الجنس : العمر : 47 المدينة المنورة التسجيل : 31/01/2012عدد المساهمات : 73
موضوع: ◙ ¤¦¤◙ البلادة و عدم الفقه ◙ ¤¦¤◙ السبت 17 مارس 2012, 5:07 pm
◙ ¤¦¤◙ البلادة و عدم الفقه ◙ ¤¦¤◙
البلادة لغة : البلادة: ضدّ الذّكاء. وقد بلد بالضّمّ فهو بليد.
وقد أرجع ابن فارس مادّة « بلد » إلى أصل واحد يتقارب فروعه فقال : الباء واللام والدّال أصل واحد يتقارب فروعه عند النّظر في قياسه، والأصل: الصّدر، يقال: وضعت النّاقة بلدتها بالأرض، إذا بركت، ويقال: تبلّد الرّجل إذا وضع يده على صدره عند تحيّره في الأمر ...
وردّه الرّاغب إلى البلد، وهو المكان، فقال: « ولمّا كان اللّازم لموطنه كثيرا ما يتحيّر إذا حصل في غير موطنه، قيل للمتحيّر: بلد في أمره، وأبلد، وتبلّد ولكثرة وجود البلادة فيمن كان جلف البدن، قيل: رجل أبلد، عبارة عن العظيم الخلق.
وقال ابن منظور: بلد بلادة فهو بليد، والتّبلّد نقيض التّجلّد والبلدة والبلدة والبلادة: ضدّ النّفاذ والذّكاء والمضاء في الأمور. ورجل بليد إذا لم يكن ذكيّا، وقد بلد، بالضّمّ، فهو بليد. وتبلّد: تكلّف البلادة، وقول أبي زبيد:
من حميم ينسي الحياء جليد ال *** قوم، حتّى تراه كالمبلود
قال: المبلود الّذي ذهب حياؤه أو عقله، وهو البليد، يقال للرّجل يصاب في حميمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبته الحياء حتّى تراه كالذّاهب العقل.
والمبلود: المتحيّر لا فعل له. وقيل هو المعتوه. وكلّه من البلادة.
والتّبلّد: ضدّ التّجلّد، وهو استكانة وخضوع.
والتّبلّد: السّقوط إلى الأرض من ضعف. وبلّد الرّجل تبليدا، إذا لم يتّجه لشيء، وبلّد الإنسان، إذا بخل ولم يجد [الصحاح (2/ 449)، والمقاييس (1/ 298، 299)، والمفردات (59، 60)، وتاج العروس (4/ 364، 365)، ولسان العرب (3/ 94- 96) ] .
البلادة اصطلاحا:
هي ضعف الفكر في الأشياء العمليّة الّتي تتعلّق بحسن التّدبير وجودة المعاش ومخالطة النّاس والمعاملة معهم.
وقيل هي فتور الطّبع من الابتهاج إلى المحاسن العقليّة [كشاف اصطلاحات الفنون (1/ 337)، والكليات للكفوي (250). ولسان العرب (3/ 94- 96) ] .
آيات
1- قول الله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) [الأعراف: 179].
1- عن عديّ بن حاتم- رضي اللّه عنه- قال: قلت يا رسول اللّه: ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟، أهما الخيطان؟ قال: «إنّك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين». ثمّ قال: «لا. بل هو سواد اللّيل وبياض النّهار» [رواه البخاري- الفتح 8 (4510) واللفظ له. ومسلم (1090)].
2- عن جرير- رضي اللّه عنه- قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في صدر النّهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار أو العباء ، متقلّدي السّيوف، عامّتهم من مضر، بل كلّهم من مضر، فتمعّر وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالا فأذّن وأقام. فصلّى ثمّ خطب فقال: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) [النساء: 1] إلى آخر الآية: (إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)، والآية الّتي في الحشر: (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) [الحشر: 18]. تصدّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره (حتّى قال) ولو بشقّ تمرة». قال: فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفّه تعجز عنها.بل قد عجزت قال: ثمّ تتابع النّاس حتّى رأيت كومين من طعام وثياب. حتّى رأيت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتهلّل كأنّه مذهبة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سنّ في الإسلام سنّة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده. من غير أن ينقص من أوزارهم شيء». [رواه مسلم (1017)].
آثار
1- عن أنس بن سيرين. قال: سألت ابن عمر، قلت: أرأيت الرّكعتين قبل صلاة الغداة أأطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي من اللّيل مثنى مثنى، ويوتر بركعة. قال: قلت: إنّي لست عن هذا أسألك. قال: إنّك لضخم ، ألا تدعني استقرىء لك الحديث ؟ كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي من اللّيل مثنى مثنى. ويوتر بركعة. ويصلّي ركعتين قبل الغداة، كأنّ الأذان بأذنيه. [رواه مسلم (749)].
2- عن طاهر الزّهريّ؛ قال: كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصّمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلّم؟ قال: بلى، متى يفطر الصّائم؟
3- قال: إذا غابت الشّمس، قال: فإن لم تغب إلى نصف اللّيل؟ فضحك أبو يوسف وقال: أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعائي لنطقك، ثمّ قال: عجبت لإزراء العييّ بنفسـه ... وسمت الّذي قد كان بالصّمت أعلما وفي الصّمت ستر للعييّ وإنّما ... صحيفة لبّ المرء أن يتكلّمــــا [أخبار الحمقى (149)].
4- عن الشّعبيّ؛ قال: إنّما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنّسك، فإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال: هذا أمر لا يناله إلّا العقلاء فلم يطلبه، وإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال: هذا أمر لا يناله إلّا النّسّاك فلم يطلبه فقال الشّعبيّ: ولقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك. [رواه الدارمي (371) المقدمة].
5- قال الخليل بن أحمد: النّاس أربعة: رجل يدري ويدري أنّه يدري فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنّه يدري فذاك ناس فذكّروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنّه لا يدري فذاك طالب فعلّموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه. [ أخبار الحمقى والمغفلين: (36)].
6- (أثر عن الإمام عليّ- رضي الله عنه- أنّه قال: «تغاب عن كلّ مالا يصحّ لك» )
7- (عن طاهر الزّهريّ؛ قال: «كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصّمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلّم؟ قال: بلى، متى يفطر الصّائم؟ قال: إذا غابت الشّمس، قال: فإن لم تغب إلى نصف اللّيل؟ فضحك أبو يوسف وقال: أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعائي لنطقك، ثمّ قال: عجبت لإزراء العييّ بنفسه ... وسمت الّذي قد كان بالصّمت أعلما وفي الصّمت ستر للعييّ وإنّما ... صحيفة لبّ المرء أن يتكلّما)
8- (عن الشّعبيّ؛ قال: « إنّما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنّسك، فإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال: هذا أمر لا يناله إلّا العقلاء فلم يطلبه، وإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال: هذا أمر لا يناله إلّا النّسّاك فلم يطلبه فقال الشّعبيّ: ولقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك » )
9- قال الأصمعيّ : « إذا أردت أن تعرف عقل الرّجل في مجلس واحد فحدّثه بحديث لا أصل له. فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنّه أحمق، وإن أنكره فهو عاقل »
10- ( وذكر محمّد بن أحمد التّرمذيّ فقال: كنت عند الزّجّاج أعزّيه بأمّه وعنده الخلق من الرّؤساء والكتّاب، إذ أقبل ابن الجصّاص فدخل ضاحكا وهو يقول: الحمد لله قد سرّني والله يا أبا إسحاق. فدهش الزّجّاج ومن حضر وقيل له: يا هذا كيف سرّك ما غمّه وغمّنا؟ فقال ويحك. بلغني أنّه هو الّذي مات. فلمّا صحّ عندي أنّها هي الّتي ماتت سرّني ذلك، فضحك النّاس جميعا » )
من مضار البلادة (عدم الفقه)
(1) أنّها صفة ذميمة إذا استقرّت بالإنسان ورّثته الخمول في نفسه حتّى يرى نفسه غير مرغوب فيه بين أفراد المجتمع. (2) بعض البلداء والأغبياء يتّخذهم النّاس أضحوكة ومحلّ استهزاء وسخرية. (3) البلادة النّاشئة عن استرخاء وكسل تجعل البليد محتقرًا في مجتمعه. (4) تضيّع على صاحبها كثيرًا من الفرص والمناسبات الّتي يمكن أن تسعده في دنياه وآخرته. (5) قد يتمثّل البعض بالتّغابي لمأرب في نفسه يريد قضاءه، ولكن إذا اكتشفه مخالطوه احتقروه.