✬۞✬ توضيح آيات القرآن لوسواس الشيطان ✬۞✬
1-وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة 34]
(و) اذكر (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) سجود تحيةٍ بالانحناء (فسجدوا إلا إبليس) هو أبو الجن كان بين الملائكة (أبى) امتنع عن السجود (واستكبر) تكبّر عنه وقال : أنا خير منه (وكان من الكافرين) في علم الله
2-فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [البقرة 36]
(فأزلَّهما الشيطان) إبليس أي أذهبهما ، وفي قراءة {فأزالهما} نحَّاهما (عنها) أي الجنة بأن قال لهما : هل أدلكما على شجرة الخلد وقاسمهما بالله أنه لهما لمن الناصحين فأكلا منها (فأخرجهما مما كانا فيه) من النعيم (وقلنا اهبطوا) إلى الأرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما (بعضكم) بعض الذرية (لبعض عدو) من ظلم بعضكم بعضا (ولكم في الأرض مستقر) موضع قرار (ومتاع) مما تتمتعون به من نباتها (إلى حين) وقت انقضاء آجالكم
3-وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة 186]
وسأل جماعة النبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ، فنزل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) منهم بعلمي فأخبرهم بذلك (أجيب دعوة الداع إذا دعان) بإنالته ما سأل (فليستجيبوا لي) دعائي بالطاعة (وليؤمنوا) يداوموا على الإيمان (بي لعلهم يرشدون) يهتدون
4-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [البقرة 208]
ونزل في عبد الله بن سلام وأصحابه لما عظَّموا السبت وكرهوا الإبل بعد الإسلام (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السَّلم) بفتح السين وكسرها الإسلام (كافة) حال من السلم أي في جميع شرائعه (ولا تتبعوا خطوات) طرق (الشيطان) أي تزيينه بالتفريق (إنه لكم عدو مبين) بين العداوة
5-الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة 268]
(الشيطان يعدكم الفقر) يخوفكم به إن تصدقتم فتمسكوا (ويأمركم بالفحشاء) البخل ومنع الزكاة (والله يعدكم) على الإنفاق (مغفرة منه) لذنوبكم (وفضلا) رزقا خلفا منه (والله واسع) فضله (عليم) بالمنفق
6-وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً [النساء 38]
(والذين) عطف على الذين قبله (ينفقون أموالهم رئاء الناس) مرائين لهم (ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) كالمنافقين وأهل مكة (ومن يكن الشيطان له قرينا) صاحبا يعمل بأمره كهؤلاء (فساء) بئس (قرينا) هو
7-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء 60]
ونزل لما اختصم يهودي ومنافق فدعا المنافق إلى كعب بن الأشرف ليحكم بينهما ودعا اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتياه فقضى لليهودي فلم يرض المنافق ، وأتيا عمر فذكر اليهودي ذلك فقال للمنافق أكذلك قال نعم فقتله (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) الكثير الطغيان وهو كعب بن الأشرف (وقد أمروا أن يكفروا به) ولا يوالوه (ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) عن الحق
8-الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء 76]
(الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت) الشيطان (فقاتلوا أولياء الشيطان) أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم بالله (إن كيد الشيطان) بالمؤمنين (كان ضعيفا) واهيا لا يقاوم كيد الله بالكافرين
9-إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً [النساء 117]
(إن) ما (يدعون) يعبد المشركون (من دونه) أي الله ، أي غيره (إلا إناثا) أصناما مؤنثه كاللات والعزى ومناة (وإن) ما (يدعون) يعبدون بعبادتها (إلا شيطانا مريدا) خارجا عن الطاعة لطاعتهم له فيها وهو إبليس
10-لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً [النساء 118]
(لعنه الله) أبعده عن رحمته (وقال) أي الشيطان (لأتخذن) لأجعلن لي (من عبادك نصيبا مفروضا) مقطوعا أدعوهم إلى طاعتي
11-وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً [النساء 119]
(ولأضلنهم) عن الحق بالوسوسة (ولأمنينهم) ألقي في قلوبهم طول الحياة أن لا بعث ولا حساب (ولآمرنهم فليبتِّكن) يقطعن (آذان الأنعام) وقد فعل ذلك بالبحائر (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) دينه بالكفر وإحلال ما حرم الله وتحريم ما أحل (ومن يتخذ الشيطان وليا) يتولاه ويطيعه (من دون الله) أي غيره (فقد خسر خسرانا مبينا) بيناً لمصيره إلى النار المؤبدة عليه
12-يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً [النساء 120]
(يعدهم) طول العمر (ويمنيهم) نيل الآمال في الدنيا وأن لا بعث ولا جزاء (وما يعدهم الشيطان) بذلك (إلا غرورا) باطلا
13-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة 90]
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر) المسكر الذي يخامر العقل (والميسر) القمار (والأنصاب) الأصنام (والأزلام) قداح الاستقسام (رجس) خبيث مستقذر (من عمل الشيطان) الذي يزينه (فاجتنبوه) أي الرجس المعبر به عن هذه الأشياء أن تفعلوه (لعلكم تفلحون)
14-إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة 91]
(إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) إذا أتيتموها لما يحصل فيهما من الشر والفتن (ويصدكم) بالاشتغال بهما (عن ذكر الله وعن الصلاة) خصها بالذكر تعظيما لها (فهل أنتم منتهون) عن إتيانهما ، أي انتهوا
15-فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الانعام 43]
(فلولا) فهلا (إذ جاءهم بأسنا) عذابنا (تضرعوا) أي لم يفعلوا ذلك مع قيام المقتضي له (ولكن قست قلوبهم) فلم تلن للإيمان (وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) من المعاصي فأصروا عليها
16-وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الانعام 112]
(وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً) كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل منه (شياطين) مردة (الإنس والجن يوحي) يوسوس (بعضهم إلى بعض زخرف القول) مموهه من الباطل (غرورا) أي ليغروهم (ولو شاء ربك ما فعلوه) أي الإيحاء المذكور (فذرهم) دع الكفار (وما يفترون) من الكفر غيره مما زين لهم وهذا ما قبل الأمر بالقتال
17-وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الانعام 121]
(ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) بأن مات أو ذبح على اسم غيره وإلا فما ذبحه المسلم ولم يسم فيه عمداً أو نسيانا فهو حلال قاله ابن عباس وعليه الشافعي (وإنه) أي الأكل منه (لفسق) خروج عما يحل (وإن الشياطين ليوحون) يوسوسون (إلى أوليائهم) الكفار (ليجادلوكم) في تحليل الميتة (وإن أطعتموهم) فيه (إنكم لمشركون)
18-وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [الانعام 142]
(و) أنشأ (من الأنعام حمولة) صالحة للحمل عليها كالإبل الكبار (وفَرْشا) لا تصلح له كالإبل الصغار والغنم سميت فرشا لأنها كالفرش للأرض لدنوها منها (كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان) طرائقه من التحريم والتحليل (إنه لكم عدو مبين) بين العداوة
19-وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ [الأعراف 11]
(ولقد خلقناكم) أي أباكم آدم (ثم صورناكم) أي صورناه وأنتم في ظهره (ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) سجودَ تحيةٍ بالانحناء (فسجدوا إلا إبليس) أبا الجن كان بين الملائكة (لم يكن من الساجدين)
20-قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [الأعراف 12]
(قال) تعالى (ما منعك أ) ن (لا) زائدة (تسجد إذ) حين (أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
21-قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ [الأعراف 13]
(قال فاهبط منها) أي من الجنة ، وقيل من السماوات (فما يكون) ينبغي (لك أن تتكبر فيها فاخرج) منها (إنك من الصاغرين) الذليلين
22-قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الأعراف 14]
(قال أَنظِرني) أَخِّرني (إلى يوم يبعثون) أي الناس
23-قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ [الأعراف 15]
(قال إنك من المنظرين) وفي آية أخرى {إلى يوم الوقت المعلوم} أي يوم النفخة الأولى
24-قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ [الأعراف 16]
(قال فبما أغويتني) أي بإغوائك لي ، والباء للقسم وجوابه (لأقعدن لهم) أي لبني آدم (صراطك المستقيم) أي على الطريق الموصل إليك
25-ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف 17]
(ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) أي من كل جهة فأمنعهم عن سلوكه ، قال ابن عباس: ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد وبين رحمة الله تعالى. (ولا تجد أكثرهم شاكرين) مؤمنين
26-قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ [الأعراف 18]
(قال اخرج منها مذؤوما) بالهمزة معيبا أو ممقوتا (مدحورا) مبعدا عن الرحمة (لمن تبعك منهم) من الناس واللام للابتداء أو موطئة للقسم وهو (لأملأن جهنم منكم أجمعين) أي منك بذريتك ومن الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى جزاء من الشرطية أي من تبعك أعذبه
27-وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [الأعراف 19]
(و) قال (يا آدم اسكن أنت) تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه (وزوجك) حواء بالمد (الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) بالأكل منها وهي الحنطة (فتكونا من الظالمين)
28-فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [الأعراف 20]
(فوسوس لهما الشيطان) إبليس (ليبدي) يظهر (لهما ما ووري) فوعل من المواراة (عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا) كراهةَ (أن تكونا مَلَكَين) وقرئ بكسر اللام (أو تكونا من الخالدين) أي وذلك لازم عن الأكل منها كما في آية أخرى {هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى}
29-وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف 21]
(وقاسمهما) أي أقسم لهما بالله (إني لكما لمن الناصحين) في ذلك
30-فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ [الأعراف 22]
(فدلاهما) حطَّهما عن منزلتهما (بغرور) منه (فلما ذاقا الشجرة) أي أكلا منها (بدت لهما سوآتهما) أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منها سوأة لأن انكشافه يسوء صاحبه (وطفقا يخصفان) أخذا يلزقان (عليهما من ورق الجنة) ليستترا به (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) بين العداوة ، والاستفهام للتقرير
31-قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف 23]
(قالا ربنا ظلمنا أنفسنا) بمعصيتنا (وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
32-يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأعراف 27]
(يا بني آدم لا يفتنَنَّكم) يضلنكم (الشيطان) أي لا تتبعوه (كما أخرج أبويكم) بفتنته (من الجنة ينزع) حال (عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه) أي الشيطان (يراكم هو وقبيله) جنوده (من حيث لا ترونهم) للطافة أجسادهم أو عدم ألوانهم (إنا جعلنا الشياطين أولياء) أعوانا وقرناء (للذين لا يؤمنون)
33-وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف 200]
(وإما) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة (ينزغنك من الشيطان نزغ) أي إن يصرفك عما أمرت به صارف (فاستعذ بالله) جواب الشرط وجواب الأمر محذوف أي يدفعه عنك (إنه سميع) للقول (عليم) بالفعل
34-إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف 201]
(إن الذين اتقوا إذا مسهم) أصابهم (طيف) وفي قراءة {طائف} أي شيء ألم بهم (من الشيطان تذكروا) عقاب الله وثوابه (فإذا هم مبصرون) الحق من غيره فيرجعون
35-وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ [الأعراف 202]
(وإخوانهم) أي أخوان الشياطين من الكفار (يمدونهم) أي الشياطين (في الغي ثم) هم (لا يقصرون) يكفون عنه بالتبصر كما تبصر المتقون
36-وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال 48]
(و) اذكر (إذ زين لهم الشيطان) إبليس (أعمالهم) بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر (وقال) لهم (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم) من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية (فلما تراءت) التقت (الفئتان) المسلمة والكافرة ورأى الملائكة وكان يده في يد الحارث بن هشام (نكص) رجع (على عقبيه) هارباً (وقال) لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال (إني بريء منكم) من جواركم (إني أرى ما لا ترون) من الملائكة (إني أخاف الله) أن يهلكني (والله شديد العقاب)
37-قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [يوسف 5]
(قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) يحتالون في هلاكك حسداً لعلمهم بتأويلها من أنهم الكواكب والشمس أمك والقمر أبوك (إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ظاهر العداوة
38-فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [الحجر 30]
(فسجد الملائكة كلهم أجمعون) فيه تأكيدان
39-إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ [الحجر 31]
(إلا إبليس) هو أبو الجن كان بين الملائكة (أبى) امتنع من (أن يكون مع الساجدين)
40-قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ [الحجر 32]
(قال) تعالى (يا إبليس ما لك) ما منعك (ألا) زائدة (تكون مع الساجدين)
41-قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ [الحجر 33]
(قال لم أكن لأسجد) لا ينبغي لي أن أسجد (لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون)
42-قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ [الحجر 34]
(قال فاخرج منها) أي الجنة وقيل من السموات (فإنك رجيم) مطرود
43-وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ [الحجر 35]
(وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) الجزاء
44-قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الحجر 36]
(قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون) أي الناس
45-قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ [الحجر 37]
(قال فإنك من المنظرين)
46-إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [الحجر 38]
(إلى يوم الوقت المعلوم) وقت النفخة الأولى
47-قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر 39]
(قال رب بما أغويتني) أي بإغوائك لي والباء للقسم وجوابه (لأزينن لهم في الأرض) المعاصي (ولأغوينهم أجمعين)
48-إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [الحجر 40]
(إلا عبادك منهم المخلصين) أي المؤمنين
49-قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ [الحجر 41]
(قال) تعالى (هذا صراط علي مستقيم)
50-إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ [الحجر 42]
وهو (إن عبادي) أي المؤمنين (ليس لك عليهم سلطان) قوة (إلا) لكن (من اتبعك من الغاوين) الكافرين