التذكير لغة : مصدر ذكّر وهو مأخوذ من مادّة (ذ ك ر) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على أصلين عنهما يتفّرع كلم الباب: الأوّل الذّكر خلاف الأنثى، ومن ذلك قولهم: المذكر الّتي ولدت ذكرا والمذكار الّتي تلد الذّكران عادة، والأصل الاخر: الذّكر خلاف النّسيان ومن ذلك قولهم ذكرت الشّيء خلاف نسيته ثمّ حمل عليه الذّكر باللّسان، ويقول اجعله منك على ذكر أي لا تنسه.
والذّكر : الحفظ للشّيء تذكره . والذّكر أيضا : الشّيء يجري على اللّسان ذكره يذكره ذكرا وذكرا. وقوله تعالى : (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) [البقرة: 63] أي: ادرسوا ما فيه. وتذكّره واذّكره وادّكره واذدكره، قلبوا تاء افتعل في هذا مع الذّال بغير إدغام، وأذكره إيّاه: ذكّره، والاسم الذّكرى. قال الفرّاء: يكون الذّكرى بمعنى الذّكر، ويكون بمعنى التّذكّر في قوله تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55] والذّكر والذّكرى، بالكسر: نقيض النّسيان، وكذلك الذّكرة، قال كعب بن زهير:
أنّى ألمّ بك الخيال يطيف *** ومطافه لك ذكرة وشعوف
وتقول: ذكّرته ذكرى، غير مجراة. ويقال: اجعله منك على ذكر وذكر، وما زال ذلك منّي على ذكر وذكر والضّمّ أعلى. أي تذكّر، وقال الفرّاء: الذّكر ما ذكرته بلسانك، والذّكر: بالقلب.
واستذكر الشّيء : درسه للذّكر، والاستذكار: الدّراسة للحفظ، والتّذكّر : تذكّر ما أنسيته. وذكرت الشّيء بعد النّسيان، وذكرته بلساني وبقلبي وتذكّرته وأذكرته غيري، وذكّرته بمعنى قال اللّه تعالى : وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ (يوسف/ 45) أيّ ذكر بعد نسيان وأصله: اذتكر فأدغم.
وقال الرّاغب : الذّكر تارة يقال ويراد به هيئة للنّفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ، إلّا أنّ الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه والذّكر يقال اعتبارا باستحضاره، وتارة يقال (الذّكر) لحضور الشّيء القلب أو القول ولذلك قيل الذّكر ذكران: ذكر بالقلب وذكر باللّسان وكلّ واحد منهما ضربان: ذكر عن نسيان وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ وكلّ قول يقال له ذكر، فمن الذّكر باللّسان، قوله تعالى: (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) [الأنبياء: 10] ومن الذّكر عن النّسيان قوله سبحانه: (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) [الكهف: 63] ومن الذّكر بالقلب واللّسان معا قوله تعالى: (فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) [البقرة: 200] والذّكرى كثرة الذّكر قال تعالى: (رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) [ص: 43] وقوله تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55] والتّذكرة ما يتذكّر به الشّيء، وهو أعمّ من الدّلالة والأمارة قال تعالى: (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) [المدثر: 49] [مفردات الراغب (179) ] .
التذكير اصطلاحا :
لم يرد التّذكير مصطلحا في الكتب الّتي تهتمّ بإيراد المعاني الاصطلاحيّة بيد أنّه يمكن استنباط تعريف له من خلال تعريفهم للذّكر من ناحية ومن خلال كتب اللّغة والتّفسير من ناحية أخرى فتقول: التّذكير: أن تجعل غيرك يستحضر ما تذكّره به بغرض الاتّعاظ والخروج من ميدان الغفلة والنّسيان إلى مجال المشاهدة والحضور. أو هو أن تجعل المخاطب على ذكر ممّا تظنّ أنّه غافل عنه إمّا حقيقة وإمّا على سبيل التّغافل فيخرج بذلك من دائرة الغفلة والنّسيان إلى مجال الذّكرى الّتى تنفع المؤمنين.
عن عكرمة : أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال له يعني لابن صوريا : « أذكّركم باللّه الّذي نجّاكم من آل فرعون، وأقطعكم البحر، وظلّل عليكم الغمام، وأنزل عليكم المنّ والسّلوى، وأنزل عليكم التّوراة على موسى، أتجدون في كتابكم الرّجم»؟ قال: ذكّرتني بعظيم، ولا يسعني أن أكذبك- وساق الحديث.[رواه أبو داود 2 (3626)، وقال الألباني (2/ 691): صحيح ] .
عن ابن أبي مليكة؛ أنّ امرأتين كانتا تخرزان في بيت- أو في الحجرة- فخرجت إحداهما وقد أنفذ بإشفى في كفّها، فادّعت على الأخرى، فرفع إلى ابن عبّاس، فقال ابن عبّاس: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: « لو يعطى النّاس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم»، ذكّروها باللّه واقرءوا عليها (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ) [آل عمران: 77] فذكّروها، فاعترفت. فقال ابن عبّاس: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اليمين على المدّعى عليه» [رواه البخاري- الفتح 8 (4552) ] .
عن يزيد بن حيّان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد، خيرا كثيرا، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصلّيت خلفه، لقد لقيت، يا زيد، خيرا كثيرا، حدّثنا، يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: يا ابن أخي، واللّه، لقد كبرت سنّي، وقدم عهدي، ونسيت بعض الّذي كنت أعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فما حدّثتكم فاقبلوا، وما لا، فلا تكلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة، فحمد اللّه وأثنى عليه، ووعظ وذكّر. ثمّ قال: «أمّا بعد، ألا أيّها النّاس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب اللّه فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب اللّه، واستمسكوا به» فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه، ثمّ قال: «وأهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي»، فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصّدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: كلّ هؤلاء حرم الصّدقة؟ قال: نعم.[رواه مسلم (2408) ] .
عن عمرو بن الأحوص أنّه شهد حجّة الوداع مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فحمد اللّه وأثنى عليه وذكّر ووعظ ثمّ قال: أيّ يوم أحرم؟ أيّ يوم أحرم؟ أيّ يوم أحرم؟ قال: فقال النّاس يوم الحجّ الأكبر يا رسول اللّه، قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا لا يجني جان إلّا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده، ألا إنّ المسلم أخو المسلم، فليس يحلّ لمسلم من أخيه شيء إلّا ما أحلّ من نفسه، ألا وإنّ كلّ ربا في الجاهليّة موضوع، لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العبّاس بن عبد المطّلب فإنّه موضوع كلّه، ألا وإنّ كلّ دم كان في الجاهليّة موضوع، وأوّل دم أضع من دم الجاهليّة دم الحارث بن عبد المطّلب، كان مسترضعا بني ليث فقتلته هذيل، ألا واستوصوا بالنّساء خيرا، فإنّما هنّ عوان عندكم ليس تملكون منهنّ شيئا غير ذلك إلّا أن يأتين بفاحشة مبيّنة فإن فعلن فاهجروهنّ في المضاجع، واضربوهنّ ضربا غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا، ألا وإنّ لكم على نسائكم حقّا، ولنسائكم عليكم حقّا، فأمّا حقّكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإنّ حقّهن عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ.[رواه الترمذي (3087)، وقال: هذا حديث حسن، وأصله عند مسلم ] .
عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: لقد تركنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم وما يحرّك طائر جناحيه في السّماء إلّا أذكرنا منه علما.[رواه أحمد (5/ 153، 162)، والهيثمي في المجمع (8/ 263)، وقال: رواه أحمد والطبراني وزاد فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما بقي شيء يقرب من الجنة يباعد من النار إلا وقد بين لكم » ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد اللّه بن يزيد المقري وهو ثقة، وفي إسناد أحمد من لم يسم ] .
عن حنظلة الأسيّديّ - رضي اللّه عنه- قال:- وكان من كتّاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان اللّه ما تقول؟، قال: قلت: نكون عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات فنسينا كثيرا، قال أبو بكر : فو اللّه إنّا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتّى دخلنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: نافق حنظلة، يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « وما ذاك ؟ »، قلت : يا رسول اللّه نكون عندك تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة » ثلاث مرّات.[رواه مسلم (2750) ] .
عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « من ولّاه اللّه من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له وزير صدق؛ فإن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه » [رواه أبو داود (3/ 31)/ (2932) والنسائي (7/ 159) وصححه الألباني، والهيثمي في المجمع (5/ 210)، وقال: رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح ] .
عن عليّ أو عن الزّبير- رضي اللّه عنهما- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطبنا فيذكّرنا بأيّام اللّه حتّى يعرف ذلك في وجهه وكأنّه نذير قوم يصبّحهم الأمر غدوة وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يبتسم ضاحكا حتّى يرتفع.[رواه أحمد (1/ 167)، ومسند أبي يعلى (1/ 324)/ (673)، والهيثمي في المجمع (2/ 188)، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وأبو يعلى عن الزبير وحده ورجاله رجال الصحيح. وذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (228). وصححه الشيخ أحمد شاكر في المسند (3/ 22) برقم (1437) ] .
عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « مثلي ومثل ما بعثني اللّه كمثل رجل أتى قوما فقال : رأيت الجيش بعيني ، وإنّي أنا النّذير العريان ، فالنّجاء النّجاء ، فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا ، وكذّبته طائفة فصبّحهم الجيش فاجتاحهم » [ رواه البخاري- الفتح 11 (6482) ] .
عن أبي سلمة أنّ أبا موسى كان يأتي عمر فيقول له عمر: ذكّرنا ربّنا، فيقرأ عنده.[رواه الدارمي (3499) ] .
عن عوف بن مالك بن الطّفيل هو ابن الحارث وهو ابن أخي عائشة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأمّها، أنّ عائشة حدّثت أنّ عبد اللّه بن الزّبير قال بيع أو عطاء أعطته عائشة: واللّه لتنتهينّ عائشة أو لأحجرنّ عليها، فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو للّه عليّ نذر أن لا أكلّم ابن الزّبير أبدا. فاستشفع ابن الزّبير إليها حين طالت الهجرة ، فقالت: لا واللّه لا أشفّع فيه أبدا ولا أتحنّث إلى نذري، فلمّا طال ذلك على ابن الزّبير كلّم المسور بن مخرمة وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث- وهما من بني زهرة- وقال لهما : أنشدكما باللّه لما أدخلتماني على عائشة فإنّها لا يحلّ لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرّحمن مشتملين بأرديتهما حتّى استأذنا على عائشة فقالا: السّلام عليك ورحمة اللّه وبركاته، أندخل ؟ قالت عائشة : ادخلوا. قالوا : كلّنا ؟، قالت : نعم ادخلوا كلّكم- ولا تعلم أنّ معهما ابن الزّبير- فلمّا دخلوا دخل ابن الزّبير الحجاب فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرّحمن يناشدانها إلّا ما كلّمته وقبلت منه، ويقولان : إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عمّا قد عملت من الهجرة؛ فإنّه لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، فلمّا أكثروا على عائشة، من التّذكرة والتّحريج طفقت تذكّرهما وتبكي وتقول: إنّي نذرت والنّذر شديد، فلم يزالا بها حتّى كلّمت ابن الزّبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتّى تبلّ دموعها خمارها.[رواه البخاري- الفتح 10 (6073)، (6074)، (6075) ] .
عن أبي وائل قال : كان عبد اللّه يذكّر النّاس في كلّ خميس، فقال له رجل : يا أبا عبد الرّحمن ، لوددت أنّك ذكّرتنا كلّ يوم . قال : أما إنّه يمنعني من ذلك أنّي أكره أن أملّكم، وإنّي أتخوّلكم بالموعظة، كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتخوّلنا بها مخافة السّامة علينا.[رواه البخاري- الفتح 1 (70)، مسلم (2821) ] .
قال أبو عمرو بن الصّلاح : والنّصيحة لأئمّة المسلمين : معاونتهم على الحقّ ، وطاعتهم فيه ، وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدّعاء لهم بالتّوفيق ، وحثّ الأغيار على ذلك.[جامع العلوم والحكم (70) ] .
قال ابن كثير في قوله تعالى { وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ } [الأنعام: 70]: أي ذكّر النّاس بهذا القرآن وحذّرهم نعمة اللّه وعذابه الأليم يوم القيامة.[تفسير ابن كثير، مج 2، ج 7، ص (149) ] .
قال ابن كثير في قوله تعالى { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى } [الأعلى: 9]: ذكّر حيث تنفع التّذكرة ومن هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم فلا يضعه عند غير أهله، وفي قوله تعالى : { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى } [الأعلى: 10] أي سيتّعظ بما تبلّغه يا محمّد من قلبه يخشى اللّه ويعلم أنّه ملاقيه [تفسير ابن كثير، مج 4، ج 30، ص (534) ] .
قال البغويّ في تفسير قوله تعالى { وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ...} [الأنعام: 70] : أي وعظ بالقرآن.[تفسير البغوي، مج 2، ج 7، ص (106) ] .
قال ابن رجب- رحمه اللّه-: كان السّلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرّا حتّى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس النّاس فإنّما وبّخه.[ جامع العلوم والحكم (71) ] .