™«« يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ »»™
1- قال الله تعالى: (مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [آل عمران:117].
2- قال تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الأحقاف:24].
3- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف:57].
4- قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) [الحجر:22].
5- قال تعالى: (وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [النمل:63].
6- قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) [الرُّوم:46].
7- قال تعالى: (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ) [الرُّوم:48].
أحاديث
1- عن أبي المنذِرِ أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ. وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
2-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: (الرِّيحُ مِنْ رَوحِ اللهِ، تَأتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأتِي بِالعَذَابِ، فَإذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلاَ تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا باللهِ مِنْ شَرِّهَا) رواه أبو داود بإسناد حسن.
قوله صلى الله عليه وسلم: (مِنْ رَوْحِ اللهِ) هو بفتح الراء: أي رَحْمَتِهِ بِعِبَادِهِ.
3- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ) رواه مسلم.
4- عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول: (اللهم لقحاً لا عقيماً) رواه ابن السني بإسناد صحيح.
5- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور) رواه البخاري ومسلم.
آثار
1- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: " الرياح ثمانية: أربعة منها رحمة، وأربعة منها عذاب؛ فأما الرحمة فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، وأما العذاب فالعقيم والصرصر وهما في البر ، والعاصف والقاصف وهما في البحر " تفسير ابن كثير.
2- عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: " كل شيء في القرآن من الرياح فهو رحمة، وكل شيء في القرآن من الريح فهو عذاب " أخرجه ابن أبي حاتم.
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " الماء والريح جندان من جنود الله، والريح جند الله الأعظم " العظمة لأبي الشيخ.
4- وعنه رضي الله عنه قال: " الشمال ملح الأرض، ولولا الشمال لأنتنت الأرض " العظمة لأبي الشيخ.
5- عن كعب رضي الله عنه قال: " لو احتبست الريح عن الناس ثلاثة أيام لأنتن ما بين السماء والأرض " العظمة لأبي الشيخ.
6- عن مجاهد قال: " الريح لها جناحان وذنب " العظمة لأبي الشيخ.
7- عن الحسن قال : " جعلت الرياح على الكعبة؛ فإذا أردت أن تعلم ذلك فأسند ظهرك إلى باب الكعبة فإن الشمال عن شمالك -وهي مما يلي الحجر-، والجنوب عن يمينك -وهو مما يلي الحجر الأسود-، والصبا مقابلك -وهي مستقبل باب الكعبة-، والدبور من دبر الكعبة " العظمة لأبي الشيخ.
8- قال الشافعي: " لا ينبغي لأحد أن يسب الريح؛ فإنها خلق لله مطيع، وجند من أجناده يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء " الأم للشافعي.
9- عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لاتسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به) رواه الترمذي.
* قال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: " لأنها إنما تهب عن إيجاد الله تعالى، وخلقه لها وأمره؛ لأنه هو الذي أوجدها وأمرها، فمسبتها مسبة للفاعل .. ولا يفعله إلا أهل الجهل بالله ودينه، وبما شرعه لعباده " فتح المجيد.
10- قال المبرد: " إذا خلصت الريح عندهم دبوراً فهي من جنس البوار، وإذا خلصت شمالاً شتوية فهي من آيات الجدب " الكامل للمبرد.
11- قال القلقشندي: " أصول الرياح أربع:
الأولى: الصبا: وهي التي تأتي من المشرق، وتسمى القبول أيضاً، لأنها في مقابلة مستقبل المشرق.
قال في صناعة الكتاب: وأهل مصر يسمونها الشرقية، لأنها تأتي من مشرق الشمس، وهي التي نصر بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب كما أخبر صلى الله عليه وسلم بقوله: " نصرت بالصبا " .
الثانية: الدبور: ومهبها من مغرب الشمس إلى حد القطب الجنوبي، وسميت الدبور؛ لأن مستقبل المشرق يستدبرها، وتسمى الغربية؛ لهبوبها من جهة المغرب، وبها هلكت عاد كما أخبر عليه السلام بقوله: " وأهلكت عاد بالدبور " .
الثالثة: الشمال: .. ومهبها من حد القطب الشمالي إلى مغرب الشمس، وسميت شمالاً؛ لأنها على شمال من استقبل المشرق.
قال في صناعة الكتاب: وتسمى البحرية؛ لأنها يسار بها في البحر على كل حال.
الرابعة: الجنوبية: ومهبها من حد القطب الأسفل إلى مطلع الشمس، وتسمى بالديار المصرية: القبلية؛ لأنها تأتي من القبلة فيها، وتسمى بها أيضاً المريسية؛ لأن في الجهة القبلية بلاد المريس، وهم ضرب من السودان، وهي أردأ الرياح عند أهل مصر. وقال النحاس: وكل ريح جاءت من مهبي ريحين تسمى النكباء؛ سميت بذلك لأنها نكبت عن مهاب هذه الرياح وعدلت عنها.
قال في " فقه اللغة " : وإذا جاءت بنفسٍ ضعيف وروح فهي النسيم، وإن ابتدأت بشدة قيل لها: النافجة ؛ فإن حركت الأغصان تحريكاً شديداً وقلعت الأشجار قيل: زعزع؛ فإن جاءت بالحصباء قيل: حاصبة؛ فإذا هبت من الأرض كالعمود نحو السماء قيل لها: إعصار. وقد ورد بها القرآن في قوله تعالى: " فأصابها إعصار فيه نار " والعامة تسميها: الزوبعة، ويزعمون أن الشيطان هو الذي يثيرها، ومن ثم سماها الترك نعيم بك يعني الشيطان؛ فإذا كانت باردة، فهي: الصرصر. وقد وقع ذكرها في قوله تعالى: " إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً " ، فإذا لم تلقح شجراً ولم تحمل مطراً، فهي العقيم. وقد قال تعالى في قصة عاد: " إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم " كانت لا مطر فيها " صبح الأعشى للقلقشندي.
قصص
1- عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلاً لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال (لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه) رواه الترمذي.
2- كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا عصفت الريح فدارت يقول: " شدوا التكبير؛ فإنها مذهبته ".
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذتِ الناس الريح في طريق مكة وعمر حاجّ- فاشتدت، فقال عمر لمن حوله: " ما الريح؟ " فلم يرجعوا بشيء! فاستحثثت راحلتي؛ فأدركته. فقلت: بلغني أنك سألت عن الريح؟ وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الريح من روح الله؛ تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، وعوذوا من شرها).
أشعار
لو كنت ريحاً كانت الدبورا *** .....................
[رجل يهجو رجلاً]
فتى خلقت أخلاقه مطمئنة *** له نفحات ريحهن جنوب
يريد أن ريح الجنوب تأتي بالمطر والندى.
[رجل يمدح رجلاً]
إذا قَامتَا تَضَوَّع المسكُ منهما *** نَسِيمَ الصَّبا جاءَتْ بريَّا القَرنْفُلِ
[امرؤ القيس]
ألا يا صَبَا نَجْدٍ متى هِجْت من نَجد *** فقد زَادَنِي مَسراك وجداً على وجْد
[...........]