التبرج لغة:
مصدر قولهم: تبرّجت المرأة تتبرّج، وهو مأخوذ من مادّة (ب ر ج) الّتي تدلّ على معنيين:
الأوّل: البروز والظّهور، والثّاني: الوزر والملجأ فمن الأوّل: البرج وهو سعة العين في شدّة سواد وشدّة بياض بياضها، ومن ذلك أخذ التّبرّج، وهو إظهار محاسنها، ومن الأصل الثّاني: البرج وهو واحد بروج السّماء، وأصل البروج: الحصون والقصور، وذكر الرّاغب: أنّ التّبرّج مأخوذ من الثّوب المبرّج أي الّذي صوّر عليه البروج، يقال: ثوب مبرّج: صوّرت عليه بروج فاعتبر حسنه، فقيل تبرّجت المرأة أي تشبّهت به في إظهار المحاسن، وقيل: اشتقاق ذلك من البرج وهو القصر، ومن ثمّ يكون معنى تبرّجت ظهرت من برجها أي قصرها، وقال المبرّد: إنّ التّبرّج مأخوذ من السّعة، يقال في أسنانه برج إذا كانت متفرّقة.
وقال ابن منظور: يقال تبرّجت المرأة: يعني أظهرت وجهها. وكذلك إذا أبدت محاسن جيدها ووجهها.
والتّبرّج إظهار الزّينة للنّاس الأجانب وهو المذموم، فأمّا للزّوج فلا، وقيل: هو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرّجال. وقد مدح اللّه قوما من النّساء فقال سبحانه: (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) [النور: 60]: يعني لا يتكسّرن في مشيهنّ ولا يتبخترن. وأمّا ما نهى اللّه عنه المؤمنات من التّشبّه بالكافرات في التّبرّج في قوله تعالى (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33]. هذا كان في زمن ولد فيه إبراهيم النّبيّ- عليه السّلام- إذ كانت المرأة تلبس الدّرع من اللّؤلؤ غير مخيط الجانبين، وقيل: كانت تلبس الثّياب تبلغ المال لا تواري جسدها (ومعنى تبلغ المال أنّها ثياب غالية الثّمن) [المقاييس (1/ 238) والمفردات (38، 39)، لسان العرب (1/ 243). والصحاح (1/ 299)، وتفسير القرطبي (14/ 117) ] .
التبرج اصطلاحا:
قال الطّبريّ: التّبرّج هو التّبختر، وقيل: هو إشهار الزّينة، وإبراز المرأة محاسنها للرّجال [تفسير الطبري (10/ 294) ] .
وقال القرطبيّ: التّبرّج: التّكشّف والظّهور للعيون، وقيل التّبرّج في قوله تعالى: (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) [النور: 60]، أنّهنّ كاسيات عاريات من لباس التّقوى، قال القرطبيّ: وهذا التّأويل أصحّ، وهو اللّائق بهنّ في هذه الأزمان وخاصّة الشّباب منهنّ، فإنّهنّ يتزيّنّ ويخرجن متبرّجات، فهنّ كاسيات بالثّياب عاريات من التّقوى حقيقة ظاهرا وباطنا، حيث تبدي زينتها، ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل ذلك مقصودهنّ، وذلك مشاهد في الوجود منهنّ، ولو كان عندهنّ شيء من التّقوى لما فعلن ذلك، ولم يعلم ما هنالك»[تفسير القرطبي (12/ 60) ] .
وقال- رحمه اللّه تعالى-: في تفسير قوله- عزّ وجلّ- (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33] حقيقة التّبرّج: إظهار ما ستره أفضل [تفسير القرطبي (14/ 117) ] .
آيات
1- قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور: 58- 60] .
2- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً * يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً * يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) [الأحزاب: 28- 34] .
أحاديث
1- عن فضالة بن عبيد- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدّنيا فتبرّجت بعده. فلا تسأل عنهم.وثلاثة لا تسأل عنهم، رجل نازع اللّه- عزّ وجلّ- رداءه، فإنّ رداءه الكبرياء وإزاره العزّة، ورجل شكّ في أمر اللّه، والقنوط من رحمة اللّه" [رواه أحمد (6/ 19) واللفظ له. والأدب المفرد للبخاري رقم (593). والحاكم (1/ 119) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وذكر بعضه في السنة لابن أبي عاصم رقم (89). وذكره الألباني في صحيح الجامع (2/ 70) رقم (3053). وكذا في الصحيحة (2/ 71) رقم (542) وعزاه أيضا لابن حبان وابن عساكر ونقل قول ابن عساكر عنه أنه حديث حسن غريب ورجال إسناده ثقات] .
2- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبايعه على الإسلام فقال: " أبايعك على أن لا تشركي باللّه شيئا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي ولا تبرّجي تبرّج الجاهليّة الأولى" [رواه أحمد (2/ 196) واللفظ له رقم (6862). بتحقيق الشيخ أحمد شاكر وقال: إسناده صحيح (11/ 75). وكذا النسائي (7/ 149) وقال الألباني: صحيح (3/ 876) رقم (3897). وذكره ابن كثير في تفسيره (4/ 352) وقال: هذا إسناد صحيح ] .
3- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- أنّه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يكره عشر خلال: تختّم الذّهب، وجرّ الإزار، والصفرة،- يعني الخلوق. وتغيير الشّيب- قال جرير: إنّما يعني بذلك نتفه- وعزل الماء عن محلّه، والرّقى إلّا بالمعوّذات، وفساد الصّبيّ غير محرّمه ، وعقد التّمائم، والتّبرّج بالزّينة لغير محلّها ، والضّرب بالكعاب [رواه أبو داود (4222). وأحمد (1/ 380) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (5/ 213، 214) رقم (3605) وكذلك في ص 291] .
4- عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إذا استعطرت المرأة فمرّت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا". وقال قولا شديدا.[رواه أبو داود (4172) واللفظ له. والنسائي (8/ 153) وقال فيه: فهي زانية. والترمذي (2786) وقال: حسن صحيح. والحاكم (2/ 396) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وأحمد (4/ 414، 418). وذكره الألباني في حجاب المرأة المسلمة (64) وعزاه أيضا لابن خزيمة وابن حبان وقال: صحيح كما قال الحاكم والذهبي ] .
5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أيّما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معناه العشاء الآخرة " [أبو داود (4175). والنسائي (8/ 154) واللفظ لهما. وقال الألباني: صحيح (3/ 1049) برقم (4739) ] .
6- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " سيكون في آخر أمّتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهنّ كأسنمة البخت ، العنوهنّ، فإنّهنّ ملعونات"[رواه الطبراني في الصغير برقم (1125) وقال الألباني في حجاب المرأة المسلمة: سنده صحيح (56) ] .
7- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " صنفان من أهل النّار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها النّاس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة. لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها. وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" [مسلم (2128) ] .
8- عن أسامة بن زيد- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: كساني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبطيّة كثيفة كانت ممّا أهداها دحية الكلبيّ فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " مالك لم تلبس القبطيّة ". قلت: يا رسول اللّه، كسوتها امرأتي. فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " مرها فلتجعل تحتها غلالة. إنّي أخاف أن تصف حجم عظامها" [رواه أحمد (5/ 205) واللفظ له. وقال الشوكاني في نيل الأوطار: وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة والبزار وابن سعد والروياني والبارودي والطبراني والبيهقي والضياء في المختارة وأخرج نحوه أبو داود من حديث دحية الكلبي. وذكره الألباني في حجاب المرأة المسلمة (59، 60) وقال: أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (1/ 441) وأحمد والبيهقي بسند حسن ] .
9- عن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: لعن اللّه الواشمات والمستوشمات، والنّامصات والمتنمّصات، والمتفلّجات للحسن المغيّرات خلق اللّه. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد. يقال لها: أمّ يعقوب وكانت تقرأ القرآن. فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك؛ أنّك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمّصات والمتفلّجات للحسن المغيّرات خلق اللّه؟ فقال عبد اللّه: ومالي لا ألعن من لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ وهو في كتاب اللّه. فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه. قال اللّه- عزّ وجلّ-: (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر: 7]. فقالت المرأة: فإنّي أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن. قال:اذهبي فانظري. قال: فدخلت على امرأة عبد اللّه فلم تر شيئا. فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئا. فقال: أمّا لو كان ذلك لم نجامعها.[البخاري- الفتح 10 (5931). ومسلم (2125) واللفظ له ] .
10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه لقيته امرأة وجد منها ريح الطّيب ينفح ولذيلها إعصار، فقال: يا أمة الجبّار، جئت من المسجد؟ قالت: نعم، قال: وله تطيّبت؟ قالت: نعم. قال: إنّي سمعت حبّي أبا القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " لا تقبل صلاة لامرأة تطيّبت لهذا المسجد حتّى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة" [ رواه أبو داود (4174) واللفظ له. والنسائي (8/ 153، 154) مختصرا. وقال الألباني (3/ 1049 و4738): صحيح ] .
آثار
1- قال عبد اللّه بن أبي سلمة: إنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- كسا النّاس القباطيّ ثمّ قال: «لا تدرّعنّها نساءكم. فقال رجل: يا أمير المؤمنين قد ألبستها امرأتي فأقبلت في البيت وأدبرت فلم أره يشفّ، فقال عمر: «إن لم يكن يشفّ فإنّه يصف.[سنن البيهقي (2/ 234- 235) ] .
2- قال مجاهد بن جبر- رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33]ذلك أنّ المرأة منهنّ كانت تخرج تمشي بين يدي الرّجال.[تفسير ابن كثير (3/ 482) ] .
3- قال قتادة- رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33]كانت لهنّ مشية وتكسّر وتغنّج، فنهى اللّه تعالى المؤمنات عن ذلك إذا خرجن من بيوتهنّ.[ تفسير ابن كثير (3/ 482) بتصرف ] .
أشعار
1- قال الشّاعر:
بنيّة إن أردت ثياب حسن *** تزيّن من تشا جسما وعقلا
فانبذي عادة التّبرّج نبـذا *** فجمال النّفوس أسمى وأعلى
2- وقال آخر:
قل للجميلة أرسلت أظفارهــا *** إنّي لخوفي كدت أمضي هاربـا
إنّ المخالب للوحوش تخالهـــا *** فمتى رأينا للظّبـاء مخالـــبا؟
بالأمس أنت قصصت شعرك غيلة *** ونقلت عن وضع الطّبيعة حاجبـا
وغدا نراك نقلت ثغرك للقفـا *** وأزحت أنفك رغم أنفك جانبــا
من علّم الحسناء أنّ جمــالها *** في أن تخالــف خلقــها وتجانبا؟
[التبرج لنعمت صدقي (34)].
3- قال الشاعر الأستاذ محمد حسن النجمي
زعَمَ السفورَ والاختلاطَ وسيلةً *** للمجد قومٌ في المجانةِ أغرَقوا
كذبوا متى كان التعرُّضُ للخنَا *** شيئًا تعزُّ به الشعوب وتسبق؟!
أيـكـون كـشـف السـوأتـيـن فـضيلة *** فـيذيعها هـذا الشباب الأحمق
ما بالـهـم والبـنـت قـد فـتـنـت بـمـا *** قالوا و حل بها الجنون المطبق
وبـدت مـقـاتـل عـرضهـا لرماته *** حـتـى لـهم بـه الجـبان الأخرق
و القول أصبح في الخروج لها فلا *** كَـفٌ تـكُـف ولا رتـاج يــغــلـق
كـرهـوا الزواج بـها وباتت سوقها *** بعد التـبذل عـــنـدهـم لا تنفـق
ما خطبهم كلفـوا بـنـزع حـجابـهـا *** وتـكـلـفـوا فيها البيان ونمقوا
و تناولوا بالضـعـف مـن حـاجـاتنا *** واللـيـن ما هـو بالصرامة أخـلق
أغدت مـشـاكـلـنـا الكـبـيـرة كـلـها *** ذيل يجرجـره السفور المطلق
أم أنـهـم ضـلـوا السبيل وغـرهم *** ببريـقـه هـذا الجـديـد المخــلق
[عودة الحجاب : الجزء الأول : تاريخ معركة الحجاب محمد إسماعيل المقدم].
متفرقات
1- قال ابن عبد البرّ- رحمه اللّه تعالى- في شرح حديث ابن عمرو: " سيكون في آخر أمّتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهنّ كأسنمة البخت. العنوهنّ فإنّهنّ ملعونات".قال: أراد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم النّساء اللّواتي يلبسن من الثّياب الشّيء الخفيف الّذي يصف ولا يستر، فهنّ كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة.[تنوير الحوالك للسيوطي (3/ 103) ] .
2- قال ابن جرير الطّبريّ- رحمه اللّه تعالى- عند تفسير قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)[الأحزاب: 59]يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين لا تتشبّهن بالإماء في لباسهنّ إذ هنّ خرجن من بيوتهنّ لحاجتهنّ فكشفن شعورهنّ ووجوههنّ، ولكن ليدنين عليهنّ من جلابيبهنّ لئلّا يعرض لهنّ فاسق ...[ تفسير الطبري (22/ 23) ] .
3- قال القرطبي- رحمه اللّه تعالى-: إنّ المرأة المتشبّهة بالرّجال تكتسب من أخلاقهم حتّى يصير فيها من التّبرّج والبروز ومشابهة الرّجال ما قد يفضي ببعضهنّ إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرّجل وتطلب أن تعلو على الرّجال كما يعلو الرّجال على النّساء، وتفعل من الأفعال ما ينافي الحياء والخفر المشروع للنّساء.[ حجاب المرأة المسلمة (77) ] .
4- قال الذّهبيّ- رحمه اللّه تعالى-: من الأفعال الّتي تلعن عليها المرأة إظهار الزّينة والذّهب واللّؤلؤ تحت النّقاب، وتطيّبها بالمسك والعنبر والطّيب إذا خرجت، ولبسها الصّباغات والأزر الحريريّة والأقبية القصار، مع تطويل الثّوب وتوسعة الأكمام وتطويلها، وكلّ ذلك من التّبرّج الّذي يمقت اللّه عليه، ويمقت فاعله في الدّنيا والآخرة، ولهذه الأفعال الّتي غلبت على أكثر النّساء قال عنهنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اطّلعت على النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء.[الكبائر (135) طبعة الريان] .