الجنس : العمر : 30 المدينة المنورة التسجيل : 31/01/2012عدد المساهمات : 16
موضوع: ☜₪♥₪ نظرة الإسلام الى التكاثر ₪♥₪☞ السبت 17 مارس 2012, 8:54 pm
[◙][◙][◙][◙]
☜₪♥₪ نظرة الإسلام الى التكاثر ₪♥₪☞
[◙][◙][◙][◙]
إنَّ التكاثر والتناسل في الإسلام يعتبر أمراً طبعياً، وغريزة فطرية لدى الإنسان. فقد أودع الله عَزَّ وجَلَّ لدى الإنسان قوى ودوافع غريزية وفطرية، تقوده إلى البحث عن التوالد، وطلب الذرية، وزيادة الأبناء، على اعتبار أنَّ التناسل أو التكاثر وزيادة النَّسل يمثل إحدى ضروريات الحياة الخمسة بالنسبة للإنسان، وهي: (الدِّين، والعقل، والمال، والنَّفس، والنَّسل)، والتي تجب المحافظة عليها. كما أنَّ التناسل يتوقف عليه بقاء واستمرارية الجنس البشري.
ومن معاني ودلالات التوالد والتكاثر هبة الذرية والأبناء، وهي خير ومِنَّة من الله سبحانه وتعالى على عباده : { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيماً }.
الهبة لا تكون إلاَّ في الخير المحض. فلا يجوز أنْ يقال: وهبه الله تعالى (مُصِيبَة)، بل كل ما ساقه الله تعالى في كتابه الكريم بمعنى الهبة هو خير محض وسعادة بينة، مثل قولـه تعالى: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}، {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا.. }، {وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى}، {لأَهَبَ لَكِ غُلاماً}، {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً}، {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}، {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً}.
وهناك عدد من الآيات القرآنية التي تعكس هذه المعاني ،
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس من تراب الأرض، ثم استخلفهم فيها بجنسهم، واستعمرهم فيها، وضمن لهم الأرزاق ليعمروها، ويستفيدوا منها، ويعبدوه سبحانه وتعالى {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}.
ولعل من مقتضيات الخلافة والعمارة والعبادة؛ الخلق والتكاثر والتزايد، لأن ذلك يعني استمرارية الحياة. بل إنَّ الخالق جَلَّ وعلا قد ربط أمر الدِّين بالنَّاس، سواء من حيث التنزيل، أو الخطاب، أو التكليف، أو التبليغ، وجعل العقيدة للنَّاس فيما تتميَّز به من الفاعلية والعالمية والشمول، وأكَّد سبحانه وتعالى أنَّ مصيرها مرتبط بمصير البشر، فهي عميقة قوية صادقة بوجود النَّاس المؤمنين، الكُثْر، الأقوياء، الصادقين، لحملها ونشرها ودفع مسيرتها نحو المستقبل.
إضافة لضرورته بالنسبة لاستمرارية الجنس البشري في الدِّين والعقيدة؛ فإنَّ التكاثر ضروري أيضاً لبقاء الأُمَّة الإسلامية على وجه الخصوص، واستدامة بقائها خاصة في ظل المكانة التي أرادها الله لها أنْ تكون فيها، والدور الذي أراده لها أنْ تقوم به، والموصوفان في القرآن والسُّنَّة، وهما مكانة الخيرية ودور الشهادة على الناس، قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}، {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ..}.
إنَّ بقاء الأُمَّة لا بُدَّ أنْ تتوافر له ثلاثة أشياء، هي: الأرض الكافية الوافية، والوحدة الفكرية والوجدانية الضامنة لجميع الشعوب، ثم العدد الكافي الغفير من النَّاس. حتى إذا ما تعرَّضت هذه الأُمَّة لأي سبب أو آخر من مخاطر الفناء والإبادة بسبب الأوبئة أو الحروب أو غيرها تكون قادرة على الصمود والاستمرارية في رسالتها.
والكثرة العددية هنا مهمة بالنسبة للأُمَّة الإسلامية، وهي تتحمَّل مسؤولية قيادة الأمم والشهادة عليها عبر الأجيال المتعاقبة.
[◙][◙][◙][◙]
1- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: خرجت ليلة من اللّيالي، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمشي وحده وليس معه إنسان، قال: فظننت أنّه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظلّ القمر، فالتفت فرآني فقال: «من هذا؟» قلت: أبو ذرّ، جعلني اللّه فداءك، قال: «يا أبا ذرّ تعال» فمشيت معه ساعة، فقال لي: إنّ المكثرين هم المقلّون. يوم القيامة، إلّا من أعطاه اللّه خيرا فنفح فيه يمينه وشماله، وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرا ... الحديث» [ البخاري- الفتح 11 (6443)، مسلم 2 (94) ] .
2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سأل النّاس أموالهم تكثّرا، فإنّما يسأل جمرا، فليستقلّ أو ليستكثر» [مسلم 2 (1041) ] .
3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في نخل لبعض أهل المدينة فقال: «يا أبا هريرة هلك المكثرون إلّا من قال هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرّات، حثى بكفّه عن يمينه وعن يساره وبين يديه، وقليل ماهم»، ثمّ مشى ساعة فقال: «يا أبا هريرة ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة؟» فقلت بلى يا رسول اللّه. قال: «قل لا حول ولا قوّة إلّا باللّه ولا ملجأ من اللّه إلّا إليه» ثمّ مشى ساعة فقال: «يا أبا هريرة، هل تدري ما حقّ النّاس على اللّه، وما حقّ اللّه على النّاس؟» قلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: «فإنّ حقّ اللّه على النّاس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فإذا فعلوا ذلك فحقّ عليه أن لا يعذّبهم» [المسند 18/ 182 برقم (9622) طبعة أحمد شاكر واللفظ له، 2/ 358، 2/ 391، 5/ 181، وابن ماجة 2/ 4129، وفي الزوائد اسناده صحيح ورجاله ثقات، والترمذي 3/ 617، والنسائي 5/ 9 برقم (2440) ] .
4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قلب الشّيخ شاب على حبّ اثنتين: طول الحياة وكثرة المال» [الترمذي 4 (2338)، وقال: حديث حسن صحيح، وقال الألباني حسن صحيح ] .
5- عن مطرّف عن أبيه أنّه انتهى إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يقول: (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) قال: «يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ؟») [ سنن النسائي (3613)، وقال: حديث حسن صحيح قال الألباني : صحيح انظر حديث رقم : 8132 في صحيح الجامع ] .
6- عن سهل ابن الحنظليّة قال: قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فسألاه، فأمر لهما بما سألا، فأمّا الأقرع فأخذ كتابه فلفّه في عمامته، وانطلق، وأمّا عيينة فأخذ كتابه وأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مكانه فقال: يا محمّد، أتراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمّس ، فأخبره معاوية بقولة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سأل وعنده ما يغنيه فإنّما يستكثر من النّار» أو قال: «من جمر جهنّم» فقالوا: يا رسول اللّه وما يغنيه؟ أو قيل: وما الغنى الّذي لا تنبغي معه المسألة؟ قال: «قدر ما يغدّيه ويعشّيه» أو قال: «أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم») [ سنن أبي داود 2 (1629) واللفظ له، والمسند 4 (181)، وقال محقق جامع الأصول (10/ 152): حديث صحيح، وقال الألباني سنده صحيح على شرط مسلم انظر صحيح سنن أبي داود 1441] .
7- عن عبد الرّحمن بن شبل قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به») [ المسند 2/ 428 برقم (15535) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3057] .
8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّه سيصيب أمّتي داء الأمم» قالوا: وما داء الأمم؟ قال: «الأشر و البطر والتّكاثر والتّنافس في الدّنيا، والتّباعد والتّحاسد حتّى يكون البغي ثمّ الهرج ) [إحياء علوم الدين 3/ 199، وقال الحافظ العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الحسد والطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة بإسناد جيّد] .
9- عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال: «لو أنّ لابن آدم واديا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلّا التّراب، ويتوب اللّه على من تاب» قال أبيّ: كنّا نرى هذا (الحديث) من القرآن، حتّى نزلت أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ») [البخاري- الفتح 11 (6439) و(6440) ] .
10- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المنبر وجلسنا حوله فقال : « إنّ ممّا أخاف عليكم ما يفتح اللّه عليكم من زهرة الدّنيا وزينتها»). [البخاري- الفتح 11 (6427)، ومسلم (1052) واللفظ له ] .
11- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « تعس عبد الدّينار والدّرهم والقطيفة والخميصة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض») [البخاري- الفتح 11 (6435) ] .
12- عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: « إنّما أهلك من كان قبلكم الدّينار والدّرهم وهما مهلكاكم ») [ الترغيب والترهيب، وقال المنذري: رواه البزار بإسناد جيّد وقال الألباني صحيح لغيره انظر صحيح الترغيب والترهيب رقم( 3258) ] .
[◙][◙][◙][◙]
هكذا يتضح أهمية تكاثر السكان من وجهة النظر الإسلامية، المتمثلة في النواحي الفكرية والعقائدية أو المادية والتنموية الخاصة بالحياة الإنسانية وتطورها. فإنَّ التكاثر السكاني هو مدعاة دائماً للعناية والاهتمام من جانب الإسلام. فقد اهتم الإسلام بالخصوبة السكانية وتنامي عدد السكان وتكاثرهم، وشجَّع على ذلك، فأمر المسلمين بالزواج، وحَثَّ على الزواج المبكر، وأباح تعدُّد الزوجات، كذلك حَثَّ الإسلام على الزواج من الولود الودود، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث : ( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ) . كما حارب الإسلام ومنع كل ما يؤدي إلى إهلاك النَّسل، كالزنا، والشذوذ الجنسي، وتدابير منع الحمل، والإجهاض، وغير ذلك من مظاهر الإباحية الجنسية والفساد الاجتماعي، وحظر إجراءات وقف النمو السكاني والتكاثر البشري دون سبب شرعي.
[◙][◙][◙][◙]
1- عن عليّ- رضي اللّه عنه وكرّم اللّه وجهه- قال : ما زلنا نشكّ في عذاب القبر حتّى نزلت { أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ} [تفسير الطبري 12/ 184 ] .
2- عن ابن عبّاس والحسن في قوله تعالى : { أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ } قالا : التّكاثر من الأموال والأولاد . [تفسير القرطبي 20/ 115 ] .
3- عن مقاتل وقتادة وغيرهما في قوله تعالى : { أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ} أنّها نزلت في اليهود حين قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، ألهاهم ذلك حتّى ماتوا ضلّالا .[ تفسير القرطبي 20/ 115، والدر المنثور ج 6 ص 659 ] .
4- عن ابن بريدة قال : { أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ } نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في بني حارثة وبني الحارث، تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان ابن فلان، وقال الآخرون مثل ذلك، تفاخروا بالأحياء، ثمّ قالوا انطلقوا بنا إلى قبور، فجعلت إحدى الطّائفتين تقول فيكم مثل فلان يشيرون إلى القبور ومثل فلان، وفعل الآخرون مثل ذلك فأنزل اللّه { أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ } . [تفسير ابن كثير 4/ 544 ] .
5- قال ابن قتيبة- رحمه اللّه تعالى-: التّكاثر يكون بالعدد والقرابات . [ تفسير غريب القرآن ص 537 ] .
7- عن ميمون بن مهران قال : كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فقرأ { أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ فلبث هنيهة ثمّ قال: يا ميمون، ما أرى المقابر إلّا زيارة وما للزّائر بدّ من أن يرجع إلى منزله. قال أبو محمّد: يعني يرجع إلى منزله أي جنّته أو ناره . [ تفسير ابن كثير 4/ 545 ] .
[◙][◙][◙][◙]
1- قال الطّبريّ في قوله تعالى { أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ } يقول تعالى ذكره : ألهاكم أيّها النّاس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربّكم وعمّا ينجيكم من سخطه عليكم . [الطبري مجلد 12 ج 30 ص 183 ط. دار الريان، القاهرة ] .
2- قال ابن كثير في الآية نفسها : أشغلكم حبّ الدّنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتّى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها . [تفسير ابن كثير 4/ 544 ] .
3- قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: والتّكاثر تفاعل من الكثرة، أي تكاثر بعضكم لبعض، وأعرض عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه وعمومه، وأنّ كلّ ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة اللّه ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التّكاثر . [الفوائد ص 41 ] .
4- قال ابن القيّم : التّكاثر يكون في كلّ شيء من مال ، أو جاه ، أو رياسة ، أو نسوة ، أو حديث ، أو علم ، ولا سيّما إذا لم يحتج إليه ويكون التّكاثر (أيضا) في الكتب والتّصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها . [الفوائد ص 41 ] .