۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  【۞】◄ الهداية .. الطريق إلى الله►【۞】

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

   【۞】◄ الهداية .. الطريق إلى الله►【۞】 Empty
مُساهمةموضوع: 【۞】◄ الهداية .. الطريق إلى الله►【۞】      【۞】◄ الهداية .. الطريق إلى الله►【۞】 Icon_minitimeالخميس 23 فبراير 2012, 10:43 pm

   【۞】◄ الهداية .. الطريق إلى الله►【۞】 SVl46333

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

【۞】◄ الهداية .. الطريق إلى الله►【۞】

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

لقد شاء الله الله أن يخلق الإنسان في أحسن تقويم، وأن يجعله مختارا يستطيع أن يعمل الخير، كما يستطيع أن يعمل الشر، وبين له طريق الهدى والضلال، وترك له حرية الاختيار، وحمله مسؤولية اختياره.

وقد تتابع إرسال الرسل والأنبياء عليهم السلام من لدن آدم حتى محمد لهداية البشرية وإخراجهم من الضلال والشقاء إلى نور الإيمان والهداية.

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

Ѿ أولا : مفهوم الهداية Ѿ

الهداية في اللغة : تعني الدلالة والإرشاد.

الهداية في الاصطلاح : هي سلوك الطريق الذي يوصل الإنسان إلى غايته، وهي إتباع شرع الله .

وسمي اتباع شرع الله الله هداية ؛ لانه يرشد الإنسان إلى الحق، ويبصره به، فيميز بين الخير والشر.

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

Ѿ ثانيا : أسباب الهداية Ѿ

₪ العقل والتفكر ₪
العقل نعمة من الله الله على الإنسان، به ميزه عن كثير من خلقه، فبالعقل : يتعرف الإنسان الأشياء، ويكتشف خواصها وفوائدها، ومضارها، ويتفهم صدق دعوة الرسل عليهم الصلاه والسلام، ويدرك وجود الله الله ووحدانيته ن وقدرته في خلقه ولك أن تدرك أهمية العقل، من كثرة الإشارة في كتاب الله.

₪ دور العقل في الهداية ₪
للعقل دور بارز في الوصول إلى الهداية ويظهر ذلك من خلال : تمكين من إدراك حقيقة هذا الكون، وأن له خلقا مدبرا، أحسن خلقه وهداه، وجعله صورة متكاملة تعكس قدرة الله الله، وتدل عليه، فهو يساعد على التأمل والتفكر في الكون وما حوله، والوصول إلى قناعة تامة بما جاء به هذا الدين العظيم.

₪ الاستعداد الفطري ₪
فقد جعل الله الله لكل مخلوق صفات وخصائص غرسها في نفسه، منذ ولادته، وجعلها لا تنفصل عن تركيبه، فجعله يميل إلى التدين ويطمئن به، والأصل في الفطرة أن تقرب العبد من ربه.

₪ دور الفطرة في الهداية ₪
للفطرة دور مهم في الهداية، يتمثل فيما يأتي :
تحبب الإيمان إليه وترغبه فيه، كميل جذور الشجرة بفطرتها نحو الماء والغذاء، وبحثها عنهما.
تشعره بالاستقرار في التوجه إلى خالقه، لشعوره الباطن أن هذا الخالق هو صاحب القوة وهو وحده الذي يستجيب لمن يتوجه إليه.

₪ الرسل عليهم الصلاة والسلام ₪
و العقل والفطرة مع مكانتههما وقدرتهما، إلا أنهما لا يصلحان مرشدا للهداية، لقصورهما وعجزهما عن إدراك كثير من الحقائق، لا سيما الغيبيات منها ؛ لذا كان من عدل الله الله ورحمته وحبه لهداية خلقه، أن بعث الأنبياء والرسل، إصطفاهم من خيرة خلقه، وزودهم بصفات تؤهلهم ليكونو قدوه صالحة للناس، يوضحون لهم إجابات شافية لما يدور في عقولهم، ويعرفون الناس بواجبهم إتجاه خالقهم، وينظمون علاقات بعضهم ببعض، ويرسمون للناس نماذج واقعية صادقة بالتطبيق العلمي المشاهد، لما يدعون الناس إليه.

وقد ختم الله الله الرسالات الإلاهية، عامل البيئة، فمن نشأ في بيئة نظيفة صالحة، تنشأ على التقوى والصلاح، إلا من حرمة الله الله الهداية بسبب انحرافه عن الهداية وسلوك طريق الضلال.

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

ღ أنواع الهداية في القرآن الكريم ღ

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفؤائد أن الهداية أربعة أنواع :

1) الهداية العامة المشتركة بين الخلق المذكورة في قوله تعالى { رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }( طه: من الآية50)، أي : أعطى كل شيء صورته التي لا يشتبه فيها بغيره , وأعطى كل عضو شكله وهيئته, وأعطى كل موجود خلقه المختص به ثم هداه لما خلقه من الأعمال.

2) هداية البيان والدالة والتعريف لنجدي الخير والشر وطريقي النجاة والهلاك كما قال تعالى { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } (البلد :10). وهذه الهداية لا تستلزم الهدي التام فإنها سبب وشرط لا موجب ولهذا ينتفي الهدى معها كقوله تعالى { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} ( فصلت : من الآية17)، أي : بينا لهم وأرشدناهم ودللناهم فلم يهتدوا . ومنها قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }( الشورى : من الآية52). أي : يدل ويرشد ويبلغ.
وهذه الهداية تحصل لجميع البشر من كافر ومسلم ، وهي وظيفة العلماء والدعاة بعد الرسل، يبينونها للناس.

3) هداية التوفيق والإلهام وهي الهداية المستلزمة للإهتدى فلا يتخلف عنها، وهي المذكورة في قوله تعالى : { يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } ( فاطر : من الآية 8 ) . وقوله تعالى : { إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ } ( النحل : من الآية37).
وهذا الهداية خاصة للمؤمنين.

4) غاية هذه الهداية وهي الهداية إلى الجنة أو النار إذا سيق أهلهما إليهما, قال تعالى في حق أهل الجنة : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } (الأعراف : من الآية43) . وقال تعالى في حق أهل النار { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}( الصافات : 23).

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

҈ الهداية في القرآن ҈

في صدر سورة البقرة، يخبر سبحانه أن هذا القرآن : { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } أي : في القرآن إرشاد للمتقين، واهتداء لما فيه صلاحهم وفلاحهم في العاجل والآجل؛ ونقرأ في السورة نفسها، بعد تقرير فريضة الصيام، قوله تعالى في صفة هذا القرآن، أنه : { هُدًى لِلنَّاسِ } (البقرة:185) .

وظاهر الآية الأولى، أن هداية القرآن الكريم خاصة بالمتقين فحسب؛ بينما جاءت الآية الثانية عامة، فوصفت هدى القرآن بأنه للناس، ولفظ ( الناس ) لفظ عام، يشمل المتقين وغيرهم، والمؤمنين ومَن سواهم .

ويبدو للناظر أن بين الآيتين تعارضًا، ووجه الجمع بينهما - كما قرر أهل العلم - أن يقال : إن الهداية في القرآن نوعان : هداية دلالة وإرشاد، وهو الذي تقدر عليه الرسل وأتباعهم، وهو المعنيُّ في قوله تعالى : { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } (الرعد:7) أي : لكل قوم هاد يدلهم ويُرشدهم إلى سُبُل الحق؛ ومن هذا الباب قوله جلا وعلا : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (الشورى :52) فأثبت سبحانه للرسل ومن سلك سبيلهم الهدى، الذي معناه الدلالة، والدعوة، والتنبيه؛ وتفرد سبحانه بالهدى - وهو النوع الثاني - الذي معناه التأييد والتوفيق والتسديد، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } (القصص :56) فالهداية هنا بمعنى التوفيق لالتزام سبيل المؤمنين، ونهج سلوك المتقين، وهو المعنيُّ في قوله تعالى : {ويَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } (يونس :25) .

ونزيد الأمر وضوحًا، فنقول : إن الهداية في القرآن تأتي على نوعين : أحدهما عام، والثاني خاص.

فأما الهداية العامة : فمعناها إبانة طريق الحق والرشاد، وإيضاح المحجة والسداد، وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى : { وَأَمّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } (فُصِّلت :17 ) والمعنى : بيَّنا لهم طريق الحق من الضلال، ووضَّحنا لهم طريق الرشاد من الفساد، بَيْدَ أنهم آثروا الثاني على الأول؛ فالأمر هنا أمر اختيار واختبار، يوضع أمام العبد ليختار منهما ما يشاء، والدليل على هذا الاختيار، قوله سبحانه : { فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى } (فُصِّلت:17) أي : استحبوا طريق الضلال على طريق الرشاد؛ ومثله أيضًا قوله تعالى : { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } (البلد:10) أي : بيَّنا له طريق الخير وطريق الشر .

وأما الهداية الخاصة : فهي تفضُّل من الله سبحانه على العبد بتوفيقه إلى طاعته، وتيسيره سلوك طريق النجاة والفلاح؛ وعلى هذا المعنى جاء قوله عز وجل : { أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } (الأنعام:90) وقوله سبحانه : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ } (الأنعام:125) .

إذا علمت هذا، فلا يُشكل عليك فهمُ ما جاء من آيات تخصُّ الهداية بالمتقين، وما جاء من آيات عامة، تعمُّ الهداية للناس أجمعين؛ وبه أيضًا يرتفع ما يبدو من إشكال بين قوله تعالى : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } (القصص:56) وبين قوله سبحانه : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (الشورى:52) لأن الهداية المنفيَّة عنه صلى الله عليه وسلم في الآية الأولى هي الهداية الخاصة ، إذ التوفيق بيد الله سبحانه ؛ أما الهداية المثبتة له عليه الصلاة والسلام في الآية الثانية، فهي الهداية بمعناها العام، وهي إبانة الطريق، وهو ما فعله صلى الله عليه وسلم، وقام به أحسن القيام، وأتمَّه خير التمام، حتى ترك أمته على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك .

على أن للمفسرين توجيهات أُخرى لآية البقرة { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } وما شابهها من آيات، لا ينبغي أن يُغفل عنها في مقام كهذا؛ فقد قالوا :

- خصَّ سبحانه المتقين بالهداية، وإنْ كان القرآن هدى للخلق أجمعين؛ تشريفًا لهم، وإجلالاً لهم، وكرامة لهم، وبيانًا لفضلهم؛ لأنهم آمنوا به، وصدقوا بما فيه .

- إنَّ تخصيص الهدى بالمتقين باعتبار الغاية ، أي : إن من استمسك بهدي القرآن فإن عاقبته أن يكون من المتقين .

- إن اختصاصه بالمتقين؛ لأنهم المهتدون به فعلاً، والمنتفعون بما فيه حقيقة، وإن كانت دلالته عامة لكل ناظر من مسلم أو كافر؛ وبهذا الاعتبار قال تعالى : { هُدًى لِلنَّاسِ } .

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

☼ الهداية والإضلال من الله سبحانه ☼

قوله : [ يضل من يشاء فيخذله بعدله ، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله ، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه وقدره من شقي أو سعيد ] .
أي أن هداية المهتدين وضلال الضالين كل ذلك حاصل بمشيئة الله وإرادته ، وقد بين الله للعباد طريق السعادة وطرق الضلال ، وأعطاهم عقولاً يميزون بها بين النافع والضار ، فمن اختار طريق السعادة وسلكه انتهى به إلى السعادة ، وقد حصل ذلك بمشيئة العبد وإرادته التابعة لمشيئة الله وإرادته ، وذلك فضل من الله وإحسان ، ومن اختار طريق الضلال وسلكه انتهى به إلى الشقاوة ، وقد حصل ذلك بمشيئة العبد وإرادته التابعة لمشيئة الله وإرادته ، وذلك عدل من الله سبحانه ، قال الله عز وجل :{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }[/ [البلد:8-10]، أي : طريقي الخير والشر ، وقال : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }[/[الإنسان:3]، وقال : {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا }[/[الكهف:17].

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

♣ أقسام الهداية ♣

الهداية هدايتان :

1- هداية الدلالة والإرشاد ، وهذه حاصلة لكل أحد .
ومن أدلتها قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[الشورى:52] أي: إنك تدعو كل أحد إلى الصراط المستقيم.

2- وهداية التوفيق ، وهي حاصلة لمن شاء الله هدايته.
ومن أدلتها قول الله عز وجل : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[/[القصص:56].

وقد جمع الله بين الهدايتين في قوله : { وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[/ [يونس:25]،
فقوله : { وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ }[/ أي : يدعو كل أحد فحذف المفعول لإرادة العموم، وهذه هي هداية الدلالة والإرشاد، وقوله : { وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[/ أظهر فيه المفعول لإفادة الخصوص، وهي هداية التوفيق.

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

◙ { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ ◙

يطالعنا أول دعاء في القرآن الكريم في سورة الفاتحة وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }[/ [الفاتحة 6]
ونجد أول وصف للقرآن الكريم في سورة البقرة، أنه الهادي للبشر أجمعين { ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }[/ [البقرة 2] وكأن الله عز وجل عندما سألناه الهداية في سورة الفاتحة أجابنا بأن الهداية في ذلك القرآن الذي لا شك فيه ولا لبس ولا غموض، فالقرآن فيه هداية الخلق للوصول إلى التقوى، وفيه الهداية للمتقين للحفاظ على تقواهم .

كما أن أول غاية من غايات نزول القرآن هي هداية الخلق (1- هداية الخلق 2- إثبات النبوة 3- التعبد بتلاوته)

إذن تعتبر قضية الهداية من أهم قضايا القرآن الكريم والعقيدة الإسلامية، فلا عجب إذن أن نجد هذه القضية تطرح في كل بيت مسلم بشكل أو بآخر، وهنا يطرح السؤال الأول نفسه (هل هدانا الله جميعاً أم هدى البعض وترك البعض الآخر بلا هداية ؟) ومن ثم هل تصلح هذه الحجة لنقولها لله تعالى يوم القيامة حينما يسألنا لماذا لم نصلي أو نتعبد بما أمرنا به؟ ويتفرع سؤال ثالث أهم من سابقيه، أين عدل الله إذن إذا كان هدى البعض ولم يهدي البعض الآخر؟

من ناحية أخرى نجد آية في القرآن الكريم تثبت هداية الرسول – صلى الله عليه وسلم- للبشر { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[/ [الشورى 52] ولكننا نجد آية أخرى تنفي الهداية عن النبي – صلى الله عليه وسلم – للبشر أجمعين وهي قوله تعالى { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }[/ [القصص 56] وتزيد حيرتنا عندما نجد آية ثالثة تنفي مهمة هداية البشر كلياً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[/ [البقرة 272]

ومما يزيد حيرتنا أننا نجد الكثير من الآيات التي تؤكد هداية المهتدين ومنها { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }[/ [محمد 17] { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى }[/ [الكهف 13] فكيف يهديهم الله تعالى وقد أثبت بالفعل هدايتهم ؟
كما نرى فقضية الهداية تطرح كثير من الأسئلة المهمة اللازمة لفهم القرآن والعقيدة الإسلامية .

الهداية في القرآن الكريم أربعة أنواع متدرجة مع بعضها البعض ، مرتبة متسلسلة لا تستطيع الوصول إلى واحدة بدون سابقتها وهي كالتالي :-

▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️

1- هداية الفطرة :
وهذا النوع من الهداية يشمل الخلق أجمعين إنسهم وجنّهم، الطير والحيوان، فقد هدى الله تعالى كل خلقه بالفطرة لما يقيم حياتهم ويحافظ عليها وعلى استمرار النوع، وفي هذه الهداية تشترك كل المخلوقات والأجناس، فتجد النمل يجمع طعامه طوال شهور الصيف استعداداً للشتاء بل أنك تجده يترك الطعام المصاب بالرطوبة أمام بيته حتى تجففه الشمس ثم يسحبه للداخل، من علّمه هذا ؟ إنه الخالق الحكيم عز وجل، وفي ذلك تجد الآية الكريمة { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }[/ [النحل 68] فالله تعالى قد هدى النحل فطرياً لكيفية حياتها والحفاظ على نوعها، كذلك تجد قطة تقف أمامك فإذا أعطيتها قطعة لحم أكلتها أمامك آمنة مطمئنة، وإذا لم تعطها قد تخطفها وتهرب لأنها تعلم بالفطرة أنها في هذه الحالة سارقة .

أما بالنسبة للبشر فتجد القرآن يؤكد هذا المعنى في قوله تعالى { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (Cool وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }[/ [البلد 8-10]
والنجدين هما الخير والشر، فالله تعالى قد زرع في فطرتنا معرفة الخير والشر، فلا تجد طفل يحب الشر ويعتقد أنه الخير، بل أنك تجد الأطفال يبكون تلقائيا عند شعورهم بالخطر، ولكن الإنسان يشوّه فطرته كلما كبر وذلك على حسب تربيته واعتقاده ورغباته وشخصيته، ولم يقف الأمر على هذا فقط فبالنسبة للعقيدة فقد هدانا الله تعالى أيضاً لمعرفته بالفطرة وفي هذا قال تعالى { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }[/ [الأعراف 172] فالله تعالى قد عرفنا بنفسه ولكن الإنسان يشوّه هذه الفطرة ليلبي رغباته ويحقق نزواته ويقنع نفسه أنه على حق ليحقق التوازن لنفسه ويستمر في ضلاله بدم بارد.

ولكن الإنسان يرتد تلقائيا عند شعوره بالخطر الشديد، وفي هذا قال تعالى { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }[/ [يونس 22-23] { قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ }[/ [الأنعام 63-64] فالإنسان عندما يشعر بأنه هالك لا محالة يرتد إلى فطرته ويتخلى عن عناده ويلجأ إلى خالقه .

▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️

2- هداية الإرشاد :
وهذه الهداية تختص بالثّقلين – الإنس والجن – الذين خلقهم الله تعالى وأعطاهم حرية الاختيار أن يعبدوه أو يكفروا به إلى يوم يبعثون ويلاقوا حسابهم، وفي ذلك قال عز وجل { يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ }[/ [الأنعام 130]
وهذه هي هداية الأنبياء والرسل – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- فالرسل والأنبياء يهدون البشر إلى خير معاشهم ومعادهم وهو معرفة الله تعالى - بعد أن وقعوا في الضلالة- وكيفية عبادته، أما طاعة البشر واتباعهم لهذه الهداية فليست على الرسل ولكنها على البشر أنفسهم وعلى ذلك يقوم الحساب يوم القيامة، كمثل أن ترشد أحد على الطريق الموصل للمكان الذي يريد، أما أن يتبع إرشاداتك أو لا فعليه وليس عليك وفي ذلك قال تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[/ [الشورى 52] وفي ذلك أيضاً أيضاً يكون مفهوم الهدى في وصف القرآن في أول سورة البقرة { ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }[/ [البقرة 2]
إذن فالله تعالى قد هدى البشرية أجمعين عن طريق إرسال الرسل والأنبياء، والرسول – صلى الله عليه وسلم- هو الهادي للبشرية بهداية الإرشاد، وبذلك نقول لإخوتنا وأخواتنا الذين يكابرون ليس لديكم حجة فقد هداكم الله تعالى لخير معاشكم وخير معادكم فماذا تنتظرون؟ فليس لديكم حجة يوم القيامة، وإن قالوا أن العلماء يؤكدون أن الله هو الهادي ويحتجون بالآية الكريمة إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }[/ [القصص 56] ننتقل تلقائيا للنوع الثالث من الهداية .

▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️

3- هداية التوفيق :
وهذا النوع لا يتحقق إلا إذا اهتدى العبد بهداية الإرشاد واتبع هدي سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وهذه هي هداية الله تعالى للعبد بتثبيته على الإيمان وتوفيقه لصالح الأعمال، وكثيراً ما نجد هذه الهداية في حياتنا فلا تخلو حياة أحد منها، وإن استرجعت شريط حياتك ستجد هذه الهداية تملؤه وتفيض ولكن هناك من يفهم وهناك من يغلق قلبه ويغمض عينيه ويصم آذانه.
وفي هذا المعنى قال تعالى { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }[/ [القصص 56] فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يرشد فقط ولا يهدي أحداً جبراً أو يثبّته على الإيمان غصباً وفي ذلك أيضاً قال الحق تعالى { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[/ [البقرة 272] فلا سلطان لأحد على القلوب إلا الله تعالى وما على الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلا البلاغ، وفي ذلك نستطيع فهم الآيات التي تتحدث عن هدى فوق هدى، ومنها قول الحق تعالى { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }[/ [محمد 17] { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى }[/ [الكهف 13] أي أن الذين اهتدوا بهدي إرشاد الأنبياء والرسل وخاتمهم سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – رزقهم الله تعالى التثبيت على الإيمان والتوفيق إلى صالح الأعمال التي ترفع من شأنهم وتزيد من أجرهم يوم يقوم الحساب، وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نفهم الآية الكريمة التي جمعت أنواع عدة من الهداية { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }[/ [الأعراف 43] أي أن المؤمنون يوم القيامة يقولون الحمد لله تعالى الذي هدى فطرتنا إلى معرفته، وهدى عقولنا لمعرفته عن طريق إرشاد الرسل، وهدى قلوبنا بتثبيته لنا على الإيمان وتوفيقه لنا لصالح الأعمال، وفي ذلك أيضاً نفهم الآية الكريمة التي ذكرناها قبل ذلك من سورة الفاتحة { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) }[/[الفاتحة 6] فيكون المعنى أن المؤمن المهتدي بهدي محمد – صلى الله عليه وسلم - يدعو الله تعالى أن يوفقه دائماً إلى الصراط المستقيم حتى لا يضل ولا يزيغ بعد الهدى، ويجيبه الله تعالى بأن يرشده إلى ذلك القرآن العظيم الذي يثبته ويهديه إلى سواء السبيل وإلى خير المعاش وخير المعاد { ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }[/ [البقرة 2]
ولكي نتمم المقام الذي نحن فيه نأتي للنوع الأخير من الهداية .

▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️

4-هداية إلى الجنة :
وهذا النوع من الهداية لا يتحقق إلا للمؤمنين يوم القيامة بعد الحساب وفيه قال تعالى { وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ }[/ [محمد 4-6]
فالله تعالى سيهدي المؤمنين إلى مواقعهم في الجنة دون مرشد ولا دليل، كل يذهب إلى مقامه، قال الزمخشري في تفسيره (الكشّاف): قال مجاهد : (( يهتدي أهل الجنة إلى مساكنهم منها لا يخطئون كأنهم كانوا سكانها منذ خلقوا لا يستدلّون عليها)) – نسأل الله تعالى أن يرزقنا الجنة وإياكم –
وهكذا نفهم أن الهداية من الله تعالى تصاحبنا في كل مراحل حياتنا من قبل ولادتنا وإلى بعد مماتنا ، فهي علاقة متسلسلة تربط بعضها البعض.

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

أخي المسلم، أختي المسلمة، إلى متى سنظل على عنادنا ؟
إلى متى سنظل نتبع أهواءنا ؟
هل نعتقد أن الله تعالى سيجبرنا يوماً على عبادته غصباً ؟

يقول العلماء (المؤمن يزرع ويخشى الكساد، والمنافق يقلع ويرجو الحصاد)

تأمل معي ماذا قال السابقون المعاندون وما كان رد الله تعالى عليهم { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }[/[الأنعام 148-149] والمعنى هنا يتحدث عن هداية الإرشاد، فلو شاء الله لهدانا أجمعين غصباً وقهراً كالحيوانات، ولكن الله تعالى يحبنا ويرفع من مقامنا بين خلقه ويجعلنا الخليفة في الأرض، ويريد أن نهتدي بإرادتنا.

قال سيد قطب في تفسيره (في ظلال القرآن) : ( إن الله قادر لو شاء على أن يخلق بني آدم ابتداء بطبيعة لا تعرف إلا الهدى، أو يقهرهم على الهدى، أو يقذف بالهدى في قلوبهم فيهتدوا بلا قهر، ولكنه سبحانه شاء غير هذا، شاء أن يبتلى بني آدم بالقدرة على الاتجاه إلى الهدى أو الضلال، ليعين من يتجه منهم إلى الهدى على الهدى، وليمد من يتجه منهم إلى الضلال في غيّه وفي عمايته وجرت سنته بما شاء))

وفي ذلك أيضاً قوله تعالى { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ }[/ [الأعراف 28-30] والهداية هنا هداية التثبيت والتوفيق.

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

فهل يريد أي عاقل أن يصبح حاله مثل هؤلاء ؟
والدعوة الأخيرة لنا جميعاً أن ننظر في قلوبنا ونسأل أنفسنا..
أين موقع الله تعالى من قلوبنا وأعمالنا وأين موقع الهوى ؟

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

أسأل الله عز وجل أن يجعل العظيم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء حزننا وهمنا وغمنا،
أسأله تعالى أن يجعله لنا في الدنيا رفيقاً وفي القبر مؤنساً وعلى الصراط نوراً ومن النار ستراً وحجاباً وفي الجنة رفيقاً،
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
【۞】◄ الهداية .. الطريق إلى الله►【۞】
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: