~¤¦¦§¦¦¤~ البغض والتباغض ~¤¦¦§¦¦¤~
قال الله تعالى في كتابه الكريم في الآيات الواردة في «البغض»
1- قال تَعَالَى: (أذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنينَ أعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرينَ) [المائدة:54].
2- قال تَعَالَى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح:29].
3- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) «آل عمران: 118- 120 »
4- وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (14) «المائدة: 14 »
5- وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) «المائدة: 64»
6- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) «المائدة: 90- 92»
7- قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) «الممتحنة: 4- 5»
البغض لغة : البغض مصدر قولهم بغض يبغض، وهو مأخوذ من مادّة (ب غ ض) الّتي تدلّ على خلاف الحبّ، وقال الرّاغب: البغض نفار النّفس عن الشّيء الّذي ترغب عنه، وضدّه الحبّ من حيث إنّ الحبّ هو انجذاب النّفس إلى الشّيء الّذي ترغب فيه، والفعل من ذلك: بغض وبغض، وبغض، يقال بغض الشّيء يبغضه بغضا وبغضة، وبغضت الشّيء بغضاء، وبغض الشّيء بغاضة فهو بغيض، وقيل:
البغضاء والبغضة: أشدّ البغض، والتّبغيض، والتّباغض والتّبغّض ضدّ التّحبيب والتّحابب والتّحبّب، ويقال: بغّضه الله إلى النّاس تبغيضا فأبغضوه أي مقتوه، فهو مبغض، وقول الله تعالى: قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ (آل عمران/ 118) يعني ظهرت العداوة «1» والتّكذيب لكم من أفواههم. والبغضاء: البغض، وهو ضدّ الحبّ. وخصّ تعالى الأفواه دون الألسنة إشارة إلى تشدّقهم وثرثرتهم في أقوالهم هذه، فهم فوق المتستّر الّذي تبدو البغضاء في عينيه. وفي قوله تعالى: وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ (آل عمران/ 118) : إخبار وإعلام بأنّهم يبطنون من البغضاء أكثر ممّا يظهرون بأفواههم «2» .
وقال ابن منظور: البغض والبغضة نقيض الحبّ. والبغضاء والبغاضة جميعا شدّة البغض.
البغض اصطلاحا:
نقل المناويّ ما ذكره الرّاغب عن البغض فقال: البغض: نفور النّفس عن الشّيء الّذي يرغب عنه «3» .
وقال الكفويّ: البغض: عبارة عن نفرة الطّبع عن المؤلم المتعب، فإذا قوي يسمّى مقتا «4» .
وقيل: البغض: النّفرة عن الشّيء لمعنى فيه مستقبح، وترادفه الكراهة.
قال ابن علّان- رحمه الله-: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن تعاطي أسباب البغض، لأنّه قهريّ كالحبّ لا قدرة للإنسان على اكتسابه، ولا يملك التّصرّف فيه، والبغض يقع بين اثنين، إمّا بين جانبيهما أو من جانب أحدهما، وعلى كلّ فهو لغير الله تعالى حرام. وله واجب ومندوب. وبغض إنسان لمن خالفه المتّجه، فهذه المخالفة إن علم أنّها نشأت عن اجتهاد لكونه من أهله لا يجوز له بغضه، لأنّه ليس لله. وإن علم أنّها نشأت عن تعصّب وهوى نفس أو تقصير في البحث جاز .
1.تباغضَ يتباغض ، تباغُضًا ، فهو مُتباغِض:
• تباغض النَّاسُ كَرِهَ ومَقَتَ بعضُهم بَعْضًا، ضدّ تحابّوا "لاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا [حديث] "
• الشَّيئان المتباغضان: الموت والحياة.
المعجم: اللغة العربية المعاصر
2.تباغض: تباغض القومُ: أبْغَضَ بعضُهم بعضًا. المعجم الوسيط
3.تباغض تباغضا: (بغض) القوم: أبغض بعضهم بعضهم . المعجم الرائد
4.تباغض - تَبَاغُضٌ: [ب غ ض]. (مصدر تَبَاغَضَ). "لاَ شَيْءَ يَدْعُو إِلَى التَّبَاغُضِ" : إِلَى الكُرْهِ وَإِظْهَارِ البُغْضِ. المعجم الغني
5.تباغض - تَبَاغَضَ: [ب غ ض]. (فعل: خماسي لازم). تَبَاغَضَ، يَتَبَاغَضُ، مصدر تَبَاغُضٌ. " تَبَاغَضَ الجَارَانِ" : أَبْغَضَ، كَرِهَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، أَصْبَحَ بَيْنَهُمَا بُغْضٌ. المعجم الغني
أنواع البغض:
النوع الأول: البغض المحمود : البغض المحمود هو ما كان لله تعالى
* البغض في الله من أوثق عرى الإيمان
* المؤمن يثاب على حبه وبغضه في الله وإن أخطأ الظن
* البغض المحمود ليس داخلاً في البغض المنهي عنه
النوع الثاني: البغض المذموم : البغض المذموم هو ما كان لأجل الدنيا
بغض العاصي الموحد في ذات الله لا يوجب بغضه مطلقاً
البغض بين المدح والذم:
قال ابن رجب رحمه الله: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «ولا تباغضوا» نهى المسلمين عن التّباغض بينهم في غير الله تعالى بل على أهواء النّفوس، فإنّ المسلمين جعلهم الله إخوة، والإخوة يتحابّون بينهم ولا يتباغضون.
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، ألا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه، تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم» أخرجه مسلم. وقد حرّم الله على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء كما قال تعالى إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (المائدة/ 91) وامتنّ على عباده بالتّأليف بين قلوبهم كما قال تعالى وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (آل عمران/ 103) وقال: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ (الأنفال/ 62- 63) . ولهذا المعنى حرّم المشي بالنّميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء. وأمّا البغض في الله فهو من أوثق عرى الإيمان وليس داخلا في النّهي، ولو ظهر لرجل من أخيه شرّ فأبغضه عليه- وكان الرّجل معذورا فيه في نفس الأمر- أثيب المبغض له، وإن عذر أخوه كما قال عمر: إنّا كنّا نعرفكم، إذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أظهرنا وإذ ينزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد انطلق به، وانقطع الوحي، وإنّما نعرفكم بما نخبركم. ألا من أظهر منكم لنا خيرا ظننّا به خيرا وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم شرّا ظننّا به شرّا وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربّكم تعالى.
وقال الرّبيع بن خثيم: لو رأيت رجلا يظهر خيرا ويسرّ شرّا أحببته عليه آجرك الله على حبّك الخير، ولو رأيت رجلا يظهر شرّا ويسرّ خيرا بغضته عليه آجرك الله على بغضك الشّرّ، ولمّا كثر اختلاف النّاس في مسائل الدّين وكثر تفرّقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلا عنهم، وكلّ منهم يظهر أنّه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متّبعا لهواه مقصّرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه، فإنّ كثيرا من البغض كذلك إنّما يقع لمخالفة متبوع يظنّ أنّه لا يقول إلّا الحقّ وهذا الظّنّ خطأ قطعا، وإن أريد أنّه لا يقول إلّا الحقّ فيما خولف فيه.
فهذا الظّنّ قد يخطىء ويصيب، وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرّد الهوى والألفة أو العادة، وكلّ هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله، فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرّز في هذا غاية التّحرّز «2»
أحاديث
1- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَقَاطَعُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ) متفق عَلَيْهِ.
2- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الإثْنَيْنِ ويَوْمَ الخَمْيِسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بينهُ وَبَيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ فَيُقَالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا! أَنْظِرُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا!. رواه مسلم.
وفي روايةٍ لَهُ: (تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وإثْنَيْن) وذَكَرَ نَحْوَهُ.
3- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إيّاكم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا»
4- عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «آية المنافق بغض الأنصار وآية المؤمن حبّ الأنصار»
5- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله إذا أحبّ عبدا دعا جبريل فقال: إنّي أحبّ فلانا فأحبّه. قال: فيحبّه جبريل. ثمّ ينادي في السّماء فيقول: إنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه، فيحبّه أهل السّماء. قال: ثمّ يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إنّي أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل. ثمّ ينادي في أهل السّماء: إنّ الله يبغض فلانا فأبغضوه. قال: فيبغضونه. ثمّ توضع له البغضاء في الأرض»
آثار
1- قال الفضيل بن عياض: " إنما تقاطع الناس بالتكلف، يزور أحدهم أخاه، فيتكلف له، فيقطعه ذلك عنه " إحياء علوم الدين.
2- قال أبو بكر الوراق: " أصل غلبة الهوى مقاربة الشهوات؛ فإذا غلب الهوى أظلم القلب، وإذا أظلم ضاق الصدر، وإذا ضاق الصدر ساء الخلق، وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم " ذم الهوى لابن الجوزي.
3- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما» ) .
4- عن أيّوب قال : «كذب على الحسن ضربان من النّاس: قوم القدر رأيهم وهم يريدون أن ينفقوا بذلك رأيهم . وقوم له في قلوبهم شنآن وبغض يقولون: أليس من قوله كذا؟ أليس من قوله كذا؟»
5- جاء في المثل: «كثرة العتاب توجب البغضاء» .
6- وجاء أيضا: «إذا أبغضك جارك حوّل باب دارك» .
7- قال الشّاعر: بني عمّنا إنّ العداوة شأنها ... ضغائن تبقى في نفوس الأقارب» .
من مساوئ (البغض)
(1) البغض المذموم هو كراهية النّاس والحقد عليهم بغير ذنب جنوه.
(2) ولهذا كان من تلبّس بهذا الوصف مبغوضا عند الله وعند النّاس.
(3) البغض يعمي القلب ويطفىء نور العبادة.
(4) إنّ من سكن قلبه البغض والعداء للنّاس لا يستطيع أن يعيش بين النّاس بل ينطوي على نفسه ويعيش في عزلة.
(5) وعلى هذا فهو غريب في كلّ مجتمع.
(6) سبب في تمزيق المجتمع وتفريق كلمة المسلمين.
(7) دليل خبث النّفس ولؤمها.
حكم
1- الكبْر قائد البغض.
2- الحاجة مع المحبة خير من البغض مع الغنى.
3- بلغ السكين العظم. يضرب في البغض.
4- وَلاَ جِنَّ بِالبَغْضَاء وَالنَّظَرِ الشَّزْرِ. أي: لاَ يخفى نَظَرُ المبغض. ولاَ جِنَّ معناه لاَ خَفَاء، والبغضاء: البغض، والنظر الشزر: نَظَرُ الغضبان بمؤخر العينين.
5- البغض تبديه لك العينان.
6- شاهد البغض اللحظ.
النهي عن التباغض على مرتبتين:
المرتبة الأولى: النهي عن فعل ما يوجب التباغض
المرتبة الثانية: النهي عن إضمار البغض للمسلم بغير حق
لتحقيق هذا المقصد رتبت أحكام كثيرة منها:
1- النهي عن الوقوع في أسباب التباغض كشرب الخمر ولعب الميسر
2- تحريم الغيبة والنميمة
3- الأمر بإصلاح ذات البين
4- الأمر بإفشاء السلام
5- تحريم التدابر والتقاطع وهجر المسلم
6- تحريم السخرية والتنابز بالألقاب
7- تحريم التجسس واتباع الظن