¤ô۞ô¤ بنت المنية .. الحمى ¤ô۞ô¤
1- عن جابر رضي الله عنه: أنَّ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ على أُمِّ السَّائِبِ، أو أُمِّ المُسَيّبِ فَقَالَ: (مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ –أو يَا أُمَّ المُسَيَّبِ– تُزَفْزِفِينَ؟) قَالَتْ: الحُمَّى لاَ بَارَكَ اللهُ فِيهَا! فَقَالَ: (لاَ تَسُبِّي الحُمَّى فَإنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الكِيْرُ خَبَثَ الحَدِيدِ) رواه مسلم.
( تُزَفْزِفِينَ) أيْ تَتَحَرَّكِينَ حَرَكَةً سَريعَةً، وَمَعْنَاهُ: تَرْتَعِدُ. وَهُوَ بِضَمِّ التاء وبالزاي المكررة والفاء المكررة، وَرُوِيَ أيضاً بالراء المكررة والقافينِ.
2- عن أبي هريرة، قال: جاء أعرابيّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هل أخذتك أم ملدم -الحمى-؟". قال: وما أمّ ملدم؟ قال: "حرّ بين الجلد واللحم". قال: لا. قال : " فهل صدعت؟" قال: وما الصداع؟ قال: "ريح تعترض في الرأس، تضرب العروق". قال: لا. قال: فلما قام قال: " من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار" أي: فلينظره.
3- عن أبي هريرة، قال: جاءت الحمى إلى النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، فقال: ابعثني إلى آثر أهلك عندك، فبعثها إلى الأنصار، فبقيت عليهم ستة أيام وليالهن، فاشتد عليهم، فاتاهم في ديارهم، فشكوا ذلك إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدخل داراً داراً، وبيتاً بيتاً، يدعو لهم بالعافية. فلما رجع تبعته امرأة منهم، فقالت: والذي بعثك بالحق إني لمن الأنصار، وإن أبي لمن الأنصار، فادع الله لي كما دعوت للأنصار. قال: " ما شئت؛ إن شئت دعوت الله أن يعافيكِ، وإن شئتِ صبرت ولكِ الجنة". قالت: بل أصبر، ولا أجعل الجنة خطراً.
4- عن أبى جمرة الضبعي قال: كنت أجالس ابن عباس بمكة، فأخذتني الحمى، فقال: أبردها عنك بماء زمزم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ". أو قال: " بماء زمزم ".
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك و تعالى يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة) أخرجه أحمد والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.
6- عن عبد الرحمن ابن أزهر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى مثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها " رواه الحاكم والبزار، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني لشواهده.
آثار
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " ما من وجع يصيبني أحب إلي من الحمى؛ لأنها تدخل في كل مفصل من ابن آدم، وإن الله ليعطي كل مفصل قسطاً من الأجر " فتح الباري.
2- عن معاذ رضي الله عنه قال: " إذا ابتلى الله العبد بالسقم قال لصاحب الشمال: ارفع وقال لصاحب اليمين اكتب لعبدي ما كان يعمل " المصنف للصنعاني.
3- قال سلمان رضي الله عنه: " إذا مرض العبد قال الملك: يا رب ابتليت عبدك بكذا فيقول ما دام في وثاقي اكتبوا له مثل عمله الذي كان يعمل " المصنف للصنعاني.
4- قال يزيد بن ميسرة: " إن العبد ليمرض المرض وما له عند الله من عمل خير فيذكره الله سبحانه بعض ما سلف من خطاياه فيخرج من عينه مثل رأس الذباب من الدمع من خشية الله، فيبعثه الله إن يبعثه مطهراً، أو يقبضه ان قبضه مطهراً " عدة الصابرين.
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فسبها رجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( لا تسبها فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد).
* قال ابن القيم: " لما كانت الحمى يتبعها حمية عن الأغذية الرديئة وتناول الأغذية والأدوية النافعة وفي ذلك إعانة على تنقية البدن ونفي أخباثه وفضوله وتصفيته من مواده الرديئة وتفعل فيه كما تفعل النار في الحديد في نفي خبثه وتصفية جوهره كانت أشبه الأشياء بنار الكير التي تصفي جوهر الحديد وهذا القدر هو المعلوم عند أطباء الأبدان.
وأما تصفيتها القلب من وسخه ودرنه وإخراجها خبائثه فأمر يعلمه أطباء القلوب ويجدونه كما أخبرهم به نبيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكن مرض القلب إذا صار مأيوسا من برئه لم ينفع فيه هذا العلاج.
فالحمى تنفع البدن والقلب، وما كان بهذه المثابة فسبه ظلم وعدوان " زاد المعاد.
* وقال ابن الجوزي: " وإنما فعلت الحمى في الخطايا هذا؛ لأن الالتذاذ بالمعاصي يكون بالقلب والجوارح، والحمى حرارة تنشأ من القلب وتعم الجوارح، فلا يبقى في البدن -الذي التذَّ- شيءٌ إلا تألم؛ فلذلك تصفيه من الخطايا " كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي.
6- عن ابن عمر أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : (إنما الحمى أو شدة الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء).
قال ابن القيم: " أشكل هذا الحديث على كثير من جهلة الأطباء، ورأوه منافياً لدواء الحمى وعلاجها، ونحن نبين بحول الله وقوته وجهه وفقهه، فنقول: خطاب النبي صلى الله عليه وسلم نوعان: عام لأهل الأرض، وخاص ببعضهم.
فالأول: كعامة خطابه.
والثاني: كقوله: (لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا) فهذا ليس بخطاب لأهل المشرق والمغرب ولا العراق ولكن لأهل المدينة وما على سمتها كالشام وغيرها وكذلك قوله : (ما بين المشرق والمغرب قبلة).
وإذا عرف هذا فخطابه في هذا الحديث خاص بأهل الحجاز وما والاهم؛ إذ كان أكثر الحميات التي تعرض لهم من نوع الحمى اليومية العرضية الحادثة عن شدة حرارة الشمس، وهذه ينفعها الماء البارد شرباً واغتسالاً؛ فإن الحمى حرارة غريبة تشتعل في القلب، وتنبث منه بتوسط الروح والدم في الشرايين والعروق إلى جميع البدن، فتشتعل فيه اشتعالاً يضر بالأفعال الطبيعية " زاد المعاد.
7- قال رحمه الله: " قال لي بعض فضلاء الأطباء: إن كثيراً من الأمراض نستبشر فيها بالحمى كما يستبشر المريض بالعافية، فتكون الحمى فيه أنفع من شرب الدواء بكثير؛ فإنها تنضج من الأخلاط والمواد الفاسدة ما يضر بالبدن، فإذا أنضجتها صادفها الدواء متهيئة للخروج بنضاجها، فأخرجها فكانت سبباً للشفاء " زاد المعاد.
8- قوله صلى الله عليه وسلم: (شدة الحر من فيح جهنم).
قال ابن القيم: " وفيه وجهان: أحدهما: أن ذلك أنموذج ورقيقة اشتقت من جهنم؛ ليستدل بها العباد عليها، ويعتبروا بها، ثم إن الله سبحانه قدر ظهورها بأسباب تقتضيها، كما أن الروح والفرح و السرور واللذة من نعيم الجنة أظهرها الله في هذه الدار؛ عبرة ودلالة، وقدر ظهورها بأسباب توجبها.
والثاني: أن يكون المراد التشبيه فشبه شدة الحمى ولهبها بفيح جهنم وشبه شدة الحر به أيضاً؛ تنبيهاً للنفوس على شدة عذاب النار، وأن هذه الحرارة العظيمة مشبهة بفيحها وهو ما يصيب من قرب منها من حرها " زاد المعاد.
قصص
1- عن عائشة؛ أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعكَ أبو بكر وبلال. قالت: فدخلت عليهما. قلت: يا أبتاه! كيف تجدك؟ ويا بلال ! كيف تجدك؟ قال: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله *** والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه، يرفع عقيرته -أي صوته- فيقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة *** بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنة *** وهل يبدون لي شامة وطفيل
قال: اللهم العن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء. ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا، وفي مدنا، وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة ". قالت: وقدمنا المدينة، وهي أوبأ أرض الله. قالت: فكان بطحان يجري نجلا. تعني ماء آجنا. رواه البخاري.
2- عن هلال بن بساق قال كنا قعودا عند عمار بن ياسر فذكروا الأوجاع فقال أعرابي: ما اشتكيت قط، فقال عمار: ما أنت منا أو لست منا؛ إن المسلم يبتلى بلاء فتحط عنه ذنوبه كما يحط الورق من الشجر، وإن الكافر -أو قال: الفاجر- يبتلى ببلية فمثله مثل البعير إن أطلق لم يدر لم أطلق وإن عقل لم يدر لم عقل.
حكم
1- (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ).
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى مثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها ".
3- بنت المنية الحمى.