❖[♦]❖ الوسائل التي تعين على تذكر الأذكار ❖[♦]❖
الحمد لله
أولاً :
ذِكر الله عز وجل من أعظم القربات ، وأفضل الطاعات ، وهو سبب لرفع الدرجات ، ولم يجعل الله تعالى لذكره حداً يُنْتهى إليه ، بل أمر بذكره تعالى ذكراً كثيراً ، قال عز وجل : ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الجمعة/10 ، وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب/35 ولم يأمر الله تعالى بالإكثار من عبادة – في القرآن الكريم – إلا ذِكر الله تعالى ، وبذكر الله تعالى تطمئن القلوب وتنشرح الصدور ، وقال تعالى : ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .
ولمعرفة الوسائل التي تعين على تذكر الأذكار الصباحية والمسائية فيجب – أولاً – معرفة أسباب نسيانها وإهمالها ، وعلاج هذه الأسباب .
ومن أسباب نسيان الأذكار والأوراد :
1. التهاون في حفظ هذه الأذكار والاعتماد على الكتيبات لذِكرها .
2. الانشغال بالأعمال الدنيوية على حساب وقت الذكر الصباحي والمسائي .
3. عدم معرفة ما يترتب على هذه الأذكار من فوائد دنيوية مثل تحصين ذاكرها وفتح أبواب الرزق ودفع الشر عنه ، ومن فوائد أخروية مثل أجور عتق الرقاب وتثقيل الميزان وتحصيل رضا الله عز وجل .
4. كثرة الذنوب والمعاصي ، وهو ما يؤثر على قلب الذاكر ويصده عن ذكر الله تعالى .
5. الجهل بوقت الذكر الصباحي والمسائي ، فيظن أن وقت الذكر الصباحي ينتهي بصلاة الفجر – مثلاً – والمسائي بانتهاء صلاة العصر – مثلاً - ، والصحيح أن وقت الذِّكر الصباحي يمتد إلى ما بعد طلوع الشمس ، والمسائي إلى ما بعد غروب الشمس . ولمزيد الفائدة انظر السؤال (22765)
وعلاج هذه الأسباب يكون بما يلي :
1. يحاول حفظ القدر الأكبر من هذه الأذكار ليستطيع ذكرها في سيارته أو في طريقه لعمله أو دراسته دون الحاجة لكتاب .
2. الوقوف على معاني هذه الأذكار الشرعية ، فكثيرٌ من الناس يقرأ هذه الأذكار ولا يدري عن معانيها ، مما يجعل تأثيرها في إصلاح القلب ضعيفاً أو معدوماً .
3. تخصيص وقت معين في الصباح والمساء يحافظ فيه على الأذكار الواردة ويترك كل ما يشغله عنها .
4. ترك تأجيل هذه الأذكار بعد تذكرها ، فالتسويف في مثل هذه الحالات قد يُنسيها .
5. الوقوف على ما جاء في الكتاب والسنة من الأجور الجزيلة للذاكر في الدنيا والآخرة ، وهو بلا شك مما يحفِّز على التذكر لها وعدم إهمالها .
6. الابتعاد عن الذنوب والمعاصي ليظل القلب سليماً صافياً يشتاق لذِكر الله .
7. الحرص على التدرج في ذِكر هذه الأذكار ، فلا يضع لنفسه برنامجاً يقرأ فيه جميع ما ورد في كتاب يحتوي على هذه الأذكار حتى لا يشق على نفسه ، ويكون ذلك سبباً لتركها ، بل يقرأ شيئاً يسيراً ليتذوق حلاوة الذِّكر ، ويتدرج في الزيادة شيئاً فشيئاً .
8. أن يكثر من قراءة سيَر العابدين المجتهدين في ذكر الله تعالى ليكون ذلك محفِّزاً له ، فيقتدي بهم ، ويجتهد كاجتهادهم .
9. أن يوصي زوجته وأبناءه وأهله بأن يذكِّر كل واحدٍ منهم الآخر بهذه الأذكار ، فالمؤمن قوي بأخيه .
10. أن يحرص على الصحبة الصالحة التي تعينه على ذكر الله وتذكره بالأذكار والطاعات .
ثانياً :
ومن الكتب التي اعتنى أصحابها بهذه الأذكار وفضائلها :
1. " الأذكار " ، للنووي .
2. " الكلم الطيب " لابن تيمية بتحقيق الألباني .
3. " الوابل الصيب " ، لابن قيم الجوزية .
4. " تحفة الذاكرين " ، للشوكاني .
5. " تحفة الأخيار " للشيخ ابن باز .
6. " فقه الأدعية والأذكار " للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد .
7. " المأثورات من الأذكار والدعوات " للشيخ عبد الله القصير .
8. " صحيح الأذكار والدعاء المستجاب " للشيخ مصطفى العدوي .
والله أعلم .