1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " قال رجل: لأصدّقنّ اللّيلة بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدّثون. تصدّق اللّيلة على زانية. قال: اللّهمّ لك الحمد على زانية، لأتصدّقنّ بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غنيّ، فأصبحوا يتحدّثون. تصدّق على غنيّ، قال: اللّهمّ لك الحمد على غنيّ، لأتصدّقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدّثون. تصدّق على سارق. فقال: اللّهمّ لك الحمد على زانية وعلى غنّي وعلى سارق. فأتي.فقيل له: أمّا صدقتك فقد قبلت. أمّا الزّانية فلعلّها تستعفّ بها عن زناها، ولعلّ الغنيّ يعتبر فينفق ممّا أعطاه اللّه، ولعلّ السّارق يستعفّ بها عن سرقته" [رواه مسلم (1022) ] .
2- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإن فيها عبرة "[رواه أحمد (3 / 38، 63، 66) والحاكم (1 / 374 - 375) ثم قال: (صحيح على شرط مسلم)، ووافقه الذهبي قال الألباني وهو كما قالا، أحكام الجنائز ص179] .
3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: بتّ عند خالتي ميمونة فتحدّث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع أهله ساعة ثمّ رقد، فلمّا كان ثلث اللّيل الاخر قعد فنظر إلى السّماء فقال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [آل عمران: 190]، ثمّ قام فتوضّأ واستنّ فصلّى إحدى عشرة ركعة ثمّ أذّن بلال فصلّى ركعتين ثمّ خرج فصلّى الصّبح.[رواه البخاري- الفتح 8 (4569) ] .
❀❀❀❀❀❀❀
❀ آثار من السلف الصالح ❀
1- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: الشّقيّ من شقي في بطن أمّه، والسّعيد من وعظ بغيره.[ جزء من حديث طويل رواه مسلم (2645) ] .
2- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما-: أنّه كان إذا أراد أن يتعاهد قلبه يأتي الخربة فيقف على بابها فينادي بصوت حزين: أين أهلك؟ ثمّ يرجع إلى نفسه فيقول: (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ).[ تفسير ابن كثير (مج 1، ج 4، ص 439) ] .
3- عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه-: أنّه بكى يوما بين أصحابه فسئل عن ذلك فقال: فكّرت في الدّنيا ولذّاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها، ما تكاد شهواتها تنقضي حتّى تكدّرها مرارتها، ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر، إنّ فيها مواعظ لمن ادّكر.[ تفسير ابن كثير (مج 1، ج 4، ص 439) ] .
4- قال سفيان بن عيينة: الفكر نور يدخل قلبك، وربّما تمثّل بهذا البيت:
إذا المرء كانت له فكرة *** ففي كلّ شيء له عبرة [تفسير ابن كثير (مج 1، ج 4، ص 439)، وإحياء علوم الدين (3/ 425) ] .
5- قال عبد اللّه بن المبارك: مرّ رجل براهب عند مقبرة ومزبلة فناداه فقال: يا راهب، إنّ عندك كنزين من كنوز الدّنيا لك فيهما معتبر، كنز الرّجال وكنز الأموال.[ تفسير ابن كثير (مج 1، ج 4، ص 439) ] .
6- قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-:من لم يكن كلامه حكمة فهو لغو، ومن لم يكن سكوته تفكّرا فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتبارا فهو لهو. [ إحياء علوم الدين (4/ 424) ] .
7- قال الشّيخ أبو سليمان الدّارانيّ: إنّي لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلّا رأيت للّه عليّ فيه نعمة ولي فيه عبرة. [تفسير ابن كثير (مج 1، ج 4، ص 439) ] .
8- عن عمرو بن شيبة قال: كنت بمكّة بين الصّفا والمروة، فرأيت رجلا راكبا بغلة وبين يديه غلمان ينفّرون النّاس. قال: ثمّ عدت بعد حين فدخلت بغداد، فكنت على الجسر، فإذا أنا برجل حاف حاسر طويل الشّعر، قال: فجعلت أنظر إليه وأتأمّله. فقال لي: مالك تنظر إليّ، فقلت له:شبهتك برجل رأيته بمكّة، ووصفت له الصّفة، فقال له: أنا ذلك الرّجل. فقلت ما فعل اللّه بك؟ فقال:ترفّعت في موضع يتواضع فيه النّاس، فوضعني اللّه حيث يترفّع النّاس. [إحياء علوم الدين (3/ 343) ] .
❀❀❀❀❀❀❀
❀ أشعار من دواووين العرب ❀
1- قال الحسين بن عبد الرّحمن:
نزهة المؤمن الفكر *** لذّة المؤمن العبر نحمد اللّه وحده *** نحن كلّ على خطر ربّ لاه *** قد تقضّى وما شعر ربّ عيش قد كان فوق *** المنى مونق الزّهر في خرير من العيون *** وظلّ من الشّجر وسرور من النّبات *** وطيب من الثّمر غيّرته وأهله *** سرعة الدّهر بالغير نحمد اللّه وحده *** إنّ في ذاك معتبر إنّ في ذا لعبرة *** للبيب إن اعتبر [ تفسير ابن كثير (مج 1، ج 4، ص 440)].
2- قال الشّاعر:
اعتبر يا أيّها المغرور *** بالعمر المديد أنا شدّاد بن عاد *** صاحب الحصن المشيد وأخو القوّة والبأساء *** والملك الحشيد دان أهل الأرض طرّا *** لي من خوف الوعيد وملكت الشّرق والغرب *** بسلطان شديد فأتى هود وكنّا *** في ضلال قبل هود فدعانا لو قبلناه *** إلى الأمر الرّشيد فعصيناه ونادى *** ما لكم هل من محيد فأتتنا صحيحة تهوي *** من الأفق البعيد فتوافينا كزرع *** وسط بيداء حصيد
[زاد المسير لابن الجوزي (9/ 116- 117) ] .
❀❀❀❀❀❀❀
1- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً ... }[النحل: 66] إنّ لكم أيّها النّاس في الإبل والبقر والغنم آية، ودلالة حكمة خالقها وقدرته ورحمته ولطفه. [ تفسير ابن كثير (مج 2، ج 14، ص 575) ] .
2- وقال رحمه اللّه في تفسير قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى }[النازعات: 26)] أي لمن يتّعظ وينزجر. [تفسير ابن كثير (مج 4، ج 30، ص 469) ] .
3- قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه-: يا خاطبا حور الجنّة وهو لا يملك فلسا من عزيمة ، افتح عين الفكر في ضوء العبر لعلّك تبصر مواقع خطابك. [صيد الخاطر (386) ] .
4- وقال أيضا- رحمه اللّه-: العجب ممّن يقول : اخرج إلى المقابر فاعتبر بأهل البلى ولو فطن علم أنّه مقبرة يغنيه الاعتبار بما فيها عن غيرها خصوصا من قد أوغل في السّنّ ، فإنّ شهوته ضعفت، وقواه قلّت، والحواسّ كلّت والنّشّاط فاتر، والشّعر أبيض. فليعتبر بما فقد وليستغن عن ذكر من فقد، فقد استغنى بما عنده عن التّطلّع إلى غيره. [ صيد الخاطر (450) ] .