۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 »|¤|« احتمال الأذى »|¤|«

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحازم

عضو جديد  عضو جديد
الحازم


الجنس : ذكر
العمر : 41
الموقع لندن
التسجيل : 11/03/2012
عدد المساهمات : 18

»|¤|« احتمال الأذى »|¤|«  Empty
مُساهمةموضوع: »|¤|« احتمال الأذى »|¤|«    »|¤|« احتمال الأذى »|¤|«  Icon_minitimeالسبت 17 مارس 2012, 3:22 am

»|¤|« احتمال الأذى »|¤|«  204ru3


»|¤|« احتمال الأذى »|¤|«


احتمال الأذى و الصبر و السيطرة على الغضب هو أحد مكارم الأخلاق التي تتطلب شدة و عزيمة لا يجدها أي أحد إلا من أراد به الله خيرا ، قال الله تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران ، وقال تعالى " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " الشورى

و احتمال الأذى هو وصية الوالد النبيّ الحكيم لقمان لابنه : " يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" سورة لقمان

و احتمال الأذى خلق الصديقين ، و نهج أنبياء الله ، و سنة من سنن سيد المرسلين و الأولين و الآخرين محمد صلى الله عليه و سلم الذي تعرض لأذى ما بعده أذى .. و لعل جميعنا يذكر ذلك الدعاء المبكي لرسول الله صلى الله عليه و سلم الذي دعى الله تعالى به و هو في الطائف ، ذهب لدعوتهم الى دين الله ، فأغروا به السفهاء و الصبية ، وقفوا له صفين يضربونه بالحجارة حتى أدموه ، و خلص الى ركن و دعا الله تعالى : [ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ياأرحم الراحمين … أنت أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى صديق مكلته إمري؟
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السموات و الأرض وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلا بك.

لا يسعك بعد ان تتذكر هذا الدعاء الا ان يهون في ناظرك أي أذى تعرضت له من أي أحد ، و أي كلمة سوء سمعتها ، و أي تصرف قام به أحد ضدك بقصد و اصرار على ضررك ، أو بطريق الخطأ .

الأذى : هو ما يتأذى به الإنسان من قول أو عمل أو غير ذلك، والأذى إما أن يكون في أمر ديني أو أمر دنيوي، فإذا كان في أمرٍ ديني بمعنى أن الرجل يؤذى من أجل دينه ، كان في هذا الصبر على الأذى أسوة بالرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؛ لأن الله يقول : ( لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ) (الأنعام:34)، أوذوا حتى أتاهم نصر الله عزّ وجلّ.

والإنسان إذا كان معه دين، وكان معه أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر فلابد أن يؤذى، ولكن عليه بالصبر، وإذا صبر ؛ فالعاقبة للمتقينن ، وقد يُبتلى المرء على قدر دينه، فيسلط الله عليه من يؤذيه امتحاناً واختباراً، كما قال الله تعالى: (َمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )(العنكبوت:10)، يعني إذا أوذي في الله من جهة دينه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ودعوته للخير، جعل هذه الفتنة كالعذاب، فنكص على عقبيه والعياذ بالله.

وهذا كقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الحج:11).

يعني أن بعض الناس يعبد الله على طرف، وليس عنده عبادة متمكنة، فإن أصابه خير ولم يأته فتنة ولا أذية استمر، مشى وأطمأن، وإن أصابته فتنة من شبهه أو أذية أو ما أشبه ذلك؛ انقلب ذلك ؛ انقلب على وجهه- والعياذ بالله- خسر الدنيا والآخرة.

فالواجب الصبر على الأذى في ذات الله عزّ وجلَّ.

وأما الأذى فيما يتعلق بأمور الدنيا ومعاملة الناس؛ فأنت بالخيار إن شئت فاصبر، وإن شئت فخذ بحقك، والصبر أفضل، إلا إذا كان في الصبر عدوان واستمرار في العدوان، فالأخذ بحقك أولى.

ولنفرض أن لك جاراً يؤذيك؛ بأصوات مزعجة، أو دق الجدار، أو إيقاف السيارة أمام بيتك، أو ما أشبه ذلك، فالحق إذاً لك، وهو لو يؤذك في ذات الله، فإن شئت فاصبر وتحمل وانتظر الفرج، والله سبحانه وتعالى يجعل لك نصيراً عليه، وإن شئت فخذ بحقك؛ لقول الله تعالى: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (الشورى:41) ، ولكن الصبر أفضل ما لم يحصل بذلك زيادة عدوان من المعتدي ، فحينئذٍ الأفضل أن يأخذ بحقه ليردعه عن ظلمه.

قال الله تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران:134).

وقال تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43) .

و لكن أي مدى احتمال الأذى ؟ و هل هو مطلق ؟ و هل نتحمل الأذى من كل الناس أم من بعضهم ؟ و ماذا يقول الله تعالى ليرشدنا كيف نتعامل في هذه الحالة؟

ما أقوله صعب و لكن، نعم ، احتمال الأذى مطلق ، و نحن مطالبون به ، مع الجميع ، و نتصدى له بكلمتين فقط (الصبر و التقوى)

فما الصبر المطلوب هنا ؟ و ما هي التقوى المقصودة ؟ و كيف يتحقق بهما رد الأذى؟

يقول سيد قطب في ظلال القرآن :
" فهو الصبر والعزم والصمود أمام قوتهم إن كانوا أقوياء ; وأمام مكرهم وكيدهم إن سلكوا طريق الوقيعة والخداع . الصبر والتماسك لا الانهيار والتخاذل ; ولا التنازل عن العقيدة كلها أو بعضها اتقاء لشرهم المتوقع أو كسباً لودهم المدخول .

ثم هو التقوى: الخوف من الله وحده . ومراقبته وحده .. هو تقوى الله التي تربط القلوب بالله ، فلا تلتقي مع أحد إلا في منهجه , ولا تعتصم بحبل إلا حبله .. وحين يتصل القلب بالله فإنه سيحقر كل قوة غير قوته ; وستشد هذه الرابطة من عزيمته , فلا يستسلم من قريب , ولا يواد من حاد الله ورسوله , طلباً للنجاة أو كسباً للعزة ! هذا هو الطريق:الصبر والتقوى "

1- بالصبر و التقوى تتحقق السلامة من شر الأشرار و كيد الفجار : { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } آل عمران 120

قال ابن كثير رحمه الله : " يرشدهم تعالى إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله الذي هو محيط بأعدائهم فلا حول ولا قوة لهم إلا به وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا يقع في الوجود شيء إلا بتقديره ومشيئته ومن توكل عليه كفاه "

2- الصبر و التقوى شرط المدد الإلهي : { بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } آل عمران 125

3- بالصبر و التقوى تنال ثواب أهل العزم : { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } آل عمران 186

قال الغزالي رحمه الله : " التقوى كنز عزيز فإن ظفرت به فكم نجد فيه من جوهر شريف وعلق نفيس وخير كثير ورزق كريم وفوز كبير وملك عظيم فخيرات الدنيا جمعت تحت هذه الخصلة الواحدة التي هي التقوى وكل خير وسعادة في الدارين تحت هذه اللفظة فلا تنس نصيبك منها "

4- بالصبر و التقوى يتحقق العز و التمكين : { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } يوسف 90 .

فانظر إلى يوسف عليه السلام كما تعرض من البلاء ،و هو سلالة الأنبياء ، فهو الكريم ابن الكريم يعقوب ابن الكريم إبراهيم عليهم السلام ، فكانت مكافآة الله له أن مكَّن الله له في الأرض.

5- بالصبر و التقوى تتحقق وراثة الأرض : { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } الاعراف 128

ان الصبر مع التقوى صعب لا محالة ، و هو إن كان شديدا على الصالحين ، فهو أشد على عامة الناس و خاصة في هذا الزمان الذي تبدّلت فيه نفتقد فيه مفاهيم حساسة مثل الثبات على القيم و عدم تبدلها عندما تتبدل الظروف .. و مفاهيم التزامنا بقيمنا في السر و العلن .. و نحن في عصر ايضا نفقتد فيه القدوة ، و نحن نر المسلمين اليوم يذبحون بعضهم بعضا انتقاما للنفس ، و رغبة في بسط القوى ، و ليس هناك من احتمال للأذى الا بصورة المستضعف الذي لا حول له و لا قوة

عن أَبي هريرة رضي الله تَعَالَى عنه: أنَّ رَجُلاً، قَالَ: يَا رسول الله، إنّ لي قَرَابةً أصِلُهم وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إلَيَّ، وَأحْلُمُ عَنهم وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ! فَقَالَ: (لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكأنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ظَهيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ) رواه مسلم.

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بعمار وأهله وهم يعذبون، فقال: (أبشروا آل عمار آل ياسر فإن موعدكم الجنة)، وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذَون في الله تعالى، فقال لهم: (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة) رواه الطبراني -بسندٍ رجاله ثقات- والحاكم والبيهقي وغيرهم.

فممن يجب علينا احتمال الأذى و هل هو من جميع الناس؟

إن كان الله تعالى قد أمرنا باحتمال الأذى من أعداء الله ، فالاخوة و الاصدقاء و الاهل و العشيرة هم أحق و اولى باحتمال أذاهم .. و بالنظر الى الصورة الاخرى و هي محاولة الأخذ بالحق ، و ما ينتج عنها من عدوان ، و تماد في العدوان ، و قطيعة بين الاخوة و انقسام في الصفوف بين ابناء الملة الواحدة و الارض الواحدة ، نرى انه على صعوبة مفهوم الصبر على الأذى و التحلي بالصبر و التقوى فإنه يحقن الدماء و يبقي على الوحدة لا شك :

احتمال الأذى من الجار : و لنا في رسول الله أسوة حسنة ، و نعلم قصة اليهودي الذي كانت هديته اليومية لرسول الله صلى الله عليه و سلم كيسا من القمامة على باب البيت ، فإذا خرج عليه الصلاة و السلام ذات يوم و لم يجد القمامة علم أن جاره المؤذي منعه مانع ، فذهب ليطمئن عليه فإذا هو مريض .
و قد علم الاقدمون هذا المفهوم فقال الحسن البصري : ليس حسن الجوار كفّ الأذى و انما احتمال الأذى

احتمال الأذى من الزوجة : قال الغزالي: واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها . اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت أزواجه يراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل.

احتمال الأذى من الأخوة : و انظر الى حياة سيدنا يوسف عليه السلام، و احتمال الأذى الذي تعرض له من اخوته .. اخذوه غدرا و تركوه بكل قسوة قلب في البئر وحيدا يصارع خوفه و جوعه ووحدته .. و فرقوا بينه و بين أبيه .. لم يرحموا قلب أبيهم و لا ضعف أخيهم الغلام ..
فما كان رده على ظلم اخوته الا أن قال (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين)

احتمال الأذى من الاصدقاء : و من أعظم الأذى الذي يتعرض له الانسان هو الأذى من الصديق القريب منك ، الذي يعلم سرك ، ثم ثنقلب ضدك فيذيع السر و يخون الأمانة ، و لكن حتى مع الغدر و الخيانة ، فالعفو عنه مطلوب و احتمال الأذى منه مأجور عليه بإذن الله ، بل حتى اغفر له ، و إن هجرته فاهجره بالحسنى .. ( و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) الشورى 43
{ واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا } سورة المزمل
و الهجر الجميل هو الذي لا عتاب معه و لا ردا للأذى بأذى مثله
و كل احتمال للأذى بهذه النية فهو احتمال في سبيل الله و جدير بالأجر و المثوبة ان شاء الله
"ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما ءاذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون"

عن وهب قال: " احتمال الذل خير من انتصارٍ يزيد صاحبه قمأة " سير أعلام النبلاء.

لما قدم حاتم الأصم إلى أحمد بن حنبل قال له أحمد بعد بشاشته به: أخبرني كيف التخلص إلى السلامة؟
فقال له حاتم: بثلاثة أشياء.
فقال أحمد: ما هي؟
قال: تعطيهم مالك ولا تأخذ مالهم، وتقضي حقوقهم ولا تطالبهم بقضاء حقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم.
فقال أحمد: إنها لصعبة.
قال حاتم: "وليتك تسلم" سير أعلام النبلاء.

قال هشام بن عروة: قال أبي: " رُب كلمة ذُل احتملتها أورثتني عزًّا طويلاً " البداية والنهاية.

قال علي بن الحسين: " ما يسرني أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم " البداية والنهاية.

قال أحد العلماء: " واعلم أنه ليس حسن الخلق مع الزوجة كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم " إحياء علوم الدين.

قال الغزالي: " اعلم أنّه ليس حق الجوار كف الأذى فقط بل احتمال الأذى، ولايكفى احتمال الأذى بل لابد من الرفق، وإسداء الخير والمعروف " إحياء علوم الدين.

يروى أن رجلاً شتم المهلب بن أبي صفرة فلم يجبه فقيل له: لم حلمت عنه؟ قال المهلب: لا أعرف مساوئه، وكرهت أن أبهته بما ليس فيه.

عن غيلان بن جرير قال: ارتث زيد بن صوحان يوم الجمل، فدخلوا عليه، فقالوا: أبشر بالجنة.
قال: تقولون قادرين، أو النار فلا تدرون، إنا غزونا القوم في بلادهم، وقلنا أميرهم، فليتنا إذ ظلمنا، صبرنا.

قال الحسن البصري: بعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام، فقال: الحمد لله الذي حشرني راكباً.

وقيل: إن ابن الزبير بارز الأشتر، وطالت المحاولة بينهما حتى إن ابن الزبير قال:
اقتلوني ومالكا *** واقتلوا مالكا معي

عن قتادة، أن ابن المسيب كان إذا أراد أحد أن يجالسه قال: إنهم قد جلدوني، ومنعوا الناس أن يجالسوني.

قال أبو المليح الرقي: حدثني غير واحد أن عبد الملك ضرب سعيد بن المسيب خمسين سوطاً، وأقامه بالحرة، وألبسه تبان شعر، فقال سعيد: لو علمت أنهم لا يزيدوني على الضرب ما لبسته، إنما تخوفت من أن يقتلوني، فقلت: تبان أستر من غيره.

عن أبي حصين، قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة، فقلت: إن هذا الرجل قادم -يعني خالد بن عبد الله-، ولا آمنه عليك، فأطعني واخرج.
فقال: والله لقد فررت حتى استحييت من الله.
قلت: إني لأراك كما سمتك أمك سعيدا.
فقدم خالد مكة، فأرسل إليه فأخذه.

عن عثمان بن بوذويه قال: كنت مع وهب وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل ابن عامر، فقال له وهب: يا أبا عبد الله، كم لك منذ خفت من الحجاج ؟ قال: خرجت عن امرأتي وهي حامل، فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه.
فقال وهب: إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء، عده رخاء، وإذا أصابه رخاء، عده بلاء.

قال سالم بن أبي حفصة لما أتي الحجاج بسعيد بن جبير قال: أنا سعيد بن جبير، قال: أنت شقي بن كسير، لأقتلنك.
قال: فإذاً أنا كما سمتني أمي، ثم قال: دعوني أصلي ركعتين.
قال: وجهوه إلى قبلة النصارى.
قال: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)، وقال: إني أستعيذ منك بما عاذت به مريم. قال: وما عاذت به؟ قال: قالت: (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً).
ثم قال ابن عيينة: لم يقتل بعد سعيد إلا رجلاً واحد.

وعن عتبة مولى الحجاج، قال: حضرت سعيدا حين أتى به الحجاج بواسط، فجعل الحجاج يقول: ألم أفعل بك؟! ألم أفعل بك؟! فيقول: بلى.
قال: فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا؟ قال: بيعة كانت علي -يعني لابن الاشعث- فغضب الحجاج وصفق بيديه، وقال: فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى.
وأمر به، فضربت عنقه.
وقيل: لو لم يواجهه سعيد بن جبير بهذا - لاستحياه كما عفا عن الشعبي لما لاطفه في الاعتذار.

قال سليمان التيمي: كان الشعبي يرى التقية، وكان ابن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أتي بالرجل -يعني ممن قام عليه- قال له: أكفرت بخروجك علي؟ فإن قال نعم، خلى سبيله.
فقال لسعيد: أكفرت؟ قال: لا.
قال: اختر أي قتلة أقتلك.
قال: اختر أنت؛ فإن القصاص أمامك.

قدم عروة بن الزبير على الوليد حين شئفت رجله، فقيل: اقطعها، قال: أكره أن أقطع مني طائفا، فارتفعت إلى الركبة، فقيل له: إنها إن وقعت في ركبتك قتلتك.
فقطعها، فلم يقبض وجهه.
وقيل له قبل أن يقطعها: نسقيك دواء لا تجد لها ألما؟ فقال: ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.

إن أبا قلابة ممن ابتلي في بدنه ودينه، أريد على القضاء، فهرب إلى الشام، فمات بعريش مصر سنة أربع، وقد ذهبت يداه ورجلاه، وبصره، وهو مع ذلك حامد شاكر.

هذه سمية رضي الله عنها أول شهيدة في الإسلام فقد طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها، فماتت على إثرها، وكانت سمية رضي الله عنها حين استشهدت امرأة عجوزاً، فقيرة، متمسكة بدينها، ثابتة عليه لا يزحزحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين.

1- (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ).

2- (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).

3- (ألَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيب).

4- إن غدًا لناظره قريب.

5- أجمل انتصار تحققه إن أنت عرفت كيف تجعل من عدوك صديقاً.

6- لا خير في المرء أن يعمل شراً، ولو مع أعدائه.

7- من عرف الدنيا لم يحزن للبلوى.

8- سُئِل حكيم: بم ينتقم الإنسان من عدوه؟ فقال: بإصلاح نفسه.

9- حبذا كدر أورث نجحا، وشوكة أجنت ثمرا.

10- اثنتان لا تنساهما أبداً: ذكر الله والموت، واثنتان لاتتذكرهما أبداً: إحسانك إلى الناس، وإساءة الناس إليك.

11- عندما تحب عدوك يحس بتفاهته.

12- الْحَليمُ مَطِيَّةُ الْجَهُولِ. الحليم يتوطأ للجاهل فيركبه بما يريد، فلا يجازيه عليه كالمطية. يضرب في احتمال الحليم للأذى.

13- غَمَراتٌ ثُمَّ يَنْجَلِينَ. يضرب فى الصبر على الشدة رجاء انكشافها.

14- عند الصَّبَاح يَحْمدُ القومُ السُّرَى. يضرب مثلا للأمر يُنال بالمشقة ويُوصل إليه بالتعب.

15- مَنْ ساغَ رِيقَ الصَّبْرِ لمْ يَحْقَلْ. والحقل داء من أدواء البطن. والصبر هنا الدواء. يضرب في الحث على احتمال أذى الناس.

16- طَوَيَتُهُ عَلَى بِلاَلِهِ. معناه: احتملت أذاه، وأغضيت عن مكروهه. وأصله أن أصحاب المواشي إذا استغنوا عن الأوطاب عند ذهاب الألبان طووها وهي مبتلةٌ، وتركوها إلى وقت الحاجة إليها، فيضرب مثلاً لاحتمالك أذية الرجل لبقية ودك عنده، أو لما تنتظر من مراجعته إلى حسن الحال بينك وبينه.

17- لم تُبْنَ البيوت على المحبة. أي ربما اجتمع القوم على غير رضا بعضهم ببعض، ومحبة بعضهم لبعض، ولكن حاجة كل واحدٍ منهم إلى الآخر تجمعهم، معناه: اصبر على أذية صديقك وأهلك؛ فإن حال الناس مع أهلهم وأصدقائهم مثل حالك.

18- قال أحدهم: وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام

19- قال أحدهم: إذا ابتليت بشخص لا خلاق له *** فكن كأنك لم تسمع وكأنه لم يقل


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
»|¤|« احتمال الأذى »|¤|«
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: