الجنس : العمر : 37 المدينة المنورة التسجيل : 12/03/2012عدد المساهمات : 17
موضوع: ۞۩۞ الرضا : شعاع نور المعرفة ۞۩۞ الأربعاء 14 مارس 2012, 8:12 pm
۞۩۞
۞۩۞ الرضا : شعاع نور المعرفة ۞۩۞
۞۩۞
الرضا في اللغة : رضيه : اختاره وقَبِلهُ .
في القرآن الكريم : وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (71) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ )( المائدة : 119 ) .
في الاصطلاح : الرضا : شعاع نور المعرفة ... والرضا : اسم يجتمع فيه معاني العبودية . وتفسير الرضا : سرور القلب .
الشيخ عبد الواحد بن زيد يقول : الرضا : هو باب الله الأعظم ، وجنة الدنيا .
الشيخ أبو سليمان الداراني يقول : الرضا : هو أن لا تسأل الله الجنة ، ولا تعوذ به من النار .
الشيخ بشر الحافي يقول : الرضا عن الله : هو إذا ابتلاه في بدنه لم يحب العافية ، فإن عافاه لم يحب ينقله حتى يكون هو الذي يحوله ، وإن أغناه لم يحب أن يفقره ، وإن فقره لم يحب أن يغنيه وأن يرضى ما يرضاه ويهوى ما يهواه .
الإمام أحمد بن حنبل يقول : الرضا : هو ثلاثة أشياء : ترك الاختيار ، وسرور القلب بمر القضاء ، وإسقاط التدبير من النفس حتى يحكم الله لها عليها .
الشيخ الجنيد البغدادي يقول : الرضا : هو صحة العلم الواصل إلى القلوب ، فإذا باشر القلب حقيقة العلم أداه إلى الرضا .
ويقول : الرضا : هو رفع الاختيار .
الإمام القشيري : الرضا : هو حال من أحوال التوكل فوق التفويض : وهو أن يجد راحة في المنع ، واستعذاب ما يستقبله من الرد . يقول : الرضا : هو أن لا ترجح العطاء على البلاء . [ وهو ] : تسوية السر بين الحلو والمر . [ وهو ] : نفي المعارضة ، وترك المفأوضة . [ وهو ] : تلقي المهالك بوجه ضاحك . [ وهو ] : شهود المحبة بعين المنة . ويقول : الرضا : وهو – في التحقيق – الجنة الكبرى .
الشيخ عبد القادر الكيلاني يقول : الرضا : هو ارتفاع التردد والاكتفاء بما سبق في علم الله تعالى في أزله . والرضا : أن لا يشرف القلب إلى نزول قضاء من الأقضية بعينه ، فإذا نزل قضاء فلا يستشرف القلب إلى زواله .
الشيخ أحمد الرفاعي الكبير يقول : الرضا : هو سكون القلب إلى الحكيم ، وترك الاختيار مع التسليم ، ولا شيء أشد على النفس من الرضا بالقضاء ؛ لأن الرضا بالقضاء يكون إلى خلاف رضا النفس وهواها .
الشيخ شهاب الدين السهروردي يقول : الرضا : هو تلقي النفس لما يأتي به القدر من الحوادث الجرمانية على وجه لا يتألم بوقوعه ، بل مع ابتهاج لطيف نظراً إلى [ العلة ] السابقة العجيبة .
۞۩۞
في أقسام الرضا :
يقول الشيخ ابن شمعون : الرضا بالحق ، والرضا له ، والرضا عنه . فالرضا به : مدبراً ومختاراً . والرضا عنه : قاسماً ومعطياً . والرضا له : إلهاً ورباً .
ويقول عبد القادر الكيلاني : قيل الرضا على قسمين : رضا به ، ورضا عنه . فالرضا به : مُدَبِّراً ، والرضا عنه : فيما يقتضي حاكماً وفاصلاً .
ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : الرضا على ثلاثة أقسام هي : رضا العام بدين الله ، وهو موافقة في الدين . رضا الخاص بثواب الله ، وهو أن يعمل لوجه الله رجاء ثوابه . رضا الأخص ، وهو الله بالله .
۞۩۞
في علامات الرضا :
يقول الشيخ ذو النون المصري : ثلاثة من علامات الرضا : ترك الاختيار قبل القضاء . وفقدان المرارة بعد القضاء . وهيجان الحب في حشو البلاء .
۞۩۞
في مقامات الرضا :
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني : الرضا على ثلاث مقامات : رضا عن الله تعالى ، ورضا بأحكام الله تعالى ، ورضا بالله تعالى . فالرضا عن الله : بالأحوال الموجودة عنه . والرضا لأحكام الله : الرضا بالبلوى النازلة منه . والرضا بالله تعالى : الرضا بالتوحيد له .
۞۩۞
في درجات الرضا :
يقول الشيخ عبد الله الهروي : الرضا وهو على ثلاث درجات : الدرجة الأولى : رضا العامة : وهو الرضا بالله رباً بسخط عبادة ما دونه ، وهذا قطب رحى الإسلام ، وهو يطهر من الشرك الأكبر . وهذا يصح بثلاثة شرائط : أن يكون الله عز وجل أحب الأشياء إلى العبد ، وأولى الأشياء بالتعظيم ، وأحق الأشياء بالطاعة . والدرجة الثانية : الرضا عن الله عز وجل ، وبهذا الرضى نطقت آيات التنـزيل ، وهو الرضا عنه في كل ما قضى ، وهذا من أوائل مسالك أهل الخصوص . ويصح بثلاثة شرائط : باستواء الحالات عند العبد ، وبسقوط الخصومة مع الخلق ، وبالخلاص من المسألة والإلحاح . والدرجة الثالثة : الرضا برضى الله ، فلا يرى العبد لنفسه سخطاً ، ولا رضا ، فيبعثه على ترك التحكم ، وحسن الاختيار ، وإسقاط التمييز ولو أدخل النار .
۞۩۞
في كيفية البلوغ إلى مقام الرضا :
قيل ليحيى بن معاذ : متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ قال : إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به . يقول : إن أعطيتني قبلت ، وإن منعتني رضيت ، وإن تركتني عبدت ، وإن دعوتني أجبت .
۞۩۞
في حلاوة الرضا بالقضاء :
يقول عبد القادر الكيلاني : الرضا بالقضاء أطيب من تناول الدنيا مع المنازعة ، حلاوته أحلى في قلوب الصديقين من تناول الشهوات واللذات ، هو أحلى عندهم من الدنيا جميعها وما فيها ؛ لأنه يطيب العيش في الجملة في سائر الأحوال على اختلاف أجناسها .
۞۩۞
في أفضلية الرضا على الزهد :
سأل الشيخ بشر الحافي الفضيل بن عياض هل الزهد أفضل أم الرضا ؟ فقال : الرضا أفضل : لأن الراضي لا يطلب أي منـزلة فوق منـزلته .
۞۩۞
في أن القناعة من الرضا :
يقول الشيخ أبو سليمان الداراني : القناعة من الرضا ، وهي بمنـزلة الورع من الزهد ، وأول هذه : هو الرضا ، وأول ذلك : هو الزهد .
۞۩۞
في صفة المتقلب في رضا الله :
يقول الشيخ حاتم الأصم : من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء ، فهو يتقلب في رضا الله : أولها الثقة بالله ، ثم التوكل ، ثم الإخلاص ، ثم المعرفة .
۞۩۞
في أن ضيق الصدر من عدم الرضا :
قال الشبلي بين يدي الجنيد : لا حول ولا قوة إلا بالله . فقال له الجنيد : هذا ضيق الصدر ، وضيق الصدر إنما يكون من عدم الرضاء بالقضاء .
۞۩۞
في عاقبة الرضا عن النفس :
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري : أصل كل مصيبة وغفلة وشهوة : الرضى عن النفس . وأصل كل طاعة ويقظة وعفة : عدم الرضا منك عنها . ولأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالماً يرضى عن نفسه .
۞۩۞
في حقيقة الرضا وغايته :
يقول الشيخ الجنيد البغدادي : حقيقة الرضا : هو الوقوف [ مع الله ] بلا طلب زيادة ولا سؤال نقصان .
۞۩۞
في آفة الرضا بالله تعالى :
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني : آفة الرضا بالله تعالى : الشرك الخفي . يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني : آفة الرضا بأحكام الله : رؤية ضعف البشرية عند النوازل . يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني : آفة الرضا عن الله تعالى : التخيلات البشرية .
۞۩۞
في الفرق بين الرضا والمحبة :
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري : المحبة هي من أجل مقامات اليقين ، حتى اختلف أهل الله أيهما أتم ؟ مقام المحبة أم مقام الرضا ؟ وإن كان الذي نقول به أن مقام الرضا أتم : لأن المحبة ربما حكم سلطانها على المحب وقوى عليه وجود الشغف ، فأداه ذلك إلى طلب ما لا يليق بمقامه ألا يرى أن المحب يريد دوام شهود الحبيب ، والراضي عن الله راض عنه ، أشهده أم حجبه . المحب يحب دوام الوصلة ، والراضي عن الله راض عنه وصله أو قطعه ، إذ ليس هو مع ما يريد لنفسه ، بل إنما هو مع ما يريد الله له . والمحب طالب لدوام مراسلة الحبيب ، والراضي لا طلب له .
۞۩۞
في الفرق بين الرضا والزهد :
يقول الشيخ الفضيل بن عياض : الرضا أفضل من الزهد في الدنيا : لأن الراضي لا يتمنى فوق منـزلته .
۞۩۞
في الفرق بين الصبر والاصطبار والرضا :
يقول الشيخ الحارث المحاسبي : إن لله عباداً يستحون من معاملته بالصبر ، ويعاملونه بالرضا ، أي : في الاصطبار ، ومعنى الاصطبار : هو أنني صبور بنفسي . أما في الرضا فليس الأمر كذلك ...الرضا وكون العبد راضياً هو ألا تطلب من الله الجنة وألا تستغيث به من النار ... بلغنا من الرضا إلى حد أنهم لو وضعوا طبقات النار السبعة في عيني اليمنى ما يخطر ببالي أن أقول لماذا لم يضعوا شيئاً منها في عيني اليسرى .
۞۩۞
أهل الرضا :
عبد القادر الكيلاني يقول : قال بعضهم : أهل الرضا : هم الذين قطعوا على قلوبهم في الأصل الاختيار ، فهم لا يختارون شيئاً من الأشياء مما تريد أنفسهم ، ولا شيئاً مما يريدون به الله ، ولا يسألونه ، ولا يطالعون حكماً قبل نزوله ، فإذا وقع حكم من الله من حيث لا يتشوقون إليه ولم يطالعوه ، رضوا به ، فأحبوه وسروا به .