۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ◙✧◙ إياك والذنوب ◙✧◙

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحكيم

عضو نشيط  عضو نشيط
الحكيم


الجنس : ذكر
العمر : 47
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 73

◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     Empty
مُساهمةموضوع: ◙✧◙ إياك والذنوب ◙✧◙    ◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     Icon_minitimeالأربعاء 08 فبراير 2012, 8:41 am


◙✧◙ إياك والذنوب ◙✧◙


◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     Dd3d20c20a07248337944110b3343900

.. أستغفر الله .. أستغفر الله ..

اياك والذنوب ..
فإنها مصدر الهموم والأحزان ..
وهي سبب النكبات وباب المصائب والأزمات.

المراد بالذنوب والمعاصي : ترك الواجبات الشرعيه او ارتكاب المحرمات بالشرع ويطلق على المعصيه الخطيئه والاثم والسيئه.


انواع الذنوب

تنقسم الذنوب الى قسمين : كبائر وصغائر

الكبائر: من الكبائر صراحة مثل : الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله والسحر وشهادة الزور وغيرها.
واما مالم يرد دليل خاص بتسميته كبيره فقد اجتهد العلماء في وضع ضابط تعرف به الكبيره من غيرها فقالوا في تعريف الكبيره : كل معصيه دل دليل على تغليظ تحريمها،اما بلعن او غضب او عذاب او نار او حد في الدنيا ونحو ذلك.

الصغائر : الصغيره هي مالم ينطبق عليها حد الكبيره، ومن امثلتها : الخروج من المسجد بعد الاذان لغير حاجه،وترك اجابة الدعوه لعرس بدون عذر،وترك رد السلام ،وعدم تشميت العاطس الذي حمد الله وغير ذلك.


التحذير من الاستهانه بالصغائر

مما يدل على خطورة الاستهانه بالصغائر مايلي :
1- ان من الواجب على المسلم ترك جميع مانهى الله عنه ورسوله ،لافرق في ذلك بين الصغائر والكبائر.
قال صلى الله عليه وسلم(مانهيتكم عنه فاجتنبوه) رواه البخاري.

2-ان ترك الذنب تعظيم لحق الله تعالى على العبد وتعظيم لما نهى عنه ورسوله.لذلك قال بلال بن سعيد رحمة الله عليه_ لاتنظر الى صغر الخطيئه،ولكن انظر الى من عصيت.

3-انه قد ورد التحذير من التهاون بالصغائر بنص خاص وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم(اياكم ومحقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود،حتى جمعوا مانضجوا به خبزهم،وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)رواه احمد.واسناده حسن.

4- ان الصغيره قد تجر الى غيرها من الصغائر او كبائر وهذا انما يكون من استدراج الشيطان للعبد.قال تعالى(يايها الذين امنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان)

5-ان الصغائر تتحول الى كبائر بعدة اسباب منها :
1-الاستمرار عليها والاعتماد لها قال ابن العباس رضي الله عنهما (لا كبيره مع الاستغفار ولا صغيره مع الاصرار)

2-الفرح بفعلها او الافتخار به.قال صلى الله عليه وسلم(كل امتي معافى الا المجاهرين،وان من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول:يافلان قد عملت البارحه كذا وكذا ،وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)رواه البخاري ومسلم.

3- ان تصدر عمن يقتدى به الناس،لانه يفعله يتسبب في اغوائهم فيكون عليه وزر نفسه ومثل اوزارهم.


لما دخلوا على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في مرض موته قالوا له : ماذا تشتكي ؟
قال : اشتكي ذنوبي !
ثم قالوا له : وماذا تشتهي ؟
قال : اشتهي رحمة ربي .

أبو عبدالرحمن الإمام العلم الفقيه، من السابقين إلى الإسلام كان يقول : لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا، وهو ممن شهد بدرًا.

وزكاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " يرحمك الله إنك غُلِّيَمٌ معلَّم " .

وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد : أنه لما صَعَد على شجرة فضحك بعض الصحابة من دقة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم : " أتضحكون من دقة ساقيه إنها في الميزان عند الله أثقل من جبل أحد " .

فمع هذه الفضائل وهذا الشرف وغيرها من الفضائل التي لم أذكرها، هو يخاف من الذنوب، بل جاء عنه رضي الله عنه أنه لما تبعه بعض تلاميذه قال لهم : عودوا والله لو تعلمون ما عندي من الذنوب لحثوتم التراب على رأسي.

وفي صحيح البخاري يقول رضي الله عنه : " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه قال به هكذا " وأشار بيده على أنفه.

فيصور لنا عبدالله بن مسعود حال المؤمن مع الذنوب تصويرًا دقيقًا فالمؤمن لشدة خوفه من الله لا يأمن على نفسه يرى ذنبه كالجبل الذي لو وقع عليه لأهلكه فهو خائف غير آمن من سوء عاقبة الذنب بينما الفاجر المقصر والعاصي قليل المعرفة بالله يستهين بالذنب ولا يأبه له ولا يراه شيئًا يذكر، بل يراه كأنه ذباب وقع على أنفه فأبعده غير مبالٍ من سوء العاقبة نسأل الله العفو والعافية.

قيل للحسن البصري : " ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود، قال ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا الاستغفار " .

وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : " أيها الناس من ألم بذنب فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال، وإن الهلاك كل الهلاك في الإصرار عليها " .

قال سعيد بن المسيب في قول الله تعالى : ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَْوَّابِينَ غَفُورًا ﴾[4] قال : هو الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب.


أتفرح بالذنوب وبالمعاصي وتنسى يوم يؤخذ بالنواصي
وتأتي الذنب عمدًا لا تبالي ورب العالمين عليك حاصي


الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ،و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .

يا صاحبالخطايا اين الدموع الجارية ، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لكإذا جاءك الموت و ما أنبت ، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟


◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     %D9%8A%D8%A7%20%D8%BA%D9%81%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%86%D9%88%D8%A8.jpg_thumb


آثار الذنوب على الإنسان

قال تعالى : (( ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) الآية30 في سورة الشورى
إن المعاصيَ التي يقترفها الناس آناء الليل وأطراف النهار لها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع والحياة كلها، وذلك أنّ قوام الحياة وصلاحها إنما هو في الطاعة والاستقامة على أمر الله والتقيد بشرعه الحنيف، وكلّ انحراف عن أمره، وكل اتباع لنزغات الشيطان, وكل تفلُّت من دينه إنماهو ركض وراء السراب، وضرب في تيه الشقاء، ولا بد أن يلمس الإنسان آثارها النكرة في نفسه وحياته ثم في أخراه يوم لقاء ربه.

1 - نسيان العلم وذهاب الحفظ : ويا لها من عقوبة ما أقساها على أهل العلم وطلبته، وذلك أن العلم نور يقذفه الله في القلوب العامرة بطاعته المنيبة إليه سبحانه، والمعصية ظلمة قد علاها قُتار الشهوات الهوجاء، وأنّى للنور أن يأنس بالظلام؟!
ولذلك روي أن الإمام الشافعي رحمه الله لما جلس بين يدي إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله ورأى عليه مخايل النجابة والذكاء بادية، وأعجبه وفورُ عقله وكمال حفظه قال له ناصحا: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.
والشافعي رحمه الله هو القائل في الأبيات التي سارت بين طلبة العلم مسير الشمس:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي
وقد يتساءل إنسان فيقول: إن فلاناً من الناس قد أُعطيَ حفظا واستحضاراً على فجوره الذي عُرف به في الناس فكيف ذلك؟!
فنقول: اقرأ كتابَ الله تعالى تجد الجواب واضحاً، يقول الله عز وجل: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِى ءاتَيْنَاهُ ءايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَاكِنَّهُ أَخْلَدَ إلى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث [الأعراف:175، 176].
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله معلقاً: "ففي الآية دليل على أنه ليس كل من آتاه الله العلم فقد رفعه به،إنما الرفعة بالعلم درجة فوق مجرد إتيانه".
كم من فاجر كان حظه من العلم قيل وقالوا، ليكون ذلك حجةً عليه عند الله، دون حقيقة العلم التي تورث الخشية والإنابة.

2 - الوحشةُ التي تحدثها المعاصي بين العبد وربه، واستثقال الطاعات، واستمراء الفواحش، واعتيادٍ لها، ويا لها من سكرة ما أشد عماها على القلب إن لم يُمدّ صاحبها بنفحة من نفحات الرحمة والهداية، فإنه واقع في حُفرة من حفر الشقاء والعذاب الواصِب لا محالة.
أيها المؤمنون، إن حياة المرء الحقيقية إنما هي حياة الطاعة، وشعور العبد أنه خلع عنه ربقة العبودية للخلق، وآوى إلى ظلال العبودية الحقة التي ترفعه عن الطين وجواذبه، ليحط رحال القلب في ساحات العبودية لله رب العالمين. ولهذا جعل الله الكافر ميتاً غير حي فقال: أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء [النحل:21]، وتأملوا بالمقابل في قول بعض الصالحين المخبتين الذين وجدوا برد الطاعة والإنابة إذ يقول: "إنه لتمرّ بالقلب لحظات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي خير عظيم". إنّ في الدنيا جنة لا يدخل جنة الآخرة من لم يدخلها، إنها جنة الطاعة والعبودية التي يُحرم منها العصاة الفجرة.

3 - الحيرة والشقاء وتمزّق القلب في شعاب الدنيا، واللهث وراء السراب، واتباع الشياطين المتربصة على أفواه السبل المنحرفة عن السبيل الحق.

4 - حرمان الرزق وفي المسند إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي

5 - وحشية يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام فلو لم ترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريًا بتركها وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي ومنها تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه وهذا كما إن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا ويالله العجب كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أتى ومنها ظلمته يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فان الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد قال عبد الله بن عباس : إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق .

6 - المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها أعملني أيضا فإذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك كانت السيئات أيضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة .
ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه إليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله إليه الشياطين فتأزه إليها أزا فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه .

7 - ومنها وهو من أخوفها على العبد أنها لضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متي أمكنه وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .

8 - ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه .

9 - ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد كما قال الله تعالى ومن يهن الله فماله من مكرم وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه ومنها أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك فان الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال إن المؤمن يري ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار .

10 - ومنها أن المعصية تورث الذل ولا بد فان العز كل العزفى طاعة الله تعالى قال تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعته وكان من دعاء بعض السلف اللهم أعزاني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك قال الحسن البصري إنهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين إن ذل المعصية لا تفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه 0
وقال عبد الله بن المبارك
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سؤ ورهبانها

11 - ومنها إن المعاصي تفسد العقل فان للعقل نورا والمعصية تطفيء نور العقل ولابد وإذا طفئ نوره ضعف ونقص وقال بعض السلف ما عصي الله أحد حتي يغيب عقله وهذا طاهر فانه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى أو نجهر به هو مطلع عليه وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون إليه وواعظ القرآن نهاه وواعظ الإيمان ينهاه وواعظ الموت ينهاه وواعظ النار ينهاه والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله والاستخفاف به ذو عقل سليم .

12 - ومن آثار الذنوب والمعاصي إنها تحدث في الارض أنواعا من الفساد في المياه والهوى والزرع والثمار والمساكن قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قال مجاهد : إذا ولي الظالم سعى بالظلم والفساد فيحبس بذلك القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد .

13 - ومن عقوباتها أنها تطفي من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن فان الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كمال يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديث وأشرف الناس وأعلاهم قدر وهمة أشدهم نفسه وخاصته وعموم الناس ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الأمة والله سبحانه أشد غيرة منه كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني وفي الصحيح أيضا عنه انه قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف يا جهلتم محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو ترني أمته وفي الصحيح أيضا عنه أنه قال لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب اليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ولا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك أثنى على نفسه .

14 - ومن عقوباتها ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير وذهاب كل خير بأجمعه وفى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء خير كله وقال ان مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت وفيه تفسيران أحداهما انه على التهديد والوعيد والمعنى من لم يستح فانه يصنع ما شاء من القبائح إذا لحامل على تركها الحياء فإذا لم يكن هناك حياء نزعه من القبائح فانه يواقعها وهذا تفسير أبي عبيدة والثاني إن الفعل إذا لم تستح فيه من الله فافعله وإنما الذى ينبغي تركه ما يستحي فيه من الله وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ابن هاني فعلى الأول يكون تهديدا كقوله اعملوا ما شئتم وعلى الثاني يكون إذنا وإباحة فان قيل فهل من سبيل إلى حمله على المعنيين قلت لاولا على قول من يحمل المشترك على جميع لما بين الإباحة والتهديد من المنافات ولكن اعتبار أحد المعنيين يوجب اعتبار الآخر والمقصود ان الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية حتى ربما انه لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعله والحامل على ذلك انسلاخه من الحياء وإذا وصل العبد إلى هذه الحالة لم يبق في صلاحه مطمع .

15 - ومن عقوباتها أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله وتضعيف وقاره في قلب العبد ولابد شاء أم أبى ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه وربما اغتر المغتر وقالإنمايحملني على المعاصي حسن الرجاء وطمعي في عفوه لا ضعف عظمته في قلبي وهذا من مغالطة النفس فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد وتعظيم حرمانه يحول بينه وبين الذنوب
و المتجرؤن على معاصيه ما قدروه حق قدره وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه أو يكبره أو يرجو وقاره ويجله من يهون عليه أمره ونهيه هذا من أمحل المحال وأبين الباطل وكفى بالعاصي عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله وتعظيم حرماته ويهون عليه حقه .

16 - ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة وقد قال تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير وقال تعالى
:" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " فأخبر الله تعالى إنه لا يغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره وأسباب رضاه بأسباب سخطه فإذا غير غير عليه جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد فأن غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز قال تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال" .
وقد أحسن القائل
إذا كنت في نعمة فارعها * فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد * فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت * فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى * لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم * شهود عليهم ولاتتهم
وما كان شيء عليهم أضر * من الظلم وهو الذي قد تصم
فكم تركوا من جنان ومن * قصور وأخرى عليهم أطم
صلوا بالجحيم وفات النعم * وكان الذي نالهم كالحلم

17 - ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي فلا تراه إلا خائفا مرعوبا فان الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمانا ومن عصاه انقلبت مأمنه مخاوف .

18 - ومنها تسليط الأعداء وذهاب القوة ونزع الهيبة من قلوب الأعداء.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمر أن النبي قال: ((بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة من الصغار على من خالف أمري, من تشبه بقوم فهو منهم)).

19 - ومن عقوباتها أنها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير أصغر كل شيء وأحقره كما أن الطاعة تنمها وتزكيها وتكبرها قال تعالى قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها والمعنى قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها وقد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله .

20 - ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم وأقربهم منه منزلة أطوعهم له وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلة عنده فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه فأسقطه من قلوب عباده وإذا لم يبق له جاه عند الخلق وهان عليهم حسب ذلك فعاش بينهم أسوء عيش خال الذكر ساقط القدر زري الحال لا حرمة له فلا فرح له ولا سرور فإن خمول الذكر وسقوط القدر والجاه معه كل غم وهم وحزن ولا سرور معه ولا فرح وأين هذا الألم من لذة المعصية لولا سكر الشهوة .

21 - ومن عقوباتها أنها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصي الله وما محت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق قال الله تعالي ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض وقال تعالى وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه وأن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وفي الحديث أن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته وإن الله جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط وقد تقدم الأثر الذي ذكره أحمد في كتاب الزهد أنا الله إذا رضيت باركت وليس لبركتي نص وإذا غضبت لعنت ولعنتي تدرك السابع من الولد وليست سعة الرزق والعمل بكثرته ولا طول العمر بكثرة الشهور والأعوام ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه وقد تقدم أن عمر العبد هو مدة حياته ولا حياة لمن أعرض عن الله و اشتغل بغيره بل فحياة البهائم خير من حياته فإن حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته وحده أو الإنابة إليه والطمأنينة بذكره والأنس بقربه ومن فقد هذه الحياة فقد الخير كله .

22 - ومن شؤم المعاصي ظهور الأوجاع الفتاكة وارتفاع البركة من الأقوات والأرزاق.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) رواه ابن ماجه وهو صحيح. [السلسلة الصحيحة (106)].
معاشر المؤمنين، هذه بعض آثار المعاصي المدمرة، وهذه بعض ثمارها النكدة، فهل من مشمِّر تائب منيب، قُلْ ياعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].


اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وآمن روعاتنا.


◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     EaJ16108


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشبح

عضو فضي  عضو فضي
الشبح


الجنس : ذكر
العمر : 36
الموقع كوكب الأشباح
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 512

◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     Empty
مُساهمةموضوع: رد: ◙✧◙ إياك والذنوب ◙✧◙    ◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     Icon_minitimeالسبت 11 فبراير 2012, 10:27 am

◙✧◙  إياك والذنوب  ◙✧◙     8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
◙✧◙ إياك والذنوب ◙✧◙
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: