الجنس : العمر : 37 المدينة المنورة التسجيل : 11/03/2012عدد المساهمات : 24
موضوع: ۞▒◄ احتساب الأجر والثواب ►▒۞ السبت 17 مارس 2012, 2:54 am
۞▒◄ احتساب الأجر والثواب ►▒۞
احتساب الأجر عباده عظيمة تدفع للعمل احتساب الأجر مفتاح الحياة حياة السعادة والاطمئنان ، المحتسب لا يطلب الأجر من غير الله فهو يعمل لله { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا } هذا المحتسب طعم الحياة بالنسبة له مختلفة إنه يسير إلى الله لا يلهيه عن ذكره شيء إن احتسابه يهون عليه المصاعب والمشاق في سبيل الله
يقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[البقرة: 218].
الاحتساب يدر عليك الحسنات من حيث لا تشعر ويضاعف لك العمل وأنت تؤجر قال عمر رضي الله عنه [ أيها الناس احتسبوا أعمالكم فأن من أحتسب عمله كتب له أجر عمله وأجر حسبته ] . بالاحتساب تحافظ على نشاط عبادتك فأن نفسك إذا شعرت بالثواب العاجل جدت واجتهدت في العمل فكيف إذا كان الثواب عند الله أعظم وأعظم شيء في العاجل وكثير هي الآجل إنك ترى الناس في أعمال الدنيا يتفانون في إتقانها ابتغاء الأجور والمكاسب وكلما كثر الراتب كثر العمل وأهل التجارات يصفون الدعايات وتجد على الشعارات بادر لاتدع الفرصة تفوتك . . لماذا ؟ . لأن النفس تسعى حين يبذل لها المقابل وإذا كان أهل الدنيا ينشطون بالمحفزات . . فكيف بأهل الآخرة الذين ينشطون إلى فعل الخيرات لأجل الباقيات الصالحات وجنة عرضها السماوات فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إنها فعلاً المحفز العظيم ولذلك كان هذا شعار الصحابة رضوان الله عليهم في جهادهم ينطلقون لاستشهادهم . . وإن خبيبا رحمه الله قال : ولست أبالي حين أُقتل مسلماً *** على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلوً ممزعي
عن أبيّ- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ اللّه- عزّ وجلّ- فرض صيام رمضان، وسننت قيامه. فمن صامه وقامه احتسابا، خرج من الذّنوب كيوم ولدته أمّه" [رواه أحمد في المسند (3/ 660)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح].
عن أبي مسعود البدريّ- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبها، كانت له صدقة" [رواه مسلم (1002)]
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من اتّبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا، وكان معه حتّى يصلّى عليها ويفرغ من دفنها فإنّه يرجع من الأجر بقيراطين، كلّ قيراط مثل أحد، ومن صلّى عليها ثمّ رجع قبل أن تدفن فإنّه يرجع بقيراط" [رواه البخاري- الفتح 1 (47)].
عن حميد قال: سمعت أنسا يقول: أصيب حارثة يوم بدر- وهو غلام- فجاءت أمّه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللّه قد عرفت منزلة حارثة منّي، فإن يك في الجنّة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع؟. فقال: "ويحك- أو هبلت - أو جنّة واحدة هي؟ إنّها جنان كثيرة، وإنّه لفي جنّة الفردوس" [رواه البخاري- الفتح 11 (6550)].
عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قام فيهم فذكر لهم "أنّ الجهاد في سبيل اللّه والإيمان باللّه أفضل الأعمال" فقام رجل فقال: يا رسول اللّه أرأيت إن قتلت في سبيل اللّه تكفّر عنّي خطاياي؟. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "نعم، إن قتلت في سبيل اللّه وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر". ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "كيف قلت"، قال: أرأيت إن قتلت في سبيل اللّه أتكفّر عنّي خطاياي؟. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "نعم، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلّا الدّين، فإنّ جبريل عليه السّلام قال لي ذلك" [رواه مسلم (1885)].
عن أبيّ بن كعب- رضي اللّه عنه- قال: كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة، فكان لا تخطئه الصّلاة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال:فتوجّعنا له. فقلت له: يا فلان لو أنّك اشتريت حمارا يقيك من الرّمضاء، ويقيك من هوامّ الأرض. قال:أما واللّه! ما أحبّ أنّ بيتي مطنّب "4" ببيت محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: فحملت به حملا "5" حتّى أتيت نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخبرته. قال: فدعاه، فقال له مثل ذلك، وذكر له أنّه يرجو في أثره "6" الأجر، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ لك ما احتسبت" [رواه مسلم (663)].
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدّنيا ثمّ احتسبه إلّا الجنّة" [رواه البخاري- الفتح 11 (6424)].
الاحتساب الذي يعطي كل اليوم وكل الأعمال معنى العبودية { وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتكلون }. الاحتساب { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله }. الاحتساب { جزاءهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } . الاحتساب { يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين } . الاحتساب الذي جعلهم يتحملون الآم الجراح للذين أصبهم القرح في غزوة أحد فقال الله يمدحهم { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } . الاحتساب الذي يساعد على التصبر في الاستمساك بالكتاب { الذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين} . الاحتساب هذا الذي يجعلهم يتواصلون في حلق النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتخلفون عن مغازية { ما كان لأهل المدنية ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه } . لماذا لا يتخلفون؟ لماذا لا يتركون الذهاب معه ؟ { ذلك بأنه لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطأ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدواً نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح } الكفار يغتاظون والمؤمنون يؤجرون . الاحتساب الذي يسهل مرارة الصبر { واصبر فأن الله لا يضيع أجر المحسنين } . الاحتساب الذي يجعل النفس تتقو إلى المراتب العليا وتصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله كما كان لنبي الله يوسف بن يعقوب الذي قال { ها أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فأن الله لا يضيع أجرى المحسنين } . الاحتساب الذي يجعل الداعية يمضي إلى الله لا يريد من الله إلا الأجر { قل ما أسألكم } لا يريد من الناس شيئاً ولا يريد الأجر إلا من الله { قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً } . الاحتساب الذي يجعل النفس تجود بالمال { إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ولهم أجرُ ُ كريم } .
قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه: "أيّها النّاس، احتسبوا أعمالكم، فإنّ من احتسب عمله، كتب له أجر عمله وأجر حسبته" [عمدة القارئ شرح صحيح البخاري(2/223)]
قال خبيب- رضي اللّه عنه- عند ما أراد قتله بنو الحارث بن عامر بن نوفل: فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أيّ جنب كان للّه مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزّع" [البخاري- الفتح 7 (3989)].
عن قتادة في قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ* أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) قال: من استطاع أن يستوجب للّه في مصيبته ثلاثا (الصّلاة والرّحمة والهدى) فليفعل ولا قوّة إلّا باللّه. فإنّه من استوجب على اللّه حقّا بحقّ أحقّه اللّه له، ووجد اللّه وفيّا [الدر المنثور (1/ 377- 378).]
احتساب الأجر أيها الأخوة والأخوات . . هذا الذي يدفع عن العبد الرياء والسمعة والخواطر السيئة أنه لا يريد ثناءاً من الناس ولا مدحاً أنه يريد الأجر من رب العالمين عن أبي هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معه حتى يُصلى عليها ويفرغ من دفنها فأنه يرجع من الأجر بقيراطين . كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فأنه يرجع بقيراط ] . يقول ابن الأثير رحمه الله : الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر هذا تعريفه : البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر وباستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المشروع طلباً للثواب ونجاة من العقاب .
يقول الله سبحانه وتعالى في الاحتساب في المصيبة { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } ما هو أجرهم ؟ . . { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون } ويقول الله سبحانه وتعالى { والذي صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار } ما هي ؟ . . قال تعالى { جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آباءهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } .
الاحتساب عند موت الأحباب يقول الله تعالى [[ ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم أحتسبه إلا الجنة ]] الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي الآخر الصحيح [[ يا أبن أدم أن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرضى لك ثواباً دون الجنة ]] .
الاحتساب عند فقد الأبناء وهي التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ابنته يقول لها [ إن لله ما أخذ ولـه ما أعطى وكلً عنده بأجل مسمى فلتصبر وتحتسب ] هكذا تبلغ وصية النبي عليه الصلاة والسلام .
ما الذي يجعل أقدام المؤمنين تثبت في ميادين المعارك ؟ إنه الاحتساب عن أبي قتاده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم [ أن الجهاد في سبيل الله والأيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال : يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب ] كل خطاياه تكفر بشرط [ وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت : قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله أن تكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم وأنت صابر محتسب مُقبل غير مدبر إلا الدين فأن جبريل عليه السلام قال لي ].
الاحتساب الذي يجعل الأجر والثواب مُضاعف غاية المضاعفة [ ما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريفُ ُ في الجنة ] يعني ثمار مُجتناة مقطوفة [ ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة ] .
قال ابن كثير في قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) أي تسلّوا بقولهم هذا عمّا أصابهم وعلموا أنّهم ملك للّه يتصرّف في عبيده بما يشاء. وعلموا أنّه لا يضيع لديه مثقال ذرّة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنّهم عبيده وأنّهم إليه راجعون في الدّار الآخرة. [تفسير ابن كثير (1/ 198)]
وقال الماورديّ في سياق تفسير هذه الآية يعني إذا أصابتهم مصيبة في نفس أو أهل أو مال قالوا: إنّا للّه: أي نفوسنا وأهلونا وأموالنا للّه، لا يظلمنا فيما يصنعه بنا وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يعني بالبعث في ثواب المحسن ومعاقبة المسيء [تفسير الماوردي (1/ 210).]
ما هو أثر الاحتساب في زيادة الآجر ؟ إن له أثراً عظيماً ، فلو أن العبد حين ينوي فعل العبادة استحضر ما يمكن استحضاره من الأجور والثواب عن العمل استحضر قصد وجه الله . . استحضر أنه يعمل لنيل مرضاة الله . . استحضر العمل لنيل الجنة . . استحضر العمل هذا الوقاية من النار . . استحضر الأجر الخاص لعمل أن كان علمه في نص من النصوص الصحيحة . . فإن كل ذلك يزيد من أجره ويضاعف ثوابه . . وإذا كانت العقلية التجارة تريد إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد فإن عقل المؤمن هو الذي يجعله يستحضر نيات كثيرة في العمل . أنت لو تزوجت ماذا تستحضر بعملك ؟ .
إعفاف نفسك واحد . . إعفاف الزوجة صار الأجر أكثر اثنين . . ابتغاء الولد ثلاثة . . أن تنفق عليه وتربية أربعة . . أن تبني علاقات مع قوم من المسلمين صاهرتهم خمسة . . أن تنفق على الزوجة سته . . وهكذا من المقاصد الحسنة الصالحة في الزواج كلما استحضرت أعمال أكثر مقاصد أكثر علماً زاد الأجر أكثر . . وهكذا في الصلاة . . وفي الصيام وفي البيع والشراء . . وفي النوم وفي النوم إذا احتسبت به القيام لصلاة الليل لصلاة لفجر وأنت نشيط لإيقاظ أهلك لصلاة الفجر وأولادك . . للقيام للعمل ، لتسعى على الأهل والأولاد فإن لك بذلك أجور مضاعفه ولذلك قالوا النية أبلغ من العمل لأن الاحتساب يكون بنية في القلب وكلما زادت النوايا الحسنة تضاعفت الأجور ولذلك يكون بعض الناس في مراتب عند الله أعلى من أناس مع أن صورة العمل واحدة . . ورب عمل صغير تكبره النية وعمل كبير تصغره النية . . بحسب النية أن كانت صالحة أو غير ذلك .
ولتأخذ مثالاً بقراءة القرآن كم من النيات يمكن أن تستحضر بقراءة القرآن . . واحد ابتغاء الشفاعة ليشفع لك القرآن يوم الدين لأنه يأتي يوم القيامة مع الصيام يشفعان للعبد يوم القيامة يقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان . . تريد نية الاستظلال من حر شمس يوم الدين [ البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما ] . . تريد مُضاعفة الأجر بهذه السور والحروف فأن لك بكل حرف حسنه والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء . . تريد الوقاية من النار [ لو أن القرآن جعل في إيهاب ] وهو: جسد الحافظ [ ثم القي في النار ما احترق ] رواه أحمد وصححه الألباني . . تريد بنية في قراءة القرآن أن تعمر قلبك به [ إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ] حديث حسن صحيح قاله الترمذي وضعفه بعض أهل العلم . . تريد أن ترتفع درجتك في الجنة يقال لقارئ القرآن [ اقرأ وأرقا ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند أخر آيه تقرأها ] . . تريد أن تستعمل هذا القرآن لشفاء قلبك من الشبهات مرض الشهوات { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } . . تريد أن تقرأه ليطمئن قلبك بأذن الله { وننزل من القرآن ما هو شفاء } وقال { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } . . تريد أن يحيا قلبك بالقرآن قال مالك بن دينار [ يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ] القرآن على القلب كالغيث على الأرض إذا لم يؤثر فالقلب ميت . . تريد أن تحصن من المعاني في القلب وأعمال القلب الصالحة بقراءة القرآن من الخوف والرجاء والمحبة والحياء والصدق والانكسار والإخلاص لله سبحانه وتعالى واليقين والتوكل أنت على نيتك . . تريد من وراء قراءة القرآن أن تؤجر على تعلمه . . تريد من وراء قراءة القرآن أن تؤجر على تعليمه [ خيركم من تعلم القرآن وعلمه ] . . تريد أن تكون قدوه ليجدك وأنت تقرأ من يجدك من المسلمين فيتحمس لذلك وأن أولادك إذا رأوك يقتفون أثرك فأن لك من الأجر ما نويت .
ما هي الأشياء التي تدفع للاحتساب ؟ . ما هي الأمور التي تحملنا على الاحتساب ؟ . أن نعلم أن هذا الاحتساب أولاً . . يكسبنا محبة الله { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } { إن الله يحب المتقين } { إن الله يحب التوابين } . فالله يحب هذه الصفات فإذا حرصنا عليها كنا مِن مَن يحبهم الله . . فإذا استحضرت أن الله يحب الإحسان فأنت تحرص عليه . . وأن الله يحب التقوى فأنت تحرص عليها . . وأن الله يحب العدل فأنت تحرص عليه { إن الله يحب المقسطين } يعني أهل العدل . . وتأمل قولـه { ويحب المتطهرين } إذا غسلت ثوبك من النجاسة الذي يحملك على احتساب الأجر في غسل النجاسة ما هو ؟ الناس يغسلون النجاسات اليوم بنيه وبغير نية وإذا أصاب ثوبه نجاسة سارع إلى غسله لكن منهم من يستحضر نية { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ومنهم من لا يفكر في ذلك .
احتساب الأجر له فوائد عظيمة . . أولاً: منع تحول العبادات إلى عادات ، لأن الاحتساب يجعلك لا تصلي بشكل آلي ، ولا تصوم تقليدًا للناس ، ولا تحج ترويحاً عن النفس واستكشاف واستطلاع . . وإنما تحج ابتغاء وجه الله ، وتعتمر ابتغاء وجه الله ، وتصوم ابتغاء وجه الله وتصلي ابتغاء وجه الله . . ليس مجاملة للضيوف ، ومن صلى خشية عقاب المدرسين في المدرسة ، أو صلى مجاملة للضيوف ، أو صلى بالإحراج ، أو صلى لأن زوجته تلح عليه أن يصلي فليس له عند الله من خلاق . . لقد صلى الولد لكثرة ضغط أهله عليه . . ممكن هذا الضغط في البداية يتحول بعد ذلك إلى شيء لله ، كما أن بعض الناس من الذين يعملون أعمال من الحسنات ابتغاء أجور دنيوية ، فيحفظ الولد للجائزة ، ممكن يتحول بعد ذلك لله لكن هؤلاء الذي يعملون الأعمال الصالحة ليس لله وإنما للتخلص من ضغط وحرج المخلوقين ولا ألا يقولوا عليهم عنهم كذا وكذا فليس لهم عند الله من نصيب .
الاحتساب يمنع تحول العبادات إلى عادات . الاحتساب يجعل العادات تنقلب إلى عبادات [ في بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر . قال : أرايتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ] [ وفي بضع أحدكم صدقه ] الجماع إتيان الزوجة والأمة التي يتملكها ملكاً شرعياً . . وليس الخدامة !!! التي يقول بها هؤلاء الجهلة أهل الانحراف واتباع الشهوات . . إتيان الزوجة أو الأمة بالحلال لماذا يؤجر ؟ . عباده . . نوى قضاء حق الزوجة . . نوى عف نفسه . . نوى المعاشرة بالمعروف . . نوى طلب الولد الصالح . . نوى كف نفسه عن الحرام . . نوى كف نفسه عن النظر إلى الحرام . . نوى كف نفسه عن الفكر في الحرام . . نوى كف نفسه عن الهم بالحرام . . إنها مقاصد عظيمة في إتيان الزوجة . . . قال شيخ الإسلام بن تيميه ( وذلك أن المؤمن عند شهوة النكاح يقصد أن يعدل عن ما حرمه الله إلى ما أباحه الله ويقصد فعل المباح معتقداً أن الله أباحه ) . . فأنت إذا فعلت المباح بنيه شكر الله على إباحته متعبداً الله بإباحته فإن بعض الناس المنحرفين يحرمون ما أحل الله فأنت تأخذ بما أباحه الله وتأخذ برخصة الله سبحانه وتعالى . . قال ( ويقصد فعل المباح معتقداً أن الله أباحه وقال وأما إذا فعل المؤمن ما أبيح له قاصداً العدول عن الحرام إلى الحلال لحاجته إليه فأنه يثاب على ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ وفي بضع أحدكم صدقه ] ) وقال شيخ الإسلام ( فالمؤمن إذا كانت له نية أتت على عامة أفعاله وكانت المباحات من صالح أعماله لصلاح قلبه ونيته ) .
ثالثاً : من فوائد الاحتساب . . نيل محبة الله تعالى . رابعاً : كمال الأيمان . خامساً :الفوز بالجنة . سادساً : النجاة من النار . سابعاً : حصول السعادة وقرة العين . ثامناً : احتساب الطاعات يجعلها خالصة لله . تاسعاً : يهون المشاق والمكاره ويصبر . عاشراً : يدفع الحزن ويجعل العبد راضياً بقضاء الله محسناً الظن بالله . . فيه علاقة كبيرة بين احتساب الأجر وحسن الظن بالله .