[۞]╣╠ الحصانة الإلهية والعمل من أجلها ╣╠[۞]
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالتعوذات المشهورة والمنقولة عنه ثم عندما نزلت المعوذتان العظيمتان سورة الفلق وسورة الناس أخذ بهما وترك ما سواهما، ففيهما كل الخير والبركة والنجاح والصلاح والفلاح، ولهذا فإنه ينبغي الحرص كل الحرص عليهما، مع سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن ففي ذلك - إن شاء الله - الحصانة الإلهية التامة لكل من قرأ بهذه السور الثلاث غير شاك ولا مرتاب ولا متردد، فنسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا علم ذلك، والعمل به، وتعليمه لأمة الإسلام، اللهم آمين).
ثانيًا: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من أعين الجان وأعين الإنس فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك.
ثالثاً: عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود، قال: فاشتكى لذلك أياماً فأتاه جبريل _ج بالمعوذتين وقال: إن رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً والسحر في بئر ذروان، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فاستخرجوه فجاء به، قال فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أنشط من عقال، قال: فما ذكر النبي ذلك اليهودي شيئاً مما صنع به، قال: ولا أراه وجهه.
هذا ما تيسير ذكره وإيضاحه وشرحه لبعض فضائل هاتين السورتين، وبعض السور الأخرى التي تم شرح وإيضاح فضائلها، وذلك من أجل حفظ النفس والأهل من الجن والشياطين بإذن الرحمن الرحيم، فإذا أراد كل مسلم ومسلمة أن يحصل على الحصانة التامة الكاملة ويحفظ نفسه وأسرته من الشيطان الرجيم فعليه أن يحافظ على الصلاة العظيمة مع جماعة المسلمين في المساجد وعدم التخلف عنها في أوقاتها المحددة لقول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النِّسَاء: 103].
رابعًا: ينبغي أن يقرأ في الصباح والمساء وعند النوم ما يلي :
1- سورة الفاتحة وقبلها الاستعاذة والبسملة.
2- آية الكرسي.
3- ثلاث آيات من آخر سورة البقرة.
4- سورة الإخلاص.
5- سورة الفلق.
6- سورة الناس.
وإذا كان لا يستطيع ذلك أو لا يحفظ أو يشق عليه فلا يستطيع فعليه أن يحافظ على ما يلي:
1- سورة الفاتحة.
2- آية الكرسي.
3- سورة الإخلاص والمعوذتين.
وبتطبيق ذلك والعمل به صباحاً ومساءً وعند النوم فلا سبيل ولا طريق للجن والشياطين بالوصول إليه بإذن الله سبحانه وتعالى.
خامسًا: ينبغي علينا جميعاً أن نحرص كل الحرص على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نحصن أنفسنا وأهلينا وأسرنا بذكر الله سبحانه وتعالى وذلك بالعمل بالسنة واتباعها، وكذلك الحث والحرص على تعلم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بها، ولا شك أن في هذه الأحاديث النبوية كل الخير والبركة، وهي أيضاً حصانة لكل مسلم ومسلمة، ولذلك نوضح ونذكر للجميع جانباً مهماً من بعض هذه المشاهد والصور التي كان يقوم بها صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم، للعمل بها وتطبيقها والتركيز عليها، ومن أجل أن يعد كل منا نفسه لهذه الأذكار ويعمل بها، ويتحصن بها من عدوه الشيطان الرجيم في الصباح والمساء، وعند النوم، وإليكم بعض ما ورد من هذه الأحاديث، وكذلك الأحاديث التي أوضحها وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته لتتحصن بالذكر العظيم المبارك وليكون أصحابها من أولياء الرحمن فإن الذاكرين الله والذاكرات لهم منزلة عظيمة رفيعة جليلة عند الله عز وجل، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم منهم، اللهم آمين.
سادسًا: ينبغي أن نذكر للجميع بعض تلك الأذكار للعمل بها وتعليمها للغير ففيها كل الخير والصلاح والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وهي كما يلي:
أولاً: لقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه بقوله: «إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصحبنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصحبنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير».
ثانيًا: قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم فلا يضره شيء».
ثالثًا: قال صلى الله عليه وسلم: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلفتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلى أنت، قال: «من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها في الليل موقناً بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة».
رابعًا: قال صلى الله عليه وسلم: «من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك».
خامسًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها، قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد قلت بعدكِ أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» (وهذا يسمى بالذكر المضاعف فأوصي نفسي وكل مسلم ومسلمة أن يقولها مع المداومة عليها والحرص على ذلك للحصول على الأجور العظيمة) في الصباح والمساء.
سادسًا: «اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه أشهد ألا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم» قال: «قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك».
سابعًا: قال صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه».
ثامنًا: قال صلى الله عليه وسلم: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء».
تاسعًا: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم أضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، وأجعلهن من آخر كلامك، فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة «قال: فرددتهن لأستذكرهن، فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت قال: قل: «آمنت بنبيك الذي أرسلت».
عاشرًا: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو وذكر القصة، وفي آخرها أنه قال له: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فأخبر أبو هريرة رضي الله عنه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنه صدقك وهو كذوب».
الحادي عشر: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بها ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات»، ثم يسبح ثلاثا وثلاثون ويحمد الله ثلاثا وثلاثون ويكبر الله أربعًا وثلاثون. (كما ثبت في صحيح البخاري).
الثاني عشر: قال صلى الله عليه وسلم: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء».
هذا موجز مختصر يكفي ويشفي ويحفظ من عمل به بإذن الله عز وجل، وفيه الكفاية والخير والصلاح والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ الجميع، اللهم آمين.