۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الأمين

عضو جديد  عضو جديد
الأمين


الجنس : ذكر
العمر : 36
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 11/03/2012
عدد المساهمات : 31

▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏   Empty
مُساهمةموضوع: ▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏    ▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏   Icon_minitimeالجمعة 16 مارس 2012, 11:09 pm

▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏   0812091137595Iwq

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

إن الثبات على الدين مطلب عظيم ورئيس لكل مسلم صادق يحب الله ورسوله، ويريد سلوك طريق الحق والاستقامة بعزيمة ورشد، والأمة الإسلامية اليوم أحوج ما تكون إلى الثبات خاصة وهي تموج بأنواع الفتن والمغريات، وأصناف الشهوات والشبهات، فضلاً عن تداعي الأمم عليها, وطمع الأعداء فيها.

ومما لا شك فيه أن حاجة المسلم اليوم لعوامل الثبات أعظم من حاجة أخيه المسلم إلى ذلك في القرون السالفة؛ وذلك لكثرة الفساد وندرة الإخوان، وضعف المعين وقلة الناصح والناصر في هذا الزمان, وأهم عوامل الثبات: صحة الإيمان وصلابة الدين؛ ذلك أن الإيمان له قوته الإيجابية التي تعمل على تنمية المشاعر وتنقيتها، وأن القوة الإيمانية تترك بصماتها على الفرد والجماعة, وعلى سائر اتجاهات السلوك الإنساني، ومتى صح الإيمان ورسخت حلاوته في قلب المؤمن رزقه الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد, وكلما كان قوياً في إيمانه، صلباً في دينه صادقاً مع ربه كلما ازداد ثباته وقويت عزيمته, قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) سورة الأحزاب.

إنهم لما صدقوا في إيمانهم مات من مات منهم وهو ثابت لم يبدل ولم يغير؛ بتوفيق الله وتثبيته لهم, وبين –سبحانه- أن من كان مثلهم فمصيره مصيرهم حيث قال: {وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ} أي الموت وهو على عهده الحق مع الله.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

1- قال الله نعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:112).
2- قال تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران:83).
3- قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (النساء:125).
4- قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:14).
5- قال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:14).
6- قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجن:14-15).
7- قال تعالى: (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) [آل عمران:193].
8- قال نعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات:14].
9- قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) [البقرة:177].
10- قال تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) [التوبة:19].

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

ومن عوامل الثبات على دين الله تدبر القرآن والعمل به؛ فالقرآن هو كتاب الله الخالد، ومعجزة رسوله الباقية ونعمته السابغة وحكمته الدامغة, وهو ينبوع الحكمة وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، أنزله الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- لنقرأه تدبراً, ونتأمله تبصراً، ونسعد به تذكراً، ونجتهد في إقامة أوامره ونواهيه، وعلماً تزداد البصائر فيه تأملاً فيزيدها هداية وثباتاً وتبصراً؛ قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (32) سورة الفرقان.وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص.

لقد أنزل الله القرآن ليكون بشيراً ونذيراً، وهادياً إلى ما ارتضى له من دينه, وسلطاناً أوضح به وجهة دينه، ودليلاً على وحدانيته، ومرشداً إلى معرفة عزته وجبروته، ومفصحاً عن صفات جلاله وعلو شأنه وعظيم سلطانه، وحجة لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أرسله به، عَلَماً على صدقه، وبيِّنة على أنه أمينه على وحيه والصادع بأمره، فما أشرفه من كتاب يتضمن صدق متحمله، بيَّن فيه سبحانه أن حجته كافية هادية، لا يحتاج مع وضوحها إلى بينة تعدوها أو حجة تتلوها، والقرآن الكريم وسيلة التثبيت الأولى للمؤمنين، ولقد أنزل الله القرآن العظيم منجَّماً مفصلاً، وجعل الغاية منه هي التثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلم.

إن القرآن الكريم أعظم مصدر للتثبيت؛ لأنه يزرع الإيمان ويقوي الصلة بالله، كما أنه العاصم من الفتن وكيد الشيطان وغوايته، كما أنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع على ضوئها أن يُقوِّم الأوضاع التي من حوله تقييماً صحيحاً, كما أن القرآن بما اشتمل عليه من أحكام وأصول وقواعد وحكم وقصص، يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين ومن سار على دربهم, فإن عُلم ذلك كله لزم على من أراد الثبات في الدنيا والآخرة، والفوز بالنعيم المقيم، أن يتخذ القرآن سميره وأنيسه، وأن يجعله رفيقه وجليسه فلا يقتصر على النظر فيه بل يحمل نفسه على العمل به, نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، ونسأله الثبات على دينه حتى الممات. اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا). قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). قال: صدقت.
قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
قال: فأخبرني عن الساعة ؟
قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل).
قال: فأخبرني عن أمارتها؟
قال: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان).
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال لي: (يا عمر، أتدري من السائل؟)
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) رواه مسلم.
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن للإسلام صوى ومناراً كمنار الطريق، من ذلك : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتسليمك على بني آدم إذا لقيتهم، وتسليمك على أهل بيتك إذا دخلت عليهم؛ فمن انتقص منهن شيئاً فهو سهم من الإسلام تركه، ومن يتركهن فقد نبذ الإسلام وراء ظهره) أخرجه الحاكم في مستدركه، والبيهقي في شعبه، والطبراني في مسند الشاميين، وأبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني.
3- عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه البخاري ومسلم.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

إن الصبر من أجلِّ صفات النفس وأعلاها قدراً وأعظمها أثراً؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّبْرُ ضِيَاءٌ)4. فالصبر من أعظم الأمور والعوامل المعينة على الثبات؛ ذلك أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى, والجوارح عن التشويش؛ فالصبر إذن أعظم مظهر من مظاهر الثبات، ولقد أمرنا الله تعالى به فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (153) سورة البقرة.وقال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (200) سورة آل عمران.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

ومن عوامل الثبات على المنهج الحق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها : صفة اليقين والرضا بقضاء الله وقدره , فهما من أعظم الأسباب المعينة على الثبات ؛ ذلك أن اليقين هو جوهر الإيمان. ومما يعينك على الثبات : التزام شرع الله والعمل الصالح ؛ قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم.

قال قتادة : " أما في الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وفي الآخرة في القبر. بل قد قال سبحانه : { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا } (66) سورة النساء.

أي على الحق ؛ ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يثابر على الأعمال الصالحة ، " وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل " .

ومن العمل الصالح الذكر؛ فالذكر هو حياة القلوب ، وشفاء الصدور وجلاء الأحزان وأنس المستوحشين وأمان الخائفين ، فضله عظيم ، وأثره عميم ، وهو من أعظم أسباب التثبيت في الجهاد وغيره.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " فيض القدير شرح الجامع الصغير.

2- كان من فقه ابن مسعود رضي الله عنه أن يقول في دعائه : " اللهم زدني إيمانا وفقها " الدر المنثور في التفسير بالمأثور.

3- قال معاذ -رضي الله عنه- لرجل : " اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً " كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام.

4- قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: " الْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ " حلية الأولياء.

5- عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أَنَهُ كَتَبَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: " إِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ، وَشَرَائِعَ ، وَحُدُودًا ، وَسُنَنًا، فَمَنْ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلْ الْإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ، حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ " فتح الباري.

6- قال شيخ الإسلام: " من كان إيمانه أقوى من غيره كان جنده من الملائكة أقوى " النبوات لابن تيمية.

7- قال أيضاً: "ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان" مجموع الفتاوى.

8- قال - رحمه الله -: "رفع الدرجات و الأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان" مجموع الفتاوى.

9- قال قتادة في قوله تعالى: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) (إبراهيم:27). قال: " أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر " تفسير ابن كثير.

10- قال أبو العالية: " إن الله تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه؛ وتصديق ذلك في كتاب الله (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)، ومن توكل عليه كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، ومن أقرضه جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)؛ ومن استجار من عذابه أجاره، وتصديق ذلك في كتاب الله (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً)، والاعتصام الثقة بالله، ومن دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) " سير أعلام النبلاء.

11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " الدين القائم بالقلب من الإيمان علمًا وحالاً ، هو الأصل ، والأعمال الظاهرة هي الفروع ، وهي كمال الإيمان ؛ فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه " مجموع الفتاوى.

12- عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : ( الْإِيمَانُ : أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَبِلِقَائِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ) قَالَ : مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : ( الْإِسْلَامُ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ).
* يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فلما ذكر الإيمان مع الإسلام ، جعل الإسلام هو الأعمال الظاهرة : الشهادتان ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج . وجعل الإيمان ما في القلب من الإيمان بالله وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر" مجموع الفتاوى.

13- قال القاضي عياض : " أطلق الشرع في غير موضع الإيمان على العمل ، وحقيقة الإيمان مجرد التصديق المطابق للقول والعقد وتمامه بتصديق العمل بالجوارح ، فهكذا أجمعوا أنه لا يكون مؤمن تام الإيمان إلا باعتقاد وقول وعمل ، وهو الإيمان الذي ينجى رأساً من نار جهنم ، ويعصم المال والدم.
وإذا كان هكذا من الارتباط والاشتراط صلح إطلاق اسم الإيمان على جميعها وعلى بعضها من عقد أو قول أو عمل.
وعلى هذا فلا يشك أن التصديق والتوحيد أفضل الأعمال ؛ إذ هو شرط فيها " إكمال المعلم.

14- قال ابن بطال رحمه الله : " قوله تعالى : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } حجة في أن العمل تنال به درجات الجنة ، وأن الإيمان قول وعمل ، ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل : أي العمل أفضل ؟ فقال : ( إِيمَانٌ بِاللَّهِ ) ثم ذكر الأعمال معه في جواب السائل.
فإن قيل : أليس قد تقدم من قولكم أن الإيمان هو التصديق ؟ قيل : التصديق هو أول منازل الإيمان ويوجب للمصدق الدخول فيه ، ولا يوجب له استكمال منازله ، ولا يقال له مؤمن مطلقاً ؛ لأن الله تعالى فرض على عباده فرائض ، وشرع شرائع ، لا يقبل تصديق من جحدها ، ولم يرض من عباده المؤمنين بالتصديق والإقرار دون العمل " شرح صحيح البخاري لابن بطال.

15- قال أبو العباس القرطبي : " قوله عليه الصلاة والسلام وقد سئل عن أفضل الأعمال ( الإيمان بالله ) يدل على أن الإيمان من جملة الأعمال وهو داخل فيها ، ولا يلتفت لخلاف من قال : إن الإيمان لا يُسمى عملاً ، لجهله بما ذكرناه ، ولا يخفى أن الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال كلها ، لأنه متقدم عليها ، وشرط في صحتها ، ولأنه من الصفات المتعلقة ، وشرفها بحسب متعلقاتها ، ومتعلق الإيمان هو الله تعالى وكتبه ورسله ، ولا أشرف من ذلك ، فلا أشرف في الأعمال من الإيمان ولا أفضل منه . المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم بتصرف يسير.

16- قال النووي : وأما قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل أي الأعمال أفضل؟ فقال : ( إيمان بالله ورسوله ) ففيه تصريح بأن العمل يطلق على الإيمان ، والمراد به والله أعلم الإيمان الذي يدخل به في ملة الإسلام ، وهو التصديق بقلبه والنطق بالشهادتين ، فالتصديق عمل القلب ، والنطق عمل اللسان ، ولا يدخل في الإيمان ههنا الأعمال بسائر الجوارح كالصوم والصلاة والحج والجهاد وغيرها، لكونه جُعل قِسماً للجهاد والحج ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إيمان بالله ورسوله ) ولا يقال هذا في الأعمال ، ولا يمنع هذا من تسمية الأعمال المذكورة إيماناً " شرح صحيح مسلم.

17- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكان من مضى من سلفنا ، لا يفرقون بين الإيمان والعمل ، العمل من الإيمان ، والإيمان من العمل ، وإنما الإيمان اسم يجمع الإقرار باللسان والتصديق بالقلب ، ويصدقه العمل ، فمن آمن بلسانه ، وعرف بقلبه ، وصدّق بعمله ، فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ومن قال بلسانه ، ولم يعرف بقلبه ، ولم يصدق بعمله ، كان في الآخرة من الخاسرين وهذا معروف عن غير واحد من السلف والخلف ، أنهم يجعلون العمل مصدقاً للقول " مجموع الفتاوى.

18- يقول الحافظ ابن رجب: " والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية ، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان ، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم ، وأنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكاراً شديداً " جامع العلوم والحكم.

19- يقول ابن بطال رحمه الله : " هذا مذهب جماعة أهل السنة، أن الإيمان قول وعمل. شرح صحيح البخاري لابن بطال. قال أبو عبيد وهو قول مالك والثوري والأوزاعي ومن بعدهم من أرباب العلم والسنة الذين كانوا مصابيح الهدى ، وأئمة الدين من أهل الحجاز والعراق والشام وغيرهم.
وهذا المعنى أراد البخارى – رحمه الله – إثباته فى كتاب الإيمان ، وعليه بوّب أبوابه كلها فقال : باب : أمور الإيمان ، وباب : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وباب إطعام الطعام من الإيمان ، وباب : من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وباب : حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان ، وباب : الصلاة من الإيمان ، وباب : الزكاة من الإيمان ، وباب : الجهاد من الإيمان ، وسائر أبوابه " شرح صحيح البخاري لابن بطال.

20- يقول ابن بطال رحمه الله : " مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة وخلفها ، أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص " من سلف الأمة وخلفها " شرح صحيح البخاري لابن بطال.

21- قال ابن بطال : " والحجة على زيادته ونقصانه ، ما أورده البخاري من كتاب الله تعالى يعنى قوله عز وجل : { لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } ، { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } ، { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } ، { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } ، { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً } ، { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } ، وقوله جل ذكره { فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً } ، وقوله تعالى : { وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } ، ثم قال ابن بطال : وبيان ذلك أنه من لم تحصل له بذلك الزيادة ، فإيمانه أنقص من إيمان من حصلت له ". شرح صحيح البخاري لابن بطال 1/56 بتصرف.

22- قال ابن بطال رحمه الله : قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) حجة في زيادة الإيمان ونقصانه لأن هذه الآية نزلت يوم عرفة في حجة الوداع ، يوم كملت الفرائض والسنن واستقر الدين ، وأراد الله قبض نبيه صلى الله عليه وسلم ، فدلت هذه الآية – أن كمال الدين إنما حصل بتمام الشريعة ، فمن حافظ على التزامها فإيمانه أكمل من إيمان من قصَّر فى ذلك وضيع، ولذلك قال البخاري : فإذا ترك شيئاً من الكمال فهو ناقص " شرح صحيح البخاري لابن بطال.

23- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ).
* قال الحليمي رحمه الله : " فدل هذا القول على أن حسن الخلق إيمان، وأن عدمه نقصان إيمان، وأن المؤمنين متفاوتون في إيمانهم فبعضهم أكمل إيماناً من بعض " شعب الإيمان للبيهقي.

27- عن حذيفة رضي الله عنه قال: " الإسلام ثمانية أسهم : الإسلام سهم ، والصلاة سهم ، والزكاة سهم ، والجهاد سهم ، وحج البيت سهم ، وصوم رمضان سهم ، والأمر بالمعروف سهم ، والنهي عن المنكر سهم ، وخاب من لا سهم له " مسند أبي داود الطيالسي.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

إن الثبات على الدين له عوامل ومظاهر من تمسك بها – صمد – بعون الله وتوفيقه - أمام كل المصاعب التي تحول بينه وبين دين الله , وإن مما يعين على الثبات أمام الفتن والابتلاءات : صحة الإيمان وصلابة الدين ؛ فكلما كان الإنسان قوياً في إيمانه صلباً في دينه صادقاً مع ربه ، كلما ازداد ثباته ، وقويت عزيمته وثبتت حجته ، قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم27].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ).

كما أن الدعاء والافتقار إلى الله -عز وجل- والاستكانة له من أقوى الأسباب لدفع المكروه وحصول المطلوب، وهو من أقوى الأسباب على الثبات إذا أخلص الداعي في دعائه.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى

«««»»»
أولاً الشعور بالفقر إلى تثبيت الله - تعالى - وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين فإن لم يثبتنا الله وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها وقد قال مخاطباً خير خلقه وأكرمهم عليه: ((وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً")) وقال - تعالى -: ((إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا))وكان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قوله: ((لا ومصرف القلوب)) كما روى ابن ماجه بسند جيد مما يؤكد أهمية استشعار هذا الأمر واستحضاره.
«««»»»
ثانيا ًومن أسباب الثبات على الخير والصلاح الإيمان بالله تعالى
قال عز وجل -: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة")). إبراهيم 27 والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب وينطق به اللسان وتصدقه الجوارح والأركان فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن والمنشط والمكره هو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات
قال الله تعالى -: ((وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)). فالمثابرة على الطاعة المداوم عليها المبتغى وجه الله بها موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.
«««»»»
ثالثاً من أسباب الثبات على الطاعة والخير ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب فقد قال - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن))
وأما الصغائر فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه))
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى *** واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صـغـيرة إن الجبال من الحصى
«««»»»
رابعاً من أسباب الثبات على الإسلام والإيمان الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبراً فإن الله - سبحانه و تعالى - أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتاً للمؤمنين وهداية لهم وبشرى قال الله تعالى -:
((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ")) فكتاب الله هو الحبل المتين والصراط المستقيم والضياء المبين لمن تمسك به وعمل.
«««»»»
خامساً ومن أسباب الثبات على الصالحات عدم الأمن من مكر الله
فإن الله - سبحانه و تعالى - قد حذر عباده مكره فقال عز وجل -:
((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) وقد قطع خوف مكر الله - تعالى - ظهور المتقين المحسنين وغفل عنه الظالمون المسيئون كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعاً بالأمان وقال الله تعالى -: ((أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ` سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ))
يا آمناً معَ قبحِ الفعل منه *** هل أتاك توقيعُ أمن أنت تملكه
جمعت شيئين أمناً واتباع هوى *** هذا وإحداهما في المرء تهلكه
أما المحسنون من السلف والخلف فعلى جلالة أقدارهم وعمق إيمانهم ورسوخ علمهم وحسن أعمالهم فقد سلكوا درب المخاوف يخافون سلب الإيمان وانسلاخ القلب من تحكيم الوحي والقرآن حتى صاح حاديهم يقول:

والله ما أخشى الذنـوب فإنها *** لعلى سبيل العفو والغفران
لكنما أخشى انسلاخ القلب من *** تحكيم هذا الوحي والقرآن
فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس فإنه مادام نَفَسُك يتردد فإنك على خطر قال ابن القيم رحمه الله: ((إن العبد إذا علم أن الله - سبحانه و تعالى - مقلب القلوب وأنه يحول بين المرء وقلبه وأنه - تعالى - كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء فما يؤمّنه أن يقلب الله قلبه ويحول بينه وبينه ويزيغه بعد إقامته وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: ((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)) فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.
«««»»»
سادساً من أسباب الثبات على الهدى والحق سؤال الله التثبيت
فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك -: فألحوا على الله - تعالى - بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة والشيطان قاعد لك بالمرصاد ولك فيمن تقدمك من المؤمنين أسوة حسنة فإن من دعائهم: ((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)). وما ذكره الله - تعالى - عنهم: ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)). وقد كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))
«««»»»
سابعاً من أسباب الثبات على الإيمان نصر دين الله الواحد الديان ونصر أوليائه المتقين قال الله تعالى -: ((إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))
ونصر دين الله - تعالى - وأوليائه يكون بطرائق عديدة لا يحدها حد ولا تقف عند رسم فالدعوة إلى الله بجميع صورها نصر لدين الله وطلب العلم نصر لدين الله والعمل بالعلم نصر لدين الله وجهاد الكفار والمنافقين والعصاة نصر لدين الله والرد على خصوم الإسلام وكشف مخططاتهم نصر لدين الله والبذل في سبيل الله والإنفاق في وجوه البر نصر لدين الله والذب عن أهل العلم والدعوة وأهل الخير والصحوة نصر لدين الله وطرائق نصر دين الله وأوليائه كثيرة جعلنا الله وإياكم منهم من أوليائه وأنصار دينه ولا تحقرن من هذه الأعمال شيئاً فقاعدة الطريق اتق النار ولو بشق تمرة قال ابن القيم - رحمه الله -:
هذا ونصر الدين فرض لازم *** لا للكفاية بل على الأعيان
بيد وإما باللسان فإن *** عجز ت فبالتوجه والدعاء بجنان.
«««»»»
ثامناً من أسباب الثبات على الهدى الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة فهم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك قال ابن القيم - رحمه الله - حاكياً عن نفسه وأصحابه: (وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه – أي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة).
«««»»»
تاسعاً من أسباب الثبات على الحق والتقى الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي
فإنه لن يحصل العبد الخيرات إلا بهذا وقد أمر الله - تعالى - نبيه بالصبر فقال: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا")) وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وما أعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر))
فالصبر مثل اسمه مر مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من العسل
«««»»»
عاشراً من أسباب الثبات على الحق والهدى ترك الظلم
فالظلم عاقبته وخيمة وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين والإضلال حظ الظالمين فقال جل ذكره: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ))إبراهيم 27
. فاتقوا الظلم أيها المؤمنون اتقوا ظلم أنفسكم بالمعاصي والذنوب واتقوا ظلم أهليكم بالتفريط في حقوقهم والتضييع لهم واتقوا ظلم من استرعاكم الله إياهم من العمال ونحوهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
وقال - صلى الله عليه وسلم –(( تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين، قلب أبيض كالصفا، وقلب أسود مربادا كالكوز مجخيا (أي مقلوبًا) لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرًا.))
وهذه صفة أهل النار ويقول - صلى الله عليه وسلم ((تعس عبد الدينار. تعس عبد الدرهم. تعس عبد الخميصة. تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))
ومن المعروف أن الدينار مملوك والعبد مالك للدينار فكيف يكون الدينار هو المالك والعبد هو المملوك؟ من ذلك يتبين لنا أن العبد إذا انشغل بجمع الدينار وتركَ عبادة الله كان عبدًا للدينار من دون الله ولذلك يدعو الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذا الصنف فيقول "تعس وانتكس".
وأعجب من ذلك أن يكون المال سببًا في الانتكاس الكلي وهو الردة، فقد ثبت عند الإمام مسلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرسل عمر رضي الله عنه لجمع الزكاة فذهب إلى ابن جميل وكان فقيرًا فأغناه الله فطلب عمر منه الزكاة فمنع ولم يعترف بها قال - تعالى -: (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين (75) فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون (76) فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) التوبة: 55-57
«««»»»
الحادي عشر ومن أسباب الثبات على الدين والصلاح كثرة ذكر الله - تعالى
كيف لا وقد قال جل شأنه : ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت))
وقد أمر الله - تعالى - عباده بالإكثار من ذكره فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا ` وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ` هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً))) فذكر الله كثيراً وتسبيحه كثيراً سبب لصلاته سبحانه وصلاة ملائكته التي يخرج بها العبد من الظلمات إلى النور فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وإحسانه.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙

وَكُـلُّ كَسْـرٍ فَـإِنَّ اللهَ يَجْبُـرُهُ *** وَمَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الـدِّينِ جُبْـرَانُ
[أبو الفتح البستي]

وَمَنْ رَضِيَ الـحَيَاةَ بِغَيْـرِ دِيـنٍ *** فَقَدْ جَعَلَ الفَـنَـاءَ لَهَا قَرِينَـا
[..........]

إِذَا أَبْقَتِ الدُّنْيَـا عَلَى الـمَرْءِ دِينَهُ *** فَمَا فَاتَهُ مِنْهَا فَلَيْـسَ بِضَـائِـرِ
[أبو العتاهية]

وإِنِّـي لتَنْهَـانِي خَـلائِقُ أرْبَـعٌ *** عَنِ الفُحْشِ فِيهَا لِلْكَريِمِ رَوادِعُ
حَيَـاءً وَإِسْـلاَمٌ وَشَيْـبٌ وعِفَّـةٌ *** وَمَا المَـرْءُ إلا مَا حَبَتْهُ الـطَّبَائِعُ
[.........]

وَفِي الحِلْـمِ والإِسْلامِ للْمَرْءِ وازِعٌ *** وَفِي طَاعَـاتِ الْفُـؤَادِ الـمُتَيَّمِ
بَصَـائِرُ رُشْـدٍ لِلْفَتَـى مُسْتَبِينَـةٌ *** وَأخْلاقُ صِدْقٍ عِلْمُهَا بِالتَّعلُّـمِ
[كثيرة عزة]

خَابَ الذِي سَارَ عَنْ دُنْيَاهُ مُرْتَجِلا *** وَلَيْسَ في كَفِّـهِ مِنْ دِينِـهِ طَرَفُ
لا خَـيْرَ للمَرْءِ إلا خَيْـرُ آخِـرَةٍ *** يَبْقَى عَلَيْهِ فَذَاكَ الْعِـزُ والشَّـرَفُ
[أبو العلاء المعري]

لَعَمْـرُكَ مَـا الإِنْسَـانُ إِلا بِدِينِهِ *** فَلا تَتْرُكِ التَّقْوَى اتّكَالاً عَلَى النَّسَبْ
فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلامُ سَلْمَـانَ فَـارِسٍ *** وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيفَ أبَا لَهَبْ
[علي بن أبي طالب]

وإِنَّ امْـرَأً ابْتَـاع دُنْيَـا بِدِيْنِـهِ *** لَمُنْقَلِـبٌ مِنْهَـا بِصَفْقَةِ خَاسِرِ
[المنتصر بن بلال]

أَبُنَـيَّ إنَّ مِـنَ الرِّجَـالِ بَهِيمَـةً *** في صُـورَةِ الرَّجُلِ السَّميعِ المُبْصِرِ
فَطِـنٌ بِكُـلِّ مُصِيبَـةٍ في مَـالِـهِ *** وإِذَا يُصَـابُ بِدِينِـهِ لَمْ يَشْعُـرِ
[ابن المبارك]

تُـرَقِّعُ دُنْيَـانَـا بِتَمْزيـقِ دِينِنَـا *** فَـلا دِينُنـا يَبْقَى وَلاَ مَا نُرَقِّـعُ
[إبراهيم بن أدهم]

يَـا نَاعِـيَ الإِسْـلامِ قُـمْ وَانْعِهِ *** قَـدْ زَالَ مَعْـرُوفٌ وبَدَا مُنْكَرُ
[........]

وَلَقَـد عَلِمْتُ بِأَنَّ دِيـنَ مُحَمَّـدٍ *** مِـنْ خَيْرِ أَدْيَـانِ البَرِيَّةِ دِينَـا
لَوْلا الْمَلامَـةُ أوْ حِـذَارُ مَسَبَّـةٍ *** لَوَجَدْتَنِـي سَمْحُـا بِذَاكَ مُبِينَا
[أبو طالب عمُّ رسول الله]

نَدِمْتُ عَلَى مَا كَانَ مِنْ قَتْلِ ثَابِتٍ *** وَعُكَّاشَةَ الغنَمـيّ ثُمَّ ابْنِ مَعْبَدِ
وَأَعْظَـمُ مِنْ هَاتَينِ عِنْدِي مُصِيبةً *** رُجُوعِي عَنِ الإِسْلامِ فِعْلَ التَّعَمُدِ
وَتَرْكِي بِلادِي والْحَوَادِثُ جَمَّـةٌ *** طَرِيدًا وَقِدْمًا كُنْتُ غَيْرَ مُـطَرَّدِ
فَهَـل يَقْبَلُ الصِّدِّيقُ أَنِّي مُـراجِعٌ *** وَمُعْطٍ بِمَا أَحْدَثْتُ مِنْ حدث يَدي
وَأَنِّي مِنْ بَعْـدِ الضَّلالَـةِ شَاهِـدٌ *** شَهَـادَةَ حَقٍّ لَسْتُ فِيهَا بِمُلْحِدِ
بِـأَنَّ إِلَـهَ النَّاسِ رَبِّي وأَنَّـنِـي *** ذَلِيلٌ وَأَنَّ الـدِّينَ دِينُ مُحَمَّـدِ
[طليحة بن خويلد]

عَجِبْتُ لِمُبْتَـاعِ الضَّـلالَةِ بالْهُدَى *** ولِلْمُشْتَرِي دُنْيَاهُ بِالدِّيـنِ أَعْجَبُ
وَأَعْجَبُ مِنْ هَـذَيْنِ مَـنْ بَاعَ دِينَهُ *** بِدُنْيَا سِواهُ فَهْوَ مِن ذَيْـنِ أَخْيَبُ
[..........]

عُمَيْـرَةَ وَدِّعْ إنْ تَجَهَّـزْتَ غَادِيًا *** كَفَى الشَّيْبُ والإِسْلامُ لِلُمَرْءِ نَاهِيَا
[سُحَيْمُ بن الحَسْحَاس]

قَالَتْ هَلُمَّ إِلَى الحَدِيثِ فَقُلْتُ: لا *** يَأبَـى عَلَـيَّ اللهُ والإسْــلامُ
[فُضَالة بن عُمير الليثي]

وأنشدوا في الإيمان:
إِيـمَـانُنَـا بِاللهِ بَيْـنَ ثَـلاثَـةٍ: *** عَمَـلٍ وَقَـولٍ واعْتِقَادِ جَنَـانِ
وَيَزِيدُ بِالتَّقْـوَى وَيَنْقُصُ بِالـرَّدَى *** وَكِلاهُمَا فِي القَلْـبِ يَعتَلِجَـانِ
[عبد الله الأندلسيٍ]

وَاشْهَدْ عَلَيْهِـمْ أَنِّ إِيمَـانَ الْـوَرَى *** قَـوْلٌ وَفِعْلٌ ثُـمَّ عَقْـدُ جَنَـانِ
وَيَزِيدُ بِالطَّاعَـاتِ قَطْعًـا هَكَـذَا *** بالضِّدِّ يُمْسِي وَهْـوَ ذُو نُقْصَـانِ
وَاللهِ مَـا إِيـمَـانُ عَـاصِيـنَـا *** كَإيْمَـانِ الأَمِينِ مُنَـزِّلِ القُـرْآنِ
كَـلاَّ وَلا إِيْـمَـانُ مُـؤْمِنِـنَـا *** كَإيْمَانِ الرَّسُولِ مُعَلِّمِ الإِيـمـانِ
[ابن القيم]

(باب في الأمر بتوحيد الله سبحانه)
وَفِـي كُـلِّ شَـيءٍ لَــهُ آيَـةٌ *** تَـدُلُّ عَـلَـى أَنَّـهُ وَاحِــدُ
[أبو العتاهية]

شَهِـدْتُ بِأَنَّ الله حَـقٌّ وإِنَّـنِـي *** لآلِهَـةِ الأحْجَـارِ أَوَّلُ تَـارِكِ
[عمرو بن مرة الجهني]

جَزَى اللهُ خَيْـرًا عَنْ بـلالٍ وَصَحْبِهِ *** عَتِيقًا وَأَخْـزَى فَاكِهًا وَأَبَا جَهْلِ
عَشِيَّـةَ هَمَّـا فِي بِـلالٍ بِسَـوْءَةٍ *** وَلَمْ يَحْذَرَا مَا يَحْذَرُ الْمَرْءُ ذُو الْعَقْلِ
بِـتَـوْحِـيـدِ الأَنَـامِ وَقَـوْلِـهِ *** شَهِـدْتُ بِأَنَّ الله رَبِّي عَلَى مَهْلِ
فَـإِنْ يَقْتُلُونِـي يَقْتُلُونِـي فَلَمْ أَكُنْ *** لأُشْرِكَ بِالرَّحْمَنِ مِـنْ خِيفَةِ القَتْلِ
[عمَّار بن ياسر]

وَلَتْتُ أُبَالِي حِيـنَ أُقْتَـلُ مُسْلِمًـا *** عَلَى أيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِـي ذَاتِ الإِلَـهِ وإِنْ يَشـأْ *** يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَـالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
[خُبَيْب بن عدي]

وَأَشْهَـدُ أَنَّ اللهَ لا شَـيءَ غَيْـرُهُ *** أَدِينُ بِـهِ مَا أَثْقَلَتْ قَدَمِي نَعْلِي
[زمل بن عمرو العذري]

أَيَا أَهْلَ (أهْنَاسَ) الْكِلابَ الطَّواغِيَا *** أَتَتْكُمْ لُيُوثُ الْحَرْبِ فَاصْغَوا مَقَالِيَا
أَقِـرُّوا بِـأَنَّ اللهَ لا رَبَّ غَـيْـرُهُ *** وَإِلاَّ تَرَوا أَمْـرًا عَظِيمًـا مُدَاجِيَا
[الفضل بن عباس]

أَلا أَبْلِـغْ لَـدَيْـكَ بَنِـي لُـؤَيٍّ *** عَلَـى الشَنَـآنِ وَالغَضَبِ الْمُرِدِّ
بِـأَنَّ اللهَ رَبَّ الـنَّـاسِ فَــرْدٌ *** تَعَالَـى جَـدُّهُ عَـنْ كُلِّ جَدِّ
[الطُفيل بن عمرو الدوسي]

(باب التحذير من الشِّرك ونَبْذِ الأَصنام والأوثان)
وَالشِّـرْكَ فَاحْـذَرْهُ فَشِرْكٌ ظَـاهِرٌ *** ذَا الْقِسْـمُ لَيْسَ بِقَابِـلِ الغُفْرَانِ
وَهْوَ اتِّخَاذُ النِّـدِّ لِلـرَّحْمَنِ أَيًّـا *** كَانَ مِنْ حَجَـرٍ وَمِنْ إِنْسَـانِ
يَدْعُـوهُ أَوْ يَرْجُـوهُ ثُمَّ يَخَـافُـهُ *** وَيُحِبُّـهُ كَمَحَـبَّـةِ الدَّيَّـانِ
[ابن القيم]

لَوْمَـا رَأَيْتَ مُحَمَّـدًا وَجُنـودَهُ *** فِـي الْفَتْحِ يَوْمَ تَكَسَّرَ الأصْنَـامُ
لَـرَأيْتَ نُـورَ اللهِ أصْبَـحَ بَيْنَنـا *** وَالشِّـرْكَ يَغْشَى وَجْهَهُ الإِظْلامُ
[فضالة بن عمير الليثي]

لَعَمْـرُكَ إِنِّـي يَوْمَ أَجْعَلُ جَاهِـلاً *** (ضِمارًا) لِرَبِّ العَالَمِينَ مُشَارِكاً
وَتَرْكِي رَسُولَ الله والأوْسَ حَـوْلَهُ *** أُولَئِـك أَنْصَـارٌ لَـهُ مَا أُولَئِكَا
كَتَارِكِ سَهْلِ الأَرْضِ والحَزْنِ يَبْتَغِـي *** لِيَسْلُكَ فِي وَعْثِ الأُمُورِ الْمَسَالِكا
[العباس بن مرداس]

أَرَبٌّ يَبُـولُ الثُّعْلَبَـانُ بِـرَأسِـهِ *** لَقَـدْ ذَلَّ مَنْ بَالَت عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
[راشد بن عبد ربه]

يَا عُـزَّى كُفْرَانَـكِ لا سُبْحَانَـك *** إِنِّـي رأَيْتُ اللهَ قَـدْ أَهَـانَـكِ
[خالد بن الوليد]

أَتَيْنَا إِلَـى سَعْدٍ لِيَجْمَـعَ شَمْلَنَـا *** فَشَتَّتَنَا سَعْدٌ فَلا نَحْـنُ مِنْ سَعدِ
وَهَلْ سَعْـدُ إِلا صَخْـرَةٌ بِتَنْوفَـةٍ *** مِنَ الأَرْضِ لا تَدْعُو لِغَيٍّ وَلا رُشْدِ؟
[رجل من بني كنانة]

ذَهَبْتُ إِلَى نَهْـمٍ لأَذْبَـحَ عِنْـدَهُ *** عَتِيْرَةَ نُسْكٍ كَالَّذِي كُنْتُ أَفعَـلُ
وَقُلْتُ لِنَفْسِي حِينَ رَاجَعْتُ عَقْلَهَا *** أَهَذَا إِلَـهٌ أَيُّكُـمْ لَيْسَ يَعْقِـلُ؟!
[خزاعي بن عبدنهم]

وَاللهِ لَـو كُنْتَ إِلَهًـا لَـمْ تَكُـنْ *** أَنْتَ وَكَلْبٌ وَسْطَ بِئْرٍ فِي قَـرَنْ
[عمرو بن الجموح]

إيماننـا بالله بـين ثلاثـة *** عمل وقول واعتقـاد جنـان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى *** وكلاهما في القلب يعتلجان
[القحطاني]

◙◙◙◙◙◙◙◙◙
حكم


1- (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا).
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتفرجوا وداع يدعو من جوف الصراط فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك ان تفتحه تلجه والصراط الإسلام والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عز وجل والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم).
3- قول يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: (أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِوَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي غَلَّتَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ, فَأَيُّكُمْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟, وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَاعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا).
4- إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن.
5- قيَّد الإيمان الفَتْك.
6- وليس لما تبني يدُ اللهِ هادمُ.

◙◙◙◙◙◙◙◙◙


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشبح

عضو فضي  عضو فضي
الشبح


الجنس : ذكر
العمر : 35
الموقع كوكب الأشباح
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 512

▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏   Empty
مُساهمةموضوع: رد: ▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏    ▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏   Icon_minitimeالإثنين 19 مارس 2012, 11:37 pm

▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏   8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
▶❂◁ الثبات على الإسلام والإيمان ▷❂◀ ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ::¦¦★¦¦:: هذا هو الإسلام ::¦¦★¦¦::
»  ¤ô۞ô¤ الثبات بعد رمضان ¤ô۞ô¤
» ۩回۩ عوامل الثبات عند الفتن ۩回۩
» نظام الثبات الالكتروني ( ESP )
» ✯♔✯ أثر الإتباع في الثبات على طاعة الله ✯♔✯

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: