [التحريم: 9] أي لا يخالفونه في أمر من زيادة أو نقصان [القرطبى: (18/ 196) ] وقال ابن كثير في قوله تعالى: (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) [الحجرات: 7] والعصيان وهي جميع المعاصي [تفسير القرآن العظيم (4/ 211) ] .

وقيل: العصيان ترك الانقياد، وهو خلاف الطّاعة.

يقال: عصى العبد ربّه إذا خالف أمره، وعصى فلان أميره يعصيه عصيا وعصيانا ومعصية إذا لم يطعه، فهو عاص وعصيّ، وعاصاه أيضا: مثل عصاه. ويقال للجماعة إذا خرجت عن طاعة السّلطان: قد استعصت عليه.

وفي الحديث: أنّه غيّر اسم العاصي؛ إنّما غيّره لأنّ شعار المؤمن الطّاعة، والعصيان ضدّها.

والعاصي: الفصيل إذا لم يتبع أمّه [الصحاح للجوهري (6/ 2429)، التعريفات للجرجاني (151)، النهاية لابن الأثير (3/ 250، 251)، ولسان العرب لابن منظور (15/ 68) ].

العصيان اصطلاحا:

قال الجرجانيّ: العصيان هو ترك الانقياد [التعريفات (156)] (لما أمر اللّه به أو نهى عنه).

وقال المناويّ: هو الامتناع عن الانقياد (لما أمر اللّه به) أو نهى عنه [التوقيف (242). وانظر الكليات للكفوي (656)] .

وقال الكفويّ: العصيان بحسب أصل اللّغة هو المخالفة لمطلق الأمر، أمّا في الشّرع فيراد به المخالفة للأمر التّكليفيّ خاصّة [الكليات (41) بتصرف].

وقيل: هو ترك المأمورات، وفعل المحظورات، أو ترك ما أوجب وفرض من كتابه أو على لسان رسوله، وارتكاب ما نهى اللّه عنه أو رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من الأقوال والأعمال الظّاهرة أو الباطنة [انظر: آثار المعاصي على الفرد والمجتمع (30) ] .

1- قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ ) [البقرة: 61] .

2- قوله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ * لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ ) [آل عمران: 110- 112] .

3- قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) [آل عمران: 152] .

4- قوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ ) [المائدة: 78] .

5- قوله تعالى: ( وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ ) [يونس: 90- 92] .

6- قوله تعالى: (وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ ) [هود: 59- 60] .

7- قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) [النساء: 41- 42] .

8- قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ ) [النساء: 14] .

9- قوله تعالى: (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً ) [الأحزاب: 36] .

10- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) [التحريم: 6] .


1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «احتجّ آدم وموسى- عليهما السّلام- عند ربّهما فحجّ آدم موسى. قال موسى: أنت آدم الّذي خلقك اللّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنّته، ثمّ أهبطت النّاس بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك اللّه برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كلّ شيء، وقرّبك نجيّا، فبكم وجدت اللّه كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاما. قال آدم: فهل وجدت فيها: ( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) [طه: 121]. قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملت عملا كتبه اللّه عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «فحجّ آدم موسى » [البخاري- الفتح 11 (6614)، ومسلم (2652) واللفظ له] .

2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوما بلحم فرفع إليه الذّراع- وكانت تعجبه- فنهس منها نهسة فقال «أنا سيّد النّاس يوم القيامة. وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع اللّه يوم القيامة الأوّلين والاخرين في صعيد واحد. فيسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر. وتدنو الشّمس فيبلغ النّاس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون، وما لا يحتملون. فيقول بعض النّاس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربّكم؟ فيقول بعض النّاس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم. فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر. خلقك اللّه بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك. اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إنّ ربّي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. وإنّه نهاني عن الشّجرة فعصيته. نفسي. نفسي ... الحديث.[ البخاري- الفتح 8 (4712)، ومسلم (194) واللفظ له] .

3- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: ألا أخبركم بما سمعت من في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ سمعته أذناي ووعاه قلبي: «إنّ عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا ثمّ عرضت له التّوبة ... الحديث، وفيه: «فخرج يريد القرية الصّالحة فعرض له أجله في الطّريق فاختصمت فيه ملائكة الرّحمة وملائكة العذاب. قال إبليس: أنا أولى به؛ إنّه لم يعصني ساعة قطّ. قال: فقالت ملائكة الرّحمة: إنّه خرج تائبا»[البخاري- الفتح (6/ 3470)، ومسلم (2766)، وابن ماجة (2622) واللفظ له] .

4- عن عديّ بن حاتم- رضي اللّه عنه- أنّ رجلا خطب عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: من يطع اللّه ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص اللّه ورسوله»[ مسلم (870) ] .

5- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث علقمة بن مجزّز على بعث- وأنا فيهم- فلمّا انتهى إلى رأس غزاته - أو كان ببعض الطّريق- استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمّر عليهم عبد اللّه بن حذافة بن قيس السّهميّ- فكنت فيمن غزا معه- فلمّا كان ببعض الطّريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا. فقال عبد اللّه (وكانت فيه دعابة): أليس لي عليكم السّمع والطّاعة؟ قالوا: بلى. قال: فما أنا بآمركم بشيء إلّا صنعتموه؟ قالوا: نعم. قال: فإنّي أعزم عليكم إلّا تواثبتم في هذه النّار. فقام ناس فتحجّزوا فلمّا ظنّ أنّهم واثبون. قال: أمسكوا على أنفسكم. فإنّما كنت أمزح معكم. فلّما قدمنا ذكروا ذلك للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أمركم منهم بمعصية اللّه فلا تطيعوه»[ابن ماجة (2863)، وحسنه الألباني، وفي الزوائد: إسناده صحيح. وأصله في الصحيحين: البخاري الفتح 13 (7145)، ومسلم (1840) من حديث علي رضي اللّه عنه] .

6- عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي اللّه عنه-: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا حلال. وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم. وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزّل به سلطانا، وإنّ اللّه نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ، عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب. وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك. وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان، وإنّ اللّه أمرني أن أحرّق قريشا. فقلت: ربّ إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك. واغزهم نغزك ، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك». وذكر البخل أو الكذب، «والشّنظير الفحّاش» [مسلم (2865) ] .

7- عن عبادة بن الصّامت- رضي اللّه عنه- وكان شهد بدرا- وهو أحد النّقباء ليلة العقبة- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال- وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا باللّه شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على اللّه، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره اللّه فهو إلى اللّه: إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه. فبايعناه على ذلك» [البخاري- الفتح 1 (18)، ومسلم (1709) ] .

8- عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: « إنّما مثلي ومثل ما بعثني اللّه به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم إنّي رأيت الجيش بعينيّ، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء. فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا. فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ..فذلك مثل من أطاعني فاتّبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحقّ» [البخاري- الفتح 13 (7283) واللفظ له، ومسلم (2283) ] .

9-عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «السّمع والطّاعة على المرء المسلم فيما أحبّ وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»[ البخاري- الفتح 13 (7144) واللفظ له، ومسلم (1839) ] .

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى». قالوا: يا رسول اللّه ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى»[ البخاري- الفتح 13 (7280) ] .

11- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: لمّا نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 284] قال: فاشتدّ ذلك على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ بركوا على الرّكب. فقالوا: أي رسول اللّه؛ كلّفنا من الأعمال ما نطيق، الصّلاة والصّيام والجهاد والصّدقة.وقد أنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.» فلمّا اقترأها القوم ذلّت بها ألسنتهم. فأنزل اللّه في إثرها (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [البقرة: 285] فلمّا فعلوا ذلك نسخها اللّه تعالى. فأنزل اللّه- عزّ وجلّ- (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) قال: «نعم» (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) قال: «نعم» (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) قال: نعم وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) قال: «نعم» [البقرة/ 286]، [مسلم (125) ] .

12- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «أرأيتم لو أنّ نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه ؟» قالوا: لا يبقي من درنه شيئا. قال: «فذلك مثل الصّلوات الخمس يمحو اللّه به الخطايا»[البخاري (2/ 528) واللفظ له، ومسلم (667) ] .

13- عن سلمة بن الأكوع- رضي اللّه عنه- أنّه قال: إنّ رجلا أكل عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بشماله. فقال: «كل بيمينك» قال: لا أستطيع. قال: «لا استطعت» ما منعه إلّا الكبر قال: فما رفعها إلى فيه»[ مسلم (2021) ] .

14- (عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دخل على شابّ وهو بالموت فقال: كيف تجدك؟ قال: واللّه يا رسول اللّه إنّي أرجو اللّه وإنّي أخاف ذنوبي.فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلّا أعطاه اللّه ما يرجو، وآمنه ممّا يخاف»[الترمذي (983) واللفظ له. وابن ماجة (4261) وقال النووي: اسناده حسن، وحسنه الألباني، صحيح ابن ماجة (3436) وهو في الصحيحة (1051) ] .


1- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- لا تصحب الفجّار لتعلم من فجورهم، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين- ولا أمين إلّا من خشي اللّه- وتخشّع عند القبور، وذلّ عند الطّاعة، واستعصم عند المعصية، واستشر الّذين يخشون اللّه.[ الدر المنثور، للسيوطي (7/ 22) ] .

2- عن عمر- رضي اللّه عنه- قال: يأهل مكّة اتّقوا اللّه في حرمكم هذا: أتدرون من كان ساكن حرمكم هذا من قبلكم؟ كانوا فيه بنو فلان. فأحلّوا حرمته فهلكوا، وبنو فلان فأحلّوا حرمته فهلكوا، حتّى عدّ ما شاء اللّه، ثمّ قال: واللّه لأن أعمل عشر خطايا بغيره أحبّ إليّ من أعمل واحدة بمكّة.[ شعب الإيمان، للبيهقي (3/ 4012) ] .

3- قال عمر- رضي اللّه عنه- يوما لأصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «فيم ترون هذه الآية نزلت (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ؟) [البقرة: 266] قالوا: اللّه أعلم. فغضب عمر. فقال: قولوا نعلم أو لا نعلم. فقال ابن عبّاس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. قال عمر: يا بن أخي قل ولا تحقّر نفسك. قال ابن عبّاس: ضربت مثلا لعمل. قال عمر: أيّ عمل؟ قال ابن عبّاس: لعمل. قال عمر: لرجل غنيّ يعمل بطاعة اللّه- عزّ وجلّ- ثمّ بعث اللّه له الشّياطين فعمل بالمعاصي حتّى أغرق أعماله.[ البخاري- الفتح 8 (4538) ] .

4- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: توشك القرى أن تخرب وهي عامرة. قيل: وكيف تخرب وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجّارها أبرارها، وساد القبيلة منافقوها.[ الجواب الكافي (69) ] .

5- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- لفضيل بن زيد الرّقاشيّ قال: لا يلهينّك النّاس عن ذات نفسك، فإنّ الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع النّهار بكيت وكيت؛ فإنّه محفوظ عليك ما قلته، ولم تر شيئا أحسن طلبا، ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثه لذنب قديم.[ الزهد لوكيع بن الجراح (2/ 537) ] .

6- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: أقلّوا الذّنوب فإنّكم لن تلقوا اللّه بشيء أفضل من قلّة الذّنوب.[ الزهد لوكيع بن الجراح (2/ 535) ] .

7- قال رجل لابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: أرأيت رجلا كثير الذنوب كثير العمل أو رجلا قليل الذّنوب قليل العمل؟ قال ما أعدل بالسّلامة شيئا.[ الزهد لوكيع بن الجراح (2/ 534) ] .

8- عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: ليحذر امرؤ أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر، ثمّ قال: تدري ممّ هذا؟ قلت: لا. قال: إنّ العبد يخلو بمعاصي اللّه فيلقي اللّه بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر.[ الجواب الكافي لابن القيم (59) ] .

9- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ) [آل عمران: 102] قال: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.[ أخرجه الحاكم (2/ 294) وقال صحيح على شرط الشيخين] .

10- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنّه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال به هكذا.[ البخاري- الفتح 11 (6308)، وشرح السنة للبغوي (14/ 374) ] .

11- عن سعيد بن المسيّب- رضي اللّه عنه- قال: كتب إليّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافيت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه.[ شعب الإيمان للبيهقي (6/ 8345) ] .

12- قال كعب- رحمه اللّه-: إنّما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي فترعد فرقا من الرّبّ جلّ جلاله أن يطّلع عليها.[ الجواب الكافي لابن القيم (66) ] .

13- قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-: إنّ الرّجل يذنب الذّنب فما ينساه وما يزال كئيبا حتّى يدخل الجنّة. [الزهد للإمام أحمد بن حنبل (2/236 ) ] .

14- وقال أيضا: إنّ المؤمن لا يصبح إلّا خائفا ولا يصلحه إلّا ذاك، لأنّه بين ذنبين؛ ذنب مضى لا يدري كيف يصنع اللّه فيه وآجل أو قال آخر لا يدري ما كتب عليه فيه.[ الزهد للإمام أحمد بن حنبل (2/ 242) ] .

15- وقال أيضا: اعملوا للّه بالطّاعات، واجتهدوا فيها، وخافوا أن تردّ عليكم. إنّ المؤمن جمع إيمانا وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمنا.[ بصائر ذوي التمييز للفيروز أبادي (2/ 545) ] .

16- عن جبير بن نفير قال: لمّا فتحت قبرص فرّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا الدّرداء جالسا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعزّ اللّه فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير. ما أهون الخلق على اللّه إذا أضاعوا أمره. بينما هي أمّة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر اللّه فصاروا إلى ما ترى.[الجواب الكافي (61) ] .

17- قال سفيان: «من أذنب ذنبا فعلم أنّ اللّه تعالى قدّره عليه ورجا غفرانه غفر اللّه له ذنبه.[إحياء علوم الدين للغزالي (145) ] .

18- وذكر عن مالك بن دينار قال: قرأت في الحكمة: «يقول اللّه عزّ وجلّ: أنا اللّه مالك الملوك. قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسبّ الملوك، ولكن توبوا إليّ أعطّفهم عليكم.[ الجواب الكافي لابن القيم (67) ] .


1- قال الإمام عليّ رضي الله عنه:

ليس الغريب غريب الشّام واليمن *** إنّ الغريب غريب اللّحد والكفن
إنّ الغريب له حقّ لغربته *** على المقيمين في الأوطان والسّكن
لا تنهرنّ غريبا حال غربته *** الدّهر ينهره بالذّلّ والمحن
سفري بعيد وزادي لن يبلّغني *** وقوّتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها *** اللّه يعلمها في السرّ والعلن
ما أحلم اللّه عنّي حيث أمهلني *** وقد تماديت في ذنبي ويسترني
[الشوارد في الشعر (ص 50) ] .

2- وقال أيضا:

يا نفس كفّي عن العصيان واكتسبي *** فعلا جميلا لعلّ اللّه يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسنا *** عسى تجازين بعد الموت بالحسن
[الشوارد في الشعر (50) ] .



3- قال عبد اللّه بن المبارك- رحمه اللّه-

أيضمن لي فتى ترك المعاصي *** وأرهنه الكفالة بالخلاص
أطاع اللّه قوم فاستراحوا *** ولم يتجرّعوا غصص المعاصي
[أدب الدنيا والدين للماوردي (106) ] .



4- قال ابن السمّاك الواعظ:

يا مدمن الذّنب أما تستحي *** واللّه في الخلوة ثانيكا؟
أغرّك من ربّك إمهاله *** وستره طول مساويكا؟


5- قال أبو عمران السّلميّ منشدا:

وإنّي لآتي الذّنب أعرف قدره *** وأعلم أنّ اللّه يعفو ويغفر
لئن عظّم النّاس الذّنوب فإنّها *** وإن عظمت في رحمة اللّه تصغر
[حسن الظن لابن أبي الدنيا (106) ] .

6- قال الشّافعيّ- رحمه اللّه-:

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه *** هذا وربّي في القياس بديع
لو كان حبّك صادقا لأطعته *** إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
[الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 153) ] .

7- قال إبراهيم الألبيريّ:

ونفسك ذمّ لا تذمم سواها *** لعيب فهي أجدر من ذممتا
فأنت أحقّ بالتّفنيد منّي *** ولو كنت اللّبيب لما نطقتا
ولو بكت الدّما عيناك خوفا *** لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبد *** أمرت فما ائتمرت ولا أطعتا


1- قال مالك- رحمه اللّه-: «دخل عمر ابن عبد العزيز على فاطمة امرأته فطرح عليها خلق ساج عليه، ثمّ ضرب على فخذها فقال: يا فاطمة لنحن ليالي دابق أنعم منّا اليوم، فذكّرها ما كانت نسيته من عيشها، فضربت يده ضربة فيها عنف فنحّتها عنها وقالت: لعمري لأنت اليوم أقدر منك يومئذ، فقام وهو يقول بصوت حزين: يا فاطمة إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم. فبكت فاطمة وقالت: اللّهمّ أعذه من النّار.[سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي (164) ] .

2- قال ابن القيّم- رحمه اللّه- من أعجب الأشياء أن تعرفه ثمّ لا تحبّه، وأن تسمع داعيه ثمّ تتأخّر عنه الإجابة. وأن تعرف قدر الرّبح في معاملته ثمّ تعامل غيره. وأن تعرف قدر غضبه ثمّ تتعرّض له. وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثمّ لا تطلب الأنس بطاعته. وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثمّ لا تشتاق إلى انشراح الصّدر بذكره ومناجاته. وأن تذوق العذاب عند تعلّق القلب بغيره، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه.[الفوائد لابن القيم (Cool ] .

3- وقال- رحمه اللّه- مثال تولّد الطّاعة ونموّها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثمّ أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها، فكلّما أثمر منها شيء جنيت ثمره وغرست نواه وكذلك تداعي المعاصي، فليتدبّر اللبيب هذا المثال.[الفوائد لابن القيم (70) ] .

4- قال الحافظ ابن كثير- رحمه اللّه-: قد ذكر غير واحد أنّ عروة بن الزّبير لمّا خرج من المدينة متوجّها إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وقعت الأكلة في رجله في واد قرب المدينة كان مبدؤها هناك، فظنّ أنّها لا يكون منها ما كان، فذهب في وجهه ذلك، فما وصل إلى دمشق إلّا وهي قد أكلت نصف ساقه، فدخل على الوليد فجمع له الأطبّاء العارفين بذلك، فاجتمعوا على أنّه إن لم يقطعها وإلّا أكلت رجله كلّها إلى وركه، وربّما ترقّت إلى الجسد فأكلته، فطابت نفسه بنشرها، وقالوا: ألا نسقيك مرقّدا حتّى يذهب عقلك منه فلا تحسّ بألم النّشر؟ فقال: لا واللّه ما كنت أظنّ أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب عقله، ولكن إن كنتم لا بدّ فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصّلاة، فإنّي لا أحسّ بذلك، ولا أشعر به. قال: فنشروا رجله من فوق الأكلة من المكان الحيّ، احتياطا أنّه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلّي، فما تضوّر ولا اختلج، فلمّا انصرف من الصّلاة عزّاه الوليد في رجله، فقال: اللّهمّ لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت وإن كنت قد أبليت فلطا لما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت، فلمّا قضى حاجته من دمشق رجع إلى المدينة، فبلغه أنّ بعض النّاس قال: إنّما أصابه ذلك بذنب عظيم أحدثه، فأنشد عروة في ذلك، والأبيات لمعن بن أوس:

لعمرك ما أهويت كفّي لريبة *** ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها *** ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي

ولست بماش ما حييت لمنكر *** من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي

ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة *** وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي

وأعلم أنّي لم تصبني مصيبة *** من الدّهر إلّا قد أصابت فتى مثلي

[البداية والنهاية، لابن كثير (9/ 102، 103) ] .

5- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: لفظ المعصية والفسوق والكفر إذا أطلقت المعصية للّه ورسوله دخل فيها الكفر والفسوق كقوله: ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ) [الجن: 23] وقال تعالى: (وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) [هود: 59]. [الإيمان لابن تيمية (56) ] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
╣╠ التقوي على عصيان الهوى والشيطان والنفس والشهوة ╣╠
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» *¤®§®¤* رائحة الفم والنفس وعلاجها *¤®§®¤*
» 闦童闦 أثر إتباع الهوى على الفرد والمجتمع 闦童闦
»  ~¤¦¦♦¦¦ حوار بين النفس الطائعة والنفس العاصية ¦¦♦¦¦¤~

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: