【寝室】 تبيان القرآن لمحصلة اقتراف الذنب 【寝室】
1-بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة 81]
(بلى) تمسكم وتخلدون فيها (من كسب سيئةً) شركاً (وأحاطت به خطيئته) بالإفراد وبالجمع أي استولت عليه وأحدقت به من كل جانب بأن مات مشركا (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) روعي فيه معنى من
2-فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة 209]
(فإن زللتم) ملتم عن الدخول في جميعه (من بعد ما جاءتكم البينات) الحجج الظاهرة على أنه حق (فاعلموا أن الله عزيز) لا يعجزه شيء عن انتقامه منكم (حكيم) في صنعه
3-لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة 286]
(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) أي ما تسعه قدرتها (لها ما كسبت) من الخير أي ثوابه (وعليها ما اكتسبت) من الشر أي وزره ولا يؤاخذ أحد بذنب أحد ولا بما لم يكسبه مما وسوست به نفسه ، قولوا (ربنا لا تؤاخذنا) بالعقاب (إن نسينا أو أخطأنا) تركنا الصواب لا عن عمد كما آخذت به من قبلنا وقد رفع الله ذلك عن هذه الأمة كما ورد في الحديث فسؤاله اعتراف بنعمة الله (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) أمرا يثقل علينا حمله (كما حملته على الذين من قبلنا) أي بني إسرائيل من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة) قوة (لنا به) من التكاليف والبلاء (واعف عنا) امح ذنوبنا (واغفر لنا وارحمنا) في الرحمة زيادة على المغفرة (أنت مولانا) سيدنا ومتولي أمورنا (فانصرنا على القوم الكافرين) بإقامة الحجة والغلبة في قتالهم فإن من شأن المولى أن ينصر مواليه على الأعداء ، وفي الحديث "لما نزلت هذا الآية فقرأها صلى الله عليه وسلم قيل له عقب كل كلمة قد فعلت" .
4-كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ [أل عمران 11]
دأبهم (كدأب) كعادة (آل فرعون والذين من قبلهم) من الأمم كعاد وثمود (كذبوا بآياتنا فأخذهم الله) أهلكهم (بذنوبهم) والجملة مفسرة لما قبلها (والله شديد العقاب) ونزل لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود بالإسلام بعد مرجعه من بدر فقالوا له لا يغرنك أنك قتلت نفرا من قريش أغمارا لا يعرفون القتال:
5-الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [أل عمران 16]
(الذين) نعت أو بدل من الذين قبله (يقولون) يا (ربنا إننا آمنا) صدقنا بك وبرسولك (فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار)
6-قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [أل عمران 31]
ونزل لما قالوا ما نعبد الأصنام إلا حبا لله ليقربونا إليه (قل) لهم يا محمد (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) بمعنى أن يثيبكم (ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور) لمن اتبعني ما سلف منه قبل ذلك (رحيم) به
7-وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [أل عمران 135]
(والذين إذا فعلوا فاحشة) ذنباً قبيحاً كالزنا (أو ظلموا أنفسهم) بما دونه كالقبلة (ذكروا الله) أي وعيده (فاستغفروا لذنوبهم ومن) أي لا (يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا) يداوموا (على ما فعلوا) بل أقلعوا عنه (وهم يعلمون) أن الذي أتوه معصية
8-وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [أل عمران 147]
(وما كان قولهم) عند قتل نبيهم مع ثباتهم وصبرهم (إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا) تجاوزنا الحد (في أمرنا) إيذاناً بأن ما أصابهم لسوء فعلهم وهضماً لأنفسهم (وثبت أقدامنا) بالقوة على الجهاد (وانصرنا على القوم الكافرين)
9-رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ [أل عمران 193]
(ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي) يدعو الناس (للإيمان) أي إليه وهو محمد أو القرآن (أن) أي بأن (آمنوا بربكم فآمنا) به (ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر) غطِّ (عنا سيئاتنا) فلا تظهرها بالعقاب عليها (وتوفنا) اقبض أرواحنا (مع) في جملة (الأبرار) الأنبياء الصالحين
10-إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً [النساء 31]
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) وهي ما ورد عليها وعيد كالقتل والزنا والسرقة ، وعن ابن عباس: "هي إلى السبعمائة أقرب" . (نكفر عنكم سيئاتكم) الصغائر بالطاعات (وندخلكم مُدخلا) بضم الميم وفتحها أي إدخالا أو موضعا (كريما) هو الجنة
11-وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة 49]
(وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم) لـ (أن) لا (يفتنوك) يضلوك (عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا) عن الحكم المنزل وأرادوا غيره (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم) بالعقوبة في الدنيا (ببعض ذنوبهم) التي أتوها ومنها التولي ويجازيهم على جميعها في الأخرى (وإن كثيرا من الناس لفاسقون)
12-أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ [الانعام 6]
(ألم يروا) في أسفارهم إلى الشام (كم) خبرية بمعنى كثيرا (أهلكنا من قبلهم من قرن) أمة من الأمم الماضية (مكناهم) أعطيناهم مكانا (في الأرض) بالقوة والسعة (ما لم نمكن) نعط (لكم) فيه التفات عن الغيبة (وأرسلنا السماء) المطر (عليهم مدرارا) متتابعا (وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم) تحت مساكنهم (فأهلكناهم بذنوبهم) بتكذيبهم الأنبياء (وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين)
13-وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ [الانعام 120]
(وذروا) اتركوا (ظاهر الإثم وباطنه) علانيته وسره والإثم قيل الزنا ، وقيل كل معصية (إن الذين يكسبون الإثم سيجزون) في الآخرة (بما كانوا يقترفون) يكتسبون
14-أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ [الأعراف 100]
(أَوَلَم يهد للذين) يتبين (يرثون الأرض) بالسكنى (من بعد) هلاك (أهلها أن) فاعل مخففة واسمها محذوف أي أنه (لو نشاء أصبناهم) بالعذاب (بذنوبهم) كما أصبنا من قبلهم والهمزة في المواضع الأربعة للتوبيخ والفاء والواو الداخلة عليهما للعطف وفي قراءة بسكون الواو في الموضع الأول عطفا بأو (و) نحن (نطبع) نختم (على قلوبهم فهم لا يسمعون) الموعظة سماع تدبر
15-كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال 52]
دأبُ هؤلاء (كدأب) كعادة (آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله) بالعقاب (بذنوبهم) جملة كفروا وما بعدها مفسرة لما قبلها (إن الله قوي) على ما يريده (شديد العقاب)
16-كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ [الأنفال 54]
(كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون) قومه معه (وكل) من الأمم المكذبة (كانوا ظالمين)
17-قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [ابراهيم 10]
(قالت رسلهم أفي الله شك) استفهام إنكار أي لا شك في توحيده للدلائل الظاهرة عليه (فاطر) خالق (السماوات والأرض يدعوكم) إلى طاعته (ليغفر لكم من ذنوبكم) من صلة فإن الإسلام يغفر به ما قبله أو تبعيضية لإخراج حقوق العباد (ويؤخركم) بلا عذاب (إلى أجل مسمى) أجل الموت (قالوا إن) ما (أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا) من الأصنام (فأتونا بسلطان مبين) حجة ظاهرة على صدقكم
18-وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً [الإسراء 17]
(وكم) أي كثيرا (أهلكنا من القرون) الأمم (من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا) عالما ببواطنها وظواهرها وبه يتعلق بذنوب
19-وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً [الفرقان 58]
(وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح) متلبسا (بحمده) أي قل سبحان الله والحمد لله (وكفى به بذنوب عباده خبيرا) عالما تعلق به بذنوب
20-قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ [القصص 78]
(قال إنما أوتيته) أي المال (على علم عندي) أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل في التوراة بعد موسى وهرون قال تعالى (أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من) الأمم (هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا) للمال أي هو عالم بذلك ويهلكهم الله (يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج) لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب
21-يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب 71]
(يصلح لكم أعمالكم) يتقبلها (ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) نال غاية مطلوبة
22-قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر 53]
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا) بكسر النون وفتحها وقرىء بضمها تيأسوا (من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) لمن تاب من الشرك (إنه هو الغفور الرحيم)
23-تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [غافر 2]
(تنزيل الكتاب) القرآن مبتدأ (من الله) خبر (العزيز) في ملكه (العليم) بخلقه
24-غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ [غافر 3]
(غافر الذنب) للمؤمنين (وقابل التوب) لهم مصدر (شديد العقاب) للكافرين مشددة (ذي الطول) الإنعام الواسع وهو موصوف على الدوام بكل هذه الصفات فاضافة المشتق منها للتعريف كالاخيرة (لا إله إلا هو إليه المصير) المرجع
25-أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ [غافر 21]
(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة) وفي قراءة منكم (وآثارا في الأرض فأخذهم) من مصانع وقصور (الله بذنوبهم) أهلكهم (وما كان لهم من الله من واق ذلك) عذابه
26-فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [غافر 55]
(فاصبر) يا محمد (إن وعد الله) بنصر أوليائه (حق) وأنت ومن تبعك منهم (واستغفر لذنبك) ليستن بك (وسبح) صل متلبسا (بحمد ربك بالعشي) وهو من بعد الزوال (والإبكار) الصلوات الخمس
27-وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشورى 37]
(والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش) موجبات الحدود من عطف البعض على الكل (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) يتجاوزون
28-يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الأحقاف 31]
(يا قومنا أجيبوا داعي الله) محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان (وآمنوا به يغفر) الله (لكم من ذنوبكم) أي بعضها لأن منها المظالم لا تغفر إلا برضاء أصحابها (ويجركم من عذاب أليم) مؤلم
29-إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً [الفتح 1]
(إنا فتحنا لك) قضينا بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة بجهادك (فتحا مبينا) بينا ظاهرا
30-لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً [الفتح 2]
(ليغفر لك الله) بجهادك (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) منه لترغب امتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائية فمدخولها مسبب لا سبب (ويتم) بالفتح المذكور (نعمته) إنعامه (عليك ويهديك) به (صراطا) طريقا (مستقيما) يثبتك عليه وهو دين الإسلام
31-وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً [الفتح 3]
(وينصرك الله) به (نصرا عزيزا) ذا عز لا ذل له
32-هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [الفتح 4]
(هو الذي أنزل السكينة) الطمأنينة (في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) بشرائع الدين كلما نزل واحدة منها آمنوا بها ومنها الجهاد (ولله جنود السماوات والأرض) فلو أراد نصر دينه بغيركم لفعل (وكان الله عليما) بخلقه (حكيما) في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك
33-لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً [الفتح 5]
(ليدخل) متعلق بمحذوف أي أمر الجهاد (المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما)
34-الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [النجم 32]
(الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) هو صغار الذنوب كالنظرة والقبلة واللمسة فهو استثناء منقطع والمعنى لكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر (إن ربك واسع المغفرة) بذلك وبقبول التوبة ونزل فيمن كان يقول صلاتنا وصيامنا حجنا (هو أعلم) عالم (بكم إذ أنشأكم من الأرض) أي خلق أباكم آدم من التراب (وإذ أنتم أجنة) جمع جنين (في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم) لا تمدحوها على سبيل الاعجاب أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن (هو أعلم) أي عالم (بمن اتقى)
35-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحديد 28]
(يا أيها الذين آمنوا) بعيسى (اتقوا الله وآمنوا برسوله) محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى (يؤتكم كفلين) نصيبين (من رحمته) لايمانكم بالنبيين (ويجعل لكم نورا تمشون به) على الصراط (ويغفر لكم والله غفور رحيم)
36-يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الصف 12]
(يغفر) جواب شرط مقدر أي إن تفعلوه يغفر (لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن) إقامة (ذلك الفوز العظيم)
37-يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [نوح 4]
(يغفر لكم من ذنوبكم) من زائدة فإن الإسلام يغفر به ما قبله أو تبعيضيه لإخراج حقوق العباد (ويؤخركم) بلا عذاب (إلى أجل مسمى) أجل الموت (إن أجل الله) بعذابكم إن لم تؤمنوا (إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون) ذلك لآمنتم
38-إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [البروج 10]
(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) بالاحراق (ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم) بكفرهم (ولهم عذاب الحريق) أي عذاب إحراقهم المؤمنين في الآخرة وقيل في الدنيا بأن أخرجت النار فأحرقتهم كما تقدم