[◙¦◙] { وَقُلِ الحَمْدُ للهِ } [◙¦◙]
1- قَالَ الله تَعَالَى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152].
2- قال تَعَالَى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7].
3- قال تَعَالَى: (وَقُلِ الحَمْدُ للهِ) [الإسراء: 111].
4- قال تَعَالَى: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) [يونس:10].
أحاديث
1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهمَا فَأَخَذَ اللَّبَنَ. فَقَالَ جِبريل: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلفِطْرَةِ لَوْ أخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ. رواه مسلم.
2- وعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (كُلُّ أمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدأُ فِيهِ بِالحَمْدُ للهِ فَهُوَ أقْطَعُ ) حديث حسن، رواه أَبُو داود وغيره.
3- عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدي؟ فَيقولون: نَعَمْ، فيقول: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤادِهِ؟ فيقولون: نَعَمْ، فيقول: ماذا قَالَ عَبْدِي؟ فَيقولون: حَمدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فيقُولُ اللهُ تَعَالَى: ابْنُوا لِعَبْدي بَيتاً في الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ ). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
4- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لَيرْضَى عَنِ العَبْدِ يَأكُلُ الأَكْلَةَ، فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا، وَيَشْرَبُ الشَّرْبَة، فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا) رواه مسلم.
آثار
1- قال ابن عباس رضي الله عنهما: " أول شيء كتبه الله في اللوح المحفوظ إني أنا الله لا إله إلا أنا محمد رسولي، من لم يستسلم لقضائي، ولم يصبر على بلائي، ولم يشكر نعمائي – فليتخذ له رباً سواي، ومن استسلم لقضائي، وصبر على بلائي، وشكر نعمائي – كتبته صديقاً، وبعثته مع الصديقين ".
2- قال مطرف بن عبد الله: " لأن أُعافى فأشكر أحبُّ إلي من أن أُبتلى فأصبر "صفوة الصفوة لابن الجوزي.
3- قال بعض السلف: " قد أصبح بنا من نعم الله - تعالى - ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه، فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر؟! " كتاب الشكر.
4- عن أبي العالية قال: " إني لأرجو أن لا يهلك عبدٌ بين نعمتين: نعمة يَحمد الله عليها، وذنبٌ يستغفر الله منه " تاريخ دمشق لابن عساكر.
5- عن محمد بن منصور، أنه سُئِل: إذا أكلت وشَبِعت، فما شُكْرُ تلك النعمة؟ قال: " أن تُصلي حتى لا يبقى في جوفك منه شيء " سير أعلام النبلاء.
6- سئل أبو محمد عبد الله بن محمد النيسابوري: أيُّ العمل أفضل؟ قال: " رؤيةُ فضل الله ".
7- قال ابن الجوزي: " احذر نفار النعم فما كل شارد بمردود، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة الشكر " التبصرة لابن الجوزي.
8- قال القرطبي: " الصحيح : أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان وعلى هذا الحد قال علماؤنا: الحمد أعم من الشكر " تفسير القرطبي.
9- قال شيخ الإسلام ابن تيمية " الحمد: يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان الإحسان إلى الحامد أم لم يكن. والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر لأنه يكون على المحاسن والإحسان فإن الله تعالى يحمد على ماله من الأسماء الحسنى والمثل العلى وما خلقه في الآخرة والأولى " مجموع الفتاوى.
10- قال ابن القيم: " ولما كان الإيمان نصفين: نصف صبر، ونصف شكر - كان حقيقاً على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين، وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين؛ ليجعله الله يوم لقائه مع خير الفريقين " عدة الصابرين لابن القيم.
قصص
1- قال شقيق بن إبراهيم البلخى قال لي إبراهيم بن أدهم: أخبرني عما أنت عليه؟ قلت: إن رُزقت أكلتُ، وإن مُنعتُ صبرتُ، قال: هكذا تعمل كلاب بلخ، فقلت: كيف تعمل أنت؟ قال: إن رزقت آثرتُ، وإن منعت شكرتُ.
2- صلى أبو هريرة بالناس يوما، فلما سلم، رفع صوته، فقال: الحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة إماما ; بعد أن كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه، وحمولة رجله.
3- عن مضارب بن حزن، قال: بينا أنا أسير تحت الليل، إذا رجل يكبر، فألحقه بعيري. فقلت: من هذا؟ قال: أبو هريرة. قلت: ما هذا التكبير؟ قال: شكر. قلت: علامه؟ قال: كنت أجيراً لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي، وطعام بطني، وكانوا إذا ركبوا، سقت بهم، وإذا نزلوا، خدمتهم، فزوجنيها الله! فهي امرأتي.
قال الذهبي: عن عبد الله بن عمر، وهو الذي افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابور شكراً لله، وعمل السقايات بعرفة، وكان سخيًّا كريماً.
4- عن محمد قلت لشريح: ممن أنت؟ قال: ممن أنعم الله عليهم بالإسلام وعدادي في كندة.
5- قال شريح: إني لاصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
6- قيل: جلس الوليد بن عبد الملك على منبره يوم الجمعة، فأتى موسى بن نصير وقد ألبس ثلاثين من الملوك التيجان، والثياب الفاخرة، ودخل بهم المسجد وأوقفهم تحت المنبر، فحمد الوليد الله وشكره.
7- عن حماد قال: بشرت إبراهيم النخعي بموت الحجاج، فسجد، ورأيته يبكي من شدة الفرح.
8- قال ابن الأشهب: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول: اللهم ارزقنا رزقاً يزيدنا لك شكراً، وإليك فاقة وفقراً، وبك عمن سواك غني.
9- روى عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، قال: رأيت وهبا إذا قام في الوتر قال: لك الحمد السرمد، حمدا لا يحصيه العدد، ولا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تحمد، وكما أنت له أهل، وكما هو لك علينا حق.
10- عن محمد بن سيرين قال: عققت عن نفسي بختية.
11- سمعت السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أستغفر من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كان لي دكان فيه متاع، فاحترق السوق، فلقيني رجل، فقال: أبشر، دكانك سلمت فقلت: الحمد لله، ثم فكرت، فرأيتها خطيئة.
12- حدثنا عمرو بن عثمان المكي، قال: رأيت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يصلي الضحى، فكان كلما صلى ركعتين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكراً لله على ما أنعم به عليّ من صلاة الركعتين.
13- كان أبو حمزة السكري إذا مرض الرجل من جيرانه تصدّق بمثل نفقة المريض لما صُرف عنه من العلة.
14- قال الأصمعي: دخل على المهدي شريف فوصله فقال: يا أمير المؤمنين، ما انتهى إلى غايةِ شُكرك إلا وجدت وراءها غاية معروفك، فما عجز الناس عن بلوغه فالله من وراء ذلك.
15- عن إسماعيل الخطبي، قال: وجه إلي الراضي بالله ليلة الفطر، فحملت إليه راكبا فدخلت [عليه] وهو جالس في الشموع، فقال لي: يا إسماعيل! [إني] قد عزمت في غد على الصلاة بالناس فما الذي أقول إذا انتهيت إلى الدعاء لنفسي؟ فأطرقت ساعة، ثم قلت: يا أمير المؤمنين قل: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) [النمل:19] فقال لي: حسبك فقمت وتبعني خادم، فأعطاني أربع مئة دينار.
16- مرض الصاحب بن عباد بالإسهال، فكان إذا قام عن الطست ترك إلى جنبه عشرة دنانير للغلام، ولما عُوفي تصدق بخمسين ألف دينار.
أشعار
الْحَـمْـدُ للهِ لا شَـرِيـكَ لَـهُ *** مَـنْ لَمْ يَقُلْهَـا فَنَفَسَـهُ ظَلَمَـا
[النَّابِغَة الجَعْدِي]
لَكَ الْحَمْدُ وَالنَّعْمَاءُ والْمُلكُ رَبُّنَـا *** فَلا شَيءَ أَعْلَى مِنْكَ مَجْدًا وَأَمْجَدُ
مَلِيْكٌ عَلَى عَرْشِ السَّمَـاءِ مُهَيْمِـنٌ *** لِعِزَّتِهِ تَعْنُـو الْوُجُـوهُ وَتَسْجُـدُ
[أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْت]
إِذَا اجْتَمَعَ الإِسْلاَمُ وَالْقُـوَّةُ لِلْفَتَـى *** وَكَانَ صَحِيحًا جِسْمُهُ وَهُوَ فِي أَمْنِ
فَقَدْ مَلَكَ الدُّنْيَا جَمِيْعُـا وَحَـازَهَا *** وَحَقَّ عَلَيْهِ الشُّكْرُ للهِ ذِي الْمَـنِّ
[............]
فَلَوْ كَانَ يَسْتَغْنِي عَـنْ الشُّكْرِ مَاجِدٌ *** لِعِـزَّةِ مُـلْكٍ أَوْ عُلُـوِّ مَكَـانِ
لَمَـا أَمَـرَ اللهُ الْعِبَـادَ بِشُكْـرِهِ *** فَقَـالَ: اشْكُـرُونِي أَيُّهَا الثَّقَلانِ
[كُلْثُوم بن عمرو العتابي]
أَفـادَتْكُمُ النَّعْمَـاءُ مِنِّـي ثَلاثَـةً *** يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيـرَ الْمُحَجَّبَا
[............]
الشُّكْرُ أَفْضَـلُ مَا حَاوَلْتَ مُلْتَمِسًا *** بِـهِ الزِّيَـادَةَ عِنْـدَ اللهِ والنَّـاسِ
[............]
شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَـظٌّ مِنَ التُّقَى *** وَمَا كُـلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةُ يَقْضِي
[أبو نُخَيْلة]
إِذَا الشَّافِعُ اسْتَقْصَى لَكَ الْجَهْدَ كُلَّهُ *** وَإِنْ لَمْ تَنَلْ نُجْحًا فَقَدْ وَجبَ الشُّكْرُ
[..............]
لأَشْكُرَنَّ هُمَامًـا فَضْـلَ نِعْمَتِـهِ *** لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَا
[صالح بن عبد القُدُّوس]
لَهُ عَلَـيَّ أَيَـادٍ لَسْتُ أَكْفُـرُهَـا *** فَإِنَّمَا الْكُفْـرُ أَنْ لا تُشْكَـرَ النِّعَمُ
[ذو الرُّمَّة]
عُثْمَانُ يَعْلَمُ أَنَّ الْحَمْـدَ ذُو ثَمَـنٍ *** لَكِنَّـهُ يَشْتَهِي حَمْـدًا بِمَجَّـانِ
وَالنَّاسُ أَكْيَسُ مِنْ أَنْ يَحْمَدُوا أَحَدًا *** حَتَّى يَـرَوْا قَبْلَـهُ آثَارَ إِحْسَـانِ
[...........]
وَزَهَّدَنِي فِي كُـلِّ خَيْـرٍ صَنَعْتُـهُ *** إِلى النَّاسِ مَا جَرَّبْتُ مِنْ قِلَّةِ الشُّكْرِ
[..............]
إِذَا كَانَ شُكْـرِي نِعْمَةَ اللهِ نِعْمَـةً *** عَلَيَّ لَـهُ مِثْلِهَـا يَجِبُ الشُّكْـرُ
فَكَيْفَ بُلُـوغُ الشُّكْـرِ إِلاَّ بِفَضْلِهِ *** وَإِنْ طَالَتِ الأَيَّـامُ واتَّصَلَ الْعُمْرُ
إِذَا سَرَّ بِالسَّـرَاءِ عَـمَّ سُرُورُهَـا *** وَإِنْ مَسَّ بِالضَّرَّراءِ أَعْقَبَهَا الأَجْـرُ
وَمَا مِنْهُمَـا إلاَّ لَـهُ فِيـهِ نِعْمَـةٌ *** تَضِيقُ بِهَا الأَوْهَـامُ والبَرُّ والْبَحْرُ
[محمود الورّاق]
إذَا جَـدَّدَ اللهُ لِــي نِـعْـمَـةً *** شَكَـرْتُ وَلَـمْ يَرَنِـي جَاحِدًا
[عليُّ بن الجَهْم]
شَكَرْتُ لَكُمْ آلاءَكُمْ وَبَـلاءَكُـمْ *** وَمَا ضَاعَ مَعْـرُوفٌ يُكَافِئهُ شُكْر
[حُجَيَّة بن المضرب]
حكم
1- إذا قصرت يدك عن المكافأة فليصل لسانك بالشكر.
2- القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر، والشكر دليل الزيادة، والزيادة دليل بقاء الخير.
3- كل نعمة لا تقرب إلى اللّه فهي بلية.
4- سئل أبو حازم ما شكر العينين؟ قال : إذا رأيت بهما خيراً أذعته، وإذا رأيت بهما شراً سترته. وسئل ماشكر الأذنين؟ فقال: إذا سمعت بهما خيراً حفظته، وإذا سمعت بهما شراً نسيته.
5- النعمة وحشيةٌ، إن شكرت قرت، وإن كفرت فرت.
6- الشكر قيد النعمة، ومفتاح الزيادة، وثمن الجنة.
7- من كنت طليق بره فلتكن أسير شكره.
8- النعمة كالروضة، والشكر كالزهرة.
9- شكر المولى هو الأولى.
10- الشكر صوان النعمة، ومادة الزيادة.
12- الشكر ترجمان النية، ولسان الطوية.
13- الشكر هو السبب إلى الزيادة، والطريق إلى السعادة.
14- اشكر لمن أنعم عليك، وأنعم على من شكرك.
15- من شكر قليلاً استحق جزيلاً.
16- النعمة عروسٌ، مهرها الشكر.
17- قال ابن المعتز: إذا نزلت بك النعمة ضيفاً، فاجعل قراها الشكر.
18- كل من أولي نعمةً فهو عبدها حتى يعتقه شكرها، ومن شكرها فقد استوجب مزيدها.
19- قال ابن عباد: الشكر أزكى مقالٍ، ولشوارد النعمة أوثق عقالٍ.
20- قال أبو إسحق الصابي: موقع الشكر من النعمة، موقع القرى من الضيف، إن وجده لم يرم، وإن فقده لم يقم.
21- الشكر تميمةٌ لتمام النعمة.