قصص
1- جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه فقال: إن لي أماً بلغ بها الكبر، وإنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها، وأوضئها، وأصرف وجهي عنها؛ فهل أديت حقها؟ قال: لا، قال: أليس قد حملتها على ظهري، وحبست نفسي عليها؟ فقال عمر رضي الله عنه: إنها كانت تصنع ذلك بك، وهي تتمنى بقاءك، وأنت تتمنى فراقها.
2- جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنه فقال: " حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها مناسك الحج أتراني جزيتها، قال: لا، ولا طلقة من طلقاتها ".
3- هذا ابن عمر رضي الله عنهما لقيه رجل من الأعراب بطريق مكة، فسلم عليه عبد الله بن عمر، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه.
قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله إنهم الأعراب، وهم يرضون باليسير، فقال عبد الله بن عمر: إن أبا هذا كان وُداً لعمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أبرَّ البر صلةُ الولدِ أهلَ ودِّ أبيه ".
4- عن أُسير بن عمرو ويقال ابن جابر قال: كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس -رضي الله عنه-، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال نعم، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن؛ من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل "، فاستغفِرْ لي، فاستغفَرَ له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحبَّ إليَّ، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر، فسأله عن أويس، فقال: تركتُه رثَّ البيت قليلَ المتاع، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن؛ من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فأتى أويساً، فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي؟ قال لي: لقيت عمر؟ قال: نعم فاستغفر له، ففطن له الناس، فانطلق على وجهه. رواه مسلم.
5- عن أبي مُرَّة مولى أم هانئ بنت أبي طالب: " أنه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه بـ " العقيق " فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته
عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أماه، تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: " يا بني! وأنت فجزاك الله خيرًا ورضي عنك كما بررتني كبيرًا ".
6- هذا أبو الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو المسمى بزين العابدين، وكان من سادات التابعين كان كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولا نراك تؤاكل أمك، فقال: أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها ".
7- جاء عن أبي حنيفة رحمه الله في بره بأمه حيث كانت تأمره أن يذهب بها إلى حلقة عمر بن ذر حتى تسأله عما أشكل عليها مع أن ابنها فقيه زمانه، ومع ذلك قال أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة: رأيت أبا حنيفة يحمل أمه على حمار إلى مجلس عمر بن ذر؛ كراهية أن يرد على أمه أمرها.
8- جاء عن محمد بن بشر الأسلمي أنه قال: لم يكن أحد بالكوفة أبر بأمه من منصور بن المعتمر وأبي حنيفة، وكان منصور بن المعتمر يفلي رأس أمه.
9- هذا حيوة بن شريح أحد الأئمة الأعلام فقد كان يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه: قم يا حيوة فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك التعليم.
10- ورد أن الحارث العلكي بكى في جنازة أمه، فقيل له: تبكي؟ قال: ولم لا أبكي وقد أغلق عني باب من أبواب الجنة.
11- عن أبي عبد الرحمن الحنفي قال: رأى كهمس بنُ الحسن عقرباً في البيت فأراد أن يقتلها، أو يأخذها، فسبقته، فدخلت في جحر، فأدخل يده في الجحر ليأخذها، فجعلت تضر به، فقيل له ما أردت إلى هذا؟
قال: خفت أن تخرج من الجحر، فتجيء إلى أمي، فتلدغَها.
12- قال هشام بن حسان: " حدثتني حفصة بنت سيرين، قالت: كانت والدة محمد بن سيرين حجازية، وكان يعجبها الصِّبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوباً اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد صبغ لها ثياباً، وما رأيته رافعاً صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي ".
13- عن بعض آل سيرين قال: " ما رأيت محمد بن سيرين يكلِّم أمَّه قط إلا وهو يتضرع ".
14- عن ابن عون أن محمداً كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل ظن أن به مرضاً من خفض كلامه عندها.
15- عن ابن عـون قـال: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد؟ أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا؛ ولكن هكذا يكون عنـد أمه ".
16- روى جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر: أنه كان يضع خدَّه على الأرض، ثم يقول لأمَّه: قومي ضعي قدمك على خدي ".
وعن ابن عون المزني: " أن أمه نادته، فأجابها، فعلا صوتُه صوتَها فأعتق رقبتين ".
17- قال محمد بن المنكدر: بات أخي عمر يصلي وبت أغمز رجل أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته.
18- كان حجر بن الأدبر يلمس فراش أمه بيده ويتقلب بظهره عليه ليتأكد من لينه وراحته ثم يضجعها عليه.
19- هذا الإمام ابن عساكر محدث الشام فقد سئل عن سبب تأخر حضوره إلى بلاد أصبهان فقال: لم تأذن لي أمي.
20- قيل لعمر بن ذر: " كيف كان برُّ ابنك بك؟ قال: ما مشيت نهاراً قط إلا مشى خلفي، ولا ليلاً إلا مشـى أمـامي، ولا رقـى سطحاً وأنا تحته ".
21- حضر صالح العباسي مجلس المنصور، وكان يحدثه، ويكثر من قوله: " أبي رحمه الله " فقال له الربيع: لا تكثر الترحم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين. فقال له: لا ألومك؛ فإنك لم تذق حلاوة الآباء.
فتبسم المنصور، وقال: هذا جزاء من تعرض لبني هاشم.
22- قال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي: " سمعت بنداراً يقول: أردت الخروج ـ يعني الرحلة لطلب العلم ـ فمنعتني أمي، فأطعتها، فبورك لي فيه.
23- من البارين بوالديهم بُندار المحدث، قال عنه الذهبي: " جمع حديث البصرة، ولم يرحل، براً بأمه ".
24- قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت أطلب أعق الناس وأبر الناس، فكنت أطوف بالأحياء، حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبلٌ يستقي بدلو لا تطيقه الإبل، في الهاجرة والحر الشديد، وخلفه شابٌ في يده رشاءٌ ـ حبل ـ من قدٍّ ملويٍّ يَضْرِبُه بِهِ، وقد شقَّ ظهره بذلك الحبل. فقلت: أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من مد هذا الحبل حتى تضربه؟
قال: إنه مع هذا أبي، قلت: فلا جزاك الله خيراً.
قال: اسكت فهكذا كان هو يصنع بأبيه، وكذا كان أبوه يصنع بجده، فقلت: هذا أعق الناس.
ثم جُلْتُ حتى انتهيت إلى شاب وفي عنقه زبيل فيه شيخ كأنه فرخ، فكان يضعه بين يديه في كل ساعة فيزقه كما يُزَقُّ الفرخ، فقلت: ما هذا؟ قال: أبي وقد خرف، وأنا أكفله، قلت: هذا أبر العرب.
25- كان طلق بن حبيب من العباد والعلماء، وكان يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيت وهي تحته؛ إجلالاً لها.
26- قال عامر بن عبد الله بن الزبير: " مات أبي فما سألت الله حولاً كاملاً إلا العفو عنه ".
27- كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها الجوع، فقال لها سعد: تعلمين -والله- لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا نَفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي.
فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا} [لقمان: 15].
28- أخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه أتا رجل فقال: " إنى خطبت امرأة فأبت أن تنكحني وخطبها غيري فاحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة؟ قال: " أمك حية؟ " قال: لا، قال: " تب إلى الله وتقرب إليه ما استطعت "، فذهبت فسألت ابن عباس رضي الله عنهما لم سألت عن حياة أمه؟ فقال: " إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله من بر الوالدة ".
29- عن أبي عبد الرحمن الحنفي قال: رأى كهمس بنُ الحسن عقرباً في البيت فأراد أن يقتلها، أو يأخذها، فسبقته، فدخلت في جحر، فأدخل يده في الجحر؛ ليأخذها، فجعلت تضربه، فقيل له: ما أردت إلى هذا؟
قال: خفت أن تخرج من الجحر، فتجيء إلى أمي، فتلدغها.
29- هذا أبو الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو المسمى بزين العابدين، وكان من سادات التابعين – كان كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولا نراك تؤاكل أمك، فقال: أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه؛ فأكون قد عققتها.
30- قال هشام بن حسان: حدثتني حفصة بنت سيرين، قالت: كانت والدة محمد بن سيرين حجازية، وكان يعجبها الصِّبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوباً اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد صبغ لها ثياباً، وما رأيته رافعاً صوته عليها، كان إذا كلمهاكالمصغي.
وعن بعض آل سيرين قال: ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتعرض.
31- عن ابن عون قال: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد؟ أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا؛ ولكن هكذا يكون عند أمه.
32- روى جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر: أنه كان يضع خدّه على الأرض، ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي.
33- حضر صالح العباسي مجلس المنصور، وكان يحدثه، ويكثر من قوله: أبي رحمه الله. فقال له الربيع: لا تكثر الترحم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين، فقال له: لا ألومك؛ فإنك لمتذق حلاوة الآباء.
فتبسم المنصور، وقال: هذا جزاء من تعرض لبني هاشم.
34- قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت أطلب أعق الناس وأبر الناس، فكنتأطوف بالأحياء، حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجرة والحر الشديد، وخلفه شاب في يده رشاء -حبل- من قدّ -سوط- ملويٍّ يضربه به، وقد شقّ ظهره بذلك الحبل، فقلت: أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من مدّ هذا الحبل حتى تضربه؟
قال: إنه مع هذا أبي، قلت: فلا جزاك الله خيراً.
قال: اسكت فهكذا كان هو يصنع بأبيه، وكذا كان أبوه يصنع بجده، فقلت: هذا أعق الناس.
ثم جُلْتُ حتى انتهيت إلى شاب وفي عنقه زبيل فيه شيخ؛ كأنه فرخ، فكان يضعه بين يديه في كل ساعة، فيزقُّه كما يُزَقُّ الفرخ، فقلت: ما هذا؟ قال: أبي وقد خرف، وأنا أكفله، قلت: هذا أبر العرب.
35- هذه قصة رجل يقص حادثة صارت له يقول: كنت موظفاً في إحدى?الشركات، فقدمت استقالتي فأعطوني حقوقي 3200دينار، يقول: استلمت المبلغ ولا أملك?غيره طوال حياتي.
فلما رجعت إلى البيت كان الوقت قبل حج عام 1424هـ?لما دخلت البيت أخبرت والدي بهذه المكافأة من العمل.
فقال لي?والدي ووالدتي: نريد أن تدفع هذا المبلغ لأجل أن نحج.
يقول: دفعت المبلغ?ووالله ما أملك غير هذا المبلغ.
فذهبت إلى مكاتب السفر?التي تهتم بأمر الحجاج في الأردن ودفعت المبلغ وودعت والدي ووالدتي.
وبعد?أسبوعين ولما رجعوا دخلت في عمل آخر، والعجيب أنه اتصل عليَّ مدير الشركة?السابقة.
وقال لي: لك مكافأة ولابد?أن تأتي تستلمها.
لاحظ الآن لا يملك شيئاً، وكل?المبلغ صرفه لوالديه في الحج.
يقول: ذهبت إليهم توقعته?مبلغاً يسيراً؛ لأني لم أتوقع أن لي مكافأة، ثم دخلت على?المدير وأعطاني الشيك وإذا فيه 3200 دينار.
36- هنالك طالب يدرس في ثالث ثانوي هذا الطالب بار بوالديه غاية البر وفي اخر السنة الدراسية أتت الاختبارات وفي أول يوم اختبار
الرياضيات والكل يعرف الرياضيات أنها أصعب مادة عند أكثر
الطلاب بالنسبة لهذا الطالب لم يذاكر المادة دخل الاختبار ولم
يكن يعرف أي شي فماذا فعل؟
قام بتعبئة الدفتر المخصص للمادة بالحل؛ ولكن ماهو الحل؟
هل كتب حلاً للمسائل؟ الجواب: لا، لم يكتب ولا حرف يخص المادة فماذا كتب؟ هذا الطالب كتب قصة أحد الصحابة مع أن الاختبار
رياضيات، وليس له علاقة بالصحابة وقصصهم.
عند تصحيح الأوراق كان المدرسين الذين يصححون الأوراق يجلسون على طاولة كبيرة فلما تناول المعلم دفتر الإجابة وهو لا يعلم من هو؛ لأن اسم الطالب مشمع عليه، وليس من صلاحية المدرس فتح الشمع فلما تناول الدفتر ليصححه قام بتناول كوب من الماء، فسقط الكوب على الدفتر، وأخفى كل ما هو مكتوب لم يرو غير الحبر الأزرق الذي يوحي بأن هذا الطالب قد بذل جهده وحل الأجوبة.
تكونت لجنة لفحص الأوراق وقام مدير اللجنة بإعطاء هذا الطالب الدرجة الكاملة! وهذا لبره بوالديه وفقه الله.
37- شخص يسير بسيارته سيراً عادياً, وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة، ترجّل من سيارته لإصـلاح العطل في أحد العجلات، وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة، جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف، سقط مصاباً إصابات بالغة.
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق: حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر، متديّن يبدو ذلك من مظهره، عندما حملناه سمعناه يهمهم، ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة، وسرنا سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي؛ سبحان الله لا تقول هذا مصاب، الدم قد غطى ثيابه، وتكسرت عظامه، بل هو على ما يبدو على مشارف الموت.
استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل يرتل القرآن، لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة، أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي. فجأة سكت ذلك الصوت، التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد، ثم انحنى رأسه. قفزت إلى الخلف، ولمست يده وقلبه، فإذا به فارق الحياة.
نظرت إليه طويلاً، وسقطت دمعة من عيني، فأخفيتها عن زميلي، التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات، انطلق زميلي في بكاء، أما أنا فقد شهقت شهقة، وأصبحت دموعي لا تقف، أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.
وصلنا إلى المستشفى، فأخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل، الكثيرون تأثروا من حادثة موته، وذرفت دموعهم، الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه؛ ليتمكنوا من الصلاة عليه، اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى، كان المتحدث أخوه، قال عنه: إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية، وكان يتفقد الأرامل والأيتام والمساكين، وكانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية، وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر؛ لتوزيعها على المحتاجين، حتى حلوى الأطفال لا ينساها؛ ليفرحهم بها، وكان يرد على من يثنيه عن السفر، ويُذكَر له طول الطريق، فيقول: إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية، وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها.
من الغد غص المسجد بالمصلين.!
أشعار
واللهُ أَنْجَـحُ مَا طَـلَـبْـتَ بِـهِ *** وَالْبِـرُّ خَـيْـرُ حَقِيبـةِ الـرَّحْـلِ
[امرؤ القيس]
وَمَا الْبِـرُّ إِلا مُضْمَـرَاتٌ مِنَ التُّقَى *** وَمَا الْمَـالُ إِلا مُعْـمَـرَاتٌ وَدَائِـعُ
[لبيد بن ربيعة]
إِنَّ التُّقَى خَيْـرُ زَادٍ أَنْـتَ حَـامِلُهُ *** وَالْبِـرُّ أَفْضَـلْ شَـيءٍ نَالَـهُ بَشَـرُ
[سابق البربري]
وَالإِثْـمُ مِـنْ شَـرِّ مَا يُصَالُ بِهِ *** وَوالْبِـرُّ كَـالْـغَيْـثِ نَبْتُـهُ أَمِـرُ
[........]
تَقْـوَى الإِلَـهِ ذَخِيـرَةٌ لِلْمُـوئِلِ *** وَالْبِـرُّ خَيْـرُ مَطِـيّـَةِ الْمُتَحَـمِّـلِ
[يحي بن نصر السعدي]
واسْتَشْعِـرِ الْبِـرَّ وَالتَّقْوَى تُعَدُّ بِهَا *** حَتَّى تَنَـالَ بِهِـنَّ الْفَـوزَ وَالرِّفَعَـا
[..........]
لو كان يدري الابن أية غصة *** يتجرع الأبوان عند فراقه
أم تهيج بوجده حيرانة *** وأب يسح الدمع من آماقه
يتجرعان لبينه غصص الردى *** ويبوح ما كتماه من أشواقه
لرثى لأم سل من أحشائها *** وبكى لشيخ هام في آفاقه
ولبدل الخلق الأبي بعطفه *** وجزاهما بالعذب من أخلاقه
[..........]
أنت الذي أحسنت تربيتي وكنت لي الدليل
ورعيتني ومضيت ترشدني إلى أهدى سبيل
ولذا فلا شَبَهٌ لحبك في الفؤاد ولا مثيل
من بعد حب الله –جل الله- أو حب الرسول
فالله –يا أبتاه-أسأل بالرضا لك والقبول
وإليك أهدي هذه الكلمات رداً للجميل
[محمد صيام]
تحمّلْ عن أبيكَ الثّقلَ يوماً *** فإنّ الشّيخَ قد ضَعُفتْ قواهُ
أتَى بكَ عن قَضاءٍ لم تُرِدْهُ *** وآثَرَ أن تَفوزَ بما حَواه
[أبو العلاء المعري]
قضى الله أن لا تعبدوا غيره حتما *** فيا ويح شخص غير خالقه أمّا
وأوصاكمُ بالوالدين فبالغوا *** ببرهما فالأجر في ذلك والرحما
فكم بذلا من رأفةٍ ولطافةٍ *** وكم منحا وقت احتياجك من نعما
وأمك كم باتت بثقلك تشتكي *** تواصل مما شقها البؤس والغما
وفي الوضع كم قاست وعند ودادها *** مُشقاً يذيب الجلد واللحم والعظما
وكم سهرت وجداً عليك جفونها *** وأكبادها لهفاً بجمر الأسى تحما
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** حنواً وإشفاقاً وأكثرت الضما
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وضقت بها ذرعاً وذوقتها سما
وبت قرير العين ريان ناعماً *** مكباً على اللذات لا تسمع اللوما
وأمك في جوعٍ شديدٍ وغربةٍ *** تلين لها مما بها الصخرة الصماء
أهذا جزاها بعد طول عنائها *** لأنت لذو جهل وأنت إذاً أعمى
[........]
لأمك حق لو علمت كبير *** كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنةٌ وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ *** فكم غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصير
فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى *** وواهاً لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقير
[........]
فلا تطع زوجةً في قطع والدة *** عليك يا ابن أخي قد أفنت العمرا
فكيف تنكر أماً ثقلك احتملت *** وقد تمرغت في أحشائها شهرا
وعالجت بك أوجاع النفاس وكم *** سرت لما رأت مولودها ذكرا
وأرضعتك إلى حولين كاملةً *** في حجرها تستقي من ثديها الدررا
ومنك ينجسها ما أنت راضعه *** منها ولا تشتكي نتناً ولا قذراً
وعاملتك بإحسانٍ وتربيةٍ *** حتى استويت وحتى صرت كيف ترى
فلا تفضل عليها زوجةً أبداً *** ولا تدع قلبها بالقهر منكسرا
والوالد الأصل لا تنكر لتربيةٍ *** واحفظه لا سيما إن أدرك الكبرا
[.........]
زر والديك وقف على قبريهما *** فكأنني بك قد نُقلت إليهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما *** منحاك محض الود من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علةً *** جزعا لما تشكوه شق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا *** دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صادفا لك راحةً *** بجميع ما يحويه ملك يديهما
أنسيت حقهما عشية أسكنا *** دار البلا وسكنت في داريهما
فلتلحقن بهما غداً أو بعده *** حتماً كما لحقاهما أبويهما
[........]
حكم
1- (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانِ).
2- قال حكيم: إن تعبت في البر فإن التعب يزول والبر يبقى، وإن تلذذت بالإثم فإن اللذة تزول ويبقى الإثم.
3- قال أحد الحكماء: " من عقَّ والديه عقه ولده ".
4- قال أحدهم: " إن خير الأبناء من لم يدْعُه البرُّ إلى الإفراط، ولم يدْعُه العقوق إلى التقصير ".
5- من برَّ آباءه برَّه أبناؤه.
6- من أشبه أباه فما ظلم.
7- الأم تصنع الأمة.
8- يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه، فإذا ماتت شاخ فجأة.