1-وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة 114]
(ومن أظلم) أي لا أحد أظلم (ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) بالصلاة والتسبيح (وسعى في خرابها) بالهدم أو التعطيل ، نزلت إخباراً عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين لما صدوا النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) خبر بمعنى الأمر أي أخيفوهم بالجهاد فلا يدخلها أحدٌ آمناً0 (لهم في الدنيا خزي) هوان بالقتل والسبي والجزية (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) هو النار
2-لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [أل عمران 186]
(لتبلون) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ، لتختبرن (في أموالكم) بالفرائض فيها والجوائح (وأنفسكم) بالعبادات والبلاء (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) اليهود والنصارى (ومن الذين أشركوا) من العرب (أذى كثيرا) من السب والطعن والتشبيب بنسائكم (وإن تصبروا) على ذلك (وتتقوا) الله (فإن ذلك من عزم الأمور) أي من معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها
3-فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ [أل عمران 195]
(فاستجاب لهم ربهم) دعاءهم (أني) أي بأني (لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم) كائن (من بعض) أي الذكور من الاناث وبالعكس ، والجملة مؤكدة لما قبلها أي هم سواء في المجازاة بالأعمال وترك تضييعها ، نزلت لما قالت أم سلمة: يا رسول الله إني لا أسمع ذكر النساء بالهجرة بشيء (فالذين هاجروا) من مكة إلى المدينة (وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي) ديني (وقاتلوا) الكفار (وقتلوا) بالتخفيف والتشديد ، وفي قراءة بتقديمه (لأكفرن عنهم سيئاتهم) أسترها بالمغفرة (ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً) مصدر من معنى لأكفرن مؤكد له (من عند الله) فيه التفات عن التكلم (والله عنده حسن الثواب) الجزاء
4-وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [النساء 69]
(ومن يطع الله والرسول) فيما أمر به (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين) أفاضل أصحاب الأنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق (والشهداء) القتلى في سبيل الله (والصالحين) غير من ذكر (وحسن أولئك رفيقا) رفقاء في الجنة بأن يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم وإن كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم
5-إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً [النساء 97]
(إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) بالمقام مع الكفار وترك الهجرة (قالوا) لهم موبخين (فيم كنتم) أي شيء كنتم في أمر دينكم (قالوا) معتذرين (كنا مستضعفين) عاجزين عن إقامة الدين (في الأرض) أرض مكة (قالوا) لهم توبيخا (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) من أرض الكفر إلى بلد آخر كما فعل غيركم قال الله تعالى (فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) هي
6-إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً [النساء 98]
(إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان) الذين (لا يستطيعون حيلة) لا قوة لهم على الهجرة ولا نفقة (ولا يهتدون سبيلا) طريقا إلى أرض الهجرة
7-وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [النحل 41]
(والذين هاجروا في الله) لإقامة دينه (من بعد ما ظلموا) بالأذى من أهل مكة وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (لنبوئنهم) ننزلهم (في الدنيا) دارا (حسنة) هي المدينة (ولأجر الآخرة) أي الجنة (أكبر) أعظم (لو كانوا يعلمون) أي الكفار أو المتخلفون عن الهجرة ما للمهاجرين من الكرامة لوافقوهم
8-الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل 42]
هم (الذين صبروا) على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين (وعلى ربهم يتوكلون) فيرزقهم من حيث لا يحتسبون
9-إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [الحج 38]
(إن الله يدافع عن الذين آمنوا) غوائل المشركين (إن الله لا يحب كل خوان) في أمانته (كفور) لنعمته وهم المشركون المعنى أنه يعاقبهم
10-أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [الحج 39]
(أذن للذين يقاتلون) أي للمؤمنين أن يقاتلوا وهذه أول آية نزلت في الجهاد (بأنهم) أي بسبب أنهم (ظلموا) بظلم الكافرين إياهم (وإن الله على نصرهم لقدير)
11-الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج 40]
هم (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق) في الإخراج ما أخرجوا (إلا أن يقولوا) أي بقولهم (ربنا الله) وحده وهذا القول حق فالإخراج به إخراج بغير حق (ولولا دفع الله الناس بعضهم) بدل بعض من الناس (ببعض لهدمت) بالتشديد للتكثير وبالتخفيف (صوامع) للرهبان (وبيع) كنائس للنصارى (وصلوات) كنائس لليهود بالعبرانية (ومساجد) للمسلمين (يذكر فيها) أي المواضع المذكورة (اسم الله كثيرا) وتنقطع العبادات بخرابها (ولينصرن الله من ينصره) أي ينصر دينه (إن الله لقوي) على خلقه (عزيز) منيع في سلطانه وقدرته
12-وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الحج 58]
(والذين هاجروا في سبيل الله) أي طاعته من مكة إلى المدينة (ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا) هو رزق الجنة (وإن الله لهو خير الرازقين) أفضل المعطين
13-لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ [الحج 59]
(ليدخلنهم مدخلا) بضم الميم وفتحها أي إدخالا أو موضعا (يرضونه) وهو الجنة (وإن الله لعليم) بنياتهم (حليم) عن عقابهم
14-يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ [العنكبوت 56]
(يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) في أرض تيسرت فيها العبادة بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها ونزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها
15-الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [العنكبوت 59]
هم (الذين صبروا) على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين (وعلى ربهم يتوكلون) فيرزقهم من حيث لا يحتسبون
16-وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ [البروج 1]
(والسماء ذات البروج) الكواكب اثنا عشر برجا تقدمت في الفرقان
17-وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ [البروج 2]
(واليوم الموعود) يوم القيامة
18-وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [البروج 3]
(وشاهد) يوم الجمعة (ومشهود) يوم عرفة كذا فسرت الثلاثة في الحديث فالأول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه والثالث تشهده الناس والملائكة وجواب القسم محذوف صدره تقديره لقد
19-قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ [البروج 4]
(قتل) لعن (أصحاب الأخدود) الشق في الأرض
20-النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ [البروج 5]
(النار) بدل اشتمال منه (ذات الوقود) ما توقد به
21-إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ [البروج 6]
(إذ هم عليها) حولها على جانب الأخدود على الكراسي (قعود)
22-وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ [البروج 7]
(وهم على ما يفعلون بالمؤمنين) بالله من تعذيبهم بالالقاء في النار إن لم يرجعوا عن إيمانهم (شهود) حضور روي أن الله أنجى المؤمنين الملقين في النار بقبض أرواحهم قبل وقوعهم فيها وخرجت النار إلى من ثم فأحرقتهم
23-وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج 8]
(وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز) في ملكه (الحميد) المحمود
24-الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [البروج 9]
(الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد) أي ما أنكر الكفار على المؤمنين إلا إيمانهم
25-إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [البروج 10]
(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) بالاحراق (ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم) بكفرهم (ولهم عذاب الحريق) أي عذاب إحراقهم المؤمنين في الآخرة وقيل في الدنيا بأن أخرجت النار فأحرقتهم كما تقدم
26-أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى [العلق 9]
(أرأيت) في الثلاثة مواضع للتعجب (الذي ينهى) هو أبو جهل
27-عَبْداً إِذَا صَلَّى [العلق 10]
(عبداً) هو النبي صلى الله عليه وسلم (إذا صلى)
28-أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى [العلق 11]
(أرأيت إن كان) المنهي (على الهدى)
29-أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى [العلق 12]
(أو) للتقسيم (أمر بالتقوى)
30-أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى [العلق 13]
(أرأيت إن كذب) أي الناهي النبي (وتولى) عن الإيمان
31-أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق 14]
(ألم يعلم بأن الله يرى) ما صدر منه ، أي يعلمه فيجازيه عليه أي إعجب منه يا مخاطب من حيث نهيه عن الصلاة ومن حيث أن المنهي عن الهدى آمر بالتقوى ومن حيث أن الناهي مكذب متول عن الإيمان
32-كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ [العلق 15]
(كلا) ردع له (لئن) لام قسم (لم ينته) عما هو عليه من الكفر (لنسفعا بالناصية) لنجرن بناصيته إلى النار
33-نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ [العلق 16]
(ناصية) بدل نكرة من معرفة (كاذبة خاطئة) وصفها بذلك مجاز والمراد صاحبها
34-فَلْيَدْعُ نَادِيَه [العلق 17]
(فليدع ناديه) أي أهل ناديه وهو المجلس ينتدى يتحدث فيه القوم وكان قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما انتهره حيث نهاه عن الصلاة لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديا مني لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا
35-سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ [العلق 18]
(سندع الزبانية) الملائكة الغلاظ الشداد لاهلاكه كما في الحديث لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا
36-كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق 19]
(كلا) ردع له (لا تطعه) يا محمد في ترك الصلاة (واسجد) صل لله (واقترب) منه بطاعته