๔闦๕ فضل السكينة والأناة ๔闦๕
1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَعِبَادُ الرَّحْمانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمَاً) [الفرقان:63].
2- قال تعالى عن إبراهيم مخاطباً أباه: (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) [مريم:47].
3- قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [القصص:55].
4- قال تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ) [الحج:32].
5- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ) [الفتح:4].
6- (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) [الفتح:18].
أحاديث
1- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: مَا رَأيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعاً قَطُّ ضَاحِكاً حَتَّى تُرَى مِنهُ لَهَوَاتُهُ، إنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ. متفقٌ عَلَيْهِ.
(اللَّهْوَاتُ) جَمْعُ لَهَاةٍ: وَهِيَ اللَّحْمَةُ الَّتي في أقْصى سَقْفِ الْفَمِ.
2- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَلاَ تَأتُوهَا وَأنْتُمْ تَسْعَونَ، وَأتُوهَا وَأنْتُمْ تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أدْرَكْتُم فَصَلُّوا، وَمَا فَاتكُمْ فَأَتِمُّوا) متفقٌ عَلَيْهِ.
زاد مسلِمٌ في روايةٍ لَهُ: (فَإنَّ أحَدَكُمْ إِذَا كَانَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلاَةِ فَهُوَ في صَلاَةٍ).
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّهُ دَفَعَ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ فَسَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءهُ زَجْراً شَديداً وَضَرْباً وَصَوْتاً للإِبْلِ، فَأشَارَ بِسَوْطِهِ إلَيْهِمْ، وقال: (يَا أيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بالسَّكِينَةِ، فَإنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بالإيضَاعِ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه.
(الْبِرُّ): الطَّاعَةُ. وَ(الإيضَاعُ) بِضادٍ معجمةٍ قبلها ياءٌ وهمزةٌ مكسورةٌ، وَهُوَ: الإسْرَاعُ.
آثار
1- قال ابن عباس رضي الله عنهما: : " كل سكينة في القرآن هي الطمأنينة إلا التي في سورة البقرة " تفسير القرطبي.
2- قال قتادة: " السَّكِينَةُ: " الوقار والصبر" الدر المنثور للسيوطي.
3- عن أبي إدريس الخولاني قال: " ما تقلد امرؤ قلادة أفضل من سكينة " الزهد لابن المبارك.
4- عن الحسن في قوله تعالى: (فاسعوا إلى ذكر الله) قال: " أما والله ما هو بالسعي على الأقدام، وقد نهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليكم السكينة والوقار، ولكن بالقلوب والثبات والخشوع " تفسير ابن كثير.
5- قوله صلى الله عليه وسلم: (السكينة في أهل الغنم).
* قال ابن حجر: " أي الوقار أو الرحمة أو الطمأنينة مأخوذ من سكون القلب. وتطلق السكينة أيضاً بإزاء معان غير ما ذكر؛ منها: الملائكة في قوله: (تلك السكينة تنزلت لسماع القرآن) وقيل: في سكينة بني إسرائيل هي ريح، وقيل: خلق كرأس الهر، وقيل: له وجه كوجه الإنسان، وقيل: روح يتكلم، وقال النووي: هي شيء من خلق الله فيه طمأنينة ورحمة ومعه ملائكة " فتح الباري.
6- قال ابن القيم: " السكينة: فعيلة من السكون وهو طمأنينة القلب واستقراره، وأصلها في القلب، ويظهر أثرها على الجوارح " إعلام الموقعين.
7- وقال أيضاً: " وأصل السكينة: هي الطمأنينة والوقار، والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف؛ فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه، ويوجب له زيادة الإيمان، وقوة اليقين والثبات " مدارج السالكين.
8- وقال عن السكينة عند القيام بوظائف العبودية بقوله: " ومنها السكينة عند القيام بوظائف العبودية، وهي التي تورث الخضوع والخشوع وغض الطرف وجمعية القلب على الله تعالى؛ بحيث يؤدي عبوديته بقلبه وبدنه، والخشوع نتيجة هذه السكينة وثمرتها، وخشوع الجوارح نتيجة خشوع القلب، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال: (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه) " إعلام الموقعين.
9- وقال عن الأسباب المؤدية إلى السكينة فقال: " سببها استيلاء مراقبة العبد لربه جل جلاله حتى كأنه يراه وكلما اشتدت هذه المراقبة أوجبت له من الحياء والسكينة والمحبة والخضوع والخشوع و الخوف والرجاء ما لا يحصل بدونها فالمراقبة أساس الأعمال القلبية كلها وعمودها الذي قيامها به ولقد جمع النبي ص - أصول أعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة وفي قوله في الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه) فتأمل كل مقام من مقامات الدين وكل عمل من أعمال القلوب كيف تجد هذا أصله ومنبعه. " إعلام الموقعين.
10- وقال: " والمقصود أن العبد محتاج إلى السكينة عند الوساوس المعترضة في أصل الإيمان؛ ليثبت قلبه ولا يزيغ، وعند الوساوس والخطرات القادحة في أعمال الإيمان؛ لئلا تقوى وتصير هموماً وغموماً وإرادات ينقص بها إيمانه، وعند أسباب المخاوف على اختلافها؛ ليثبت قلبه ويسكن جأشه، وعند أسباب الفرح؛ لئلا يطمح به مركبه, فيجاوز الحد الذي لا يعبر، فينقلب ترحا وحزنا؛ وكم ممن أنعم الله عليه بما يفرحه فجمح به مركب الفرح وتجاوز الحد فانقلب ترحاً عاجلاً ولو أعين بسكينة تعدل فرحه لأريد به الخير وبالله التوفيق. وعند هجوم الأسباب المؤلمة على اختلافها الظاهرة والباطنة فما أحوجه إلى السكينة حينئذ وما أنفعها له وأجداها عليه وأحسن عاقبتها.
والسكينة في هذه المواطن علامة على الظفر وحصول المحبوب واندفاع المكروه، وفقدها علامة على ضد ذلك لا يخطئ هذا ولا هذا والله المستعان " إعلام الموقعين.
قصص
1- السكينة التي حصلت لإبراهيم الخليل وقد أُلِقى في المنجنيق مسافراً إلى ما أضرم له أعداء الله من النار فلله تلك السكينة التي كانت في قلبه حين ذلك السفر.
2- السكينة التي حصلت لموسى وقد غشيه فرعون وجنوده من ورائهم والبحر أمامهم وقد استغاث بنو إسرائيل يا موسى إلى أين تذهب بنا هذا البحر أمامنا وهذا فرعون خلفنا .
3- السكينة التي حصلت له وقت تكليم الله له نداء و نجاء كلاماً حقيقة سمعه حقيقة بأذنه.
4- السكينة التي حصلت له وقد رأى العصا ثعباناً مبيناً.
5- السكينة التي نزلت عليه وقد رأى حبال القوم وعصيهم كأنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة .
6- السكينة التي حصلت لنبينا صلى الله عليه وسلم وقد أشرف عليه وعلى صاحبه عدوهما وهما في الغار فلو نظر أحدهم إلى تحت قدميه لرآهما .
7- السكينة التي نزلت عليه في مواقفه العظيمة وأعداء الله قد أحاطوا به كيوم بدر ويوم حنين ويوم الخندق
8- عن علي قال: " إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، ما كنا نبعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر ".
9- قال ابن القيم رحمه الله: " كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة ".
ثم قال :" وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له فى مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة قال : فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرؤوا آيات السكينة قال : ثم أقلع عني ذلك الحال .
وقال ابن القيم رحمه الله عن نفسه : "وقد جربت أنا أيضاً قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيراً عظيماً في سكونه وطمأنينته ".
أشعار
والمرءُ أسلمُ ما يكون بدينهِ *** عند التحفظ والسكينة والوَرَعْ
[.........]
والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينـا *** وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا *** وإن أرادوا فتنة أبينـا
[عبد الله بن رواحة]
حكم
- لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه.