الجنس : العمر : 58 المدينة المنورة التسجيل : 12/03/2012عدد المساهمات : 34
موضوع: ►[₪]◄ آداب الإستذان الواردة في القرآن ►[₪]◄ الإثنين 12 مارس 2012, 9:43 pm
►[₪]◄ آداب الإستذان الواردة في القرآن ►[₪]◄
أدب الاستئذان واحترام حرمات البيوت وخصوصيات الآخرين من أروع الآداب التي غرسها فينا القرآن الكريم من خلال العديد من الآيات المحكمة التي توفر لكل من يلتزم به حياة طيبة كريمة وعلاقات محترمة بكل من يتعامل معهم من الناس .
(يسألونك) يا محمد (عن الأهلة) جمع هلال ، لم تبدو دقيقة ثم تزيد حتى تمتلئ نورا ثم تعود كما بدت ولا تكون على حالة واحدة كالشمس (قل) لهم (هي مواقيت) جمع ميقات (للناس) يعلمون بها أوقات زرعهم ومتاجرهم وعدد نسائهم وصيامهم وإفطارهم (والحج) عطف على الناس أي يعلم بها وقته فلو استمرت على حالة لم يعرف ذلك (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) في الإحرام بأن تنقبوا فيها نقبا تدخلون منه وتخرجون وتتركوا الباب وكانوا يفعلون ذلك ويزعمونه برا (ولكن البر) أي ذا البر (من اتقى) الله بترك مخالفته (وأتوا البيوت من أبوابها) في الإحرام (واتقوا الله لعلكم تفلحون) تفوزون
2- قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }[النور 27]
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا) تستأذنوا (وتسلموا على أهلها) فيقول الواحد السلام عليكم أأدخل كما ورد في الحديث (ذلكم خير لكم) من الدخول بغير استئذان (لعلكم تذكرون) بإدغام التاء الثانية في الذال خيريته فتعملوا به
فالمراد بالبيوت في قوله تعالى: “لا تدخلوا بيوتاً” البيوت المسكونة بأصحابها . . وقوله تعالى “تستأنسوا” من الاستئناس بمعنى الاستعلام والاستكشاف، ويصح أن يكون من الاستئناس الذي هو ضد الاستيحاش لأن الذي يقرع باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا؟ فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه فإذا أذن له أهل البيت في الدخول زالت وحشته ودخل وهو مرتاح النفس . وعلى هذا المعنى يكون الكلام من باب المجاز، حيث أطلق اللازم وهو الاستئناس وأريد الملزوم وهو الإذن في الدخول .
والمعنى الذي ترشدنا وتهدينا إليه هذه الآية الكريمة يتلخص في الآتي: “يا من آمنتم بالله حق الإيمان لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم التي تسكنونها والتي هي مسكونة من سواكم حتى تعلموا وتطمئنوا أن صاحب البيت قد أذن لكم، ورضيت نفسه بدخولكم وعليكم أن تلقوا السلام الشرعي على أهل هذه البيوت .
وعبر سبحانه وتعالى عن الاستئذان في الدخول بالاستئناس لأنه يوحي بأن القادم قد استأنس بمن يريد الدخول عليهم وهم قد أنسوا به واستعدوا لاستقباله فهو يدخل عليهم بعد ذلك وهم متهيئون لحسن لقائه، فإذا ما صاحب كل ذلك التسليم عليهم كان حسن اللقاء أتم وأكمل .
ومعنى قوله سبحانه: “ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون” أي أرشدناكم إلى هذا الأدب السامي وبيناه كي تعملوا به، وتكونوا دائماً متذكرين له، وتتركوا اقتحام بيوت غيركم من دون استئذان ساكنيها .
3- قال الله تعالى : { فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }[النور 28]
(فإن لم تجدوا فيها أحدا) يأذن لكم (فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم) بعد الاستئذان (ارجعوا فارجعوا هو) الرجوع (أزكى) خير (لكم) من القعود على الباب (والله بما تعملون) من الدخول بإذن وغير إذن (عليم) فيجازيكم عليه ، أي فإن لم تجدوا في هذه البيوت أحداً بأن كانت خالية من سكانها لظرف من الظروف فلا يصح لكم أيضاً أن تدخلوها حتى يؤذن لكم في دخولها ممن يملك الإذن بذلك .
والمعنى: إن قيل لكم من أهل البيت ارجعوا ولا تدخلوا فارجعوا ولا تلحوا في طلب الدخول، فإن هذا الرجوع هو أطهر لأخلاقكم وأبقى لمروءتكم من الإلحاح في الاستئذان، ومن الوقوف على أبواب أصحابه الذين قد تكون أحوالهم لا تسمح لكم بالدخول عليهم .
4- قال الله تعالى : { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }[النور 29]
(ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع) أي منفعة (لكم) باستكنان وغيره كبيوت الربط والخانات المسبلة (والله يعلم ما تبدون) تظهرون (وما تكتمون) تخفون في دخول غير بيوتكم من قصد صلاح أو غيره وسيأتي أنهم إذا دخلوا بيوتهم يسلمون على أنفسهم
وقوله سبحانه: “ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم” استثناء من الأحكام التي اشتملت عليها الآيتان السابقتان، والمعنى: ليس عليكم أيها المؤمنون حرج أو إثم في أن تدخلوا من غير استئذان بيوتاً غير معدة لسكنى طائفة معينة من الناس، بل هي معدة لينتفع بها من يحتاج إليها من دون أن يتخذها مسكناً له وتشمل كل الأماكن العامة والمخصصة للراحة المؤقتة لا للسكن والإقامة الخاصة .
وقوله سبحانه “فيها متاع لكم” أي: فيها حق تمتع وانتفاع لكم كالوقاية من الحر والبرد، وكتبادل المنافع في ما بينكم بالبيع أو الشراء، وغير ذلك مما يتناسب مع وظيفة هذه البيوت غير المسكونة .
وقوله سبحانه: “والله يعلم ما تبدون وما تكتمون” فيه تحذير آخر لأولئك الذين يدخلون البيوت ولا يرعون حرمتها، بل يبيحون لعيونهم ولجوارحهم ما لم تبحه آداب الإسلام وتعاليمه كالتطلع إلى العورات وما يشبه ذلك من المقاصد السيئة .
(يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) من العبيد والإماء (والذين لم يبلغوا الحلم منكم) من الأحرار وعرفوا أمر النساء (ثلاث مرات) في ثلاثة أوقات (من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة) وقت الظهر (ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم) بالرفع خبر مبتدأ مقدر بعده مضاف وقام المضاف إليه مقامه هي أوقات أو بالنصب بتقدير أوقات منصوبا بدلا من محل ما قبله قام المضاف إليه مقامه وهي لإلقاء الثياب تبدو فيها العورات (ليس عليكم ولا عليهم) المماليك والصبيان (جناح) في الدخول عليكم بغير استئذان (بعدهن) بعد الأوقات الثلاثة هم (طوافون عليكم) للخدمة (بعضكم) طائف (على بعض) والجملة مؤكدة لما قبلها (كذلك) كما بين ما ذكر (يبين الله لكم الآيات) أي الأحكام (والله عليم) بأمور خلقه (حكيم) بما دبره لهم وآية الاستئذان قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان
6- قال الله تعالى : { وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }[النور 59] (وإذا بلغ الأطفال منكم) أيها الأحرار (الحلم فليستأذنوا) في جميع الأوقات (كما استأذن الذين من قبلهم) أي الأحرار الكبار (كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم)
(والقواعد من النساء) قعدن عن الحيض والولد لكبرهن (اللاتي لا يرجون نكاحا) لذلك (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن) من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار (غير متبرجات) مظهرات (بزينة) خفية كقلادة وسوار وخلخال (وأن يستعففن) بأن لا يضعنها (خير لهن والله سميع) لقولكم (عليم) بما في قلوبكم
(ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) في مؤاكلة مقابليهم (ولا) حرج (على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم) بيوت أولادكم (أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه) خزنتموه لغيركم (أو صديقكم) وهو من صدقكم في مودته المعنى يجوز الأكل من بيوت من ذكر وإن لم يحضروا إذا علم رضاهم به (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا) مجتمعين (أو أشتاتا) متفرقين جمع شت فيمن تحرج أن يأكل وحده وإذا لم يجد من يؤاكله يترك الأكل (فإذا دخلتم بيوتا) لكم لا أهل بها (فسلموا على أنفسكم) قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإن الملائكة ترد عليكم وإن كان بها أهل فسلموا عليهم (تحية) مصدر حيا (من عند الله مباركة طيبة) يثاب عليها (كذلك يبين الله لكم الآيات) يفصل لكم معالم دينكم (لعلكم تعقلون) لكي تفهموا ذلك
(إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه) الرسول (على أمر جامع) كخطبة الجمعة (لم يذهبوا) لعروض عذر لهم (حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم) أمرهم (فأذن لمن شئت منهم) بالإنصراف (واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم)
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) في الدخول بالدعاء (إلى طعام) فتدخلوا (غير ناظرين) منتظرين (إناه) نضجه مصدر أنى يأني (ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا) تمكثوا (مستأنسين لحديث) من بعضكم لبعض (إن ذلكم) المكث (كان يؤذي النبي فيستحيي منكم) أن يخرجكم (والله لا يستحيي من الحق) أن يخرجكم أي لا يترك بيانه وقرىء يستحي بياء واحدة (وإذا سألتموهن) أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) ستر (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) من الخواطر المريبة (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) بشيء (ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله) ذنبا (عظيما)