۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ⋞☸♔☸⋟ عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا ⋞☸♔☸⋟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكاسر

عضو مبدع  عضو مبدع
الكاسر


الجنس : ذكر
العمر : 32
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 212

⋞☸♔☸⋟ عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا ⋞☸♔☸⋟  Empty
مُساهمةموضوع: ⋞☸♔☸⋟ عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا ⋞☸♔☸⋟    ⋞☸♔☸⋟ عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا ⋞☸♔☸⋟  Icon_minitimeالسبت 11 فبراير 2012, 6:12 am



⋞☸♔☸⋟ عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا ⋞☸♔☸⋟


فإن أصل كل خير توفيق الله للعبد، وتوفيقه أن لا يكله إلى نفسه، وإن أصلَ كل شر خذلانه له، وهو أن يُخْلي بينه وبين نفسه.

وإذا كان الخير وأصله التوفيق بيد الله تعالى لا بيد العبد فإن مفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجوء والرغبةِ والرهبةِ إليه؛ لأن العبد إذا علم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن تيقّن حينئذ أن الحسنات من نعمه سبحانه، فشكره عليها وتضرع إليه أن لا يقطعها عنه، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فابتهل إليه أن يَحول بينه وبينها وأن لا يَكِلَه في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسه.

ومتى أعطى الله العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يَفتح له، ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير والتوفيق مقفلاً دونه؛ لذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه).

وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك، فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالِمين؛ يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به، وهو العليم الحكيم.

عباد الله، ولما كان شهر رمضان حريًّا أن تُعمَر أوقاته بالعبادة فإن الدعاء أولى ما عُمرت به؛ لأن الدعاء هو العبادة، أخرج أبو داود والترمذي بسند صححه الألباني عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي قال: ((الدعاء هو العبادة))، ثم تلا: وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ [غافر:60].

قال العلماء: "أي: هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمّى عبادة، لدلالته على الإقبال على الله والإعراض عما سواه، بحيث لا يرجو ولا يخاف إلا إياه، قائمًا بواجب العبودية، معترفًا بحق الربوبية، عالمًا بنعمة الإيجاد، طالبًا لمدد الإمداد على وفق المراد.

وانتبه ـ يا رعاك الله ـ إلى قول الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، كيف جاء بين آيات الصيام؟!

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إن الصيام مظنة إجابة الدعاء؛ لأن الله سبحانه وتعالى ذكر هذه الآية في أثناء آيات الصيام، ولا سيما أنه ذكرها في آخر الكلام على آيات الصيام. وقال بعض أهل العلم: إنه يستفاد منها فائدة أخرى: أنه ينبغي الدعاء في آخر يوم الصائم، أي: عند الإفطار" اهـ[1].

عباد الله، إن الدعاء حبل مديد وعروة وثقى وصلة ربانية، أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62]، وهو روضة القلب وجنة الدنيا، و((ليس شيء أكرمَ على الله من الدعاء))، وكفى الدعاء شرفًا قرب الله من العبد الداعي.

والدعاء صفة صفوة الخلقِ من الأنبياء والمرسلين، إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء:90]، والخليل عليه السلام يقول: وَأَدْعُو رَبّى عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا [مريم:48].

هذا نوح عندما لاقى الصد والإعراض من قومه توجه إلى السماء، فَدَعَا رَبَّهُ أَنّى مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوٰبَ ٱلسَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى ٱلمَاء عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ [القمر:10-12].

وهذا أيوب نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ وَءاتَيْنَـٰهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ [الأنبياء:83، 84].

وهذا زكريا يدعو: رَبّ لاَ تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوٰرِثِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ [الأنبياء:89، 90].

ويونس يتضرع داخل بطن الحوت، فيسمع دعاءه ذو العزة والجبروت، وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْغَمّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـى ٱلْمُؤْمِنِينَ [الأنبياء:87، 88].

عبادة ميسورة مطلقة، لا تقيّد بزمان أو مكان، دعاء في الليل والنهار، وتضرع في البراري والبحار، وابتهال حال الإقامة والأسفار، نفعه يلحق الأحياء في دنياهم والأموات في لحودهم، ((أو ولد صالح يدعو له)).

والرب سبحانه لا يعبأ بالعباد لولا دعاؤهم: قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ [الفرقان:77]، بل إنه سبحانه ينادي عباده ليدعوه، ويطلب منهم أن يسألوه: ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً [الأعراف:55]، وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا [الأعراف:56]، وينزل سبحانه إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظمته حين يبقى ثلث الليل الآخر من كل ليلة، فيقول: ((هل من سائل يعطى، هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر يغفر له))، و((من لم يدع الله سبحانه غضب عليه)).

لا تسـألن بنيّ آدم حاجـة وسل الذي أبوابه لا تحجَب

الله يغضَب إن تركتَ سؤاله وبنيُّ آدم حين يُسأل يغضب

فيا أيها الصائمون، أكثروا الدعاء، وألحوا في الطلب، وثقوا بعطاء الله، فإنه لا مكره له، واعلموا أن أعجز الناس من عجز عن الدعاء.

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فإن رسولكم قال: ((والذي نفسي بيده، لتأمُرن بالمعروف ولتنهُون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لتَدْعُنَّه فلا يستجيب لكم)) رواه أحمد والترمذي عن حذيفة رضي الله عنه وحسنه الألباني.

واعلموا أن إجابة الدعاء تستلزم شروطًا في الداعي والدعاء والمدعو به.

فمن شرط الداعي أن يعلم أن لا قادر على حاجته إلا الله، وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره.

يا ربّ عفوك ليس غيرُك يُقصد يـا من له كل الخلائق تصمد

أبواب كل مُمَلَّكٍ قد أوصدت ورأيت بابك واسعًا لا يوصد

ومن شرطه أن يدعو بنية صادقة وحضور قلب، وأن يكون مجتنبًا أكل الحرام، وأن لا يمل من الدعاء ولا يستعجل.

ومن شرط المدعو به أن يكون من الأمور الجائزة الطلب والفعل شرعًا، فلا يجوز أن يدعو بإثم أو قطيعة رحم، ويدخل في الإثم كل ما يأثم به من الذنوب، ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم.

وأما شروط الدعاء فقال سهل بن عبد الله التُسْتَري: "شروط الدعاء سبعة: التضرع والخوف والرجاء والمداومة والخشوع والعموم وأكل الحلال".

قيل لإبراهيم بن أدهم: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟! قال: "لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به، وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس".

اللهم إنا نسألك قلبًا خاشعًا ولسانًا ذاكرًا وعينًا دامعة ودعاءً مستجابًا.



--------------------------------------------------------------------------------

[1] تفسير القرآن الكريم (الفاتحة والبقرة) (2/344).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
⋞☸♔☸⋟ عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا ⋞☸♔☸⋟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ كنوز الدعاء والذكر والرقية الشرعية ۩-
انتقل الى: