۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ♦«✧»♦ على المسلم أنْ يَعْزِمَ في دعائه ♦«✧»♦

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفيروزي

عضو ذهبي  عضو ذهبي
الفيروزي


الجنس : ذكر
العمر : 37
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 30/09/2011
عدد المساهمات : 706

♦«✧»♦ على المسلم أنْ يَعْزِمَ في دعائه  ♦«✧»♦ Empty
مُساهمةموضوع: ♦«✧»♦ على المسلم أنْ يَعْزِمَ في دعائه ♦«✧»♦   ♦«✧»♦ على المسلم أنْ يَعْزِمَ في دعائه  ♦«✧»♦ Icon_minitimeالسبت 11 فبراير 2012, 7:02 am



♦«✧»♦ على المسلم أنْ يَعْزِمَ في دعائه ♦«✧»♦


الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، أحمده عز وجل وأشكره وأثني عليه الخير كله وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.

فقد أمر الله عباده المسلمين بالدعاء، ووعدهم بالاستجابة لهم، وسمى الدعاء عبادة، وتوعد المعرضين عن عبادته التي فيها الدعاء بدخول نار جهنم بسبب إعراضهم وكفرهم، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60]. وقد صَحَّ عن النبي من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((الدعاء هو العبادة))، ثم قرأ: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ الآية. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((ليس شيءٌ أكرم على الله سبحانه من الدعاء في الرخاء)) رواه الترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم والطبراني والبخاري في الأدب المفرد، وورد أيضًا عنه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : ((مَنْ لَمْ يَدْعُ الله سبحانه غضب عليه)) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله وقال الإمام ابن كثير: "إسناده لا بأس به"، وهذا موافق لآخر الآية التي تبين عقاب المستكبرين عن عبادة الله ودعائه حيث قال عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.

وهو سبحانه يستجيب للمسلم دعوته أو يصرف عنه من السوء مثلها أو يدخرها عنده عز وجل، فعلى المسلم أن يكثر من الدعاء وقت الرخاء ووقت الشدة ولا يملّ ولا ييأس، وإكثار المسلم الدعاء وقت الرخاء يدل على صدقه في عبوديته والتجائه إلى ربه في جميع أحواله؛ لأنه يشكر الله سبحانه في الرخاء كما يشكره في الشدة، ويتوجه إليه بكُلِّيته ليكون له عونًا ونجاة مما ألمّ به واستحكم من الملمّات والنوازل. روى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : ((من سرّه أن يستجيب الله تعالى له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء)) رواه الترمذي والحاكم، وفي وصية رسول الله لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما دليل واضح على ذلك عندما علمه كلمات موجزات في منتهى البلاغة والإعجاز وهي للمسلمين عامة، ومنها قول رسول الله : ((تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)).

فعلى المسلم أن يستمرَّ في الدعاء ولا يملَّ للأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك، ومنها قوله : ((يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل؛ يقول: دعوت فلم يُستجب لي)) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي أنه قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يستعجل))، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَعَ الدعاء)) رواه مسلم. يَدَع أي: يترك الدعاء. وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي قال: ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها))، قالوا: إذًا نكثر، قال: ((الله أكثر)) رواه أحمد والبزار وأبو يعلى والحاكم، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186].

فعلى المسلم أن يدعو الله عز وجل سرًّا وعلانية رغبة ورهبة، وعليه أن لا يعتدي في الدعاء ولا يتجاوز المشروع، قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 55، 56]، وقال سبحانه بعد أن ذكر استجابته لدعاء الأنبياء: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90]، وقال : ((سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء)) رواه أبو داود والطبراني وابن ماجة.

وهذه حال بعض الناس اليوم خاصة في القنوت في شهر رمضان، فبعض أئمة المساجد ـ هدانا الله وإياهم ـ يتجاوز أحدهم في الدعاء ويشرح الأحوال لرب العالمين وهو الذي يعلم السِّرَّ وأخْفَى، ويستعرض في سَجع من الجمل والعبارات ويطيل إطالة خارجة بل بعيدة عن السنة والمباح، بل هو التجاوز والتعدي المنهي عنه، وكذلك كثير من المأمومين لا تطيب لهم الصلاة إلا خلف أولئك الذين فتنوا الناس حتى أصبح القوم لا يَلْتَذُّونَ بسماع القرآن الكريم ولا يخشعون عندما يُتلى عليهم القرآن الكريم في صلاة التراويح أو خارجها ولكنهم يبكون ويتباكون ويُظهرون الخشوع والبكاء والخشية عند الدعاء في القنوت، وخاصة عند استعراض أولئك الفاتنين والمفتونين لبعض الجمل والعبارات. وهذا التعدي والتجاوز يوصل الإمام والمأمومين إلى باب خطير من الشرك وهو الرياء والسمعة، ولا شك في ذلك أبدًا ممن يسمع ويرى أحوالهم سواء حضرهم أو سمعه مسجلاً على الأشرطة، وهذا المدخل الشيطاني الذي استشرى في زماننا وهو من علامات الساعة التي أخبر عنها رسولنا محمد يجب الابتعاد والحذر منه؛ لئلا تحبط الأعمال الصالحة عن طريق الرياء والسمعة، وقد جاء في الحديث عن رسول الله قوله: ((من سمّع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به)).

ومن الجهل بأحكام الصلاة والتهاون في إقامتها على الوجه المشروع قيام بعض أئمة المساجد بالدعاء جهرًا في الصلوات الجهرية المغرب والعشاء والفجر يوميًا وطوال خمسة أشهر لنازلة نزلت بالمسلمين في أرض فلسطين، وألزموا أنفسهم بالدعاء الجهري المستمرّ حتى غدا لديهم كأنه من صلب الفريضة وأنه من الواجب الذي لا بُدَّ أن يستمروا عليه حتى تنكشف تلك النازلة، وفتنوا أنفسهم وافتتن بهم غيرهم من المصلين الذين يصلون خلفهم أو يسمعونهم عن بُعْدٍ عبر مكبرات الصوت، وبعض الأئمة كان يدعو بناءً على رغبة بعض المأمومين أو صاحب المسجد، أي: أنه أصبح الدعاء حسب الطلب في الصلاة التي أوشكت على ذهاب معالمها الصحيحة في الأداء والقيام بالواجب فيها، فبعض المُسْتَأْجَرِينَ للصلاة والتغني بالقرآن يُقَدِّمون الصلاة حسب الطلب في الجَمْعِ عندما تنزل قطرات من المطر، أو تقصير الصلاة في القيام في رمضان أو غيره ورفع الصوت بالقرآن ليسمعه الساكنون في الأحياء القريبة والبعيدة والنَّوْح بذلك أو الدعاء عندما يقال لهم ذلك حسب رغبة المُسْتَأجِر إِنْ صَحَّ التعبيرُ بهذا وهو أقرب إلى ما أقدموا عليه؛ لأنها أصبحت صلاةً حسب الطلب، والذي لا يسلك مسلك هؤلاء ولا أولئك يُستنكر عليه عدم إقدامه على ما أقدم عليه أولئك.

ألا فليتّقِ اللهَ من يقوم بإمامة المسلمين، وليلتزم شرع الله، وليقم بالواجب عليه، وليهتمّ برضا الله عز وجل، وليتّبع سنة رسول الله ، وليبتعد عن إرضاء كل شخص بعينه في أداء الصلوات المفروضة، بل هو الالتزام بما ورد عن رسول الله للجميع من حيث التخفيف الذي لا يُخِلُّ بالصلاة مراعاةً للمريض والضعيف وصاحب الحاجة، أما الصلاة على طلب المأموم والدعاء الجهري في الفريضة حسب الطلب فعلى الجميع أن يتقوا الله تعالى ويلتزموا بأوامر الشرع المطهر، ولا أحد يمنعهم من الدعاء كل بمفرده في صلاة الفريضة أو النافلة في السجود وقبل السلام وخارج الصلاة متى أرادوا ذلك، ولا أدخل في التفاصيل حول دعاء النوازل وممن يكون ومن يأمر به ومُدَّته إلى غير ذلك، فهذا يحتاج إلى تفصيل، وإنما هو التنبيه للجميع حيث افتتن كثير بما هو حاصل في هذه الأيام والذي تجاوز فيه بعضهم الحد ليُفْسِدَ صلاتَه وصلاةَ مَنْ خلفه. فعلى كل مسلم أن يبتعد عن التعدي ومجاوزة الحد في الدعاء ويلتزم أوامر الشرع في الدعاء وفي غيره، قال تعالى: وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [المائدة: 87]، قال الله عز وجل: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف: 55]، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يستحب الجوامع من الدعاء ويَدَع ما سِوَى ذلك. رواه أبو داود والطبراني وصححه الألباني رحم الله الجميع.

ولو أن أئمة المساجد وعامة المسلمين اكتفوا بما ورد في الأدعية والأذكار الواردة عن رسول الله لكان خيرًا لهم في دينهم ودنياه وآخرتهم؛ لأنه قد أُوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام، وعلى المسلم أن يطلع على الأحاديث الواردة في أحواله عليه الصلاة والسلام ويأخذ بالصحيح منها في جميع أدعيته إلا إذا كانت له مسألة وطلب ودعاء في وقت وساعة من الساعات يرجوها ويطلب قضاءها والاستجابة لها من الله جل جلاله في أمرٍ معينٍ يخُصُّه أو مظلمة أو دعاء لأولاده وأهله ونفسه، فعليه بالإيجاز والله يعلم السر وأخفى، فنسأل الله التوفيق والهداية والاتباع وعدم الابتداع.

وللدعاء آداب، منها أنْ يَتَحَيَّنَ المسلم الأزمان والأوقات الشريفة كيوم عرفة وليلة القدر وشهر رمضان كله وحال الصيام في رمضان أو في غيره وخاصة عند الإفطار ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار وفي السفر، ويغتنمَ الأحوالَ الشريفةَ كحالة السجود والتقاء الجيوش وعند نزول المطر وبين الأذان والإقامة وبعد الصلوات سواء المكتوبة أو النافلة.

وإذا أراد المسلمُ أنْ يستجيبَ اللهُ دعاءَه فعليه أن يطيب مطعمه بأن يكون كسبه حلالاً كما قال عليه الصلاة والسلام لسعد رضي الله عنه: ((أَطِبْ مطعمَك تَكُنْ مُسْتجابَ الدعوة)).

وللدعاء آداب أخرى، منها حضور القلب ورقته والخشوع ورفع اليدين في أماكن دلّت عليها السنة، وعدم التكلف في الدعاء بالسجع ونحوه، ودعاء الله باسمه الأعظم، فَحَرِيٌّ بمن سأل الله به أن يستجيب له، عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، فقال: ((لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب)) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم إلا أنه قال فيه: ((لقد سألت الله باسمه الأعظم))، وقال : ((اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة: 163] وفاتحة سورة آل عمران))، وفاتحة سورة آل عمران التي تشير إلى ذكر الحي القيوم هي قوله: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران: 2]. قال الله جل جلاله: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف: 180]، وقال سبحانه وبحمده: قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [الإسراء: 110].

وعلى المسلم أنْ يَعْزِمَ في دعائه ولا يُلْحِقه بالمشيئة كما هو ملاحظ عند بعض المسلمين حيث انتشر إِلْحَاقُ المشيئة بعد كل دعاء حتى بين المتديّنين في هذا الزمان، وخاصة عند دعاء أحدهم لغيره في وجهه أو في غيبته، يقول بعضهم: الله يهديك إن شاء الله، الله يوفقك إن شاء الله، وما أشبهها، وانتشار هذا كثير بين المسلمين في هذه الأيام لجهلهم بالدعاء المشروع، ولأنهم كلّما سمعوا شيئًا تمسكوا به سواء كان مشروعًا أو مخالفًا للكتاب والسنة، فينبغي للمسلم أن يحرص على التمسك بالكتاب والسنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لا يقولنَّ أحدُكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولْيَعْزِمِ المسألةَ؛ فإن الله لا مُكْرِهَ له)) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.

ومن آداب الدعاء رفع اليدين في أكثر الأحوال، ومنها القنوت وبعد الصلوات أحيانًا وعند التقاء الجيوش، وقد وردت بذلك الأدلة في أحاديث صحيحة عن رسول الله ، ومنها أن النبي قال: ((إن ربكم حَيِيٌّ كريم يَسْتَحيِي من عبده إذا رفع إليه يديه أنْ يردَّهما صِفْرًا)) أو قال: ((خائبتين)) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم. ولا يرفع المسلمُ بصرَه إلى السماء حال الدعاء وإن كان رافعًا يديه حيث ورد النهي عن ذلك خاصة في الصلاة لما ورد في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ، ومنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لَيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ عن رفع أبصارهم إلى السماء عند الدعاء في الصلاة أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارُهم)) رواه مسلم والنسائي. لقد ورد النهي في هذا الحديث تصريحًا وتحديدًا بالدعاء في الصلاة وإن كانت هناك أحاديث عدة في النهي عن رفع البصر إلى السماء عمومًا وليست خاصة بالدعاء، ولكن هذا حديث صحيح صريح خاص بالنهي عن رفع البصر إلى السماء حال الدعاء في الصلاة.

ويستجيب الله للمظلوم وينصره ولو بعد حين وللمسافر وللوالد لولده أو عليه، قال رسول الله : ((ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده)). ومما ينبغي ملاحظته والعناية به هو عدم الدعاء على الأولاد من قبل الوالدين حيث قد توافق الدعوة على الأولاد وقت استجابة فتقع الكارثة عليهم جميعًا، فعلى الوالِدين الآباء والأمهات أن يتجنبوا الدعاء على أولادهم ويكثروا من الدعاء لهم بدلاً من الدعاء عليهم.

ويستجيب الله لمن يدعوه مضطرًا منيبًا إليه توجَّه بقلبه وقالبه إليه في حال شدته، فالله سبحانه يجيبه ويكشف السوء عنه بفضله وكرمه، وهذا مما ذكَّر الله به عباده في معرض البيان والتوضيح بنعمه وآلائه الكثيرة التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى، ذكَّر الله العباد بذلك ليعبدوه ويوحدوه سبحانه، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل: 62]. فالمضطر في حال الكربة والضيق لا يجد ملجأ إلا إلى الله وحده، يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء، وذلك حين تضيق الحلقة ويشتد الخناق وتستحكم عليه الشدائد وتتخاذل القُوَى، فينظر الإنسان حواليه فيجد نفسه مجردًا من وسائل النصرة وأسباب الخلاص لا قوته ولا أي قوة في الأرض تنجده وتخلّصه مما ألمَّ به، في تلك اللحظة الحرجة تستيقظ الفطرة ليس في المسلمين فحسب بل في الكفار والملحدين، فتلجأ إلى القادر وحده، فيلجأ الإنسان إلى الله القوي العزيز ولو أنه قد نسي الله في ساعات الرخاء، ولكن الله عز وجل برحمته وعفوه وإحسانه ومنّه وكرمه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف عنه السوء وينجّيه مما حلّ به من الكُرَب والمصائب إذا دعاه وهو موقن بالإجابة وأخلص الدعاء له سبحانه، والناس يغفلون عن هذه الحقيقة في ساعات الرخاء وفترات الغفلة، حتى المسلمين الموحدين مع الأسف الشديد يغفلون عن ذلك فيتلمسون القوة والنصرة والحماية في قوى الأرض الهزيلة ويعلِّقون عليها الآمال العظيمة في نصرتهم سواء كانوا أفرادًا أو جماعات أو دولاً، وحين تلجئهم الشِّدَّةُ ويضطرهم الكرب ويجدون أن لا ملجأ من الله إلا إليه عند ذلك تزول الغشاوة والغفلة عن فطرتهم السليمة التي فطرهم الله عليها ويرجعون إلى ربهم منيبين إليه مهما كانوا من قبل غافلين أو مكابرين.

وما أجمل ألفاظ القرآن الكريم حين يتدبرها المؤمن ويطبقها على الواقع وكأنها نزلت اليوم غَضَّة طريّة، ففي نهاية الآية يذكِّر اللهُ سبحانه عبادَه الضعفاءَ الذين لا حول لهم ولا قوة بعد أن استجاب لهم عند اضطرارهم في الدعاء وكشف السوء عنهم فيذكرهم بحقائق منها قوله: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ، أليس الله هو الذي استخلف الجنس البشري في الأرض يخلف بعضهم بعضًا؟! فلو تذكر الإنسان المسلم وغيره وتدبر مثل هذه الحقائق لبقي موصولاً بالله، ولما غفل عن ربه سبحانه وتعالى ولا أشرك معه أحدًا في العبادة، ومنها قوله عز وجل: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ، ومنها قوله جل وعلا: قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ. إن العباد يغفلون ويَنْسَوْن، ولكنَّ هذه الحقائق الكامنة في أعماق النفوس تتحرك حين تشعر بالخطر وتحيط بها الضرورة وتلجئها إلى طريق الخلاص والنجاة إلى الطريق المستقيم، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل: 62].

والدعاء حال الصيام في رمضان أو غيره مستجاب بإذن الله عز وجل بنص القرآن الكريم وصحيح سنة رسول الله ، ولنتأمل إلى هذه الآية الكريمة عن الدعاء واستجابة الله لعباده المستجيبين له المؤمنين به عز وجل، والآية موجودة بين آيات الصيام ليعتبر من له أدنى بصيرة وتَفَكُّرٍ، وهي قول الله عز وجل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186]. قال رسول الله : ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر ـ وفي رواية: حتى يفطر ـ، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي، لأنصرنّك ولو بعد حين)) رواه الترمذي وابن ماجة والطبراني، وقال : ((إن للصائم دعوة عند فطره لا ترد)).

فإذا كان المسلمون مأمورين بدعاء الله والتضرع إليه وسؤاله عز وجل في حال البأس ونزول البلاء بهم وعليهم فإنه مطلوب منهم الاستمرار على ذلك وعدم الإعراض عن الله وعن منهجه الذي هو متمثل في التمسك والعمل بالقرآن الكريم وسنة النبي محمد ، وعليهم أن لا يكون حالهم كحال المشركين الذين يخلصون الدعاء والعبادة لله وقت الشدة فإذا كشف الله عنهم ما هم فيه من بلاء ونجّاهم مما حلّ بهم إذا هم يشركون ويرجعون إلى ما كانوا عليه، وهذه عدة آيات توضح ذلك وغيره مما غفل عنه المسلمون ويغفلون عنه؛ لعل في الاستماع والإصغاء والتدبر ما يجعلهم يفيقون من غفلتهم ويرجعون إلى ربهم عز وجل ويقلعون عما كانوا عليه ويتوبون توبة صادقة ويعودون إلى الله عودًا حميدًا في جميع أمورهم ويعملون بعقيدتهم التي تخلخلت وضعفت وبَانَ مَخْبُوؤُهَا حين الشدة: قال تعالى: فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام: 43-45]، وقال سبحانه: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [العنكبوت: 65، 66]، وقال عز وجل: وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر: 8]، وقال عز وجل: وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ [فصلت: 51]، وقال تعالى: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [يونس11، 12].

إن كلام الله عز وجل لا يحتاج إلى توضيح وبيان مني ومن أمثالي، بل على كل مسلم أن يربط نفسه بالقرآن الكريم ويجعل له وقتًا كل يوم يرجع فيه إلى كتب التفسير المشهورة التي توضح الغامض وخاصة الذين يستدلون بأحاديث رسول الله ، على المسلمين أن يعتبروا ويتّعظوا ولا تمرّ بهم الأحداث والنوازل دون إحداث تغيير في حياتهم وسلوكهم ورجوعهم إلى الله عز وجل وتمسكهم بكتاب الله وسنة نبيهم محمد ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق: 37]، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ [الحشر: 2]. هل فكرنا في عدم استجابة الله لدعائنا بإنزال المطر رغم خروج بعضنا للاستسقاء ودعاء آخرين في خطب الجمعة؟! لماذا هذا الجفاف في الآبار ومنابع الماء في الأودية والجبال؟! كيف استجاب الله لدعاء الآباء والأجداد عندما يخرجون في أي قرية أو قبيلة ولا يخيّب اللهُ آمالَهم ورجاءَهم ودعاءَهم ونحن في هذا العصر رغم تكرار ذلك الدعاء من الذين يدعون به لا يُستجاب لنا، بل عندما تكون السماء ملبّدة بالغيوم والسحاب المحمّل بالماء إذا بنا بعد لحظات لا نرى إلا زُرْقَةَ السماء بعد أنْ تَهَيَّأَت الرحمةُ وأسبابُها؟!

إن أسباب امتناع نزول المطر هو لدينا في عدة أشياء وموانع في عدم استجابة الدعاء، ومنها عدم طيب الكسب للمآكل والمشارب لحديث رسول الله السابق ذكره: ((أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)). فقد دخلت علينا المكاسب الخبيثة بالطرق المحرمة المتعددة عن طريق الربا الذي فَشَا في المجتمع بشكل مخيف وبطرقٍ ملتويةٍ وتحايلٍ واضحٍ لإدخاله في باب الحلال، مع أن الغرض من تلك المعاملات الملفوفة هو الحصول على المال من الطرفين، ولكن حتى يهرب الطرفان من الربا الواضح أوجدوا طرقًا للتحايل بأضعاف أضعاف الربا الواضح التحريم، ولكن لن تنطلي تلك الطرق على ربّ العالمين العالِمِ بالمقاصد والنوايا، وكيف يحصل ذلك بين المسلمين ويرتكبون طرق اليهود في التحايل على ما حرم الله عليهم وقد حذرنا رسول الله منهم ومن أفعالهم؟! قال رسول الله : ((لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا ما حرم الله بأدنى الحيل)). وثاني أسباب الكسب الخبيث هو الغش في المعاملات والمنتشر بشكل فظيع في أسواق المسلمين ومعاملاتهم اليومية، وكلٌّ يتعرف بنفسه هل اشترى بضاعة صغرت أو كبرت دون غشّ من بائعها أو الوسيط فيها أو منتجها، كل شخص يفكّر في ذلك جيدًا، إلى جانب الغش والخداع والتعامل بالطرق الشيطانية المحرمة التي يُتْبِعُهَا كثيرٌ من البائعين بالأيمان الكاذبة التي تمحق بركة البيع والشراء.

ولا يتسع المقام لذكر أنواع المعاملات المحرّمة التي خَبُثَ معها الكسب حتى في الوظائف وعدم الأمانة في القيام بالواجب فيها إلى أنْ خَبُثَ المطعمُ والمشربُ، هذه بعض طرق المكاسب الخبيثة مما تعتبر لدى الكثيرين من الحلال وهي مشتبهة في حقيقتها لا يعلمها كثير من الناس، فضلاً عن المكاسب المحرمة المعلوم تحريمُها للجميع مثل الربا الواضح والمتاجرة في الخمور والمخدرات وسرقات الأموال واختلاسها بأي طريقة من الطرق، إلى غير ذلك مما هو معروف للجميع.

ومن أسباب عدم استجابة دعائنا عدم الاضطرار أصلاً والدعاء بقلوب غافلة وعقول ساهية لاهية، قال رسول الله : ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافلٍ لاهٍ)) رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني رحمهم الله جميعًا. فالملايين الذين يعيشون في المدن وكثير من القرى يأتيهم الماء عبر الأنابيب إلى منازلهم أو في الصهاريج ولا يعرفون من أين أتى، وماذا أُنْفِقَ عليه حتى وصل إليهم، فلذلك لا يَأْبَهُون به ولا يُلقون له بالاً ولا يحسبون له حسابًا، علمًا بأن الغش والخيانة وصلت إليه أيضًا، إذًا هذا الغش التابع للأسباب الأولى في عدم إطابة الكسب يدخل أيضًا لكثير من الناس في عدم الاضطرار عند الدعاء، فالفرق بيننا وبين الأولين هو الاضطرار من عدمه، وهذا أحد الشروط المهمة في تخلف الشرط لعدم وجود المشروط، وهذا واضح في قول الله تبارك وتعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل: 62]. إنه الله عز وجل الذي يكشف السوء ويجيب دعوة الداعي المضطر وإن كان لديه خلل سابق قبل إخلاصه الحالي في الدعاء وتَوَجُّهِهِ لله العلي العظيم سبحانه وبحمده.

فعلى المسلم في أي دعاء أن يكون موقنًا بالإجابة من الله العليم الحكيم، ولا يحمل همَّ الاستجابة لدعائه، ولكن عليه أن يحمل همَّ الدعاء ولوازمه وآدابه وشروطه التي منها بعض ما تقدم.

ومن لوازم الدعاء حمدُ الله جل جلاله والثناء عليه بما هو هو أهله، وفي نهايته ختمُه بالصلاة والسلام على الرسول محمد ، عن فَضَالةَ بْنِ عُبَيْد الأَوْسِيِّ رضي الله عنه قال: سمع رسولُ الله رجلاً يدعو في صلاته لم يُمَجِّدِ الله ولم يُصَلِّ على النبي ، فقال رسول الله : ((عجلت أيها المصلي))، وسمع رسول الله رجلاً يصلي فمجّد الله وحمده وصلى على النبي ، فقال رسول الله : ((ادْعُ تُجَبْ وَسَلْ تُعْطَ)) رواه أبو داود والترمذي وذكره الألباني في صحيح سنن النسائي.

وإلى جانب ما تقدم وإن كانت تلك تدخل في عموم هذا الأخير ألا وهوكثرة الذنوب والمعاصي التي نبارز بها رب العالمين في كل حين ولحظة حتى تلوّثت الأجواء مما نعمل أو نستقبل عبر الفضائيات والشبكات من كل أنواع المُخْزِيَات التي تُنْشَرُ من خلال ما يُعِدُّهُ أعداءُ الإسلام والمسلمين حتى يوقعوهم في المعاصي والآثام على أقل تقدير أو يخرجوهم ويسلخوهم من عقيدتهم الإسلامية، سواء كان ذلك عن طريق وسائل الأعداء وأموالهم أو عن طريق وسائل المنتسبين للإسلام وأموالهم التي سوف يُسألون عنها يوم القيامة، والتي هي مع كل أسف تهدم أخلاق المسلمين وتشوِّه سمعتَهم وصورتَهم الناصعةَ التي عرفها عنهم أعداء الإسلام فيما خلا من العصور والأزمان، إِذَا بأصحاب رؤوس الأموال يوجِّهُونَ ضربةً قاصمةً للإسلام وأهله من خلال استعمالهم لأموالهم فيما لا يرضي الله بما يَبُثُّونَهُ مما يندى له الجبين ويخاف من عواقبه كلُّ غيور على الإسلام والمسلمين من خلال وسائلهم الإعلامية وتسابقهم المحموم للمساعدة على نشر الفواحش في المجتمعات جميعها ومجتمعات المسلمين على وجه الخصوص، وإننا لنخاف من انتقام الله عز وجل من الجميع حيث لم يأخذ العقلاء على أيدي السفهاء، فلذلك ليس الجميع بمأمنٍ من العقاب العاجل إذا لم يتّقوا الله ويحرصوا على الركوب في سفينة المجتمع بشروطها حتى لا يغرق الجميع في يوم من الأيام، قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال: 25].

فعلينا أن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر60]، وعلينا أن نستجيب لأمر الله عز وجل باتباع أوامره واجتناب نواهيه حتى يستجيب الله دعاءنا، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186]. إذًا علينا أن نقلع عن الذنوب والمعاصي ونفتش أنفسنا وأموالنا ومكاسبنا ونطهرها من الكسب الخبيث ونستغفر الله ونتوب إليه ونطلب منه المغفرة والعفو عما سلف وكان من الذنوب والآثام.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله، وارض اللهم عن الصحابة وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
♦«✧»♦ على المسلم أنْ يَعْزِمَ في دعائه ♦«✧»♦
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  '*¤!||!¤*'~` دعائه عليه الصلاة السلام بعد الفجر `~'*¤!||!¤*
» 【◊】◄[ المجتمع المسلم ]►【◊】
»  ۩۞۩ أخلاق المسلم ۩۞۩
» ¦¦§¦¦ فضل الستر على المسلم ¦¦§¦¦
»  [[]]◄ الكرم .. شيمة المسلم ►[[]]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ كنوز الدعاء والذكر والرقية الشرعية ۩-
انتقل الى: