الجنس : العمر : 38 المدينة المنورة التسجيل : 31/01/2012عدد المساهمات : 27
موضوع: ۞❀۞ السلامة فى الصمت ۞❀۞ الأربعاء 29 فبراير 2012, 1:17 am
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
۞❀۞ السلامة فى الصمت ۞❀۞
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
قال الله تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }[ق : 18 ]. قال الله تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [الإسراء:36]
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
الصمت سرُّ من أسرار السلامة وتجنب الغى والعى والندامة .. السلامة في إطالة الصمت .. والهلاك في تركه ..
إن مما يحفظ الإنسان من كثير من الكفر والمعاصي إطالة الصمت , لأن أكثر الكفر وأكثر المعاصي من اللسان , فمن أكثر الكلام يقع إما في الغلط أو في الكفر أو في المعاصي ، فعليكم بإطالة الصمت ، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطيل الصمت ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من صمت نجا " ..
فتواصوا بإطالة الصمت وانهوا أنفسكم عن كثرة الكلام تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولذا بشَّر رسول الله سيدنا معاذ بالسلامة والنجاة فقال له ولنا ولمن يريدون النجاة والسعادة والسلامة إلى يوم القيامة " إِنَّكَ لَنْ تَزَالَ سَالِماً مَا سَكَتَّ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ كُتِبَ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ "
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم طويلَ الصمت قليلَ الضحك ، ولذا نصحهم بوضوح لا يقبل الشك فقال " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ "
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "
وعن امير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-قال [ من كثًر كلامُه كثر سَقَطُه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولي به ]
وعن يزيد بن ابي حبيب قال [ إن المتكلم لينتظر الفتنة وإن المُنصِت لينتظر الرحمة ]
وقال الفضيل [ خصلتان تُقَسٍيان القلب كثرةُ الكلام وكثرةُ الأكل ]
وعن سفيان قال [ طول الصمت مِفتاح العبادة ]
وقيل ايضا كثرة الكلام تُذْهِبُ الوقَار
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
أهذا صعبٌ أو ليس ممكناً ؟!
قال الحكماء [ فعلٌ وليس بفعل به النجاة بالفعل علِّق باللسان ثقل أو ضع على الفم قفل]
أفيعزُّ على أحدكم أن يسلم وينجو بغلق فمه فوالله لو عقل هذا أحد لصمت إلى الأبد فنجا ولم يكن مثله أحد إلا من فعل مثله أو زاد وما الزيادة إلا النطق عند الحاجة بقدر.
الصمت سرٌّ من أسرار الوصول أوصى به الله وشدَّد عليه الرسول ونصح به كل عبد بالله موصول ولذا كانت المجالس العملية التى يرتفع بها أهل المعية إلى الدرجات العلية يقول فيها سيدنا أبو الدرداء [ تعلموا الصمت كما تتعلمون الكلام فإن الصمت حكم عظيم وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم ولا تتكلم في شيء لا يعنيك ]
فكانوا يدخلون ورشة عملية يعلمهم فيها رسول الله الصمت كما نتعلم نحن ونعلم أولادنا الصغار الكلام ولذا كان ابن مسعود يقول فى الورشة العملية [ إن كان الشؤم في شيء ففي اللسان ] ، وكانوا يستخدمون النماذج التعليمية فكان سيدنا أبو بكر يضع حجراً تحت لسانه فلا يتكلم إلا فيما يرضى الله فيسألونه ما هذا ؟ فيقول وهو يشير إلى لسانه [ هذا الذي أوردني الموارد]
فكانت الورشة الأولى فى العبادة العملية التى كان يُشرف عليها خير البرية هى تَعَلُم الصمت ومن يدخل هذه الورشة يأخذ ما فيها من بضاعة بعد أن يُحَصِّل وفى النهاية يعطيه الله جزاء هذه الطاعة مع شهادة التخرج { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً }[ البقرة : 269] ، وشهادة التخرج مكتوب فيها " حكيم" قال النبى " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْداً فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ فَإنَّهُ يُلَقَّنُ الْحِكْمَةَ "
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
وقال الشاعر أبو نواس فى شىء من شعر الحكمة : خلّ جنبيك لرام وامض عنه بسلام * مت بداء الصمت خير لك من داء الكلام ربما استفتحت بالنطــق مغاليق الحمام * إنما السالم من ألــجم فاه بلجام
وقال حكيم لأبنائه معلماً ومربيَّاً [ يا أبنائى صمتٌ قد يعقبه ندامة خيرٌ من نطق يسلب السلامة ] .. ثم أنشدهم قائلاَ: الصمت زين والسكوت سلامة فإذا نطقت فلا تكن مكثاراً ما إن ندمت على سكوتي مرّة ولقد ندمت على الكلام مرارا
وقالوا [ لسانك سبْعٌ إن عقلته حرسك وإن أرسلته افترسك ]
وقيل [ اخزن لسانك كما تخزن مالك واعرفه كما تعرف ولدك وزنه كما تزن نفقتك وانفق منه بقدر وكن منه على حذر فإن انفاق ألف درهمٍ في غير بابها أيسر من إطلاق كلمة في غير حقها ]
وقال الشاعر فى بيان خطر اللسان : احفظ لسانك واحتفظ من شرّه إنّ اللسان هو العدوّ الكاشح وزن الكلام إذا نطقت بمجلس فيه يلوح لك الصواب اللائح والصمت من سعد السعود بمطلع تحيا به والنطق سعد الذابح
وقال بعض الحكماء عليك بالصمت وإن أصبت في القول وبرزت في الفضل : رب كلمة قلت جلبت المقدوراً خربت لك دوراً عمرت قبوراً فاحفظ لسانك أن تنال ثبورا إن المناطق تجلب المحذورا
وللإمام الشافعى قول رائع فى ذلك اشتهر وذاع وروى لآخرين : احفظ لسانك أيها الانسان لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان
وقيل ايضا تعلم الصمتَ كما تتعلم الكلامَ فإن يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك ولك في الصمت خَصلتان تأخذ به عِلْمَ مَن هو أعلمُ منك وتدفع به عنك مَن هو أجدلُ منك .
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
¤ الموازنة بين الصمت والكلام ¤
قال الله تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }. سورة
فليكن الأصل هو الصمت إذ يكفي في فضل الصمت كونه أقوي وسيلة وقائية من الغيبة وأخواتها من أفات اللسان والسلامة لايعدلها شئ إلَّا مَن تيقن مِن حصول الغنيمة بالكلام .
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالي اعلم أنه ينبغي لكل مكلَّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلَّاكلاما ظهرت فيه المصلحة ومتي استوي الكلام وتركُه في المصلحة فالسَّنُّة الإمساك عنه .
وقال مرةً رجل ما أشد البرد اليوم ؟ فالتفت إليه المعافي بن عمران وقال استدفأت الأن ؟ لو سكتَّ لكان خيرًا لك
ويتأكد وجوب حفظ اللسان وقت الفتن لما لِلِّسان من اثر في إشعالها وقد يحسب المغرور أنه إذا كفَّ يده فقد اعتزل الفتن ولا يدري أنه لا ينجو منها حتي يكف لسانه أيضا وكم من خائض في الفتن متلوثٍ بها بلسانه أيضا وكم من خائضٍ في الفتن متلوثٍ بها بلسانه وهو يظن أنه ناجٍ منها وهو من أنشط الساعين فيها المُضِمين نارَها 0
- يقول الشافعي : قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم * إن الجواب لباب الشر مفتاح والصمت عن جاهل أو أحمق شرف * وفيه أيضا لصون العرض إصلاح أما ترى الأسود تُخشى وهي صامتة * والكلب يخسى لعمري وهو نباح
- وقال لقمان : الصمت زين والسكوت سلامة * فإذا نطقت فلا تكن مهذارا ما إن ندمت على سكوتي مرّة * لكن ندمت على السكوت مرارا
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
[ إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب ]
جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه ، ولا شك أنها وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا ، ألا ترى أن اللسان على صغره عظيم الخطر، فلا ينجو من شرِّ اللسان إلا من قيده بلجام الشرع ، فيكفه عن كل ما يخشى عاقبته في الدنيا والآخرة.
أما من أطلق عذبة اللسان ، وأهمله مرخيَ العنان ، سلك به الشيطان في كل ميدان ، وساقه إلى شفا جرف هارٍ، أن يضطره إلى دار البوار، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
ويدلك على فضل الصمت أمرٌ ، وهو أن الكلام أربعة أقسام :
1- قسم هو ضررٌ محض. 2- وقسم هو نفع محض.
3- وقسم هو ضررٌ ومنفعة. 4-قسم ليس فيه ضررٌ ولا منفعة.
أما الذي هو ضرر محض فلا بد من السكوت عنه ، وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر.
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فُضُول ، والاشتغال به تضييع زمان ، وهو عين الخسران .
فلا يبقى إلا القسم الرابع ؛ فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام وبقي رُبع ، وهذا الربع فيه خطر، إذ يمتزجُ بما فيه إثم ، من دقيق الرياء والتصنُّع والغيبة وتزكية النفس ، وفضول الكلام ، امتزاجًا يخفى دركُه ، فيكون الإنسان به مخاطرًا.
ومن عرف دقائق آفات اللسان ، علم قطعًا أن ما ذكره صلى الله عليه وسلم هو فصلُ الخطاب ، حيث قال : " من صمت نجا " .
فلقد أوتي والله جواهر الحكم ، وجوامع الكلم ، ولا يعرف ما تحت آحاد كلماته من بحار المعاني إلا خواصُّ العلماء.
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
الشبح
عضو فضي
الجنس : العمر : 36 كوكب الأشباح التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 512
موضوع: رد: ۞❀۞ السلامة فى الصمت ۞❀۞ الثلاثاء 20 مارس 2012, 12:16 am