♣::♣ تحريم الشريعة السباب والشتائم والتجريح ♣::♣
آيات
1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الأنعام:108].
2- قال تعالى: (والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وإثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].
3- قال تَعَالَى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَولٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18].
أحاديث
1- عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتالُهُ كُفْرٌ). متفق عَلَيْهِ.
2- عن أَبي ذرٍ رضي الله عنه: أنهُ سَمِعَ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالفِسْقِ أَوِ الكُفْرِ، إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كذَلِكَ). رواه البخاري.
3- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (المُتَسَابَّانِ مَا قَالاَ فَعَلَى البَادِي منهُما حَتَّى يَعْتَدِي المَظْلُومُ). رواه مسلم.
4- وعنه، قَالَ: أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، بِرَجُلٍ قَدْ شرِبَ قَالَ: (اضربوهُ) قَالَ أَبُو هريرةَ: فَمِنَّا الضارِبُ بيَدِهِ، والضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، والضَّارِبُ بِثَوْبِهِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ القَوْمِ: أخْزَاكَ اللهُ! قَالَ: (لا تَقُولُوا هَذَا، لا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَان). رواه البخاري.
5- وعنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بِالزِّنَى يُقَامُ عَلَيْهِ الحَدُّ يَومَ القِيَامَةِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ كما قَالَ). متفق عَلَيْهِ.
6- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَإنَّهُمْ قَدْ أفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا). رواه البخاري.
آثار
1- عن مالك بن دينار قال: قرأت في الحكم: أن الله تعالى يقول: " أنا ملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم " الجواب الكافي لابن القيم.
2- قال النووي: " لا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه ما لم يكن كذباً أو قذفاً أو سباً لأسلافه.
فمن صور المباح: أن ينتصر بيا ظالم يا أحمق، أو جافي، أو نحو ذلك؛ لأنه لا يكاد أحد ينفك من هذه الأوصاف. قالوا: وإذا انتصر المسبوب استوفى ظلامته، وبرئ الأول من حقه، وبقي عليه إثم الابتداء، أو الإثم المستحق لله تعالى. وقيل: يرتفع عنه جميع الإثم بالانتصار منه، ويكون معنى على البادئ: أي عليه اللوم والذم لا الإثم " شرح صحيح البخاري.
3- قال ابن بطال: " سباب المسلم فسوق؛ لأن عرضه حرام كتحريم دمه وماله، والفسوق في لسان العرب: الخروج من الطاعة، فينبغي للمؤمن أن لا يكون سباباً ولا لعاناً للمؤمنين، ويقتدي في ذلك بالنبي عليه السلام؛ لأن السب سب الفرقة والبغض، وقد من الله على المؤمنين بما جمعهم عليه من ألفة الإسلام فقال: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) الآية، وقال: (إنما المؤمنون إخوة) فكما لا ينبغي سب أخيه في النسب كذلك لا ينبغي سب أخيه في الإسلام، ولا ملاحاته.
ألا ترى أن الله تعالى رفع معرفة ليلة القدر عن عباده، وحرمهم علمها؛ عقوبة لتلاحي الرجلين بحضرة النبي - عليه السلام.
قال عليه السلام لأبى ذر لما سب الرجل الذي أمه أعجمية: « إنك امرؤ فيك جاهلية » . وهذا غاية في ذم السب وتقبيحه؛ لأن أمور الجاهلية حرام منسوخة بالإسلام، فوجب على كل مسلم هجرانها واجتنباها " شرح ابن بطال.
قصص
1- عن الزبرقان قال: كنت عند أبي وائل، فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه، فقال: لا تسبُّه، وما يدريك لعله قال: اللهم اغفر لي، فغفر له.
2- عن هشام بن عروة، قال: قدم عروة على عبد الملك بن مروان، فأجلسه معه على السرير، فجاء قوم فوقعوا في عبد الله بن الزبير، فخرج عروة وقال للآذن: إن عبد الله أخي، فإذا أردتم أن تقعوا فيه فلا تأذنوا لي عليكم.
فذكروا ذلك لعبد الملك، فقال له عبد الملك: حدثوني بما قلت، وإن أخاك لم نقتله لعداوة، ولكنه طلب أمراً وطلبناه، فقتلناه، وإن أهل الشام من أخلاقهم أن لا يقتلوا رجلاً إلا شتموه، فإذا أذنا لأحد قبلك، فقد جاء من يشتمه، فانصرف.
3- قال عاصم بن أبي النجود: ما سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة سبَّ إنساناً قط ولا بهيمة.
4- عن المثنى بن الصباح قال: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح.
5- عن عاصم قال: ما رأيت أبا وائل ملتفتا في صلاة ولا في غيرها، ولا سمعته يسب دابة قط؛ إلا أنه ذكر الحجاج يوماً، فقال: اللهم أطعم الحجاج من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع؛ ثم تداركها، فقال: إن كان ذاك أحب إليك؛ فقلت: وتستثنى في الحجاج؟ فقال: نعدها ذنباً.
6- قال الزهري: أراد ابن عمر أن يلعن خادمه، فقال: اللهم الع؛ فلم يتمها، وقال: هذه كلمة ما أحب أن أقولها.